Menu Close

يد الموت | قصة قصيرة

يد الموت | قصة قصيرة

كتبت: ساندي هشام

طُرق باب منزلي في وقت متأخر ليلاً ,
فُزعت لعدم وجود أحد معي قررت تجاهل الطارق في ذلك الوقت خصوصاً مع ذلك الجو قارص البرودة.

  “من سيواصل الطرق بإصرار هكذا”

يد الموت | قصة قصيرة
يد الموت | قصة قصيرة

حبست أنفاسي وتسلل شعور القلق لأعماقي، لأنهض متجاهلة برودة أطرافي حين أزلت عني الغطاء.

نظرت عبر شق الباب لأجد شخص غريب عملاق بشكل مبالغ تحيط به هاله من السواد التام .

إرتعدت بشده لأسمع صوته يصل لمسامعي مخبر إياي عند جدية رغبته في الحديث معي ، بطريقه مسيرة فتحت الباب وأنا أرتعش لأجده يضع في يدي ظرف وربط علي يدي بطمئنينه غريبه ليغادر, حينها أغلقت الباب خلفه وجلست مكاني أحاول إستيعاب ما حدث للتو فتحت الظرف وبدأت أقرأ بصوت مسموع .

تابع كوكب المعرفة 

لا داعي للفزع مني ,فأنا دائماً ما أتِ بدون معاد مسبق , أطرق أبواب أرواحكم المعلقه لأخدها معي للأفاق , وحان وقتك لتغادري فما نفع تشبثك بتلك الحياه , فقط إتركي كل شئ ، وتمسكي بيدي

قرأتها مراراً وتكراراً لم أفهم مغزاها ولم أستوعب مقصدها حقاً.. أحدهم علي الأرجح يعبث معي !.

تركت الخطاب أمام الباب وعودت لغرفتي لأدثر جيد من تلك البروده القارصه ولكن لم يمضي وقت طويل حتي شعرت ببروده شديدة في أطراف قدمي ما زلت أحاول سحب قدمي تحت الغطاء الدافئ ولكن لا تغيير، لأفتحي عيني بغضب ، نهضت لأصرخ من هول ما رأيته..

وجدت فراشي يطفو فوق الماء في منتصف المحيط ..

تشبثت جيد في حواف الفراش مرعوبه من الوقوع في أعماق المحيط ، لمحت بطرف عيني ظرف أخر مشابه لما تلقيته ، إلتقطه بحذر لأمسك به بإحكام واليد الأخري مشغوله بالتشبث بواحف الفراش .

 

ما زلتي تحاولين الفرار مني , ومازلت أحاول إخبارك أن لا أحد ينجو , فجميعنا لها , فقط سلمي نفسك للأمر , أعلم أن الخوف ربما يتأكلكِ ، فقط أغلقي عينيك، وتمسكي بيدي

أغلقت عيني بيأس أنا أتمسك بالخطاب بيأس أكبر، أتسأل ماذا يحدث؟ ومتي سينتهي ؟.

سمعت صوت أمواج هادئة … ألم أكن في المحيط ؟!

شعرت برمال ناعمة أسفل قدمي ، وجدت يد صغيرة تتمسك بخاصتي.

 فتحت عيني ببطئ لأجد الشاطئ هادئ تماماً ماعدا الأمواج التي تسابق بعضها للوصول لمرأى عيناى .

نظرت ببطئ لمن يتمسك بيدي لأجد طفله تبتسم بسعاده أنها تشبه أختي حين كانت في عمر العاشرة نظرت بعدها لإنعكاس صورتي علي المياه لأجدي أنا ذات السابعه عشر .

تلك الفتره الهادئه من حياتي وذلك الشاطئ الذي يأخذنا إليه والدي حين كنا أطفال كان ذلك قبل .. قبل أن يتوفي .

وجدته يلوح لي من أعماق البحر ينادي بإسمي وعلي محياه تلك الإبتسامة الدافئة التي إعتاد أن يظهرها لي حين كان يعميني الخوف .

أدمعت عيناي لأجهش في البكاء عانقتني أختي بحنانها المعتاد سمعت صوتها المبحوح من كثرت البكاء يناديني مرار وتكرار

فتحت عيني لأجد خطاب أخر فتحته علي عجل عل ما يحدث لي يصل لنهايته .

 

لا مجال للخوف الآن، إلقي بجميع مخاوفك في أعماق البحار، ستتولي الأمواج تخبئتها جيداً، فقط إتركي كل شئ هنا، وتمسكي بيدي

أغلقت عيناي ويد أختي تعتصر يدي .. سمعت صوتها المبحوح وصرخاتها تخترق مسمعي حاولت فتح عيناي لكنها مغلقه بإحكام تلك المره .. أصوات متتداخلة تطرق مسمعي ..

جهاز قياس النبض ذاك .. أصوات الأطباء رسمية الحديث .. ممرضات ربما، وأختي تنادي بصراخ على …

إذن أنا في مشفى حسناً أتذكر الآن تعرضي للحادث .. فتحت عيناى أخيراً حركتها بصعوبه بالغه في إتجاه أختي التي تبكي بحرقه, ألم حاد في جميع أجزاء جسدي.. نظرت لعمق عيناها الداميه لأجد الخطاب الأخير قد نص بين ثنايا دموعها الجاريه .

 

لا تقلقي عليها فلها موعداً , فقط إستسلمي , أغلقي عينيك , وتمسكي بيدي

إبتسمت لها معبرة عن عدم خوفي تلك المره ,مستسلمه ,مشتاقه ,أسفه, تركتك مبكراً ربما … أغلقت عيني للمرة الأخيره

وكنت لها.

تابع المزيد من القصص على قناة تليجرام

مقترح لك ...