Menu Close

عبقري الرياضيات عمر عثمان يؤكد نبوءة زويل

عبقري الرياضيات عمر عثمان يؤكد نبوءة زويل 

كتب : محمد عبدالخالق عبدالعزيز

عبقري الرياضيات عمر عثمان، عندما سأل الدكتور أحمد زويل عن الفرق بين الغرب والدول العربية في ثقافة التعامل مع العلماء والنابغين، قال:

الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء؛ هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل!

عبقري الرياضيات عمر عثمان
عبقري الرياضيات عمر عثمان
انضم لكوكب المعرفة

يمكن أن تُلخص قصة عبقري الرياضيات عمر عثمان في تلك المقولة فلولا سعي عمر للحاق بمنظومة التعليم في الدول الأوروبية لربما اندثر حلمه وشغفه ولما تطور على المستوى العلمي

البداية … مرحلة اكتشاف الموهبة 

ظهرت ملامح النبوغ والموهبة على عمر منذ سن مبكر وقد لاحظ والده ذلك من قدرته على حل أعقد المسائل الرياضية والمعادلات بشكل صحيح.

وقد اكتشف مدرسينه في الصف الخامس الابتدائي تلك الموهبة الملفتة للنظر في الرياضيات من خلال قدرته على فهم ومطالعة مناهج المراحل التالية له و مناقشتهم في الكثير من النظريات الرياضية.

وفي ذلك الوقت أقامة المدرسة ندوة لـ”عمر” وناقش فيها أكثر من 100 مدرس رياضيات من جميع المراحل، بالإضافة إلى موجهي المادة، مما أثار إعجاب الجميع بما فيهم والده.

يقول عبقري الرياضيات عمر عثمان عن تلك المرحلة ” كنت أحب مشاهدة البرامج التعليمية لمواد الرياضيات التفاضل والتكامل للثانوية العامة، كما قرأت الكثير من كتب الرياضيات.

وتمكنت من حل اختبارات الرياضيات للثانوية العامة 2009، وهو العام الذي شهد جدلا كبيرا حول صعوبة امتحان الرياضيات وشكوى كثير من الطلاب منه  ” .

عبقرية عمر وحدها لا تكفي  

نعم العبقرية وحدها لا تكفي، فلابد من وجود من يكتشفها وينميها ويطورها وهذا ما حدث مع عمر وفقا لما سنذكره… 

أثناء دراسته في الصف الأول الإعدادي تمكن عمر من حل مسائل رياضية ومعادلات حسابية تفوق مرحلته الدراسية وتتخطى القدرات الفكرية لأقرانه من نفس المرحلة.

ولكنه كان في حاجة إلى صقل تلك الموهبة بالدراسة العلمية، فعمل بنصائح أساتذته وذهب للتقدم للدراسة في الجامعات المصرية.

ولكن لا يوجد قانون يسمح له بالدراسة في الجامعة دون إتمام مراحله الدراسية كاملة والحصول على شهادة الثانوية العامة…وهي إحدى الصعوبات التي واجهت عمر في طريق تحقيق هدفه؟.

حيث أصبح أمامه خياران إما أن يتخلى عن الدراسة بالجامعة والاستفادة من أستاذتها وبرامجها الدراسية المتقدمة والتي يحتاجها لكي يتطور في مجاله.

أو يلتزم بالمسار التعليمي له وينتظر حتى ينتهي منه ويلتحق بالجامعة، ولكن عمر لم يترك الجامعة واستمر في حضور المحاضرات في أكثر من جامعة بشكل غير رسمي فلم يكن مقيد بأي جامعة ولكن تعاون معه الكثير من الأساتذة الجامعيين في جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية

يجب أن نذكر هنا أن عمر أيضا لم يلتحق بالدراسة الجامعية إلا بعد أن تأكد الأساتذة من موهبته وعبقريته الفذة فقد تم إجراء امتحان استثنائي خاص بطلبة الفرقة الأولي بكلية الهندسة ونجح فيه بجدارة ليسمح له بدخول محاضرات طلبة كلية الهندسة.

ولكن بشكل غير رسمي طبعا لعدم حصوله على شهادة الثانوية العامة، بالإضافة إلى التحاقه بجامعة القاهرة، كلية علوم حيث قدم له الأساتذة هناك كل الدعم بعدها انتقل عمر إلى الجامعة الأمريكية وأكمل دراسته لمدة ثلاث سنوات.

وعن تلك المرحلة الصعبة يقول عمر ” لم أيأس من فكرة عدم حصولي على شهادة جامعية حتى بعد إتمام برامج مرحلة البكالوريوس وما يهمني فقط هو الاستفادة العلمية.

فكنت أحضر يومين بالمدرسة ويومين بالجامعة الألمانية ولم اكتفي بذلك بل ذهبت لكلية العلوم جامعة القاهرة بالإضافة لدراستي مناهج بكالوريوس الرياضيات بالجامعة الأمريكية”


اقرأ أيضا: كورس عبقرية التفوق – طرق المذاكرة الذكية


رحلة التميز… من الشهادة الإعدادية لدرجة الدكتوراه  

قام عمر بمراسلة إحدى الجامعات البريطانية للحصول على درجة الماجستير ولم ينجح الأمر لعدم وجود ما يثبت أنه حصل على الثانوية العامة والبكالوريوس، لكنه نجح فى الالتحاق بمدرسة صيفية بفرنسا.

وهناك ساعدته دكتورة فرنسية في الالتحاق بالدراسة في المدرسة العليا للأساتذة، حيث وقع عليه الاختيار من بين أفضل 10 طلاب فى الرياضيات من مختلف دول العالم لكي يدرس مع أفضل 40 طالب فى فرنسا!.

سافر إلى العاصمة الفرنسية باريس، وهو لا يحمل سوى الشهادة الإعدادية، فلم تطلب الجامعة شهادة البكالوريوس أو الثانوية العامة للدراسة، بل تم قبوله نظراً لتفوقه، واجتاز كل السنوات الدراسية التقليدية.

في البداية واجهته صعوبة كبيرة في تعلم اللغة الفرنسية لأنه كان غير متقن التحدث بها، وبالرغم من ذلك تم قبوله بعد أن تجاوز الأربع اختبارات عن جدارة والتحق بعد ذلك ببعثة دراسية بفرنسا للدراسات العليا.

حصل على الماجستير وهو بعمر 19 عاما، رغم أن سن القبول بالجامعة هو 19 عاما، ثم بعد ثلاث سنوات وتحديدا بتاريخ 4 أكتوبر 2018 وهو بعمر 22 عاما حصل على الدكتوراه من جامعة “باريس 7”.

يتخصص فى مجال الهندسة غير التبادلية، بعد أن ناقشة 7 من كبار أساتذة الرياضيات بالعالم منهم واحد حاصل على ميدالية فيلدز (Alain Connes)، وهي أهم جائزة على مستوى العالم في الرياضيات و تعادل جائزة نوبل.

وقد تضمنت تقارير المحكمين للرسالة تعبيرات من نوع “Exceptionally fine piece of work” (يعني عمل غير عادي ..). وبذلك يكون عمر عثمان هو تالت واحد على مستوى العالم يحصل على درجة الدكتوراه فى هذا السن وأصغر مصري وعربي وأفريقي يحصل عليها.

تعاقد الباحث المصري، مع الجامعة الفرنسية عام آخر، واستمر فى مهامه بالتدريس بها حيث تحتل تلك الجامعة مكانة دولية وفق تصنيف بحوث وتدريس الرياضيات ووقتها لم يحدد وجهته القادمة مرحلة بحوث ما بعد الدكتوراه.

إلا إنه أكد أنه متحمس لاستكمال دراساته فى فرنسا لكونها من أهم بلاد العالم فى هذا التخصص العلمى وتنافسها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا إضافة إلى اليابان وأستراليا.


اقرأ أيضا: فى ذكرى وفاته | ما هي أقوال العالم أحمد زويل التي خلدها التاريخ؟


ماذا يفعل عبقري الرياضيات عمر عثمان حالياً ؟

يكمل عمر الآن مرحلة بحوث ما بعد الدكتوراه في دولة ألمانيا، وكانت وزارة التعليم العالي في مصر قد أعلنت عن تعاقدها مع الدكتور عمر ليقوم بالتدريس في جامعة الجلالة الأهلية.

وهذا ما كان يريده عمر دوما وقد أعلنه منذ ظهوره الإعلامي الأول وقت أن كان مايزال في مرحلة الدراسة الإعدادية، إلى حرصه على التواجد في مصر وعمل أبحاثه هنا بقوله ” هدفي خدمة بلدي وأن أكمل أبحاثي داخل مصر”.

ولكن البيروقراطية المصرية كان لها رأي آخر في ذلك…، فلم يكن ليفعل ذلك لولا ذهابه للخارج لإكمال دراساته العليا هناك في أرقى الجامعات العالمية. 

 إنها ببساطة قصة الطفل المصري عبقري الرياضيات عمر عثمان الذي أبهر مدرسينه من أساتذة الرياضيات منذ مرحلة الابتدائية في مصر حتى حصوله على الدكتوراة في فرنسا في سن ال22 ومازال يبدع في مجالات البحث العلمي وننتظر في المستقبل القريب حصوله على أرفع الجوائز العالمية. 

أهم ما نتعلمه من قصة عبقري الرياضيات عمر عثمان  

  • يجب تذليل كل العقبات أمام النوابغ من أمثال عمر وتشجيعهم وتوفير البيئة المناسبة لإبداعهم، يقول الدكتور هانى الحسينى أستاذ الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة، وهو واحد ممن اكتشفوا عمر وتبنوهُ علميا ” يتميز الأطفال الذين يتمتعون بهذه الموهبة بقدرة غير عادية على استيعاب موضوعات الرياضيات وحل مسائلها، كما تسعى العديد من الدول لوضع نظم اكتشاف تلك المواهب والتعامل معها بتنميتها وفتح الطريق أمام الأطفال الموهوبين لتحقيق ما تؤهله له قدراته” 
  • من أهم تلك النظم : المسابقات العلمية فى الرياضيات على مستوى المدارس الإعدادية، ومدارس المتفوقين في الرياضيات التي تُلحق عادة بالجامعات لضمان الإشراف العلمى الدقيق.
  • اهتمام الآباء والأمهات منذ وقت مبكر بمهارات أطفالهم والتركيز على نقاط قوتهم حتى يتم توجيهها في الاتجاه الصحيح والمناسب له، بالعلم والدراسة وتطويرها لكي يتميزوا ويبدعون فيها، فلا يمكن إنكار دور كلاً من والد ووالدة عمر في مساعدته وتوجيهه والاهتمام  بموهبته منذ الصغر ولولا ذلك لما سمعنا به اليوم ولما تحدثنا عنه.
  • ضرورة تعديل اللوائح والقوانين للسماح بالتسريع الدراسى لهؤلاء الموهوبين والعباقرة من أمثال عمر للاستفادة من قدراتهم إذا كانوا مؤهلين لذلك عن طريق عقد اختبارات وقياس قدراتهم الفكرية والعلمية بشكل دقيق وبإشراف أساتذة من الجامعات في مختلف التخصصات..
  • وجوب الاهتمام الإعلامي والمجتمعي بالشخصيات من أمثال عمر حتى تكون نموذج وقدوة حسنة للأطفال والشباب للاهتمام بالعلم والتسلح به.


مقترح لك ...