كيفية بناء العادات الإيجابية
كتبت : سعاد دربال
” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ “
من هنا تبدأ رحلة التغيير التي يدركها الإنسان و يرغب في إصلاح النفس وسلوك والعادات
إذن فكيف نغير عاداتنا السيئة؟وكيف نتخلص منها؟
و كيف تكونت معنا هذه العادات؟ و كيف نبني عادات إيجابية؟
هي تساؤولات يطرحها البعض عندما يلاحظون أن تصرفاتهم لا تتماشى مع قيمهم ومبادئهم وشعورهم بعدم الرضا يولد لديهم نوع من الصراع الذاتي وهذا ما يدفعهم نحو التفكير لتغييرعاداتهم سلبية ،وبناء عادات إيجابية تتماشى مع قيمهم و تبرز شخصيتهم بشكل الذي يتناسب مع تطلعاتهم
فماهي العادة؟ ومن مسؤول عنها؟
العادة هي ذلك السلوك الذي نقوم به دون جهد وتفكير بل بشكل تلقائي
إذن من المسؤول عن هذه التلقائية؟
إن العنصر المسؤول في هذه العملية هو الجزء موجود في الدماغ والذي يسمى بالعقدة القاعدية والتي بدورها تتحكم في السلوك والعادات
لذا يمكننا القول أن العقل شديد الذكاء، فعندما يركز على سلوك المتكرر لفترة يقوم بتحويله إلى عادة حتى لا يستنزف طاقته الذهنية في التفكير والتركيز لذا يحول السلوك إلى عادة لتصبح بشكل تلقائي
فكيف تكونت العادة وأصبحت تتحكم في تصرفاتنا؟
كل شيء في حياتنا إلا ما يمر بمراحل تكوينية
فالعادة كذلك تمر بهذه المراحل وهي :
أولا : المحفز : وهو العامل الذي يدفعك لعمل العادة
ثانيا: السلوك : ونقصد به ممارسة العادة نفسها
ثالثا: المكافأة: وهي المشاعر الذي يحصل عليها الشخص من خلال ممارسته للعادة
دعنا نجسد هذه المكونات على المثال آتي :
الشخص المدخن = الممارس العادة
السجائر = المحفز
التدخين = السلوك
المتعة = المكافأة
نلاحظ أن بالنسبة للشخص المدخن فعلبة السجائر هي المحفز الذي جعله يمارس سلوك التدخين و بالتالي سيحصل شعور المتعة
لذا يجب علنا إدراك أن العادة السلبية تمنحنا شعورا مؤقتا وضررا على مدى البعيد
أما العادة إيجابية رغم شعورنا بالألم وتعب إلا أنها تعود علينا بعائد إيجابي على المدى الطويل
فهل سيقبل العقل السلوك الجديد وهل سيبني عادة جديدة؟
لن يتقبل العقل السلوك بسهولة وإنما كذلك يمر بثلاثة مراحل وتسمى :
أولا : مرحلة المقاومة
تعتبر أصعب مرحلة ،إذ يظهر العقل نوع من المقاومة لسلوك الجديد وهنا يجب على الشخص أن يركز على إرادته في تغيير العادة و تركيزه أكثر على الشعور الإيجابي الذي سيحصل عليه كدافع وحافز له
ثانيا : مرحلة عدم الراحة
في هذه المرحلة لم يصل السلوك بعد إلى مستوى المطلوب ولكنه بين القبول و المقاومة و تعتبر هذه المرحلة أقل شدة من المرحلة السابقة و هنا يجب التركيز على التكرار والإستمرارية حتى يصل إلى المستوى المطلوب
ثالثا : مرحلة التلقائية
في هذه المرحلة نستطيع القول أن العقل قد قام بتحويل السلوك الجديد إلى عادة بشكل تلقائي دون جهد أوتفكير
عرفنا مكونات العادة ومراحلها ومن المسؤول عنها
وعليه إن التغيير الإيجابي في الحياة يكون بقوة الإرادة وإتخاذ القرار والصبر للوصول إلى أفضل النتائج
كيف نبني العادات الإيجابية؟
إن معظم الناس يقعون في فخ القلق لذا لاينجحون في بناء عادات جديدة لرغبتهم السريعة للوصول إلى النتيجة ،
وحتى نصنع عادة جديدة يجب علينا الأخذ بهذه الخطوات :
• الوقت المناسب لتكوين العادة:
يعتبر الخبراء أن مدة الزمنية تتراوح مابين22 يوم إلى66 يوم ويرى البعض أنها تختلف من شخص إلى آخر من حيث؛
- نوع العادة وطبيعتها
- قدرات الشخص ومهاراته
- تأثير البيئة المحيطة به
لاتبني عدة عادات في نفس الوقت:
فالعادة تبنى بالتوالي وليس بالتوازي
•الإستمرارية: التكرار والإستمرار لضمان أفضل النتائج
• إستخدام المحفزات البصرية : ضع دائما المحفز أمامك حتى تلتزم بالإستمرار
• حدد الوقت ومكان لتكوين العادة: فإذا أردت إكتساب عادة القرأة مثلا حدد الوقت متى؟، والمكان أين؟
العادة المركبة أوإربط عادة جديدة بآخرى :
أولا: العادة المركبة: تعتبر الرياضة والأكل الصحي، وشرب الماء وتمارين التنفس من العادات مركبة يمكن للشخص القيام بها
ثانيا: ربط عادة بآخرى: يمكن للشخص أن يمارس عادة المشي مثلا فيما يمكنه سماع مايرغب سماعه على هاتفه
• العادات الجوهرية: وهي العادات التي إكتسبنها وحصلنا على نتائج إيجابية مما يجعلنانرغب في بناء عادات آخرى
• المتابعة: وهي الجزء المهم في بناء العادات
فنجاح العادات الجيدة مرهون بأهمية تتبع العادة بشكل يومي مع التكرار والإستمرارية
يقول براين ترايسي: إن 25% من الأشخاص الذين يدونون ما يقومون به يضعهم في الطاقة الإنجاز و بالتالي الوصول إلى أفضل النتائج
لذا إذا بادرت في تغيير العادة السلبية لاتضعف لمؤشرات العقل التي تجعلك تضعف حتى تتغاضى عنها و إن صادف وحصل ذلك فخذ صفة المعاقب و عاقب نفسك بالممارسة السلوك الجديد بشكل مضاعف حتى تجعل العقل يرضخ للقبول أوقم بإنجاز جزء من السلوك حتى يظل العقل في حالة تركيز و تنبيه ليدرك مدى أهمية السلوك بالنسبة لك
فدائما ركز على ما تريد ، ركز على الشعور الإيجابي وإجعله حافزا لك لإكتساب عادة جديدة
كيف نتخلص من العادات السلبية؟
حتى نتخلص من العادات السلبية علينا أن نحرص على التخلص منها بخطوات متتالية
- الإستمرار لضمان أفضل النتائج
- إستبدال عادة ضارة بآخرى مفيدة
- عدم التراجع والإستسلام لمقاومة العقل وإنما جاهد على الإستمرار
- غير البيئة المحيطة بك وإبتعد قدر المستطاع عن الأشخاص المحبطين و السلبيين
- حاول مرافقة الأشخاص الإيجابيين
لذا إحرص على بناء عادات الناجحين حتى تكون حياتك متوازنة ، إجعل روتين يومك يتميز ببناء عادات صباحية و مسائية و عملية
عادات صباحية تبدأ مع بداية الصباح ونسمات الفجرية لذا أنصحك بقرأة معجزة الصباح للمؤلف إلرودهال ونادي الخامسةصباحا لروبن شارما حتى ترتقي بصباحك لتكون أكثر انتاجية ونشاط
و عادات مسائية تجعلك تستمتع بالشعور الراحة و الهدوء
دون أن تنسى بناء عادات عملية تجعل منك شخصا ناجحا لذا أنصحك بقرأة كتاب العادات السبع للناس أكثر فعالية وكتاب العادة الثامنة للمؤلف ستيفن آر.كوفي
ستدرك من خلالهما بناء العادات الشخصية والإنسانية ، ستدرك مبدأ التعاون و التآزرو تخطيط الجيد ومدى أهمية العمل بمبدأ مشاركة ومساعدة الآخرين وكذلك قيمة المعرفة والبحت في تطويرالذات
إن البناء يحتاج إلى المعرفة المطلقة بأهمية شيء لتطبيقه ولإتقانه لذا أعرض عليك مطالعة قوة العادات للمؤلف تشارلز دويج والعادات الذرية للمؤلف جيمس كلير حتى تعزز الجانب المعرفي لديك وتدرك أن النجاح يأتي من البناء الصحيح
خلاصة القول
إن الفرق بين الشخص الفاشل والناجح هي العادات ، فالعادتك التي تملكها الٱن هي التي شكلت الحياة التي تعيشها فحاول بناء عادات صباحية و مسائية و عملية لتصبو إلى حياة الناجحين
إن كنت تبحث عن الشخص الذي سوف يغير حياتك فقط أنظر إلى المرآة
عاداتك هي التي تصنعك
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
كلام جميل ومفيد اتمنى ان اعمل به وساحاول
شكرا على عناوين الكتب القيمة