استراتيجية الابتكار : العنصر الرئيسي لنجاح الأعمال الآن - ما هي وكيف تبنيها؟

لماذا تحتاج الشركات والمؤسسات إلى استراتيجية ابتكار الآن؟

كتب: سامح عبد الهادي

استراتيجية الابتكار التي يمكن بنائها وتفعيلها فى الشركة يمكن أن تنشأ من فكرة أو من كلمة أو موقف .. ولكن لا بد من وجود رغبة حقيقية فى تحويل الفكرة إلى استراتيجية أعمال قابلة للتنفيذ والتطبيق والمتابعة داخل المؤسسة.

وبلا شك أنه في عالم الأعمال اليوم، أصبح الابتكار عنصرًا أساسيًا للبقاء والتقدم. فمع ازدياد التنافس، وسرعة التغيرات في السوق، لا يكفي الاعتماد على الأساليب القديمة.

فلماذا يحتل الإبتكار فى فى الأعمال كل هذه الأهمية ؟

وما المقصود تحديدا ببناء إستراتجية للإبتكار داخل المؤسسة؟

وكيف يمكن ذلك؟

هذا ما سنتحدث عنه سويا .. فلنتابع.

إنضم لكوكب المعرفة مدرسة البيزنس على تليجرام

يلعب الابتكار دورًا حيويًا في:

خلق فرص جديدة:

مما يعني فتح آفاق جديدة للأعمال، وخلق منتجات وخدمات تلبي احتياجات العملاء المتغيرة.

تحسين الميزة التنافسية:

وهذا بدوره سيؤدي إلى التميز عن المنافسين، وجذب عملاء جدد، والحفاظ على ولاء العملاء الحاليين.

الاستجابة للتحديات:

ومن ثم إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها الشركة، مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج أو تغير احتياجات العملاء.

ولكن، لا يكفي مجرد التركيز على الابتكار بشكل عام. بل يجب أن يكون هناك نهج استراتيجي مدروس، يحدد أهداف الابتكار ووسائل تحقيقه.

خطوات بناء استراتيجية للابتكار:

أولا: تحديد أهداف الابتكار:

ما هي الأهداف التي تسعى الشركة لتحقيقها من خلال الابتكار؟

هل تهدف إلى زيادة المبيعات، أو تحسين كفاءة العمليات، أو تطوير منتجات جديدة؟

ثانيا: تقييم القدرات الحالية:

ما هي نقاط القوة والضعف التي تمتلكها الشركة في مجال الابتكار؟

ما هي الموارد المتاحة، مثل الخبرات البشرية والمالية والتكنولوجية؟

ثالثا: تحليل السوق:

ما هي احتياجات العملاء؟

مثلا لو شركة تصنيع أدوات رياضية يمكن أن تدرس أنواع الرياضات الأكثر شعبية بين العملاء المستهدفين، احتياجاتهم من حيث الأداء والراحة والسعر، ميزات الأداء التي يبحثون عنها في أدواتهم الرياضية …

ما هي الاتجاهات السائدة في السوق؟

وكمثال لشركة تجارية يجب التركيز على اتجاهات العملاء في سلوكيات الشراء ، قنوات البيع الأكثر شيوعًا، التكنولوجيا الجديدة التي يمكن استخدامها لتحسين تجربة العملاء؟

ما هي التحديات التي تواجهها الشركة من قبل المنافسين؟

كما لو كانت شركة تكنولوجيا فيجب أن تعرف ما هي نقاط قوة ونقاط ضعف المنافسين، ما هي المنتجات والخدمات التي يقدمونها، ما هي ميزاتهم التنافسية؟

رابعا: اختيار نوع الابتكار:

ما هي أنواع الابتكار التي ستركز عليها الشركة؟

هل ستركز على تحسين المنتجات الحالية، أو تطوير منتجات جديدة، أو تغيير نموذج الأعمال؟

خامسا: وضع خطة عمل:

تحديد الخطوات العملية لتحقيق أهداف الابتكار، مع تحديد الموارد اللازمة والمسؤوليات والأطر الزمنية.

تعتبر خطة العمل بمثابة خارطة طريق لتحقيق أهداف الابتكار. فهي تحدد الخطوات العملية التي يجب اتخاذها، والموارد اللازمة، والمسؤوليات والأطر الزمنية.

ما هي مكونات خطة العمل:

– الخطوات العملية:

تحديد أهداف الابتكار بشكل واضح ومحدد.
تقسيم الأهداف إلى أهداف فرعية قابلة للتحقيق.
تحديد الخطوات المطلوبة لتحقيق كل هدف فرعي.
تحديد التسلسل الزمني للخطوات.

– الموارد اللازمة:

تحديد الموارد البشرية والمالية والتكنولوجية اللازمة لتحقيق أهداف الابتكار.
تقييم الموارد المتاحة حاليًا.
تحديد الموارد الإضافية المطلوبة.

– المسؤوليات:

تحديد الأشخاص المسؤولين عن كل خطوة من خطوات خطة العمل.
تحديد مهام ومسؤوليات كل شخص.
تحديد آلية للتواصل والتنسيق بين الأشخاص.

– الأطر الزمنية:

تحديد جدول زمني لتحقيق كل خطوة من خطوات خطة العمل.
تحديد نقاط تحكم لمراقبة التقدم المحرز.
تحديد آلية لتعديل الجدول الزمني حسب الحاجة.

أمثلة على خطوات عملية لخطة عمل:

إجراء أبحاث السوق لتحديد احتياجات العملاء.
تصميم وتطوير منتج جديد يلبي تلك الاحتياجات.
تسويق المنتج للعملاء.

أمثلة على الموارد اللازمة لخطة عمل:

تمويل لبناء مختبرات جديدة.
مهندسون لتصميم وتطوير منتجات جديدة.
عمال لتصنيع المنتجات الجديدة.
تكنولوجيا جديدة لجعل المنتجات الجديدة أكثر كفاءة.

أمثلة على المسؤوليات في خطة عمل:

فريق مسؤول عن أبحاث السوق.
فريق مسؤول عن التصميم والتطوير.
فريق مسؤول عن الاختبار.
فريق مسؤول عن الحصول على الموافقة التنظيمية.
فريق مسؤول عن التصنيع والتوزيع.
فريق مسؤول عن التسويق.

أمثلة على الأطر الزمنية في خطة عمل:

إكمال أبحاث السوق خلال 3 أشهر.
إكمال التصميم والتطوير خلال 6 أشهر.
الحصول على الموافقة التنظيمية خلال 6 أشهر.
بدء التصنيع والتوزيع خلال 3 أشهر.
بدء التسويق خلال شهر.

أما لكتابة خطة عمل فعالة يجب أن تستوفي المعايير التالية:

الوضوح: يجب أن تكون خطة العمل واضحة ومباشرة وسهلة الفهم.
الواقعية: يجب أن تكون خطة العمل واقعية وقابلة للتحقيق.
المرونة: يجب أن تكون خطة العمل مرنة بما يكفي لتتكيف مع التغييرات unexpected.
المتابعة: يجب مراجعة خطة العمل بشكل دوري وتعديلها حسب الحاجة.

سادسا: قياس النتائج:

بما يعني مراقبة تقدم الابتكار وتقييم فعالية الاستراتيجية، مع إجراء التعديلات اللازمة بشكل دوري.

ويعد قياس نتائج الابتكار أمرًا ضروريًا لتقييم فعالية استراتيجية الابتكار وإجراء التعديلات اللازمة لتحسينها.

يوجد العديد من مؤشرات قياس النتائج لعل أهمها ما يلي:

المؤشرات المالية:

زيادة المبيعات
خفض التكاليف
تحسين الأرباح

مؤشرات العملاء:

زيادة رضا العملاء
زيادة حصّة السوق
جذب عملاء جدد

مؤشرات العمليات:

تحسين كفاءة العمليات
تقليل وقت التسويق
تحسين جودة المنتجات

مؤشرات الابتكار:

عدد المنتجات الجديدة المُطوّرة
عدد براءات الاختراع المُسجّلة
عدد الجوائز المُحْصَدَة

ما هي أدوات قياس النتائج:

الاستبيانات:

استطلاعات رضا العملاء
دراسات السوق

التحليلات:

تحليل البيانات المالية
تحليل بيانات العملاء

المقارنات مع المنافسين:

تحليل منتجات وخدمات المنافسين
تحليل استراتيجيات المنافسين
تقييم فعالية الاستراتيجية:

مقارنة النتائج بالأهداف:

هل تم تحقيق أهداف الابتكار؟
ما هي نقاط القوة والضعف في استراتيجية الابتكار؟

تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين:

ما هي المجالات التي يمكن تحسينها لتحقيق نتائج أفضل؟

إجراء التعديلات اللازمة على الاستراتيجية:

ما هي التعديلات التي يجب إجراؤها لتحسين فعالية استراتيجية الابتكار؟

نصائح لقياس النتائج بشكل فعال:

تحديد المؤشرات التي تُقَيِّسُ بشكل فعّال أهداف الابتكار.

جمع البيانات بشكل منتظم لقياس التقدم المحرز.

تحليل البيانات بشكل دقيق لتحديد الاتجاهات والمجالات التي تحتاج إلى تحسين.

استخدام النتائج لتحسين استراتيجية الابتكار بشكل مستمر.

إقرأ أيضا: كن رائد أعمال محترف |تدريب كامل باللغة العربية

نقاط أساسية يجب مراعاتها عند بناء استراتيجية للابتكار:

تحديد أهداف واضحة: ما هي الأهداف التي تسعى الشركة لتحقيقها من خلال الابتكار؟
تقييم القدرات الحالية: ما هي نقاط القوة والضعف التي تمتلكها الشركة في مجال الابتكار؟
تحليل السوق: ما هي احتياجات العملاء؟ ما هي الاتجاهات السائدة في السوق؟
وضع خطة عمل: تحديد الخطوات العملية لتحقيق أهداف الابتكار، مع تحديد الموارد اللازمة والمسؤوليات والأطر الزمنية.
التركيز على احتياجات العملاء: يجب أن يكون الابتكار مُوجّهًا نحو تلبية احتياجات العملاء ورغباتهم.
اختيار نوع الابتكار: ما هي أنواع الابتكار التي ستركز عليها الشركة؟
خلق بيئة مواتية للابتكار: يجب أن تشجع الشركة ثقافة الابتكار، وتوفر بيئة داعمة للإبداع والتعلم من الأخطاء.
التعاون مع الآخرين: يمكن للشركة الاستفادة من التعاون مع الجامعات والشركات الأخرى، لتبادل الأفكار والخبرات.
المثابرة: الابتكار عملية مستمرة تتطلب المثابرة والصبر.
قياس النتائج: مراقبة تقدم الابتكار وتقييم فعالية الاستراتيجية، مع إجراء التعديلات اللازمة بشكل دوري.

شركات ومؤسسات قامت ببناء استراتيجية للابتكار حديثًا:

1. شركة Netflix:

الهدف: تحسين تجربة العملاء وزيادة حصتها في السوق.
الاستراتيجية: التركيز على المحتوى الأصلي، مثل المسلسلات والأفلام، وجذب أفضل المواهب في مجال الإنتاج.
النتائج: زيادة عدد المشتركين بشكل كبير، وتحقيق أرباح قياسية.

2. شركة Airbnb:

الهدف: تغيير طريقة الناس للسفر والإقامة.
الاستراتيجية: بناء منصة عالمية تربط بين المسافرين والمضيفين، وتقديم تجارب إقامة فريدة.
النتائج: أصبحت Airbnb واحدة من أكبر شركات السفر في العالم.

3. شركة Tesla:

الهدف: تسريع التحول إلى الطاقة المستدامة.
الاستراتيجية: تطوير سيارات كهربائية عالية الأداء وبأسعار معقولة، وبناء شبكة واسعة من محطات الشحن.
النتائج: أصبحت Tesla رائدة في مجال السيارات الكهربائية، وساعدت على تغيير وجهة نظر العالم حول التنقل.

4. مؤسسة Bill & Melinda Gates Foundation:

الهدف: محاربة الفقر وتحسين الصحة العالمية.
الاستراتيجية: تمويل الأبحاث والتطوير في مجالات مثل الصحة والتعليم والزراعة.
النتائج: ساعدت المؤسسة على تحسين حياة الملايين من الناس حول العالم.

5. جامعة MIT:

الهدف: تعزيز الابتكار والريادة.
الاستراتيجية: الاستثمار في الأبحاث والتطوير، وتوفير بيئة داعمة للطلاب والمخترعين.
النتائج: أصبحت MIT واحدة من أفضل الجامعات في العالم، وتخرجت منها العديد من رواد الأعمال والشركات الناجحة.
ملاحظة: هذه مجرد أمثلة قليلة، وهناك العديد من الشركات والمؤسسات الأخرى التي قامت ببناء استراتيجيات للابتكار.

الابتكار ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة لبقاء أي شركة في عالم الأعمال اليوم.

وبناء استراتيجية للابتكار هو الخطوة الأولى لضمان نجاح الشركة وتحقيق أهدافها.

ولكن، يجب أن تتذكر الشركات أن الابتكار عملية مستمرة تتطلب المثابرة والصبر.

ولن تتحقق النتائج بين عشية وضحاها، بل تتطلب التزامًا طويل الأمد من قبل جميع أفراد الشركة.

وختامًا، فإن الشركات التي تستثمر في الابتكار اليوم ستكون في وضع أفضل للنجاح في الغد.