مفهوم التسويق الداخلي وكيف يمكنه تطبيقه

استيراتيجيات تطبيق التسويق الداخلي في عملك باحترافية

كتبت: شيماء عبدالباقي

---

في الآونة الأخيرة سمعنا كثيرا عن مصطلح الـ Inbound وكيف يمكن استخدامه في البيزنس، وربطه بالمبيعات والتسويق وذلك من خلال التسويق الداخلي، ويعد هذا التسويق واحد من أهم الأدوات بالنسبة للمسوق وصاحب العمل، هذا بالإضافة إلى أنهيجب أن يكون على وعي كبير به وبأساسياته.

انضم لكوكب المعرفة

ومن خلال الأسطر التالية سنتحدث بالتفصيل عن التسويق الداخلي وكيف يمكنك استخدامه لكي تقوم بتطوير مشروعك وأعمالك، فلنتابع سويا.

مفهوم مصطلح الـ Inbound

مصطلح الـ inbound يعني الوارد، أو أي شئ يتحرك بالداخل، ولابد عزيزي القارئ أن تفهم ذلك جيدا.

وبالرغم من أن التسويق الداخلي يبدو في شكل بسيط إلا أنه له العديد من الاستيراتيجيات التي تحتاج إلى أن نفهمها جيدا ونكون على وعي بها.

ومن خلال ما سبق نستنتج أن مفهوم الـ Inbound في عالم البيزنس يعني طريقة نمو مؤسستك، وذلك من خلال بناء علاقات قوية وذات معنى ودائمة مع العديد من الزبائن الدائمين، وكذلك المستهلكين المحتملين.

مفهوم الـ Inbound Marketing

يعتبر التسويق الداخلي واحد من أهم المناهج التسويقية التي ظهرت حديثا مع الثورة الرقمية، وذلك بسبب أن استيراتيجياتها تتلائم مع الواقع الذي نعيشه بشكل كبير.

ويعرف هذا التسويق بانه الطريقة التي يمكن من خلالها جذب العملاء  إلى مكان عملك من خلال الشركة الخاصة بك وذلك من تلقاء أنفسهم، ويتم ذلك من خلال تقديم محتوى هادف، تجعل المستهلك يحقق فائدة من خلال رحلته معك، وأن يشعر بأنك حريص على أنك تحاول جاهدا وتسعى لتحقيق مصلحته وتقدمها على أي شئ، هذا بالإضافة إلى أن نجاحه مهم بشكل كبير بالنسبة لك.

ويعتبر التسويق الداخلي هو الأسلوب الذي تتبعه العديد من الشركات من أجل الحصول على العملاء المناسبين، وأكثر ما يميز هذا التسويق أنه لا يسبب أي ازعاج أو ضرر للمستهلكين، وهو على عكس الطرق التقليدية الغير مرغوب فيها للكثير من المستهلكين إن لم يكن جميعهم، وذلك لأنها تقوم بعرض معلومات غير مجدية بالمرة، بينما التسويق الداخلي يبحث عن المستهلك ومشاكله وتقديم أفضل الحلول له.

وفي عملية الشراء والبيع بشكل عام فإن الأمر كله يتعلق ببناء علاقة قوية أساسها الثقة بين العميل والنشاط التجاري أو الشركة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال  تقديم محتوى قوي بالإضافة إلى المعلومات التي يحتاجها ويبحث عنها المستهلكون.

لذلك يعتبر التسويق الداخلي طريقة أحد الطرق الفعالة التي يمكنك القيام بها من أجل نمو مؤسستك من خلال بناء علاقات لها معنى ومستمرة سواء كانت مع الزبائن أو العملاء المحتملين، وذلك من خلال تحقيق أهداف هؤلاء في أي مرحلة من مراحل رحلتهم معك، وذلك لانه بلا شك أنه عندما تنجح أنت تنجح عملائك.

ويمكن بكل سهولة التعرف على ما يمر به العميل عند اقباله على شراء منتج أو خدمة، والتي تتمثل في ثلاثة عناصر أساسية يطلق عليها buyers Journy ، والتي تتكون الوعي والادراك والقرار، وفيما يلي سنذكر كل مرحلة على حده بشئ من التفصيل:-

• مرحلة الوعي

وفيها يكتشف المشتري أن لديه مشكلة أو حاجة يرغب في تحقيقها لكنه غير قادر على تحديدها.

• مرحلة الأدراك

وفيها يكون المشتري قادر على فهم مشكلته أو حاجته، ويبدأ يبحث عن حلول لها.

• مرحلة القرار

وفيها يصل المشتري إلى الحل ويقرر اتمام عملية الشراء.

ولكن دورك أنت عزيزي القارئ كصاحب شركة أو نشاط تجاري أن تعرف كيف يمكنك التعامل مع العميل خلال الثلاثة مراحل السابق ذكرها، وذلك لكي يقوم المستهلك بالنهاية لطلب الخدمة منك وليس من منافسك.

كيف يمكنك تحقيق أكبر فاعلية من التسويق الداخلي؟

يوجد الكثير من الاستيراتيجيات التي يتبعها التسويق الداخلي لتحقيق أقصي استفادة، وذلك من خلال تقديم معلومات مفيدة للمستهلك عند تعامله مع المؤسسة الخاصة بك.

والتي توضح كل ما يمر به العميل من مراحل خلال عملية الشراء، وكيفية تعامل فريق التسويق مع العميل في كل مرحلة من هذه المراحل، وفيما يلي سنذكر أهم هذه الاستيراتيجيات:-

استيراتيجية الجذب

والمقصود بها جذب المستهلكين بأحد الطرق القوية من خلال تقديم محتوى قوي أو محادثات قيمة، تجعلهم يشعرون أنك مستشار أو مصدر قوي وموثوق يرغبون في التواصل معه.

ولكي تقوم بتنفيذ ذلك عليك والقدرة على الوصول لجمهورك بكل سهولة عليك البدء بمحتوى فعال وقوي ونشره مثل المقالات والعروض، هذا بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفائدة.

ويجب أن تأخذ في اعتبارك أن المحتوى الذي تقوم بتقديمه لابد وأن يحتوي على كيفية استخدام المنتج، هذا بالإضافة إلى المشاكل التي قد تواجه العملاء عند استخدامهم للمنتج.

والجانب الذي لا يمكن اهماله في المحتوى هو آراء العملاء والشهادات، وتفاصيل حول العروض الترويجية والخصومات التي توفرها شركتك على المنتج أو الخدمة.

ومن الجدير بالذكر أنه يمكنك أن تقوم بجذب عدد أكبر من الجمهور من خلال تحسين المحتوى، وذلك باستخدام محركات البحث، واستهداف كلمات مفتاحية معينة، والتي تتعلق بالمنتج أو الخدمة التي تقوم بتقديمها.

هذا بالإضافة إلى حل أي مشكلة تتعلق بالتقنية، وأن يكون استخدام الموقع سهل ومميز، وتقوم بتقديمه في قالب جذاب، ويجب أن تحرص على أن يكون الموقع سريع.

عند اتباعك لكل هذه الخطوات ستجد نفسك متصدر نتائج البحث في الصفحة الأولى للعملاء الذين يبحثون عن هذه المعلومات، هؤلاء الأشخاص هم العملاء المناسبين للخدمة أو المنتج الذي تقوم بتقديمه.

ومن الجديد بالذكر أنه عند تحدثك مع العملاء يجب ألا تتحدث بشكل مباشر عن المنتج أو الخدمة التي تقدمها، أو الحديث في تلك الجوانب والتي لهاعلاقة بشكل مباشر بالبيزنس الخاص بك، ولكن يجب أن تضع في اعتبارك أنه من المهم الحديث عن الأمور الجانبية والتي لها علاقة بالعميل المستهدف.

استيراتيجية المشاركة

وتهدف هذه الاستيراتيجية للوصول إلى حلول لتلك المشاكل التي يعاني منها العملاء المحتملين، وذلك من أجل زيادة احتمالية شرائهم منك.

ويجب عزيزي القارئ أن تحرص عند استخدامك هذه السياسة مع العملاء المحتملين أن تتأكد من أنك تتواصل مع أشخاص يرغبون في بناء علاقات طويلة الأمد.

ويمكنك تحقيق ذلك من خلال تقديم معلومات بها حلول للمشاكل التي تواجههم، ويتم ذلك في مرحلة الـ EnGanging،  وهو مايدفعهم إلى شراء الخدمة التي توفرها أو المنتج، والتعامل معك بكل حب، وذلك لأنك تحقق لهم الافادة.

هذا بالإضافة إلى أن هذه المرحلة تتضمن كيفية التعامل مع المكالمات الواردة وإدارتها، والتأكد من أنك تقدم لهم بيع الحل وليس بيع المنتج.

استيراتيجية الارضاء

وهذه الاستيراتيجية تعتبر واحدة من أهم استيراتيجيات التسويق الداخلي، والتي تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة، من أجل تمكين العملاء من النجاح في عملية الشراء، وهذه الاستيراتيجية تمكنك من التفاعل مع أي شخص مع مؤسستك.

وضمان سعادة العملاء وارضائهم وأنهم مدعمون لفترة طويلة من الضمان بعد شرائهم المنتج أو الخدمة يعتبر واحد من أهم أهداف المرحلة الثالثة لاستيراتيجيات هذا التسويق.

هذا بالإضافة إلى ضمانك لفريق عملك بأن يصبحوا مستشاريين وخبراء قادرين على مساعدة عملائك في أي وقت، ومن أهم الأدوات التي تساعدهم على تحقيق ذلك هو استخدام برامج الدردشة المختلفة، والقيام بالعديد من الاستطلاعات التي يتم دراستها بشكل مسبق وفي التوقيت المناسب، وذلك من أجل دعم العملاء وطلب التعليقات منهم.

ويجب أن تكون على دراية تامة بأن العميل المسرور من الخدمة التي تقدمها أو المنتج يصبح مسوق لتلك الخدمات أو المنتجات بشكل دائم، وهذا ما يجعلك أن لابد أن تتعامل بكل حرص مع جميع التفاعلات التي يقوموا بها العملاء سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

ومن الجدير بالذكر أنه عندما يجد عملائك هذا النجاح ويقوموا بمشاركته معك سيفتح العديد من الآفاق الجديدة لمؤسستك، والذي يجعلها في حلقة متكررة ومستمرة من النجاحات.

لذلك تعتبر استيراتيجيات التسويق الداخلي هي التي تصل شركتك إلى النجاح الدائم، ويرجع السبب في ذلك في أنها تعتبر بمثابة أساس قوي لعملية التسويق التي تقوم بها لمؤسستك.

فوائد التسويق الداخلي

يعد التسويق الداخلي بمثابة استثمار طويل الأجل، والذي سيساهم بلا شك في نجاح شركتك، ومضاعفة هذا النجاح، ويوجد العديد من الفوائد لهذا النوع من التسويق، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

• يعمل التسويق الداخلي على توفير محتوي قوي لمؤسستك، والتي تجعلك بمثابة خبير وسط العديد من المنافسين لك، بالإضافة إلى انه يمكن أن يكون مربح على مدار عدة سنين.
• يوفر العديد من القنوات الخاصة بالعملاء الجدد بشكل مجاني، وذلك من خلال السوشيال ميديا، والتسويق الالكتروني.
• يعمل هذا التسويق على تعزيز العلامة التجارية الخاصة بالمنتج الذي تقدمه أو الخدمة، وذلك بسبب حدوث زيادة في عدد الزيارات، والذي يتم تحقيقه بسبب تواجدك باستمرار على السوشيال ميديا، هذا بالإضافة إلى استخدامك لمحركات البحث.

عزيزي القارئ قدمنا لك كل المعلومات المفيدة فيما يخص التسويق الداخلي، وذلك من أجل مساعدتك في وضع خططك وترتيب أفكارك، واستخدامه من أجل الوصول إلى قمة النجاح لمؤسستك، لذلك ننصحك بقراءة المقال بعناية إذا كنت ترغب في جذب عملاء جدد والاحتفاظ بهم على المدى الطويل.

[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]