Menu Close

مفهوم التسويق الدولي .. المميزات والعيوب وكيفية التطوير

التسويق الدولي
التسويق الدولي

التسويق الدولي

كتبت: شيماء عبدالباقي

أصبح العالم في الوقت الحالي مجرد قرية صغيرة بسبب تقدم التكنولوجيا، وبدأت الشركات تتبنى استيراتيجيات وطرق مختلفة من أجل التوسع في نمو أعمالها ورغبة في الوصول إلى شرائح مختلفة وأكبر من حيث العملاء المستهدفين. وهذه الاستيراتيجيات هي عبارة عن استخدام أساليب مختلفة للتسويق، ومنصات عديدة، ومن بين هذه الاستيراتيجيات التسويق الدولي، ولكن هل الأمر سهلا كما يعتقد الكثير؟، هذا ما سنتعرف إليه من خلال هذا المقال، فتابع معنا.

انضم لكوكب المعرفة 

مفهوم التسويق الدولي

يعرف التسويق الدولي على أنه هو مجموعة من الأنشطة التسويقية التي يكون الهدف منها الترويج والتسويق لمنتجات شركة معينة خارج حدود الدولة التي نشأت فيها الشركة، ويتم فيها بيع المنتجات إلى فئات مختلفة من الناس في دول مختلفة، وبشكل ليس له حدود. ولا يقتصر التسويق الدولي على بيع المنتج خارج حدود الدولة إنما يتعلق بجميع الأمور سواء لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالعملية التسويقية مثل تسعير المنتج، والتخطيط، والترويج والتوزيع في الدول المختلفة. وكان التسويق الدولي قبل تطور التكنولوجيا يتطلب من الشركات أن يكون لها فريق عمل خاص بها في كل دولة ترغب أن تسوق منتجاتها بها، ولكن في الوقت الحالي أصبح الأمر أسهل بكثير، حيث أن في التسويق الدولي لم يعد يحتاج إلى التواجد بشكل مباشر في دولة ما، ولم يعد هذا النوع من التسويق مقتصر على الشركات الكبيرة فقط، بل صار متاح حتى بالنسبة للشركات الصغيرة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

فوائد التسويق الدولي

يوجد الكثير من الفوائد للتسويق الدولي والتي يمكنها أن تحقق النفع للمستهلك، والمشروع أو الشركة، والنظام الاقتصادي ككل، ولكن بشرط أن يتم استخدام استيراتيجيات التسويق الدولي بشكل صحيح. وفيما يلي سنذكر أبرز هذه الفوائد:-

  • ساهم التسويق الدولي في تحسين أداء المنظمة أو المؤسسة، وهذا التحسين أو تلك الكفاءة التي يحققها هذا النوع من التسويق تكون في كافة النواحي سواء الإنتاج أو الإدارة أو الأنشطة التسويقية. ويرجع السبب في ذلك لأن هذا النوع من التسويق يؤدي إلى مزيد من النمو والربح، ومن ثم مزيد من التجارب والخبرات، وإتاحة الكثير من الفرص التي يتم التعلم والاستفادة منها.
  •  مما لا شك فيه أن الشركات التي تتبع نظام التسويق الدولي يكون لديها الكثير من المزايا في منتجها عن تلك الشركات التي تتبع نظام التسويق المحلي فقط. لذلك نجد أن الشركات التي تكون لها القدرة على منافسة الشركات الأخرى على المستوى الدولي تستطيع أن تثبت قوتها ومكانتها بكل سهولة وقوة بالنسبة لمنافسيها المحليين.
  •  يترتب على التسويق الدولي زيادة حدة المنافسة في الأسواق ومن ثم يعود بالنفع على المستهلك ويحصد ثمار هذه المنافسة، وتكمن الاستفادة حول المنافسة في الأسعار فكل شركة تعرض بسعر أقل من الشركة التي تنافسها، هذا بالإضافة إلى عروض الخصومات على المنتجات، وكذلك المنافسة على جودة المنتج.
  • يوفر التسويق الدولي للشركة أوالمؤسسة العديد من القنوات التسويقية المختلفة ومن ثم فإنه يمكن الشركة من الوصول إلى عدد أكبر من العملاء.

كيفية تطوير مفهوم التسويق الدولي

لكي تقوم بتطوير الاستيراتيجية الدولية الخاصة بمشروعك، أو تلك العلامة التجارية التي تروج لها، يوجد العديد من العوامل التي يجب العمل عليها معاً، وبالشكل الملائم، وفيما يلي سنذكر أبرز هذه العوامل:-

1- تحديد السوق الذي تريد التوسع فيه

بمجرد أن تقرر اتباع التسويق الدولي الخاص بمنتجك عليك أن تقوم بتحديد السوق الذي ترغب في تسويق منتجك فيه، ومن ثم يجب عليك التعرف على خصائص وظروف كل سوق والتي بلا شك يكون لها مميزات تميزه عن الأسواق الأخرى. كما يجب عليك فهم نوع الجمهور المتواجد في هذا السوق، وما هي المنتجات أو الخدمات التي يطلبها ويسعى في الحصول عليها، وكيف يمكنك التواصل معهم بطريقة صحيحة، هذا بالإضافة إلى معرفة الشئ المميز الذي سوف تقوم بتقديمه لهذا الجمهور والذي لا تقدمه منافسيك.

2- خطة التسويق

بعد تحديد نوع السوق الذي تود التوسع فيه وفهم طبيعته، وطبيعة الجمهور المتواجد فيه، والتعرف على متطلباتهم تأتي بعد ذلك مرحلة وضع الخطة التسويقية للاستيراتيجية التي تود أن تتبعها وتعمل وفقا لها. هذه الخطة التسويقية تشمل كافة الجهود التي ستقوم بها من أجل انتشار اسم علامتك التجارية، هذا بالإضافة إلى معرفة كيفية توجيه الجهود التي تقوم بها من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المنفعة وتحقيق الأهداف التي يتضطلع إليها المشروع من التوسع في السوق الجديد والتي يكون تم تحديدها من قبل في الخطة التسويقية.

3- الأخذ في الاعتبار باختلاف الظروف والعوامل

عندما تقوم بوضع الخطة التسويقية يجب عليك أن تضع في اعتبارك اختلاف العوامل بين السوق الجديد وبين السوق الحالي، وهذه العوامل تتمثل في معرفة طبيعة الجمهور الجديد، حيث أن ثقافات الشراء والقوة الشرائية تختلف من سوق لأخر، هذا بالإضافة إلى الأسعار ومعرفة مستويات الدخل للعملاء في هذا السوق، فإن ما يناسب سوق ما فإنه لا يناسب السوق الأخر.

4- عمليات التواصل

قد يكون أنك لم تعطي لهذا الأمر أهمية عندما تعمل في السوق المحلي، ولكن إذا قررت العمل على المستوى الدولي لابد وأن تعطيه الأهمية الكاملة، وذلك من أجل التعرف على اختلاف الثقافات بين السوق المحلي، وبين السوق الدولي وأن تأخذها محمل الجد. فعلى سبيل المثال لا يمكنك أن تواصل أي جهة غربية في يوم الأحد وتنتظر منها الرد في هذا اليوم، حيث أن يوم الأحد هو العطلة الأسبوعية الرسمية في البلدان الأجنبية، فقد يبدو لك هذا الأمر بسيط لأنك لم تضعه في اعتبارك وضمن خططك، ولكن قد يسبب هذا الأمر لك الكثير من المشاكل والنفقات، فعلى سبيل المثال قد تتأخر شحنة بسبب هذه العطلة ومن ثم فإنها ستأخذ يوم بالجمارك مما يؤدي إلى دفع مبلغ زيادة من المال من أجل التخزين لمدة يوم أو يومين زيادة.

مشاكل التسويق الدولي

على الرغم من أنه يوجد فوائد عديدة لهذا النوع من التسويق إلا أنه يوجد له بعض المشاكل التي يمكن أن تواجهها الشركات والمؤسسات، وفيما يلي سنذكر أهم تلك المشاكل:-

1- عدم تحديد وجهة واضحة ومحددة

وهذه المشكلة تواجه العديد منا، حيث يرغب كل منا في التوجه إلى أسواق جديدة دون تحديد هذا السوق، أو البلد التي يود أن يتوسع في تسويق منتجه فيها، وذلك نتيجة تفكيرك في الأمر بشكل غامض وعدم تحديد جهة محددة. ولكن لابد من تحديد جهة محددة للتوسع فيها، حيث أن هذا الأمر يساعد فريق العمل في وضع خطط استيراتيجية ناجحة، وذلك لأن تحديد الوجهة يساعد هذا الفريق في دراسة هذه الدولة بشكل مفصل ودقيق، وهل هذه الوجهة مناسبة من أجل التوسع فيها أم لا.

2- النقص في المعلومات

وكما ذكرنا سابقا أنه يجب توضيح الوجهة التي ترغب في التوسع فيها محدد، وذلك من أجل عمل دراسة على هذا السوق والمقارنة بينه وبين السوق الحالي وتحديد الاختلافات التي توجد بينهم، ولكن المشكلة التي تواجه الكثير منا هو وجود نقص في المعلومات حول السوق الجديد. ولكن يترتب على هذا النقص من المعلومات عدم نجاح الشركة في توسعها، ويكون ذلك نتيجة أن الأهداف التي تم وضعها غير واقعية، ومن ثم فإن الشركة لن تتمكن من تنفيذ الخطط التسويقية وأهدافها والتي تم تحديدها بشكل غير صحيح نتيجة نقص المعلومات، وكل هذه الأمور تؤثر بالسلب على التسويق الدولي للمؤسسة.

3- عدم الخبرة أو المعرفة بالتقنيات التسويقية المناسبة للسوق الجديد

العديد من المؤسسات عندما تلجأ إلى التسويق الدولي لا تدرك كيفية استخدام وسائل التسويق الملائمة، ولكن تتبع تلك التي كانت تتبعها في التسويق المحلي، وتعد هذه المشكلة هي واحدة من أكبر مشاكل التسويق الدولي. فعلى سبيل المثال عندما تسوق لأحد منتجات شركتك داخل مصر فإنه يمكنك أن تستخدم الفيس بوك، ولكن في حالة انتقالك إلى السعودية تعد هذه الوسيلة ليست مناسبة بالمرة، ولكن يجب عليك حينئذ استخدام تويتر.

4- عدم الدراية بمتطلبات العملاء في السوق الجديد

من أكثر العقبات التي قد تواجهك عند توسعك في سوق جديد هو عدم فهم طبيعة احتياجات العملاء التي توجد بالسوق الجديد. فعلى سبيل المثال يمكن لشركة ما أن تقوم بتقديم منتج في سوق ما، وهذا المنتج موجود بالفعل في السوق، في هذه الحالة مما لاشك فيه أن الشركة الجديدة لن تنجح، وذلك لأنها لم تقدم أي جديد أو إضافة للمنتج. وليس بالضرورة أن تقوم بتقديم منتج مختلف تماما عن ذلك المنتج الموجود بالسوق، ولكن يجب عليك أن تقدم في منتجك بعض المميزات التي تميزه عن المنتج الأخر، مثل طريقة التعبئة، أو السعر، المهم أن تقوم باقناع المستهلك بشراء هذا المنتج. فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بالتسويق الدولي، وذلك من خلال ذكر مفهومه، وأهم فوائده، واستيراتيجايته، والمشاكل التي تواجه الشركات عندما تتبنى هذا النوع من التسويق. والآن عزيزي القارئ لا تنس أن تشاركنا برأيك بصدد هذا الموضوع.

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

مقترح لك ...