القراءة الرقمية والتطور التكنولوجى ومواكبه العصر
سلبيات وايجابيات التدوين اليدوى والإلكترونى والقراءة الورقية والإلكترونية.
كتبت : إيمان سمير
فى ظل التطور التكنولوجى الهائل الذى أصبحنا فيه صبح كل شيء يتم بسهولة وسرعة سواءً فى الفكر أو الفعل،
وبالتالى باتت كل شؤوننا اليومية تتم بطريقة إلكترونية، عن طريق الأجهزة الإلكترونية الحديثة.
فمثلاً عندما نريد أن نقوم بقراءة كتاب أو ندون ملاحظات أو مقالات علينا أن نلجأ إلى القراءة الرقمية والتدوين الإلكترونى،
وهذا بدلاً من الطرق القديمة المتعارف عليها وهى القراءة والكتابة ورقيا.
حيث احتلت تدريجياً هذه الطرق لتكن الطرق الأمثل والشائعة، وهذا يعد من إيجابيات التطور التكولوجى ولا شك فى ذلك،
ولكن كما نعلم أن لكل تطور يشوبه بعض من السلبيات والأنتقادات التى توجه إليه،
وبما أن فكرة القراءة الرقمية والتدوين الإلكترونى من وسائل هذا التطور،
فإنه على الرغم من أنتشار هذا التطور الشائع قد يرى البعض أن هذه المستحدثات قد تفقد القراءة والتدوين قيمتهما،
فالتدوين بخط اليد والقراءة الورقية لا بديل عنهما.
وهذا وهو مايجعلنا أن نفكر قليلاً ونسأل انفسنا..
هل أصبحت التكنولوجيا تحتل وتسيطر على كل شيء فى حياتنا؟
وهل يمكن لنا أن نستغنى عن فكرة التدوين اليدوى حقاً والقراءة الورقية؟
كل هذا سوف نناقشة فيما يلى..
لنبدأ بالتدوين أو الكتابة …!
أولاً: التدوين اليدوى أو الكتابة اليدوية
– إيجابيات التدوين اليدوي أو الكتابة الورقية :
فلنرجع إلى الطريقة القديمة التقلدية للتدوين وهى “الورقة والقلم”، فهى الأصل وهى خير وسيلة.
يعد التدوين اليدوى أسلوب دقيق فى كتابة الملاحظات أو المقالات أو أى شيء تريد تدوينه بشكل موثق وثابت،
- الكتابة بخط اليد تؤدى إلى تحسين القراءة،
نعم بالتأكيد،..عزيزى القارئ
فأنت عندما تكتب اكثر تقرأ افضل.
تأملها جيداً..
- يرجع أهمية التدوين اليدوى إلى كونه يساعد على التركيز وتنشيط الذاكرة بشكل اسرع،
فممارسة فعل الكتابة فى حد ذاته من وقت لآخر يساهم فى منح الشخص الثقة بالنفس وإخراج ما فى وجدانه بصورة واقعيه تعبر عن ذاته عن طريق “ورقة وقلم” فى يديه، - يسجل بها مراحل حياته او يمكن له أن يدون ملاحظات أو شيء هام يريد تدوينه،
حيث أن “الورقة والقلم” لايوجد لهما سعة فى الكتابة وهذا على عكس التدوين الإلكترونى الذى يمكن أن يجبر الشخص بعدد معين من مساحة النص وعدد الكلمات فى التدوين ذاته.
– سلبيات التدوين اليدوي أو الكتابة الورقية :
لكن على رغم من مؤيدو هذا التدوين فى شكلة اليدوى وتمتع الكثير من إيجابياته،
إلا أنه من الطبيعى أن يكون لهذا التدوين بعض من الأنتقادات أو السلبيات التى تعوقه.
فقد يرى البعض أن طريقه التدوين اليدوى أصبحت من الطرق القديمة والبدائية،
- فمثلاً الكتابة والتدوين على الورق قد تكن عرضه اكثر للفقد،
لأنه قد يستغرق التدوين اليدوى المزيد من الورق الذى نقوم بالكتابة فيه نظراً لطول التدوين المراد كتابته،
حيث أن التدوين بخط اليد فقد يشكل نوع من الأرهاق الجسمانى والعضلى خلال كتابه بعض الملاحظات باليد.
كما أنه من مساؤى هذا التدوين أننا قد لانعرف قراءة الكلمات بعد تدوينها مما يعرضنا لفقد المعلومات الهامة بعد ذلك،
وهذا قد ينتج من استعجال المدون وكتابة ماقد دونه بشكل سريع وغير مرتب.
ثانياً: التدوين الإلكترونى أو الكتابة الرقمية
– إيجابيات التدوين الإليكتروني أو الكتابة الرقمية
يعد التدوين الإلكترونى طريقة سهلة وسريعة وعصرية لتدوين ما يرغب الشخص فى كتابته بشكل منظم وأفضل، حيث:
- تتيح لوحات المفاتيح لنا الكتابة بشكل اسرع، مما يؤدى إلى عدم أستغراق وقت طويل وهذا على عكس التدوين اليدوى.
- كما أن التدوين اليدوى قد يحتاج إلى تحويل هذا التدوين إلى صيغة رقمية بعد ذلك لحفظه.
- وحيث أن التدوين الرقمي قد يفضله البعض نظراً لأنشغالهم بأعمالهم اليومية التى تتطلب تسجيل الملاحظات الهامة القصيرة فيكون التدوين الإلكترونى افضل طريقة ومنجز لهم.
– سلبيات التدوين الاليكتروني أو الكتابة الرقمية :
- من سلبيات التدوين الإلكترونى هو تشتيت الإنتباه،
وقد يتمثل هذا التشتيت فى الأشعارات والتنبيهات مما يدخل الشخص فى الفصل عندما يقوم بتدوين ملاحظات أو مقالات له،
ونسيان مايريد تدوينه نظراً لأنشغاله بفعل آخر وهو وصول إشعار له. - كما أنه يمثل التدوين الإلكترونى طريقة غير آمنه لحفظ ماتقوم به من معلومات،
وذلك لأتصال التدوين بأجهزة الكمبيوتر أو الموبايل أو الاى باد مما قد ينتج عنه قطع التيار الكهربائى فجأة أو نفاذ البطارية مثلاً،
وذلك يؤدى بك فى النهاية لمشكلة عدم حفظ تدوينك.
والآن .. لنتحدث عن القراءة الرقمية ونقارن بينها وبين القراءة الورقية
أولاً: القراءة الورقية
– إيجابيات القراءة الورقية :
- تعد القراءة الورقية من أرقى الطرق بإتخاذ القرار فى قراءة الكتب،
حيث أن القراءة الورقية تتم بطريقة ملموسة واقعية تشعر القارئ بأهمية محتوى الكتاب الذى يقرائه،
فملامسة ايدينا للكتب تجعلنا نشعر بحلاوة وقيمة الكتاب وما الذى يحكى عنه، - تجعلنا نتعمق ونعيش اكثر نسافر ونتجول ونحن فى مكاننا من خلال ما نلمسه ونقراءه،
وهذا قد يختلف عن القراءة الرقمية فقد تشعرنا ببعض من هذا ربما،
ولكن فإن “الفكرة فى المضمون” ذاته ولكن بشعور اقل فى القراءة الإلكترونية، - كما أن القراءة الورقية قد تتيح لنا امكانية الأحتفاظ بنسخ الكتب النادرة والخاصة والثمينه وذلك بعيداً عن قراءتها أون لاين وفقدان معناها وفقدنها،
فبذل الجهد فى شراء كتاب تجعلنا نحافظ عليه اكثر و نشعر بقيمته والشغف تجاه ولذته الفعلية التى لا نفقدها أبداً مع مرور الوقت.
– سلبيات القراءة الورقية
رغم كل هذه الإيجابيات التى تتمتع بها القراءة الورقية إلا أنه لا تخلو أى فكرة من عيوب أو سلبيات،
وهذا نظراً لأختلاف آراء المستخدمين،
- فإن القراءة الورقيه قد يراها البعض هى طريقة تبدو قديمة وبدائية وممله،
- وأيضاً هذه القراءة قد تجعل الأفراد يقومون ببذل المزيد من الجهد وصرف الكثير من الأموال فى الحصول على الكتب التى يودون شراءها،
فإن القراءة الورقيه قد تجعلنا لا نستحوذ كل ما نرغب فى قراءته، وذلك لعدم توافر نسخ الكتب عن طريق شراءها المادى،
فى مقابل أننا يمكن لنا الحصول عليها عن طريق القراءة الرقمية بكل سلاسة وسهولة.
ثانياً : القراءة الإلكترونية ( قراءة الشاشات أو القراءة الرقمية – Digital reading )
– إيجابيات القراءة الرقمية :
تعد القراءة الرقمية هى طريقة سهلة وبسيطة ومنجزة فى قراءة ما نرغب به من الكتب،
حيث أن القراءة الإلكترونية اصبحت هى القراءة السائدة الآن،
بفرض سيطرتها وأنتشارها،
فهى تمنحنا أن نقرأ كل الكتب التى نريدها ونحن فى مكاننا، فلا داعى لبذل الجهد إذاً.
فهى توفر الجهد والوقت والمال،
فهناك إناس ينظرون للقراءة بفكرة أوسع وهى “فكرة المضمون وليست الوسلية”، إذاً فهم لا يهمهم ما إذا كانت القراءة ورقيه أو كانت إلكترونية،
فكل الذى يشغل بالهم هو فكرة الكتب والحصول عليها بطريقة اكثر سهولة وانعدام المجهود والحصول على الكتب والأستفادة الحقيقية من ماهيمة الكتاب.
– سلبيات القراءة الرقمية :
تعد القراءة الإلكترونية وسلية تفقد الراغب فى القراءة قيمة وهويه وكيان الكتب،
لأن القارئ فى هذه الحالة عندما يقرأ كتاب عن طريق الأجهزة الإلكترونية تصبح القراءة بالنسبة له نص مصغر متنقل فى يديه يقراءه ويغلقه وقت ما يرغب،
مما يقلل من القيمة المعنوية الملموسة للكتاب،
كما تعد القراءة الإلكترونية وسيلة غير مناسبة لحفظ المعلومات نظراً لأحتواء الكتب الإلكترونية على العديد من الفواصل وزيارة روابط عديدة،
فأننا نريد أن نحتفظ بالمعلومات وهذا قد يتم عن طريق القراءة الطويلة المتصلة دون فواصل متباعدة.
وهذا على عكس القراءة الورقية،
فإن ملامسة القارئ للكتاب عن طريق التواصل المادى البصرى تساعده فى حفظ المزيد من المعلومات بطريقة موثقة واقعيه سهلة الرجوع والأطلاع عليها فى أى وقت يفضله.
وعلى صعيد آخر قد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة من خلال الباحثون أن القراءة الإلكترونية قد تضعف فرص النوم والأسترخاء وتزيد من الأكتئاب وتسبب الأمراض،
كما حذر الباحثون فى كلية الطب بجامعة “هارفارد”
أن القراء الإلكترونيون يكونوا اكثر عرضة بالإصابة بالأمراض مثل مرض السكر والسرطان، وذلك من خلال الأدوات المضئية التى تحملها الأجهزة الإلكترونية التى تعمل على تعطيل الساعة الداخلية للجسم،
وبالتالى تزيد من خطر الإصابة بالسكر ومرض السرطان وغيرهم من الأمراض.
-أخيراً عزيزى القارئ فلا داعى لمزيد من المقارنات والمجدلات،
فإنه يكن لك مطلق الحرية فى أختيار أفضل طرق التدوين أو القراءة التى تناسبك وتناسب مهام حياتك،
حيث يظل الفيصل والحكم الأرجح والصحيح هو ليس وجهة نظرى مطلقاً،
ولكن هو مجموعة من الآراء والتجارب و أحتياجات والتزامات وتوافر سبل التطور التكنولوجى من خلال الأجهزة الإلكترونية الحديثة لدى الإنسان.
حسناً فإننا قد نختلف أو نتق ولكن لايمكننا أبداً الأستغناء عن التطور التكنولوجى وتعدد أشكاله فى أستخدامات حياتنا اليومة.
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
القراءة هى شغفي والكتابة هوايتي الحرة التى تستهويني .. أحب أن أكتب في الكثير من المجالات وأجد موطنى الخاص فى كوكب المعرفة