Menu Close

إذا كنت تفكر فى الهجرة .. هل تعرف لماذا تستقبلك هذه الدول ؟

سلبي أم إيجابي.. ما تأثير الهجرة على الدول المستقبلة


مع تدفق المهاجرين للعديد من الدول بغرض الاستقرار والعمل وتحسين مستوى المعيشة، تزداد التساؤلات حول تأثير الهجرة على الدول المستقبلة.

تأثير الهجرة على الدول المستقبلة
تأثير الهجرة على الدول المستقبلة

وهل تؤثر الهجرة على الدول المستقبلة بالإيجاب أم بالسلب؟ سنتعرف في هذا المقال على التهديدات والفوائد التي تعود على الدول المستقبلة للمهاجرين.

الهجرة هي انتقال الأفراد من موطنهم الأصلي إلى دولة أخرى للاستقرار والعيش فيها، وما يدفعه لذلك العديد من العوامل مثل العوامل الاقتصادية أو الحروب أو الكوارث الطبيعية، ولكن ما تأثير الهجرة على الدول المستقبلة؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.


التأثير الإيجابي للهجرة على الدول المستقبلة

تكتسب الدول المستقبلة للمهاجرين العديد من المزايا من خلال الاستفادة من تلك الكوادر المهاجرة إليها، ومن تلك الإيجابيات:

حل مشكلة ارتفاع نسبة الشيخوخة

مع مواجهة بعض الدول الغربية مشكلة انخفاض معدل المواليد وزيادة أعداد المسنين، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإعالة وزيادة الضغط على الخدمات الصحية والاجتماعية الحكومية، ليأتي هنا دور المهاجرين، والتي توفر القوى العاملة وتعوض النقص في الرعاية الصحية الاجتماعية.

ملء الوظائف الخالية

في الدول الغربية، تكثر الوظائف الخالية المتاحة التي يرفض السكان الأصليين إشغالها بسبب عوامل اجتماعية، في حين يقبلها المهاجرين، والتي تطلب مهارات صغيرة، لذا يتركون الوظائف الخالية التي تحتاج لمهارات عالية للسكان الأصليين.

تعدد الثقافات في المجتمع

تسهم الهجرة في تكوين مجتمع ذو تنوع ثقافي كبير في العديد من المجالات، مثل الأدب والسياسة والموسيقى، فعندما يهاجر البعض من مجتمعات ودول مختلفة ليجتمعون في دولة واحدة، فتداخل الثقافات في العديد من المجالات ويكتسب الجميع ثقافات متنوعة من العديد من الدول.

تحسين مستوى المعيشة وزيادة الناتج الاقتصادي

تسهم الهجرة في زيادة القوى العاملة في الدولة المستقبلة مما يزيد من القدرة الإنتاجية وتحقيق نمو اقتصادي كبير للدولة، مما يعود على المهاجرين بالمنفعة من حيث تحسين مستوى معيشتهم، بالإضافة إلى ما يدفعه المهاجرين من ضرائب تشكل فارقا في الخزينة العامة للدولة المستقبلة.

إدخال مهارات جديدة

يمكن للمهاجرين إضفاء مهاراتهم على المجتمع الجديد الذي يهاجرون إليه، والتي قد تكون غير موجودة عند السكان الأصليين، مما يسهم في زيادة الابتكار والنمو الاقتصادي للدولة، فيمكن للدول المستقبلة أن تستفيد من مهارات المهاجرين في العديد من الوظائف والتي تؤثر على اقتصاديات الدولة بشكل ملحوظ.

التأثير السلبي للهجرة على الدول المستقبلة

مع كثرة التأثير الإيجابي الذي يحدثه المهاجرين على الدول المستقبلة لهم، إلا أنه تكثر السلبيات التي تنتج عن الهجرة ومنها:

البطالة الهيكلية

فعندما يقبل المهاجرين العمل في الوظائف ذات المهارات غير العالية بأجور قليلة، فذلك يؤثر على السكان الأصليين ذوي المهارات المحدودة الذين لا يقبلون الراتب القليل، وفي نفس الوقت لا يستطيعون العمل في وظيفة تتطلب مهارات عالية.

الضغط على الخدمات العامة

فنتيجة الاستهلاك الزائد للمرافق مثل المستشفيات ووسائل النقل والمدارس من قبل المهاجرين، تفرض الحكومة المزيد من الضرائب على السكان الأصليين، مع تدني جودة المرافق العامة أيضا، وذلك الذي يؤثر على مستوى معيشة السكان الأصليين.

ارتفاع تكاليف السكن

يؤدي زيادة عدد المهاجرين إلى الضغط على المساكن بشكل كبير، وارتفاع أسعار الإيجارات والمنازل، مما يؤدي لانخفاض مستوى المعيشة وارتفاع الأسعار، مما يؤثر سلبا على حياة السكان الأصليين وشعورهم بأن ليس لديهم مكان في موطنهم على حساب المهاجرين.

التواصل اللغوي

تعد اختلاف اللغة بين السكان الأصليين والمهاجرين مشكلة تؤثر على التواصل بين بعضهم البعض، فهم لا يفهمون بعضهم البعض، بالتالي عدم وجود لغة حوار بينهم واختفاء التفاهم، مما يخلق مشكلات ثقافية عديدة.

القضايا القانونية 

فمثلا يحتاج صاحب العمل إلى التعامل مع القضايا القانونية المرتبطة بتوظيف العمال المهاجرين كتوفير تأشيرة سفر للتوظيف، مما ينتج عنه بعض التكاليف والأموال التي ينفقها في سبيل سفر بعض موظفيه.

العوامل المؤثرة في الهجرة

تكثر العوامل التي تؤدي إلى التفكير في الهجرة، فمنها:

العوامل الاقتصادية

يؤدي نقص فرص العمل وانخفاض الأجور وانخفاض مستوى المعيشة ومستوى الخدمات إلى البحث عن فرص العمل خارج البلاد، حتى ولو كانت على هيئة هجرة، وذلك بحثا عن الفرص الأفضل وتحسين المعيشة وعيش حياة كريمة.

العوامل السياسية والدينية

فعندما يظهر الاضطهاد الديني وانعدام الاستقرار والاضطرابات السياسية في الموطن الأصلي للشخص، والتي تؤثر على حياته بشكل كبير، فيبحث السكان عن الهجرة إلى الدول الأخرى بحثا عن ما فقدوه في موطنهم الأصلي.

العوامل الاجتماعية

ضعف العلاقات الأسرية وغياب التوافق مع العادات والتقاليد في المجتمع، والتفرقة والتمييز بين فئات المجتمع، تدفع الفرد إلى الهجرة بحثا عن مكان أخر يحقق فيه رغباته الاجتماعية بشكل مناسب.

وفي حال أخر، يمكن أن يلجأ الفرد للهجرة عندما تكون عائلته بالخارج ويحاول لم شمل الأسرة.

زيادة عدد السكان

يؤثر زيادة عدد السكان في هجرة المواطنين من دولتهم، فنظرا لما تسببه زيادة عدد السكان من مشكلات، يضطر السكان للهجرة خارج بلادهم للحصول على مستوى معيشة جيد،

والابتعاد عن الأماكن المكتظة بالسكان، والتي تؤثر سلبا على حياة الفرد، كانتشار الأمراض.

تعزيز التكامل والاندماج الثقافي للمهاجرين

لتحقيق معيشة متكاملة وخالية من المشكلات بين المهاجرين والسكان الأصليين، لابد من تعزيز الاندماج الثقافي للمهاجرين في الدولة المستقبلة لهم،

فيعد التعليم أول خطوة في تحقيق الاندماج في بلد الهجرة، فمثلا تفاعلات الأطفال في الفصول الدراسية تساعد المهاجرين على الاستقرار في بلد جديد.

ومن الضروري أن يكون المهاجرين على استعداد تام للتكيف مع التحولات الثقافية والاجتماعية في عملية الاندماج مع المجتمع الجديد، فيمكن للدعم النفسي والاجتماعي مساعدة المهاجرين على التكيف مع التحولات الثقافية،

فمثلا الانخراط في الجلسات الاستشارية ومجموعات الدعم المجتمعية تساعده على كيفية التعامل مع التحديات العاطفية والنفسية التي تواجهه في فترة التكيف مع المجتمع الجديد.

وعلى المهاجرين أن يتبنوا الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق التكيف والتوازن بين ثقافتهم الأصلية وثقافة الدولة المستقبلة لهم، ليحققوا النجاح والسعادة في دولتهم الجديدة.

وللتفاعل مع ثقافة الدولة المهاجر إليها بشكل إيجابي، يمكن للمهاجرين المشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية التي تعكس ثقافة الدولة والتعرف على عاداتها وتقاليدها والمشاركة فيها بنشاط.

وعلى المهاجر ألا يعلق فشله على عدم مقدرته على مواكبة أسلوب العيش في الدولة المستقبلة له، فتعد هوية الفرد مرنة يمكن لها أن تتكيف مع جميع الأوضاع والظروف، والاندماج هو مشاركة مجتمعية فعالة في الدولة المستقبلة.

ولابد أن ندرك  أن لكل فرد أفكار ومبادئ ومسلمات لابد لها أن تتكيف وتندمج وتنصهر مع المجتمعات الأخرى، فالاندماج ما هو إلا التكيف مع بيئة جديدة مع تقديم الحد الأدنى من التنازلات، فيمكن للمهاجر أن بتخلى عن بعض أفكاره حتى ولو بشكل مرحلي.

وتظهر عددا من العوامل التي تسهل عملية الاندماج في مجتمع الدول المستقبلة للمهاجرين، ومنها:

  • تسهيل دخول المهاجرين لسوق العمل.
  • تسهيل إعطاء الجنسية.
  • منح المهاجرين حق الانتخاب.
  • الجرأة في مقارنة القوانين والتشريعات القانونية المتعلقة بالاندماج.
  • تسهيل عملية تعلم اللغة وتقديم الفرص المشجعة لذلك.
  • لابد أن يساهم الإعلام في نقل صورة حقيقية عن ظروف المهاجرين والابتعاد عن التعميم السلبي.

تحقيق التوازن بين المزايا الاقتصادية والاجتماعية والتحديات

على المهاجر أن يسعى لتحقيق التوازن والاستفادة من المزايا الاقتصادية والاجتماعية للهجرة في مواجهة التحديات التي تقابله في الدولة المستقبلة، فلابد من التكيف مع البيئة الجديدة التي تحيط به، ولا يجعل التحديات تؤثر على منظوره تجاه الدولة المستقبلة له.

فمن التحديات التي يمكن أن تواجه المهاجر، اختلاف الثقافة بين مجتمعه والمجتمع الجديد الذي لابد أن ينخرط فيه، واختلاف اللغة المستخدمة يمكن أن يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للمهاجر، وطريقة المعيشة في المجتمع الجديد والتي قد تكون مختلفة تماما عن مجتمعه الأصلي، وغيرها من التحديات التي تشعره بالإحباط وتجعله يتخلى عن حياته في الدولة الجديدة التي تمثل له طوق نجاة.

فالهجرة إلى أي دولة متقدمة أوروبية أو عربية، لابد وأن يستفيد منها المهاجر من خلال المزايا الاقتصادية والاجتماعية التي تقدمها له، فلابد أن ينخرط مع المجتمع الجديد ويبذل كل جهده في التكيف معه، حتى يحقق حياة كريمة له ولعائلته.

على المهاجر أن يتعلم ويكتسب لغة الدولة التي هاجر إليها، وتعلم عاداتها وتقاليدها ومحاولة التكيف معها بدون فقد هويته الأصلية ونسيان مجتمعه الأصلي، عليه العمل بأي وظيفة مهما كانت حتى يصل إلى وظيفة أحلامه ويحقق ما يرجوه من تلك الدولة، فلا وجود لشخص يريد أن يبدأ حياته في دولة أخرى يهاجر إليها يعمل رئيسا لها، فلابد من المحاولة وبذل الجهد في البداية للاستفادة بعد ذلك من مميزات تلك الدولة.

التعاون الدولي في إدارة قضايا الهجرة

  • يعد “الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية” (A/RES/73/195)، هو أول اتفاق حكومي دولي، تم إعداده تحت رعاية الأمم المتحدة، لتغطية كل أبعاد الهجرة الدولية بطريقة شاملة.

والذي جرى اعتماده في مؤتمر حكومي دولي بشأن الهجرة في مراكش، بالمغرب في 10 ديسمبر 2018، وحينها رحبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالاتفاق العالمي، باعتباره إطار مهم لتعزيز إدارة الهجرة التي تضع مسألة المهاجرين وحقوقهم الإنسانية في أولوياتها، وتقدم فرصة سانحة لتعزيز حماية حقوق الإنسان لجميع المهاجرين، بصرف النظر عن وضعهم.

ويستند الاتفاق العالمي إلى القانون الدولي لحقوق الإنسان، فهو أيضا يؤكد على التزام الدول باحترام كل حقوق الإنسان لجميع المهاجرين وحمايتها والوفاء بها. ويتضمن مبادئ توجيهية بشأن حقوق الإنسان، ومنها دعم مبادئ عدم التراجع وعدم التمييز.

كما يؤكد على الالتزام بالقضاء على كل أشكال التمييز، بما في ذلك العنصرية وكره الأجانب والتعصب ضد المهاجرين وأسرهم.

  • وكشفت 15 دولة أوروبية عن مقترحاتها للمفوضية الأوروبية، لتسهيل نقل المهاجرين إلى بلدان خارج الاتحاد الأوروبي، منها بلغاريا والتشيك والدنمارك وفنلندا واليونان وإيطاليا وقبرص وهولندا والنمسا وبولندا ورومانيا،
  • ويعزز ذلك المقترح مراقبة الوافدين لدول التكتل ووضع الأسس لنظام تضامن الدول الأعضاء لرعاية طالبي الهجرة، ومن المفترض دخول تلك الإجراءات قيد التنفيذ في 2026 بعد تحديد المفوضية الأوروبية كيفية تنفيذها.

وختاما، وبعد معرفة كيفية تأثير الهجرة على الدول المستقبلة، وتبعا لما تعرفنا عليه من فوائد ومميزات وإيجابيات تعود على الدولة المستقبلة، فيجب على الدول المختلفة تبني سياسات ونظم تسهل عملية الهجرة لمين يريد الاستقرار بها.

 احكي لنا تجربتك إن كنت مهاجرا في إحدى الدول سواء العربية أو الغربية وكيف أثر ذلك عليك وعلى المجتمع من حولك.

وحدثنا حول التحديات التي واجهتك في الاستقرار في الدولة المستقبلة لك، من حيث الإجراءات الصارمة والصعوبات بشكل عام.

مقترح لك ...