الذكاء العاطفي.. حجر أساس مهارات التواصل في القيادة
كتبت : ندى علاء
من أهم صفات القيادة الفعالة هي مهارات التواصل والتمكن من التعامل مع الأخرين بصفتك قائد لمجموعة في مجال العمل.
وتطوير الذكاء العاطفي من أهم مهارات القيادي الناجح لدعم وتعزيز التواصل المهني مع الزملاء.
وفي هذا المقال سنتعرف على كيفية تطوير الذكاء العاطفي ومهارات التواصل في القيادة الفعالة للوصول إلى المنصب القيادي بجدارة في العالم المهني.
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم عواطف النفس والأخرين وإدارتها بطريقة إيجابية لتخفيف التوتر، والتواصل بفاعلية والتعاطف مع الأخرين والتغلب على التحديات، ويساعد الذكاء العاطفي على بناء علاقات قوية مما يساهم في نجاح بيئة العمل أو الدراسة، وتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية، كما يساعد الذكاء العاطفي على تحويل النوايا لأفعال واتخاذ قرارات مهنية صحيحة.
أهمية الذكاء العاطفي في بيئة العمل
من الضروري أن يستخدم المديرين والموظفين في بيئة عملهم الذكاء العاطفي لأهميته الكبيرة في خلق بيئة عمل جيدة خالية من المشكلات، ويساعد الذكاء العاطفي على:
- فهم التواصل غير اللفظي، من خلال ملاحظة وفهم الإشارات غير اللفظية؛ لإصلاح الموقف قبل أن يتفاقم ويتحول إلى مشكلة.
- تحسين الكفاءات، تمكن مهارة الذكاء العاطفي من التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم، مما يؤدي إلى اتخاذ القرارات بسهولة وإكمال المهام بشكل أكثر كفاءة.
- تحسين العمل الجماعي، عندما يتحلى الموظفين بالذكاء الاصطناعي يجعلهم أكثر براعة في العمل الجماعي وابتكار حلول جديدة للمشكلات ويسعون لتحقيق نتائج أفضل.
- عمليات أكثر مرونة، يتمتع الموظفون أصحاب الذكاء العاطفي بالمرونة العالية والتكيف مع الظروف، وتقديم اقتراحات وأفكار جديدة لحل المشكلات.
- خلق بيئة عمل صحية، لقدرة الموظفين على التواصل بفعالية وبطريقة صحيحة، مما يؤدي إلى رفع الروح المعنوية وزيادة الإنتاجية.
- تقليل التوتر في مكان العمل، فالأشخاص الأذكياء عاطفيًا يكونوا أقل عُرضة للشعور بالتوتر في مكان العمل، نظرًا لقدرتهم على تنظيم مشاعرهم وعواطفهم بشكل فعال، وبالتالي يستطيعون القيام بمهامهم دون عوائق.
الذكاء العاطفي والقيادة
إن كنت قيادي في مجال عملك، عليك أن تتحلى بالذكاء العاطفي فهو يساعدك على تجاوز التعقيدات الاجتماعية في مكان العمل والقيادة بأسلوب التحفيز، ويعمل الذكاء العاطفي في تطوير مهارات القيادة فهو يساعد على:
- بناء علاقات إيجابية، وتطوير العلاقات مع الزملاء والمديرين، مما يساعد في بناء بيئة عمل إيجابية ومنسجمة.
- تعزيز التواصل، يساهم الذكاء العاطفي في فهم المشاعر والاحتياجات مما يسهل التواصل الفعال وتجنب سوء التفاهم بين الزملاء.
- قيادة فعالة، يمكن الذكاء العاطفي القادة من توجيه وتحفيز فرق العمل بشكل أفضل من خلال فهم احتياجات الأفراد وتلبية توقعاتهم.
- تحسين القدرة على التحمل، يساعد الذكاء العاطفي الأفراد على التعامل مع ضغوط العمل والتحديات بطريقة صحية؛ مما يحسن أدائهم وإنتاجيتهم.
- حل المشكلات بفاعلية، فيمكن الذكاء العاطفي من تحليل المواقف واتخاذ قرارات مبنية على تفهم المشاعر والأوضاع، مما يؤدي إلى حل المشكلات بطريقة أكثر توازنا.
مهارات التواصل في القيادة الأساسية
يعد التواصل الفعال من أهم صفات القيادة في العالم المهني، فهي تساعد على التوجيه والتحفيز وحل الصراعات وإنشاء بيئة عمل صحية.
تساعد مهارات التواصل الفعال على تحسين حل المشكلات، فهي تمكن الأفراد من تبادل الأفكار والملاحظات والمعلومات بشكل فعال، وحل المشكلات، كما تبني علاقات مهنية قوية مع الزملاء والتفاعل معهم ومع العملاء أيضا.
كما تساعد مهارات التواصل الفعال في اتخاذ القرارات الصائبة، مما يعزز من التنمية المهنية وتحقيق النجاح في مجال العمل.
مهارات التواصل والقيادة
ولمهارات التواصل دور فعال في تنمية مهارات القيادة، فهي الأساس لبناء العلاقات بين الموظفين والمدير وتعزيز التعاون وتحفيز وتشجيع الفرق لتحقيق الأهداف المشتركة، وتعد مهارات التواصل في القيادة من عوامل نجاح الشركات والمشروعات فهي التي تمكنهم من حل المشكلات ومواجهة التحديات لتحقيق النجاح.
تساعد مهارات التواصل في القيادة في نقل أفكارهم وخططهم الاستراتيجية لفريق العمل بوضوح وإيجاز، مما يكسر حاجز الارتباك والتوتر في الفريق ويكتسبوا الثقة والشفافية، ويساعد في الوصول للهدف المرجو بسهولة.
ومن أهم مهارات التواصل في القيادة هو الاستماع الفعال، فيظهر القادة المستمعين جيدا لفريقهم التعاطف معهم ويبنوا الثقة ويعززوا من ثقافة التواصل المفتوح، ومن خلال الإنصات الجيد للفريق يكون القائد متفهم لاهتمامات وأفكار أعضاء الفريق مما يشعرهم بالتقدير والارتياح، مما يرفع من الإنتاجية.
تمكن مهارات التواصل في القيادة على التنقل بين المشكلات وحلها بطرق منهجية والتوسط في النزاعات وإيجاد الحلول المرضية للجميع، فيمكن للقائد صاحب مهارات التواصل أن يسهل الحوار ويشجع التعليقات البناءة لحل المشكلات مما يخلق بيئة عمل متناغمة.
طرق تحسين التواصل لدى القادة
من خلال تحسينك لمهارات التواصل الفعال، يمكنك بناء علاقات قوية مع موظفيك وزيادة الإنتاجية وتحسين أداء المؤسسة بأكملها، ولتحسين مهارات التواصل اتبع بعض النصائح:
- قبل أن تحسن من مهاراتك في التواصل، عليك أولاً أن تحدد نقاط قوتك وضعفك، وتقيم مهاراتك في الاستماع والتعبير عن نفسك.
- احصل على الدورات التدريبية المتاحة لتحسين مهارات التواصل لديك.
- اطلب من الآخرين أن يقدموا لك ملاحظات حول مهاراتك في التواصل، لتحسين نفسك.
- يمكنك استخدام لغة مرئية لدعم الحوار، بالصور والرسوم البيانية لتحسين التواصل وتوضيح الأفكار المعقدة.
- عند التواصل مع الأخرين، كن جاهز للرد على الأسئلة وكيفية الإجابة.
- تمتع بالمرونة وعدل أسلوبك في التواصل وفقا للموقف فمثلا استخدام اللغة الرسمية في المواقف الرسمية واستخدام اللغة الودية في المواقف الأخرى.
طرق تطوير الذكاء العاطفي
كما قلنا أن مهارة الذكاء العاطفي من أهم مهارات التواصل في القيادة في مجال العمل، وعليك أن تطورها لتضمن بيئة عمل صحية وعلاقات جيدة مع الزملاء.
تقدير الآخرين واحترامهم، يجب أن تتعامل مع الأخرين في بيئة العمل باحترام وتقدير وتحمل المسؤولية والالتزام، ما يكسبك تقديرهم وتمسكهم بك.
إدارة الأزمات، تدرب على فن اتخاذ القرار وإدارة الضغوط والتحديات، لتتمكن من حل المشكلات التي تواجهك بكل سهولة، وتنجح في إدارة الأزمات.
القيادة، تعلم كيف تكون مؤثرا في الأخرين وتقديم المساعدة لهم وفهم طبيعة شخصياتهم لتكون قيادي ناجح.
تحفيز الذات، تعاطف مع نفسك وتوقف عن جلد الذات، حفز نفسك وعزز من أفكارك الإيجابية وابتعد عن التفكير السلبي.
إدارة الغضب، الذكاء العاطفي يتطلب استراتيجيات معينة لإدارة الغضب، وليس المقصود هنا عدم الغضب والتنفيس الانفعالي ولكن إدارة هذا الغضب بعيدا عن التعصب والتسرع في اتخاذ القرارات التي قد تندم عليها.
نصائح لتطوير مهارات الذكاء العاطفي في العمل
- تعلّم التحكم في مشاعرك بطريقة صحيحة، من خلال ممارسة تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق.
- ابنِ علاقات إيجابية مع زملائك من خلال الاستماع إليهم بشكل فعّال، وفهم وجهات نظرهم واحتياجاتهم.
- تعلم كيفية التعامل مع الضغوط والتحديات بشكل صحيح وفعال، وحدد الأولويات وتعلم إدارة الوقت.
- استخدم ذكائك العاطفي لتحفيز وتوجيه الفريق، وتواصل معهم بتفاهم.
فوائد تطوير الذكاء العاطفي
عند تطويرك للذكاء العاطفي وتطبيقه بشكل أوسع في المجال المهني، فهذا يبني علاقات إيجابية بين القائد وفريق العمل، فهو يبني الثقة ويعزز التواصل الفعال بينهم، فيفهم القائد احتياجات ومشاعر فريقه فيتمكن من إدارة العلاقة بشكل فعال.
بالذكاء العاطفي، يتمكن القادة من تحفيز أعضاء فريقهم لتحقيق أفضل النتائج، فتعزيز المشاعر الإيجابية في نفوس الفريق يخلق جو محفز ومشجع، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحفيز الإبداع.
وعند تطويرك للذكاء العاطفي، تصبح أكثر قدرة على حل المشكلات والصراعات بشكل فعال واقتراح حلول بناءة، من خلال فهم العواطف والتحكم في ردود الأفعال وتجنب التصعيد، واقتراح حلول مرضية لكل الأطراف.
أثبتت الدراسات أن القادة الذين يظهرون الاهتمام والتفهم لمشاعر فريقهم يساهمون في تعزيز الرضا والرفاهية في مكان العمل، ويشعر الموظفون بالتقدير.
وختاما، أنصحك بتطوير مهارات التواصل في القيادة حتى تكون قيادي ناجح وقريب من فريق عملك، لتضمن نجاح فكرتك وأهدافك.
حجر أساس نجاح أي مؤسسة فريق العمل، ولتكسب فريق عملك عليك أن تتحلى ببعض من صفات الذكاء العاطفي ومهارات التواصل الفعالة.
اتبع نصائح كوكب المعرفة لتكون في المنطقة الآمنة.
