من هي مريم عصمت .. ممثلة مصر فى ناسا؟
أسرار تتحدث عنها لأول مرة ودورها في مشروع جيمس ويب، ونصيحتها للشباب
كتبت: خديجة الحداد
فتاة مصرية في العشرينات من عمرها تسمى مريم هيثم عصمت شاركت في تطوير تلسكوب جيمس ويب العملاق ضمن آلاف الأشخاص من 29 دولة حول العالم.
فلنتعرف على البطلة المصرية ومشاركتها في تطوير تلسكوب جيمس ويب أضخم مشروع علمي وأسرار النجاح ونصائح للشباب.
من هي البطلة مريم عصمت؟
مريم هيثم عصمت فتاة مصرية عمرها 21 سنة، عشقت مريم الفضاء من صغرها وكان لديها دافع الفضول للتعرف على أسرار الكون لذلك اختارت دراستها في علم الفلك والفضاء بناء على رغبتها بعد أن أكملت دراستها الأساسية في مصر.
سافرت مريم في منحة جامعية لدراسة الفيزياء بجامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية، وفيما يلي سنذكر الدرجات العلمية التي حصلت عليها مريم:-
- حاصلة على درجتي البكالوريوس الأولى في العلوم تخصص الفيزياء الفلكية بجانب تخصص ثانوي في علم الرياضيات، والثانية في الأدب الإنجليزي والأمريكي تخصص كتابة إبداعية.
- باحثة دكتوراه في علم الفيزياء بجامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة.
- معيدة لعلوم الفيزياء بقسم الفيزياء والفلك بجامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة
- مدرسة لغة إنجليزية في عمل مستقل عن الجامعة.
- كاتبة محتوى
مشاركة مريم عصمت في مشروع جيمس ويب العملاق
شاركت بطلتنا في تطوير تلسكوب جيمس ويب أضخم مشروع علمي على الإطلاق، وعملت تحديدا كمهندسة برمجيات في اعداد وتطوير كاميرا جيمس ويب من نوع Near infra-red camera( NIRCAM )كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة المصممة خصيصا لتصوير والتقاط الكواكب والمجرات البعيدة عن المجموعة الشمسية والمخفية من قبل باستخدام الاشعاع الكهرومغناطيسي ، وكان من نتائج كاميرا NIRCAM أعمق وأوضح صورة للفضاء والتي تسمى ب SMACS0723.
كيف شاركت مريم عصمت في مشروع تلسكوب جيمس ويب؟
بداية مشاركتها كانت تدريب أثناء دراستها في كلية (ليكومينج) بالولايات المتحدة، وبعد ذلك أتاحت لها فرصة الاشتراك في تطوير جيمس ويب كمتخصصة في مجال هندسة البرمجيات، وكان دورها في تطوير وحل مشكلات برامج كاميرات NIRCAM ليتمكن العلماء من رصد صور المجرات الكونية البعيدة المتكونة من قبل 13 مليار سنة واستمرت فترة المشاركة حوالي 6 أشهر من يونيو 2019 إلى يناير 2020.
انجازات مريم عصمت
يوجد الكثير من الانجازات التي قامت مريم عصمت بتحقيقها، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- حصلت مريم على درجتي البكالوريوس في الفيزياء والأدب بامتياز مع مرتبة الشرف.
- رسالة التخرج في الفيزياء عن تحديد أعداد النجوم الطارقة في مجرة درب التبانة بواسطة تلسكوب متطور اسمه LISA يعمل بتقنية الإشعاع الكهرومغناطيسي ومن المقرر اطلاق تلسكوب LISA في عام 2034.
- رسالة التخرج في الأدب فكانت عن تطور الأدب بجميع أنواعه ولغاته من مصر القديمة إلى مصر الحديثة.
ماذا قدمت مريم عصمت لمصر؟
• تطوعت مع وكالة الفضاء المصرية في مشروع قرية القمر مع فريق البحث العلمي المشارك.
• قامت بتغطية حدث اطلاق تلسكوب جيمس ويب باللغة العربية لصالح الجمعية المصرية للفلك.
• تتم دعوتها لإلقاء المحاضرات بالجامعات والمؤتمرات العلمية.ولن تتأخر على بلدها في أي شيء يمكن أن تساعد فيه.
حياة مريم عصمت الشخصية وأسرار نجاحها
فيما يلي سنستعرض جزء من حياة مريم عصمت، وكيف أقنعت والديها بالسفر إلى الخارج، وذلك من خلال فيديو قامت مريم بإذاعته عبر الانستجرام:-
كيف أقنعت مريم عصمت والديها بالسفر لدراسة الفلك ؟
أجابت بأنها استخدمت طريقة ذكية لإقناع والديها بالسفر لدراسة الفلك فقد صممت عرض تقديمي PowerPoint أوضحت خلاله مميزات دراسة الفلك وسبب اهتمامها بدراسة المجال، بالإضافة إلى الصعوبات التي قد تواجهها في سفرها وذكرت الحلول التي يمكن أن تساعدها في تخطي تلك الصعوبات.
وهي طريقة ذكية جدا وملهمة للطلاب الذين يريدون دراسة مجال غير تقليدي وقد يواجهون رفض الفكرة من الأهل.
دور الوالدين في دعم مريم عصمت
شكرت مريم والديها جزيل الشكر على دعمها وتشجيعها في دراستها وعملها، تحدثت أن والدتها دائما تعتمد مبدأ (اعمل ما تحب) وعلى حد وصفها لوالدتها (ماما سابقة الناس والعصر) بفكرها المتقدم ومواقفها الداعمة (محظوظة على إنها مش بس أمي أنا محظوظة أني عرفتها، مهما اتكلمت لن أوفيها حقها) كما قالت.
في حين ذكرت أن والدها هو من كان يجب أن تتحدث معه وتقنعه لأنه يتبع مبدأ الإقناع بالمنطق، كان في البداية غير مقتنع تماما بمجال الفلك كأي أب يحب لأولاده أن يدرسوا مجال واضح ومعروف للناس (بدايته ونهايته معروفة) بوسيلة ذكية كما ذكرنا تمكنت مريم من إقناعه ورغم قلقه الشديد ليس على ابنته ولكن على مجال الفلك المبهم إلا أنه صدق في قدراتها ووقف بجانبها ما دام أنها تعرف وتحب ما تعمله.
كيف تخطت مريم عصمت مخاوفها؟
أدركت أن الخوف جزء من رحلة كل الناس حتى أنجحهم فالخوف شعور طبيعي عند خوض أي تجربة جديدة.
كيف استطاعت مريم التوفيق بين العمل في الفلك والكتابة في نفس الوقت؟
تقول مريم: إن لبدنك عليك حق؛ أي شخص يجب عليه أن يعمل ما يحب ويتقن عمله بجانب أن تكون له حياته الشخصية بعيدا عن الحياة العملية ، work life balance؛ أن يمارس الأشياء والأنشطة التي تجعله سعيدا وتعطيه الشعور بذاته وأنه شخص مؤثر يساعد نفسه ويساعد غيره.
استكملت حديثها: أذهب إلى عملي من الساعة 9-5 أحب عملي جدا وأرى أني مؤثرة فيه واستمتع برؤية النتائج المذهلة عند تطبيق النظريات العلمية،.
وعندما أذهب إلى البيت أهتم بالتواصل مع عائلتي، أحب الكتابة وهي جزء من يومي ككاتبة محتوى، أحب التصوير والثقافة واللغات، من وقت لآخر أذهب للتخييم في الغابة بعيدا عن التليفون، الناس والحضارة بشكل عام.
نصيحتي لأي شخص يبحث عن السعادة اختر لنفسك هواية وذلك لأنه يسبب زيادة مستوىDopamine هرمون السعادة واستغل هذا العمل وسيؤثر عليك بالإيجابية لأنه لا يصح أن نحيط أنفسنا بأشياء مزعجة ونتساءل لما نحن غير سعداء.
عندما تحزن لا تلوم نفسك على الحزن اتبع مقولة أمريكية تقول Grave well to b e Well بمعنى يجب أن تأخذ وقتك في الحزن لكي تتحسن وتصير أفضل.
رد مريم عن الجدل المثار حول موضوع أهمية دراسة علم الفلك في حياة البشر؟ وماذا استفاد العالم من صور جيمس ويب؟
بدأت حديثها: تطبيقات علم الفلك كثيرة جدا ومعقدة، والعلم في حد ذاته شيء سامي وعلم الفلك يرينا الماضي لنعرف المستقبل.
لا يهم أن نرى الإنجازات الحقيقية التي توصلنا إليها على أرض الواقع في وقتنا هذا، لكن بالتأكيد ستساعد الأجيال القادمة في المستقبل.
ذكرت مريم أمثلة للعلماء في الماضي مثل عباس بن فرناس أول من بدأ فكرة الطيران من ألف سنة ولم يكن يعلم في وقتها أهمية الطيران للبشر الآن نحن نطير للتعليم ،للعلاج، لزيارة الأهل وللرفاهية، بفضل الطيران وصلنا للقمر وقريبا إلى المريخ.
الحسن بن الهيثم أول من توصل لفكرة القُمرة (الكاميرا)لم يدري حينها فائدتها للبشر وأين ستصل الفكرة لم يكن يعلم أن الإنسان سيصنع التلسكوب،GPS الكاميرا التي نلتقط بها صور الأهل والأصدقاء وهي ما تبقى بعد رحيلهم.
فارداي وهو يدرس حركة الالكترونات سأله الناس بسخرية ما فائدة الكترونات تتحرك داخل أسلاك؟ أجابهم: لا تنتظروا من طفل رضيع أن يجري لابد أن يمر بمراحل كثيرة قبل أن يخطو، الآن لا أحد يتخيل الحياة بدون كهرباء.
لم يعلم أحد نهاية الطريق الذي بدأه العلماء بفكرة بسيطة إلى أن جاء بعدهم من بنى على أفكارهم وتم تطبيقها على أرض الواقع وأفادت البشرية.
نصيحة مريم لمن يريد دراسة الفلك؟
من المهم جدا لمن أراد دراسة الفلك أن يكون لديه قاعدة كبيرة في الرياضيات والفيزياء لأنهم أساس علم الفلك، بالإضافة إلى أن البرمجة مهمة جدا لدراسة الفلك، يمكنكم متابعة دورات التدريب بوكالة ناسا التي تعلن عنها كل فترة.
ما الفرص المتاحة لدراسة الفلك في مصر؟
دراسة الفلك في مصر متاحة في جامعة القاهرة وجامعة زويل.
ما الكتب التي تنصح بها مريم عصمت للمهتمين بعلم الفلك؟
- بالنسبة للمبتدئين أنصح بكتاب Astrophysics for people in a hurry الكتاب صغير ومفيد جدا لأخذ فكرة عامة عن الفلك، وأنصح بكتب للبروفيسور كيث مور هذه الكتب بها معلومات كثيرة مفيدة وحققت مبيعات كبيرة.
- أما بالنسبة للمتخصصين أنصحهم بقراءة الأبحاث العلمية المنشورة Papers فهي مليئة بالمصطلحات العلمية العميقة اللي قد تكون في البداية صعبة لكن مع الاستمرار يسهل قراءتها وفهمها مع الاطلاع على الكتب المتخصصة مثل Electromeganism والابتعاد عن الكتب الدارجة.
ما العادات اليومية التي أثرت على حياة مريم عصمت؟
أحب القراءة والكتابة وأطبق مقولة (ما لا يدرك كله لا يترك كله) إذا انشغلت في عملي يوما ولم أتمكن من القراءة أو الكتابة كالمعتاد فإني أقوم بالأمر ولو لدقائق قليلة المهم ألا أتركه أبدا، مهما ضاقت علي الدنيا فلا أتنازل عن الأشياء التي أحبها وتسعدني.
مع الاستمرار على العادة في وقت معين ومكان معين تتكون في الدماغ ما يعرف Neural networks سيكون من السهل والتلقائي القيام بالعادة كل يوم.
المقولات التي تؤمن بها مريم وتؤثر عليها في يومها؟
تقول مريم: أنها مرتبطة بالقرآن وتستعين بآيات القرآن مثل الآية “إنّ النَفْسَ لَأًمارَةٌ بِالسُوءِ” لتواجه بها الأفكار السلبية التي قد تراودها بالإضافة إلى الدعاء والأذكار، وتؤمن بمقولة (فليكن همك السعي لا الوصول) لتستكمل طريقها وحلمها.
ما أهداف مريم عصمت في المستقبل؟
ردت قائلة: بعد خمس سنين أرى نفسي أعمل ما أعمله حاليا البحث، التدريس، الكتابة لمساعدة المهتمين بالتعرف على مجال الفلك باللغة العربية.
طموحي أن يكون لي معملي الخاص أتحدث فيه لطلبتي وأدرسهم الفلك باللغة العربية، اللغة العربية من أولوياتي يجب علينا ان نهتم بلغتنا لأن الحضارات تبقى قوية بسبب لغاتها.
هذا ما أراه أمامي في الوقت الحالي، قبل خمس سنوات لم أتخيل أن أصل لهذه المكانة وأن الإنسان يكبر ويتطور مع مرور الزمن.
نصيحة مريم عصمت للشباب؟
أقول لكم جملة واحدة مقولة شمس التبريزي (فليكن همك السعي لا الوصول)
قدمنا لكم حديث البطلة المصرية مريم هيثم عصمت ومشاركتها في مشروع جيمس ويب وأسرار نجاحها وإنجازها ونصائحها للشباب والمهتمين بمجال الفلك بشكل خاص.
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]