تأثير الشاشات على المراهقين.. انقذ ابنك من خطر الشاشات
كتبت: خديجة الحداد
في زمن تسيطر فيه التكنولوجيا على كل جوانب حياتنا يجد المراهقون أنفسهم محاطين بالشاشات من كل جانب.
سواء كان ذلك لمتابعة الدروس عبر الإنترنت أو التواصل مع الأصدقاء، أو الاستمتاع بالألعاب الإلكترونية فالوقت الذي يقضونه أمام الشاشات يتزايد بشكل ملحوظ.
لكن هل فكرنا يومًا في كيفية تأثير هذا الوقت على نموهم وتطورهم؟
وكيف يمكننا توجيههم لاستخدام هذه التكنولوجيا بشكل إيجابي ومفيد؟
في هذه المقالة، سنغوص في عالم إدارة وقت الشاشات للمراهقين، ونستعرض استراتيجيات مبتكرة تساعدهم على تحقيق توازن صحي بين العالم الرقمي والواقع.
دعونا نكتشف معًا كيف يمكننا تحويل التحديات الرقمية إلى فرص للنمو والتعلم.
إدارة وقت المراهقين على الشاشات
مع تطور وسائل التكنولوجيا الرقمية أصبحت الشاشات جزء أساسي في حياتنا اليومية خاصة الأطفال والمراهقين سواء في استخدام التلفاز والهاتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر والآيباد وغيرها
واستخدام الشاشات سلاح ذو حدين من جانب يمكن الاستفادة منها بفوائد عديدة مثل التعليم و قضاء وقت مسلي وممتع مع العائلة، وعلى الجانب الآخر يحمل استخدام الشاشات المفرط نتائج سلبية وضارة على الصحة والإنتاجية والنوم وجوانب الحياة الأخرى
لذلك من الضروري العناية بإدارة وقت المراهقين على الشاشات والأطفال بشكل صحي ومتوازن مما يستفاد منه وتجنب المخاطر الناتجة عن الاستخدام المفرط للشاشات.
فوائد استخدام الشاشات للمراهقين
مشاركة وقت الشاشة مع أطفالك المراهقين يقوي علاقتك بهم
إن مشاركة وقت الشاشة مع الأطفال سواء لعب لعبة أو مشاهدة عرض معًا يتيح لك استغلال وقت الشاشة وتحويله إلى وقت عائلي ممتع ويقربك من طفلك.
بالإضافة إلى إظهار مشاعر الحب والاهتمام لطفلك حينما تشاهد التلفاز أو مقاطع الفيديو أو تلعب الألعاب معه، وهي فرصة للتعرف على اهتمامات طفلك ومشاركة أفكاره.
بجانب ذلك كله تعتبر مشاركة وقت الشاشة مع أطفالك استراتيجية مهمة في إدارة وقت الشاشة.
فرصة مثالية للتعلم والمناقشة
إذا شاركت في متابعة برنامج أو لعبة فهي فرصة لتعليمه أشياء وسلوكيات مهمة من خلال مناقشة تصرفات الممثلين والمشاركين في البرنامج أو العرض.
على سبيل المثال يمكن أن يساعدك وقت الشاشة المشترك في بدء محادثات حول مواضيع تخص المراهقين مثل التنمر والعلاقات وتعاطي المخدرات وما إلى ذلك.
كما يمكن لطفلك أن يتعلم مهارات اجتماعية مثل التعاون وتبادل الأدوار والاحترام لذلك تابع بعناية ما يشاهد طفلك المراهق معه حول ما يمكن تعلمه من هذه البرامج.
تشجيع الابتكار وتعلم مهارات جديدة
عندما تلعب مع طفلك أو تشاركه وقت الشاشة احرص على أن تجعله يعتاد على التفكير فيما يظهر على الشاشة بدلاً من مجرد المشاهدة السلبية.
بجانب التشجيع على تعلم البرمجة للأطفال والمهارات التقنية المستخدمة في الألعاب الرقمية والمهارات الفنية لكيفية إنشاء مقطع فيديو.
مخاطر استخدام المراهقين للشاشات
استخدام الشاشات المفرط للأطفال والمراهقين يسبب العديد من المشاكل العقلية والجسدية والعاطفية، وقد أوضح خبراء التربية أن المراهقين لا يزالون يطورون مهارات اجتماعية وعاطفية قد يعوقها الإفراط في استخدام الشاشات.
ومن أبرز مخاطر استخدام المراهقين للشاشات:-
مشاكل العيون والرؤية
النظر إلى الشاشات لوقت طويل يسبب إجهاد وتعب العين بسبب الضوء الأزرق الضار الذي يؤثر على شبكية العينين ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل قصر النظر.
الصداع
يرتبط وقت الشاشة بالصداع النصفي لدى الشباب بالإضافة إلى آلام الرقبة والظهر وارتفاع ضغط الدم
مشاكل السمنة
الجلوس على الشاشات بدون حركة لفترة طويلة وتناول الطعام أمام الشاشة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة ومقاومة الأنسولين.
مشاكل نفسية
زيادة الوقت أمام الشاشة يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وزيادة التوتر والشعور بالوحدة
حيث أشارت دراسة أجريت عام 2017 إلى أن مستوى الاكتئاب المتوسط أو الشديد لدى البالغين مرتبط بقضاء المزيد من الوقت أمام التلفزيون أو الكمبيوتر.
التأثير على النوم
إجمالي وقت الشاشة في حد ذاته لا يؤثر على نوم البالغين، لكن استخدام الشاشات في الليل وقبل النوم هو ما قد يسبب مشكلات الأرق.
حيث أن استخدام الشاشات قبل النوم قد يؤثر على النوم بعدة طرق مختلفة.
فالأجهزة ذات الإضاءة الخلفية تصدر ضوء أزرق وهو ما يقلل أو يؤخر إنتاج مادة الميلاتونين المسؤولة عن الشعور بالنعاس، لذلك تجد من يفرط في استخدام الشاشات ليلا يعاني من الأرق وقلة النوم.
كما أن استخدام الهاتف في لعب لعبة مثيرة أو قراءة أخبار مزعجة قد يبقيك منشغل ذهنيًا ويقظًا لفترة أكبر في الليل.
تعلم السلوكيات الخاطئة
قد تحتوي الشاشات على برامج غير هادفة ومسلسلات وأفلام هابطة تعلم المراهقين أفكار خاطئة وقد تشجعهم على سلوكيات غير مقبولة
بالإضافة إلى خطر محتوى السوشيال ميديا واحتمالية تعرض الأطفال والمراهقين للابتزاز الإلكتروني والمشاكل الأخرى.
كل هذه العوامل لا تعني أنه يجب منع المراهقين من مشاهدة البرامج التلفزيونية أو المسلسلات بشكل مطلق؛ بل تعني فقط أن نهتم بإدارة وقت المراهقين على الشاشات والحاجة إلى وضع حدود والتوعية بإعطاء الأولوية للنشاط البدني والاتصالات الاجتماعية لمكافحة الأضرار التي قد تنتج عن الوقت الذي يقضيه المراهقون أمام الشاشة.
استراتيجيات إدارة وقت المراهقين على الشاشات
يستخدم المراهقون الأجهزة الرقمية في أداء الواجبات المدرسية والترفيه والتواصل الاجتماعي وغير ذلك.
وغالبًا ما يقضي المراهقون أوقات طويلة أمام الشاشات ويستخدمون أكثر من شاشة واحدة في نفس الوقت.
تساعد عادات الشاشات الصحية طفلك المراهق على اتخاذ خيارات أفضل بشأن متى وكيف يستخدم التكنولوجيا الرقمية في أوقات فراغه تقييد الاستخدام المفرط للشاشات.
من خلال بعض الخطوات البسيطة:
وضع القواعد
وضع قواعد خاصة باستخدام الشاشة من أهم خطوات إدارة وقت المراهقين على الشاشات، والأهم إشراك جميع أفراد الأسرة عند وضع القواعد العائلية بشأن وقت استخدام الشاشة.
احرص أن تكون قواعدك مرنة بما يكفي لتغطية أيام الدراسة وعطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية.
على أن تأخذ في الاعتبار الاحتياجات والاهتمامات المتغيرة مع نمو طفلك المراهق.
لذلك من الجيد مراجعة القواعد كل بضعة أشهر وكلما قمت بإدخال جهاز جديد إلى منزلك. يساعدك هذا على ضمان أن القواعد لا تزال تلبي احتياجات الجميع.
قد تشمل القواعد:
- استخدام الشاشات فقط في غرف العائلة وليس في غرفة النوم أو ليس في السيارة.
- يمنع استخدام الشاشات في أوقات تناول الطعام.
- لا توجد وسائل تواصل اجتماعي حتى الانتهاء من الأعمال المنزلية والواجبات المنزلية.
- المرونة في التعامل مع مختلف الأعمار قد تكون هناك بعض الألعاب التي يمكن لطفلك المراهق لعبها فقط عندما يكون شقيقه الأصغر خارج المنزل أو قد ذهب إلى الفراش.
- اتباع قواعد السلامة والأمان عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتحدث معه حول المحتوى المزعج وغير المناسب.
- استخدام تطبيقات لمراقبة وقت استخدام المراهقين للشاشات والتحكم في إعدادات الخصوصية والموقع للتأكد سلامة البيانات الشخصية.
روتين استخدام الشاشة
إدخال استخدام وقت الشاشات ضمن الروتين في المنزل يساعد أفراد الأسرة على معرفة ما يجب عليهم فعله ومتى وكم مرة.
وهذا يعني أن الروتين المتوازن يمكن أن يساعدك على بناء وقت الشاشة واستخدام التكنولوجيا الرقمية في حياتك العائلية بطريقة صحية.
وقد يشمل الروتين:
- وضع حدود زمنية ومكانية لاستخدام الشاشات، على سبيل المثال ممنوع استخدام الشاشات عند تناول الطعام وفي ساعات الليل المتأخر وقبل النوم.
- تخصيص روتين لقضاء وقت ممتع مع العائلة بعيدا عن الشاشات.
- التشجيع على ممارسة الرياضة والنشاط البدني.
- إنشاء (حظر تجوال) للأجهزة الرقمية مثل عدم استخدامها قبل ساعتين من وقت النوم.
تحديد جلسات وقت الشاشة
بالنسبة للمراهقين قد تجد صعوبة في منعهم في التوقف عن استخدام الشاشات خاصة إذا كان متصل بالإنترنت مع أصدقائه، أو يحاول إكمال مستوى ما في لعبة أو يستمتع بمشاهدة برنامج أو مسلسل.
لذلك يوصى بتطبيق فكرة (الجلسة) التي تشمل على نقطة نهاية ووقت محدد متفق عليه من قبل وهذه الاستراتيجية يمكن أن تجعل من الأسهل إدارة وقت المراهقين على الشاشات ومراقبة وتقييد وقت استخدام الشاشة بأنفسهم.
تحدث مع طفلك المراهق حول ما يود أن يشاهده على الشاشات مع تحديد الوقت اللازم للانتهاء منه وإعطائه الحرية في الاختيار مع المتابعة.
بجانب ذلك فإن تشجيع المراهقين على اتخاذ القرارات بشأن وقت استخدام الشاشة والتكنولوجيا الرقمية له العديد من الفوائد والتحديات منها
- يمنح المراهقين الفرصة لممارسة إدارة وقت الشاشة بشكل مستقل
- يساعد المراهقين على تطوير عادات استخدام الشاشة المتوازنة طويلة الأمد
- يجعل من السهل التزام أطفالك المراهقين بقواعد وقت الشاشة التي وضعتها العائلة.
عندما يستخدم طفلك التكنولوجيا الرقمية، فمن الأفضل أن يخصص له فترات قصيرة أمام الشاشة ويأخذ فترات راحة منتظمة.
تجنب قضاء وقت أمام الشاشات قبل النوم
يحتاج المراهقون إلى قدر كبير من النوم الجيد والكافي من 8-10 ساعات في الليلة.
ويمكن أن يؤثر وقت استخدام الشاشات والأجهزة الرقمية قبل النوم على كفاءة النوم.
وإذا كان طفلك يتجنب استخدام الشاشات سواء الهواتف المحمولة أو الساعات الذكية المزودة بتطبيقات أو الأجهزة اللوحية أو شاشات الكمبيوتر أو التلفزيون في الساعة التي تسبق النوم، فمن المرجح أن ينام طفلك بشكل أسرع.
حيث يوصي الأطباء بالتوقف عن استخدام الشاشة بالكامل قبل 30 إلى 60 دقيقة من موعد النوم ويفضل قبل ساعتين بالنسبة للأطفال والمراهقين.
إبقاء الشاشات والأجهزة الرقمية خارج غرف النوم في الليل
إذا أبقيت الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى خارج غرفة نوم فلن يتمكن طفلك المراهق من البقاء مستيقظًا حتى وقت متأخر من الليل للعب الألعاب أو مراسلة الأصدقاء أو مشاهدة البرامج والأفلام.
كما يمكن أن يساعد هذا إلى منع طفلك من التعرض للإزعاج في الليل من خلال الإشعارات أو الرسائل أو المكالمات.
قدمنا لحضراتكم أهم النصائح والاستراتيجيات التي تساهم في تقليل وقت المراهقين للشاشات، وطرق تطبيقها بسهولة.
طبقها مع ابنك لتحقق إدارة وقت المراهقين على الشاشات بشكل جيد وفعال.