تعلم كيفية التهيئة والإستعداد للفصل الدراسي الثاني بحيوية ونشاط
المادة العلمية : سامح عبد الهادى
الإستعداد للفصل الدراسي الثاني هو ما يشتغلنا جميعا طلاب ومدرسين فى هذه الفترة .. ولكن الطالب غالبا ما يكون متأثرا بالفصل الدراسي الأول .. وهذه هى المشكلة.
سواء انتهى الفصل الدراسي السابق بشكل جيد أو حدثت فيه بعض الإخفاقات .. ففي كل الأحوال قد انتهى فعلا .. والآن نحن بصدد بداية جديدة لفصل دراسي جديد .. فلنبدأه بالشكل الصحيح.
كيف نستعد بشكل جيد .. ونبدأ بداية صحيحة .. هذا ما سنعرفه الآن .. لنتابع.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
المحور الأول : التقييم الذاتى
هذا هو الاساس الأول للتهيئة والإستعداد للفصل الدراسي الثاني ، وليس معنى التقييم الذاتى هو أن تأخذ رأى الناس فى شخصيتك .. ولا أن تكتب رأيك الشخصى فيك ..
إنما المقصود هو التقييم الموضعى والحقيقى والمحايد لأداءك ونشاطك وطريقة عملك فى التيرم الدراسى الأول ، ومعرفة إنجازاتك وإخفاقاتك بشكل موضوعى جدا وواضح ، بحيث تتمكن من معالجة المشكلات والأسباب التى أدت إلى حدوث إخفاقات أو قللت من درجة نجاحك أو أثرت عليك بسلبية نوعا ما .
إن التقييم الذاتى بوجه عام ليس سهلا للغاية ..
فهو يحتاج إلى حيادية ووضوح مع النفس ، فلا تظلم نفسك وتقلل منها ، وكذلك لا ترفع قدر نفسك أكثر من اللازم فتشعر أنك أعظم مما تتصور ولا تحتاج لمزيد من التطوير الذاتى.
وليس المقصود هنا التقييم الذاتى بشكل عام
إنما نقصد التقييم اذلذاتى بشكل خاص فى الفصل الدراسى الأول فقط .
وحتى نكون أكثر دقة ووضوح .. سيكون كلامنا مركزا على الإنجازات والإخفاقات التى حدثت خلال الفصل الدراسى الأول ولنتساءل عنها ( ماهى – ولماذا حدثت – وكيف حدثت ).
-
الإنجازات
المقصود بإنجازاتك السابقة : كل شئ رائع حدث فى الفصل الدراسى الأول متعلق بك .. كدرجة عالية فى بعض المواد أو استغلال جيد للوقت ، أو عمل شئ مفيد ، أو النجاح فى تحقيق هدف معين .. وهكذا
أمثلة :
( الدرجة النهائية فى الرياضيات – درجة عالية فى اللغات – حفظ عشر أجزاء من القرآن الكريم – صلة رحم كانت شبه مقطوعة – رسم لوحة رائعة – الحصول على جائزة فى الشعر – …….. وهكذا )
-
الإخفاقات
لا تعتقد أن الإخفاقات هى الأشياء السيئة فحسب .
إن الإخفاق الحقيقى هى كل هدف فشلت فى تحقيقه فى الفصل الدراسى الأول .
كنت تنوى أن تحفظ جزءا من القرآن الكريم ولكنك لم تستطع .. لأى سبب كان .. كالضغط الدراسى مثلا .
نحن هنا لا نبحث عن المبررات .. إنما نبحث عن أسباب حدوث هذا الإخفاق وكيفية حدوثه .. حتى نستطيع معالجة الأمر فى الفصل الدراسى الثانى .
إقرأ ايضا: كورس عبقرية التفوق والمذاكرة الذكية – إدارة الوقت ومهارات التفكير ورفع الطاقة
أمثلة :
( رسوب فى المواد الإجتماعية – درجة سيئة فى الكيمياء – التكاسل عن بعض الصلوات – اهمال صلة الرحم – فقدان السيطرة على الوقت – ….. وهكذا . )
- السؤال الأول : ماهى ؟
يجب أن تحدد قائمة بأهم إنجازات الفصل الدراسى الأول .. وتكتبها بكل وضوح ، وقائمة أخرى بأهم الإخفاقات .. وأيضا واضحة ومحددة .
- السؤال الثانى : لماذا حدثت ؟
نتساءل هنا عن الأسباب ، الظروف ، العوامل .. التى أدت كل منها إلى حدوث هذه الإنجازات / الإخفاقات .
وسواء أكانت تلك الأسباب تتعلق بك شخصيا أو خارجية متعلقة بأحداث جارية أو ظروف خارجية .. مهم كتاباتها حتى يمكننا معالجتها فيما بعد .
- السؤال الثالث : كيف حدثت ؟
هنا نتساءل عن الكيفية – الطريقة التى حدث بها هذا الإنجاز / الإخفاق .. أى الأداء الذى قمت به أنت شخصيا ليحدث هذا الانجاز أو الفعل الذى فعلته وتسبب فى هذا الإخفاق .
لنأخذ أمثلة :
أولا : من الإنجازات :-
- ما هى :
الحصول على الدرجة النهائية فى اللغة العربية .
- لماذا حدثت :
- المدرس رائع وطريقته مميزه
- الكتب الخارجيه ومذكرات الشرح متوفره
- أحب اللغة العربية
- كيف حدثت :
- اعتمدت على مذاكرتها بأكثر من طريقة
- كنت أشرحها لزملائى
- وضعتها فى مقدمة الأولويات
ثانيا : من الإخفاقات :-
- ما هى :
عدم الانتظام فى مواعيد الدروس لمدة شهر
- لماذا حدثت :
- زيادة الضغط الدراسى فى الهذه الفترة
- السهر لفترات طويلة
- فقدان السيطرة على الوقت
- كيف حدثت :
- استسلمت لشعور الإجهاد وعدم الانتظام
- كنت أضيع مزيدا من الوقت
- لم أحاول تقديم أى حلول
إقرأ ايضا: هل تعرف هدفك من التعلم ؟
المحور الثانى : الضبط والتعديل .
بعد ما عرفت نقاط ضعفك وقوتك ، وكذلك عرفت الأسباب والعوامل الخارجية والذاتية التى أثرت عليك بشكل إيجابى أو سلبى .. نستمر فى خطة الإستعداد للفصل الدراسي الثاني ..
استعد الآن لضبط أجزاء الخلل فى حياتك وطريقتك .. وتعديل النقاط السلبية حتى تستطيع تحقيق المزيد من الإنجازات وتقليل الأخطاء قدر المستطاع .
وأهم ما ينبغى تعديله كلا من :
-
الأهداف
إذا كان هناك بعض الأهداف التى وضعتها لنفسك فى الفصل الدراسى الأول ولم تساعدك ظروف دراستك على تحقيقها على أكمل وجه .. لم لا تقوم بتعديل هذه الأهداف بشكل يتفق مع ظروفك وحياتك ؟
مثلا
كنت قد وضعت هدفا لحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم .
ولكن مع ضغط الوقت وكثرة المتطلبات الدراسية لم تستطع أن تحفظ أكثر من جزئين فقط .
حسنا .. فليكن الهدف فى الفصل الثانى هو حفظ ثلاثة فقط .
فتحقيق 70% من الهدف سيشعرك بالتفاؤل والتحفيز .
لكن تحقيق 10% من الهدف حتما سيشعرك بنوعا من الاحباط .
فى كل الأحوال عليك تعديل أهدافك الخاصة بالفصل الدراسى الثانى بشكل أكثر توافقا مع ظروف حياتك وطريقة أداءك .. بعد أن فهمت جيدا نقاط الخلل فى الفصل الأول .
-
الأولويات
لقد حققت إنجازات رائعة فى الدراسة والإمتحانات .. لكنك اهملت فى بعض الصلوات .. حسنا .. هناك خلل فى ترتيب أولوياتك وعليك بإصلاحه .
فالصلاة بالتأكيد أهم من المذاكرة .. تسبقها فى الأولوية .
عليك بتعديل هذا الخلل المتعلق بأولوياتك .. ووضع الصلاة قبل المذاكرة .
وهكذا ..
ستشعر بأن هناك أنشطة أخذت أولوية أكبر من غيرها .. على أنها أقل فى الأهمية .. وبالتالى لابد من ترتيب هذه الأولويات بشكل جيد .. حتى لا يطغى شئ مهم على شئ أهم منه .
وهذا هو المقصود بتعديل الأولويات .
-
الأداء
هل ترى بعد تقييمك لنشاطك وأداءك فى الفصل الأول .. أن هذا سيكون مناسبا للفصل الثانى ؟؟ أم أنه يحتاج لمزيد من التحسين ؟
عليك إذن أن تحدد ما الذى ينبغى عليك فعله ، وما الذى ينبغى عليك أن تتجنبه فى الفصل الثانى .
هل كنت كثير الكسل والخمول ؟
عليك أن تزيد من نشاطك بشكل افضل .
هل كنت تذهب للفصل مبكرا ؟
حسنا هذا جيد .. استمر
راقب نشاطك وطريقة أداءك لكل مهماتك الدراسية والحياتيه .. فالملاحظة نصف التغيير .
-
البرنامج الزمنى
ستكتشف فور تقييمك لنفسك أن هناك خلل فى بعض الأماكن فى الجدول الزمنى الخاص بك .
كأن يكون يوم الجمعة لا يسع لكل الأنشطة التى وضعتها به .
أو كنت تتأخر فى نومك حتى تنهى كل أعمالك
أو أن كثير من الوقت يضيع فى التحرك بين الأنشطة المختلفة
وهكذا …
فكر جيدا .. كيف يمكنك تعديل هذا الخلل ، ومعالجة هذه الأمور
حتى يكون جدول البرنامج الزمنى الخاص بك اكثر فعالية وقوة .
إقرأ ايضا: تعلم مهارات التفوق الدراسي وذاكر بذكاء
المحور الثالث : رفع الطاقة الحيوية .
الطاقة الحيوية هى الوقود الذى يحركك لتقوم بكل أعمالك بنشاط وقوة وسعادة .. وعلى أكمل وجه .
الإستعداد للفصل الدراسي الثاني يستلزم رفع الطاقة الحيوية لأقصى مدى ممكن
حينما تشعر بعدم الرغبة فى المذاكرة لإحساسك بالملل أو الضغط النفسى .. فاعلم أن طاقتك الحيوية فى انخفاض حاد .
وحينما تشعر برغبة شديدة فى المذاكرة فتقدم عليها بحب وشغف وتستطيع أن تستذكر الكثير من الموضوعات والدروس وتنجز الكثير فى وقت جيد .. فمعدل الطاقة الحيوية لديك مرتفع ومناسب .
وإليك بعض الطرق والإستراتيجيات التى تساعدك فى رفع مستوى الطاقة الحيوية لديك .. مما يساعدك على أداء مهامك بشكل افضل .
-
الترويح عن النفس
حاول من وقت لآخر أن تروح عن نفسك بأى طريقة تحب ،، ولا يوجد أى حرج فى ذلك طالما لا تفعل شيئا حرمه الله عزوجل .
كالخروج مثلا سواء بمفردك أو مع أصدقائك ، لعب الرياضة ، مشاهدة التلفاز ، ممارسة العبادات ، التواصل على الإنترنت أو أى نشاط آخر تشعر فيه براحة ومتعة سواء أكان مفيدا أم لا .. فحسبك من ممارسته أنك تروح عن نفسك قليلا لتعود إلى مهماتك وأنشطتك .
-
ممارسة الانشطة المحبوبة
لكل منا هواياته الخاصة .. إن كنت تحب الرسم مثلا فلتخصص مواعيد معينه للرسم فقط .
وإن كنت تحب الشعر فليكن له وقته الخاص … وهكذا .
ممارسة الهوايات المحبوبة ليس له هدف محدد .. إنما ممارستها هى الهدف فى حد ذاته .
بمعنى أنك تحب الرسم مثلا .. فأنت لا ترسم لأنك تريد أن تصنع أفضل لوحة فى العالم ، لكن ترسم فقط لأنك تحب أن ترسم .. تحب أن تفعل هذا .
إن ممارسة الهوايات ترفع أيضا من مستوى الطاقة الحيوية لديك
حسنا .. سأخبرك شيئا رائعا ..
إذا كنت تشعر بملل وضيق من المذاكرة .. وقلق سبب ضيق الوقت والشعور بالضغط .. دع المذاكرة جانبا .. ومارس هوايتك المفضلة لمدة ربع ساعة بالضبط .. واشعر بالفرق .
-
الحفاظ على الشعور الإنفعالى
هل من الصعب أن تكون سعيدا ؟؟
حسنا … إليك هذه المعلومة :
المعلومات التى تستوعبها وأنت سعيد ومتفائل
ستحتاج إلى أربعة عشر ضعفا من الوقت لتستوعبها فى حالة الشعور بالضيق والملل والتشاؤم .
بمعنى :
مذاكرة ساعة وأنت سعيد = مذاكرة 14 ساعة وأنت حزين .
فلتكسر هذا العائق .. واخرج من جو الملل والضيق .. وحاول أن تسعد نفسك بشتى الطرق ..
إن سعادتك ستقوى من ذاكرتك وتزيد من نشاط خلايا المخ والخلايا العصبية مما يزيد من قوة فهمك واستيعابك للمواد .
كن سعيدا .. لأجلك أنت .
-
رؤية ومعايشة الإنجازات
لا يوجد إنسان ليس له إنجازات .
طبيعى أن حجم الإنجازات يختلف من انسان لآخر ، ولكن بكل تأكيد هناك اعمال قمت بها فى حياتك تنال رضاك على المستوى الشخصى .
- هل حققت درجات عالية فى مادة من مواد الصفوف السابقة ؟
- هل رسمت رسمة رائعة من قبل ؟
- هل أثنى عليك أحد من أجل شئ رائع قمت بعمله ؟
- هل كتبت خاطرة أعجبتك ، أو أعجبت أحد ؟
- هل قلت كلمة فى الإذاعة المدرسية ؟
- هل حفظت ولو سورة فى القرآن الكريم ؟
حسنا … كل هذه هى انجازات أنت من صنعها .
إنها إنجازاتك .
فلتكتب أهم انجازاتك السابقة طوال حياتك
اكتب كل شئ تفتخر بعمله .. كل شئ احببت فعله .. كل شئ كنت سعيدا بعد أن فعلته .
هل تتذكر لحظات نجاحك فى الصفوف السابقة .. اكتب اهمها .
لتسميها إذن ( قائمة الإنجازات )
إنها مفيدة للغاية .
فمجرد النظر إلى قائمة إنجازاتك ومعاودة قراءتها ومعايشة لحظات النجاح والسعادة .. سيجلب إلى نفسك الشعور بالرضا والتفاؤل والثقة بالنفس .. سيملؤك هذا بالطاقة الحيوية .
-
كتابة الأهداف وأسبابها
الجميع يتفق على أهمية كتابة الأهداف بصورة واضحة ومحددة
لكنى أزيد على هذا كتابة أسباب الأهداف
مثلا :
- الهدف : حفظ جزء من القرآن الكريم .
- الأسباب : ( رضا ربى – تدارس القرآن – تحفيظه للغير لأخذ ثواب أكبر – ….. )
- الهدف : الدرجة النهائية فى الرياضيات
- الأسباب : لأستطيع الالتحاق بكلية الهندسة
- الهدف : تحقيق ترتيب على مستوى الجمهورية .
- الأسباب : لأجعل أخى سامح عبد الهادى سعيدا جدا .
وهكذا ….
كتابة الأهداف توضح لك الرؤية ، وكتابة أسباب الأهداف ترفع مكن طاقتك الحيوية لأنها تربط الهدف بتركيبة أداءك .. يفهم العقل أن هذا الهدف له تبعات هامة ومرتبطة بغايات أقوى وأكبر ,, هو بذلك من الأولويات القصوى .
-
التواصل مع الأصدقاء والأحباب
لا تترك نفسك للإنطوائية والوحدة .. تواصل مع اصدقاءك ومحبيك ، قد تحتاج قليلا لأن تكون بمفردك لكن لا تببخل على نفسك بهذا الجو العائلى والإجتماعى ..
إن التواصل مع الاصدقاء يرفع أيضا من الطاقة الحيوية .. حيث يزيد من مستوى التفاؤل والشعور الإيجابى مما ينتج عن الهدوء النفسى والطمأنينة .
وأخيرا …..
تحدثنا عن الإستعداد للفصل الدراسي الثاني .. أسأل الله أن ينفعكم بما علمكم ..ويزيدكم علما .
ولا تنس أن تعطى هذا المحتوى لأصدقاءك .. ليتم نشر العلم والفائدة .
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
مدرس رياضيات حاصل على ماجستير إدارة الأعمال وكاتب ومحاضر في علوم التنمية البشرية والإدارية