جنون السوشيال ميديا ومقارنة الكيف فى تقديم المحتوى
كتبت : إيمان سمير
أننا أصبحنا الآن فى عالم مايسمى بجنون “السيوشيال ميديا”، وأن من يطلق عليهم رواد السوشيال ميديا هم من أصبحوا للأسف نقمه لها، بسبب سوء فهمهم وأستخدامهم لها بشكل سيئ ولكننى فى نفس الوقت ارفض فكرة التعميم مطلقاً،..
فأيضا لانستطيع أبداً أن ننكر الأنتشار السريع لكافة أشكال التطور الإنسانى،
وبطبيعة الحال أن كل تطور طبيعى و تكنولوجي له إيجابيات وسلبيات ، إلا أنه من المحزن الآن هو غلبة السلبيات وفرض سطيرتها على التطور التكنولوجى،
وفهم “السوشيال ميديا” بطريقة خاطئة – طريقة تهدم وتلاشى كافة إيجابياتها.
لذلك فأننى سوف اختص بنوع واحد فقط من أشكال “السيوشيال ميديا” وهو اليوتيوب
وسوء أستغلاله من قبل أشخاص يضعون لأنفسهم مصطلح جديد تم تداوله وإنتشاره بسرعة وشراهة و هو “مصطلح [ يوتيوبر ]،
وإن كنت لاتعلم معنى هذا المصطلح بشكله فى الأصل، فهو مجموعة من الأشخاص المشهورين على اليوتيوب يقومون بإنشاء قنوات تحمل عدة محتويات مختلفة،
مما تساعدهم زيادة نسبة عدد المشاهدات واللايكات على كسب المزيد من ربح الأموال ، عن طريق الأعلانات بشكل كبير حيث يقومون بأخد نسبة قد تتخطى ال ٦٠% منها.”
ولكن تدنى مفهوم هذا المصطلح وأصبح الآن:
أنه من الواجب على كل شخص قام بتصوير نفسة وعائلته وأصحابه وتنزيل فيديوهات لهم أنه يستحق لقب[ يوتيوبر ] بدرجه محترف،
وهدم معنى هذا المصطلح الحقيقى،
وليس من الأصل أنه يجب أن يهتم بما سوف يناقش هذا المحتوى وما الهدف من الذى يقدمه؟
فعلى سبيل المثال من مده كنت أشاهد على “يوتيوب” أشخاص مصريين يمتلكون قنوات على اليوتيوب هؤلاء الأشخاص يقيمون فى إنجلترا وقد أنشأوا حياة كريمة وعمل ناجح مشرف وتزوجوا بنساء ليسوا بمصريات ولكن مسلمات منذ فترة ليست بكبيرة ثم انجبوا أطفال،
هؤلاء الأشخاص أيضاً يقومون بنشر وتقديم يومياتهم فى الغربة على التقريب كل يوم،
ويقومون أيضاً بمشاركة هذه اليوميات كلاً من أولادهم وزوجتهم وأصحابهم، ويقومون بتقديم معلومات وخبرات وتجارب حياتية جديدة مفيدة وهامة،
فهى يوميات واقعية وتحوى مضمون جيد يجب الأستفادة منها،
فهم أيضاً يقومون بتقديم من خلال ذلك عده مقارنات بين بلدهم مصر وإنجلترا ذلك البلد الذى يعيشون فيه، وبلاد آخرى يعيشون فيها أصحابهم، أنهم يقومون بأهمية تقديم الكيف فى المحتوى وليس الكم؛
حيثوا يعملوا طول الوقت بتطوير وتوسيع مجال محتواهم كل فترة لعدم الملل مطلقاً.
فهم أصبحوا مثال مشرف للأشخاص المصريين المقيمين فى الغربة، اللذين صنعوا من حياتهم العادية شئ مشرف وهادف وناجح،
فقد وضعوا بصمة ثابتة ومرجع لمزيد من الخبرات والتجارب لهم ولغيرهم.
وهذا على العكس تماماً من أغلب الأشخاص للأسف على اليوتيوب، وهذا هو الشائع الآن
يمتكلون قنوات ويطلق عليهم لقب يوتيوبرز هؤلاء الأشخاص يقومون بنشر فيديوهات لهم هم ولعائلاتهم،
فى بداية الأمر كانوا يقومون بتقديم عدة مقالب فى بعضهم البعض ، مقالب تتصف بالبرود وعدم المعقولية والأستفزاز لعقول المشاهدين بدرجة بلاهة غير طبيعية واضحة وإصرار فيها غريب، مقالب غير منطقيه غير مبررة وغير مفيدة من الأساس،
ثم تطور وتوسع الأمر بهم بعد ذلك خارج هذا النطاق من اكثر من مجرد مقالب وأصبحوا يقومون بنشر فيديوهات لهم تحمل أكثر فوضى وجرأة بنفس السذاجة الذى ليس لها معنى يحترم،
وأستمروا فى تقديم نفس المحتوى التافه الذى يحصد فكرة الكم فقط،
وتحصيل اكبر عدد من اللايكات والمشاهدات لجذب المزيد من المال لهم،
ولكن بلا محتوى محترم أو هادف بلا مضمون أو تجديد أو تراجع عن ذلك الجنون التشويهى التكنولوجى المدمر،
هؤلاء الأشخاص للأسف أصبحوا يعرضون حياتهم الشخصية بكل تفاصيلها كسلعة لحصد الأموال والمتجارة غير الأخلاقية المباحة لكل ماهو مثير ويجذب المال اكثر.
ولكن علينا أن نبقى واقعيين ونقول أن أشكال التطور الإنسانى ككل لايمكن لإنسان عاقل إنكارها أو النقصان منها،
وإننى من المنطقى أن اكون ضد هذه الفكرة
او هذا المصطلح بوجه عام،
ولكن كل الأنتقادات توجه للأشخاص وليس التطور، للأشخاص اللذين يحاولون دائماً تشويه شكل هذا التطور وأستهتار بعض هؤلاء بفهمهم وأستخدامهم للتطور بشكل عشوائى غير لائق وبلا محتوى يحوى مضمون سليم.
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”11″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
القراءة هى شغفي والكتابة هوايتي الحرة التى تستهويني .. أحب أن أكتب في الكثير من المجالات وأجد موطنى الخاص فى كوكب المعرفة