أهمية أساليب البلاغة في حياتنا اليومية
كتبت: منه زين
ايه اللي هيحصل لو العالم أصبح خالي من الحس الفكاهي؟
لو العالم أصبح بلا تشبيهات؟
لو الشخص بقى يخاف يسمع كلمة “هقتلك”
او الأم تخاف بنتها تقولها “عايزه اشتغل رقاصه عشان اجيب فلوس كتير”
ايه اللي يحصل لو العالم خلا من الاستعارات والحس الفكاهي أو حتى الكوميديا السوداء؟
والبرامج أو المقالات أو القصص المصورة خلت من الطابع الساخر…؟
خليني اعرف لك باختصار الاستعارة على أنها أخذ شيء من شيء، ده في اللغة
بالنسبة للاصطلاح فهي تبديل أحد طرفي الجملة اللي هم “المشبه والمشبه به” بصفة… دالة على معناه…
واتفقنا بردو ان للاستعارة أنواع…
أيوه الله يفتح عليكوا يا بتوع البلاغة…
استعارة تصريحية: هنا بنحذف المشبه
زي: الفئران غادرت المعركة
الفئران هنا دالة على الجنود الهاربة نسبة لعدم شجاعتهم لاستكمال المعركة…
واستعارة مكنية: العكس، بنحذف المشبه به
زي: أباحت الخيمة عن ساكنيها
شبه الخيمة بإنسان بيتكلم وبيعبر عن اللي ساكنين الخيمة إن كانوا ناس جياد أو لا…
طب يعني انتي عماله تتكلمي بالفصحى
احنا ياستي مابنتكلمش كده…
كلمينا زي ما بنكلمك…
تمام
هاجي اقولك مثلا شفت الحيوان اللي لسه ضارب مراته في الشارع اللي ورانا؟
هتقولي مين الحيوان؟
هقولك سعيد البقال… لسه ضارب مراته حالا بالا فالا وخدت ست غرز في دماغها…
هنا شبهنا سعيد البقال بالحيوان عشان هو عمل تصرف غير آدمي…
ودي استعارة تصريحية…
او نقعد فوق السطوح ونشرب كوبايتين شاي بنعناع والهوا عمال يخبط في وشنا كده ومكيفنا ومره واحده قررت اغنيلك “أنا قلبي دليلي قالي هتحبي”
طب هو القلب بيتكلم؟ هو الراجل قال حاجه؟
ودي يا سيدي استعارة مكنية…
عرفت بقى ان احنا بنستخدم الاستعارة في كلامنا عادي واحنا مش حاسين؟
ماتقاطعنيش تاني بقى…
في تالت نوع من أنواع الاستعارة وهو الاستعارة التمثيلية:
هنا بيحذف لك المشبه وبيبين لك المشبه به
زي الجملة المشهورة اللي بنسمعها كتير: لكل جواد كبوه
هنا شبه لك الفارس بالجواد او الحصان والكبوه اللي هي النكبات
يعني مهما بلغت قوة الشخص لازم ييجي يوم ويقع…
طب بالنسبة للتشبيه؟
التشبيه هنا بقى عكس الاستعارة تماما…
لازم يكون الطرفين بتوع الجملة اللي هم المشبه والمشبه به موجودين…
رأيت فتاة كالقمر…
يا واد يا قمر انت يا واد…
أما بالنسبة للسخرية؟
فالكلمة أصلها سخر، تسخير: يعنى إذلال… أو تحقير… بقلل من قيمة شيء أو شخص…
ده في اللغة
في الاصطلاح؟
فاكر فوق لما قلت لك ان الاستعارة او التشبيه بحط فيهم حاجه تدي نفس المعنى؟
طب هو شرط احط حاجه تدل على نفس المعنى؟
حلو السؤال…
لأنه لأ…
ساعتها أقولك ان استعمال كلمة او مصطلح معناه معاكس لكلمة او مصلطح أخريين… فده اسمه سخرية… حاجه بتعكس معنى حاجه…
والهدف منها هنا: إني أنقد عمل أو شخص بشكل فني مضحك مقبول وساعات بيصل إلى حد التهكم… أو بيتعدى الحدود الأخلاقية…
“ألفريد أدلر” قالك إن السخرية عبارة عن مصطلح مركب من شعورين ألا وهما: “الغضب والاشمئزاز”
طب فرق لي بين شخص عنده حس فكاهي وشخص ساخر؟
الشخص الساخر ينفع يكون الاتنين… لأنه ينفع يضحكك وينفع يكون من ورا كلامه هدف تاني غير انه يضحكك… زي انه بينتقد شيء أو شخص معين… وبيطالب إن الشئ اللي بينقده ده يتعدل علشان يبقى بالمعايير المقبولة… طب أي معايير؟
هقولك معاييره الشخصية… طب وهل مطلوب مننا نرضي جنابه؟ هقولك لو في مؤسسة وبتشتغل فيها… آه لازم ترضي جنابه… لكن لو انتوا قاعدين ع القهوة… فانت لازم تكون فاهم انك بترضي جنابك انت بقى… عشان كل واحد بيمشي بمعاييره الشخصية… وكله في حدود رضا ربنا يعني…
طب الشخص اللي عنده حس فكاهي بس؟ ده مابيعملش حاجه غير انه يضحكك وهلاس بمعنى هلاس…
ماتاخدش من كلامه أي اسقاطات…
وده اسمه هزل… اتفقنا؟
طب أنواع السخرية ايه؟
هديك منهم كام مثال…
نينينيني “سخرية صوتيه”
سخرية “بالمحاكاة” وهنا بتلاقي شخص بيقلب اراجوز على المسرح عشان يقلد لك شخص تاني مشهور عنه حركة معينه مثلا او فعل معين…
او كاتب معين بيكتب بطريقة معينة…
او حتى مغني بيقف قدام جمهوره بهيئة معينة…
في اللغة العربية في نوع تاني من السخرية بنسميه “ذم بما يشبه المدح”
يعني بفخم حاجه ماتستاهلش… لامؤاخذه بنعمل للخرا سعر آه…
بهدف التشجيع ان الشخص ده يقدم محتوى أحسن بعد كده…
طب العكس؟
اننا نخلي العظيم “صفر ع الشمال”؟؟؟
ده بنسميه استهزاء…
وفي نوع من أنواع السخرية ليه علاقة بالكوميديا السوداء…
هنا بنناقش مواضيع حساسة زي العرق والدين والموت والانتحار أو الامراض بشتى أنواعها نفسية وجسدية… ومعروف ان احنا بنحتفظ في السخرية بشقين… شق الهزار… والشق اللي ليه معنى أو الشق الجاد…
وفي نوع كمان خاص بالكاريكاتير… بيصور الفنان فيه أهم الصفات البارزة في الشخص على شكل رسومات… والصفات دي ممقوتة…
تسمع بقى عن حاجه اسمها التعريض؟
مش اللي في دماغك لأ…
شفت انا عملت ايه دلوقتي وانت مش واخد بالك؟
استعملت كلمة تحتمل وجهين… أو معنيين… المعنى اللي في دماغك والمعنى الحقيقي بتاعها… اللي هو ايه؟
اللي هو جملة تحتمل وجهين… أو معنيين…
شفت! Infinite loop
اللي جانا نضمه واللي راح!
كويس انه راح…
شفت الجمله صايعه ازاي؟
التعريض صياعه من الآخر…
تلميح…
شفتوا فترة التلميحات؟
ربنا قال في سورة البقرة “ولا جناح عليكم فيما عرّضتم به من خطبة النساء”
يعني لا حرج إنك تعبر عن انك راغب في حد معين في دماغك… وعايز تتقدم له…
فاستخدام التعريض هنا جائز ما لم يتعدى إطار الشرع…
ما لم يستخدم للتهكم أو المكر…
فخليني أقولك إن مافيش عالم في اللغة أو الدين ما أقرش إن ساعات السخرية بتفسد علاقات أو بتصلح علاقات… الموضوع معتمد على استخدام الشخص ليها سواء بشكل صحي أو غير صحي…
فمن الآخر من غير الاستعارة ومن غير التشبيه ومن غير الحس الفكاهي…
ماكانش العالم هيتطور…
للدرجه دي؟
أيوه طبعا…
ده كل شق من دول جزء من الأدب…
متخيل عالم بلا أدب أو بلاغة؟
الموضوع بيحتمل شقين بردو هنا… شق خير وشق شر…
والله لو بتسخدم الأدب بهدف النماء فانت على راسي…
الأدب بهدف التهكم أو الهجاء لمجرد إنك كاره شخص وعايز تعلم عليه بلسانك أو بخط إيدك… فانت منهي انك تسخر من شخص في الشرع وفي القانون…
طب لو الشخص ده بهيم؟ ويستاهل …
هقولك ده بعيد عن كلامي بردو… انت لما بتنقد فعل… زي فعل شخص متعدي زي المتحرش او المغتصب او حتى القاتل او السارق فانت لو عملت غير كده تبقى زيه وكلنا هنهينك…
لكن لو بتنقد شخص عشان شكله أو مهنته أو مستواه الاجتماعي أو أيا كان بعيد كل البعد عن الشق الجنائي فانت تستاهل ضرب الجزمه… سامعنى؟
فالزم حدودك…
نرجع لموضوعنا…
كل شق من اللي فوق دول اتفقنا انه جزء من الأدب…
العالم ماكانش هيبقى فيه شعر… مسرحية…
روايات…
كتب…
طرق التعليم هتبقى جافة وخالية من الإبداع…
تخيل المدرس ما عادش هيدي أمثلة تبسط المعلومة للطلاب…
ولا الشخص يكون قادر ينقد فعل أو شخص معين… ويفضل الحال كما هو عليه…
تخيل كل شخص يعمل حساب لكلمته…
ولما الشخص يهزر في التليفون ويقول لصاحبه لو ماجيتش الميتينج الفلاني هقتلك
يقوم صاحبه مايتصلش بيه تاني ويغير رقمه وعنوان بيته عشان خاف يقتله فعلا…
العالم من غير أي حاجه من دول… أسود بس…
ظلام بلا نور…
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
كل ما يتوجب عليك فعله وأنت تقرأ لي؛ أن تنسى ذاتك قليلا وتبدأ جديّاً في تخيل نفسك كبطل ممن أكتب عنهم، سأكون سعيده إن شاركتني نتيجة قراءتك ..