Menu Close

ظاهرة العنف في المدارس | المشكلة والحل

العنف فى المدارس
العنف فى المدارس

ظاهرة العنف في المدارس

كتبت : فاطمة فتحي

انضم لكوكب المعرفة   

العنف هو تصرف يصدر من شخص أو مجموعة أشخاص وينتج عنه ضرر سواء كان ضرر معنوي أو جسدي أو نفسي

وتختلف وسائله فقد يحدث بالجسد أو اللسان أو بأدوات أخرى، غالبا ما يصدر العنف من شخصية غير متزنة ويسبب أضرار للطرف الآخر، والعنف له مظاهر متعددة أشهرها العنف المدرسي الذي يظهر في شكل سلوك صادر من أحد أفراد المنظومة التربوية فيتسبب في الإضرار سواء بالطالب أو بالمعلم،

وفي هذا الموضوع سنوضح أشكال العنف المدرسي وأسبابه ونتائجه مع توضيح دور الأسرة والمدرسة في علاجه والوقاية منه.

أشكال العنف المدرسي

قد يعتقد البعض أن العنف المدرسي هو الاعتداء الجسدي فقط، إلا أن هناك أشكال عديدة للعنف منها على سبيل المثال:

  • العنف اللفظي : هو عنف يظهر في شكل كلمات غير مقبولة، قد تكون متعلقة بإيحاءات جنسية أو سب ديني، غالبا يكون سببها قلة الرقابة أو عدم وجود قدوة للأبناء.
  • العنف غير اللفظي : فيكون باحتقار الآخرين ومحاولة التقليل منهم أو تهديدهم، ويمكن أن يظهر في شكل حركات غير مقبولة بهدف استفزاز الطرف الآخر، ومنه ايضا العنف السياسي والديني وحتى الرياضي حيث يكون الشخص متحيزًا لآرائه ومعتقداته.
  • عنف منظم : يعتبر النوع الأكثر انتشارا في المدارس، وهو يتألف من مجموعة طلاب منظمين يتزعمهم شخص أكثر عدوانية لممارسة العنف أمام طالب أو مجموعة طلاب آخرين، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى ابتزاز الطلاب ومحاولة سلب أغراضهم.
  • عنف جنسي : يشمل هذا النوع العنف اللفظي الذي يحتوي على كلمات بذيئة أو الاعتداء الجسدي فيما يعرف بالتحرش، وقد تم تصنيفه كشكل من أشكال العنف المدرسي ويمكن أن يحدث داخل المدرسة أو خارجها.
  • عنف ذاتي : ربما لا ينتبه الآباء لهذا النوع من العنف بالرغم من خطورته، وهي حالة يكون فيها الشخص مائلا إلى  الانعزال سواء في الفصل أو في المنزل وغالبا ينتابه شعور بأنه غير مرغوب من زملائه، وهو عنف تجاه الذات يمكن أن يؤدي إلى الانتحار.

أسباب العنف في المدارس

هناك أسباب عديدة تؤدي إلى ظهور للعنف المدرسي ومنها:

الأسرة:

  • من الأسباب التي لها دور في ظهور العنف المدرسي هي الأسرة حيث تقلص دور الآباء في بناء شخصية أبناءهم خاصة هذه الأيام عندما أصبح الآباء يعتمدون بشكل كلي على المحاضن والمدارس مما تتسبب في غياب الرقابة الأسرية على الطالب.
  • وأيضا بسبب تفكك الأسرة وانفصال الوالدين في بعض الأحيان وبالتالي إهمال الأبناء بشكل .
  • انحدار المستوى الاقتصادي للأسرة  وعدم القدرة على توفير أغراض الأبناء.

المجتمع:

  • للمجتمع ايضا دور رئيسي في ظهور مشكلة العنف، فمثلا نجد أن المجتمع يعتمد على ثقافة السلطة الأبوية كأن تكون سلطة الأب أو المدرس في تعنيف الأبناء أمر مسموح به مما يؤدي إلى ظهور جيل يعتمد على العنف بشكل كبير.
  • أيضا انتشار الجريمة في المجتمع  يولد عنف مدرسي حيث تنتشر الممارسات العنيفة فتتنقل بالتدريج إلى المدارس.
  • انتشار فكرة المقارنة بين التلاميذ وقدراتهم بأن يتم مدح التلميذ المتفوق وذم الفاشل، هذه الفكرة تولد نوعا من العنف والإحباط، كذلك الحالة الاقتصادية فإذا كان المجتمع فقيرا تكون احتمالية انتشار العنف فيه أكبر.
  • إضافة إلى ذلك فإن الفروق الاجتماعية بين الأسر يؤدي إلى ظهور العنف المدرسي، فإذا كان الطالب من أسرة فقيرة سيتولد لديه شعور بالحرمان بين زملائه مما يجعله يتصرف بعدوانية تجاه الآخرين، أو قد يواجه هو نفسه العنف من زملائه ومحاولة التقليل من مستواه الاجتماعي.

المدرسة:

  • يتمثل دور المدرسة في قلة التوعية وعدم وجود خطة منهجية تقلل أو تمنع العنف قبل حدوثه، فغالبا تعتمد المدارس على حل المشكلة بعد ظهورها سواء بين الطلاب وبعضهم أو بين المدرس والطالب.
  • اعتماد المدارس على التعليم فقط دون التربية، حيث أصبح اهتمام المدارس منصبّا فقط في تقييم المستوى التعليمي مع إهمال الدور التربوي، بالإضافة إلى كثرة انتقاد الطالب فتظهر لديه ميول عنيفة سواء تجاه زملائه أو تجاه المدرس ذاته.

نتائج العنف في المدارس وتأثيرها على الطلاب 

لكل فعل رد فعل، فعندما يتعرض الطالب للعنف سواء من زملائه أو من المعلم فإن ذلك سيؤثر على شخصيته بشكل كبير وغالبا سيتجه إلى نفس الأسلوب العنيف للتعامل مع الطرف الآخر، ولعل من أوضح هذه النتائج ما يلي :

  • عندما يتعرض التلاميذ للعنف في المدارس فقد يتسبب ذلك في توليد سلوك عدواني لديهم، منا يجعلهم يلجؤون للعنف مع أشخاص آخرين أو مع الشخص المُعنِّف نفسه.
  • يؤدي العنف تجاه الطالب إلى يتولد شعور بالخوف لديه ويمكن أن يتجه للكذب للهروب من العقاب وتعنيف المدرس.
  • تشتيت الانتباه وقلة تركيز الطالب مما يتسبب في انخفاض المعدل الدراسي لديه.
  • تولد سلوك عدواني، وإذا كان الطالب هو من يتلقى التعنيف سواء من المعلم أو الزملاء فقد يصاب بالاكتئاب والانعزال وأحيانا الهروب من المدرسة لتجنب الاعتداءات.

علاج مشكلة العنف في المدارس

بعدما تعرفنا على أخطار العنف في المدارس وتأثيره على الطالب يتبقى أن نعرف حل تلك المشكلة، وقد عرفنا أن العنف المدرسي له عدة أسباب منها ما هو متعلق بالأسرة والمجتمع والمدرسة وغيرهم، لذلك فإن العلاج يجب أن يكون من جهات متعددة أيضًا وأبرزهم المدرسة والأسرة فهم الجهتين الأكثر تأثيرًا على الطلاب.

أولا: دور الأسرة

  • يجب أن تعتمد الأسرة على أسلوب مدح الطفل خاصة عند التصرف بعقلانية وعدم اتباع أساليب الشغب.
  • يجب تشجيع الطفل عند القيام بإنجازات جديدة، هذا التصرف سيجعله راضيًا عن نفسه وبالتالي يستطيع الدفاع عن ذاته بثقة دون اللجوء للعنف.
  • متابعة سلوك الأبناء أول بأول، فإذا لوحظ م يتبعون الأساليب العدوانية فيجب معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك أولا، ثم البحث عن الطريقة المناسب لحل تلك المشكلة، وإذا زاد سلوك العنف لدى الطفل فيفضل الرجوع لأخصائي نفسي.
  • يجب مراقبة ما يتابعه الطفل من برامج أو تليفزيون أو إنترنت، ومحاولة إبعاده عن الألعاب العنيفة التي تعتمد على القتال والشغب.
  • من المهم أيضًا أن نعرف الأصدقاء المقربين للطفل وسلوك كل منهم، وأن يكون أفراد الأسرة لا يستخدمون العنف في تعاملهم مع الأبناء أو مع بعضهم.

ثانيا: دور المدرسة والمعلمين

  • يجب ألا يقتصر عمل المعلم إلى ما داخل الفصل فقط بل يكون عليه أن يراقب طلابه سواء داخل الفصل أو خارجه وأن يتدخل في حال ملاحظة أي سلوك عنيف بين الطلاب وبعضهم.
  • قد تظهر بوادر العنف لدى الطالب من خلال بعض السلوكيات، كأن يكون لديه هوس زائد بالألعاب العنيفة أو أن يمارس العنف تجاه الحيوانات، أيضًا قد تجد أنه لا يستطيع التحكم في غضبه ولا يشعر بالندم عند وقوع خلاف مع زملائه أو معلميه.
  • إذا لاحظ المعلم أي من علامات العنف السابقة يجب أن يتحدث مع طلابه بشأن ذلك، وأن يوضح لهم مخاطر العنف مع توجيههم إلى الطريقة الصحيحة للتعامل، هذه المناقشات ستقلل من سلوك العنف بشكل كبير.

ثالثا: دور المجتمع

لا يقتصر معالجة العنف على المدرسة والأسرة فقط بل للمجتمع أيضًا دور في ذلك، ويبدأ دور المجتمع في نشر التوعية من خلال البرامج التوعوية مع إلزام المدارس بالمناهج التي توضح الطرق التعامل الصحيحة بين الطلاب وبعضهم أو بين الطالب والمعلم.

وأخيرا، فإن ظاهرة العنف في المدارس تعتبر من أخطر آفات المجتمع ويجب معالجتها بالطرق السليمة والحد منها قدر الإمكان، كما يجب ألا نغفل دور المدرس في ذلك فيجب أن يكون قدوة لطلابه وأن يتجنب الأساليب العنيفة في معاملتهم؛ لأن ذلك سيؤثر على نفسية الطالب ويجعله يتبع نفس المنهج مع الآخرين.



[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]

مقترح لك ...