Menu Close

ما سبب الإهتمام بتعليم المرأة فى الدول العربية الآن؟

ما هي أهمية التعليم في حياة المرأة وكيف ينعكس ذلك على المجتمع؟


المرأة والتعليم عنصران مترابطان يكملا بعضهما البعض، فيؤثر التعليم في جميع جوانب حياة المرأة، فيكسبها المعارف والمهارات الأساسية التي تمكنها من تنفيذ مسؤولياتها في المجتمع.

تعليم المرأة
تعليم المرأة

فالتعليم يعمل على تعزيز وعي المرأة وتنمية قدراتها في التعامل مع الأطفال فيما بعد، وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة سليمة قائمة على أسس علمية وتربوية.

وبالتالي ينشأ جيلا مثقفا وواعيا على يدها قادر على مواجهة المجتمع وتنميته.


تعليم المرأة فى الدول العربية

لا يؤثر التعليم فقط على حياة المرأة وأسرتها، بل يؤثر على المجتمع ويعود عليه بالنفع، فتعليم المرأة يسهم في زيادة نسبة محو الأمية مما يؤثر على التنمية الاجتماعية.

كما تساهم المرأة والتعليم في الحد من الفقر، فبالتعليم تستطيع المرأة أن تعول أسرتها وتزيد من مستوى معيشتهم، وتوفر لهم احتياجاتهم ومتطلباتهم.

وذلك من خلال مشاركتها في سوق العمل الذي يمدها بالدخل.

تجنب مشكلة الانفجار السكاني، فالمرأة المتعلمة تحرص في الغالب على إنجاب عدد أقل من الأطفال، حرصا منها على تنشئتهم تنشئة صحيحة وعلمية مناسبة وتقديم الرعاية الكافية لهم.

المشاركة السياسية، يتيح التعليم للمرأة مشاركتها في الحياة السياسية من خلال المشاركة في اتخاذ القرارات والمناقشات السياسية والاجتماعية، ويتيح التعليم للمرأة فرصا للأدوار القيادية التي ترفع من كفاءة عمل المؤسسات.

الحد من انتشار الأمراض، فتكون المرأة المتعلمة على قدر كافي من الوعي للوقاية من الأمراض، وبالتالي ستحافظ على حياتها وحياة أسرتها، مما يقلل من خطر الإصابات بالأمراض في المجتمع.

التأثير الاقتصادي لعمل المرأة

يساعد التعليم المرأة في تمكينها اقتصاديا ومواكبة التطور الرقمي والتكنولوجي، وحصولها على الوظائف المرموقة والتأثير في المجتمع ككل.

فزيادة فرص المرأة في العمل ساعد على نمو اقتصاد الدول، حيث تستفيد الشركات الكبرى من فرص عمل المرأة الذي يزيد من فعالية التنظيم والنمو.

فتشير التقديرات إلى أن المؤسسات التي تحوي على 3 نساء أو أكثر في مناصب قيادية تحصل على تقييم أعلى في الأداء التنظيمي.

يمنح التعليم دخلا شهريا للمرأة، من خلال عملها في مختلف المجالات، مما يتحقق لدى المرأة الاستقلال المادي وعدم التبعية لغيرها، والذي يتيح لها حرية القرار.

كما يكسبها مكانة اجتماعية من خلال تحقيق وإثبات ذاتها وطموحها، وبالتالي تساعد في إسناد زوجها ماديا لتوفير مستلزمات الحياة الأساسية.

التعليم يسهم في تعزيز المساواة بينها وبين الرجل، فمن قديم الأزل، دعا الإسلام إلى تعليم الفرد دون التفرقة بين رجل وامرأة لما له من دور هام في حياة الفرد.

ودخول المرأة مجال التعليم أزال حواجز التفرقة بين الجنسين ونشر ثقافة المساواة في المجتمع.

كما عمل تعليم المرأة على إزالة حواجز الفقر في حياتها، فأصبح مصدر للدخل الثابت لها، حتى وإن وضعت أولى خطاها في التعليم الثانوي فقط.

عندما يزداد التعليم في حياة المرأة، يؤثر على وعيها بمخاطر الصحة العامة، ولوحظ أن أطفال الأمهات المتعلمات هم الأكثر احتمالية في أخذ التطعيمات للحفاظ على صحتهم، ويكون الأطفال أقل عرضة لضعف النمو وسوء التغذية.

وحتى وإن أكملت المرأة الدراسة الابتدائية فقط، فذلك يساعد على تقليل وفيات المرأة بمقدار ثلثين، لما تلقته من علم عن النظافة والصحة الشخصية.

التحديات التي تواجه المرأة في التعليم

  • الفقر، فيؤثر على تكثيف البعد النوعي لجوانب عدم المساواة، خصوصا فيما يتعلق بتوزيع فرص العمل وعدم المساواة في الأجر بالمقارنة مع الرجل.
  • العادات والتقاليد، خصوصا في الأرياف والمناطق الشعبية والبادية، التي تعتبر ان دور المرأة يقتصر على منزلها وأسرتها فقط.
  • الزواج المبكر في مناطق الصعيد والأرياف، يعوق بين المرأة والتعليم.
  • عدم المساواة، والتمييز بين الرجل والمرأة، ففي بعض المجتمعات والثقافات تنظر للمرأة وتحصرها على الدور الإنجابي فقط، وتحصر الرجل في الدور العائل للأسرة والمسؤول عن الوضع الاقتصادي فقط.

الفجوة الجغرافية في تعليم المرأة

تؤثر الفجوات الجغرافية على المرأة والتعليم، فيمثل التوزيع الجغرافي للمدارس والجامعات تحدٍ كبير لدى الفتيات في مقتبل عمرهم، حتى يحصلوا على فرص للتعليم المتميز.

فالفتيات في المناطق الريفية تحيطهم العدد القليل من المدارس الحكومية الصغيرة التي لا تعد للبعض كافية للتعليم، بينما تنتشر المدارس الكبيرة والخاصة بجميع أنواعها عربي ولغات وتجريبي، أكثر في المناطق الحضرية، والتي تقدم خدمة تعليمية عالية.

فيمثل البعد الجغرافي للمدارس والجامعات تحدٍ كبير لدى الفتيات، من حيث صعوبة تنقلهم يوميا من مسقط رأسهم ومكان التعليم لطول الطريق والمدة، أو العيش وحدها في مجتمع لا تعرفه ولا يعرفها.

الفجوات الاقتصادية في التعليم

تتمثل الفجوات الاقتصادية في تعليم المرأة، في مستوى الأسرة الاقتصادي، فتدخل بعض الفتيات المدارس الحكومية ذات المصروفات القليلة، والتي تفتقر للموارد التي تساعد على تنمية المهارات والمعارف لدى الفتاة.

وأخرى، تلتحق بإحدى المدارس الخاصة الكبرى، والتي تتمتع بكل مقومات التعليم المتميز، بما يضمن مستقبل أفضل.

نماذج نسائية ملهمة

شاعرة فلسطين الشهيرة، والتي حرمن في بداية حياتها من التعليم، فأخذت قسط بسيط من التعليم وأجبرت على البقاء في المنزل.

لكن كان أخيها الذي يدعى “إبراهيم” شعاع النور في حياتها، فكان معلمها الأول، فنالت منه العلم والثقافة الأدبية من المنزل، وعلمها قواعد النحو والبلاغة وكتابة الشعر، وألهمها للكتب العربية في الأدب.

وعملت فدوى طوقان جاهدة على تثقيف نفسها والاطلاع على المعارف المختلفة في الأدب والكتب والبلاغة وانتقلت إلى لندن لتكمل مشوارها التعليمي، إلى أن أصبحت فدوى رمزا من رموز فلسطين، ومثل شعرها الذي يحاكي معاناة الاحتلال والقتل والأسر مرآة الشعب الفلسطيني.

المناضلة الجزائرية الشهيرة، ترعرعت جميلة في أسرة مكونة من 5 شبان، وكانت المدللة لأبيها، وكان أبيها يهتم بالعمل النضالي وكان ضد المستعمر الفرنسي، وعلمها إياه.

وفي العشرينات من عمرها، قررت جميلة بوحيدر الاتجاه إلى العمل النضالي والانضمام لجبهة التحرير الوطني، بمساعدة عمها مصطفى بوحيدر.

وتولت بوحيدر مهمة الاتصال بصانعي القنابل ونقلها لمن سيضعها في الأحياء الأوروبية بمدينة الجزائر، وعند اتمامها أحد المهمات قبض عليها وأصيبت برصاصة في الكتف وعذبها الاحتلال في مرضها كمحاولة لاستجوابها لكنها رفضت بكل الطرق.

وأصدرت جهات الاحتلال الفرنسي ضدها حكم الإعدام لكنه لم ينفذ.

امرأة مصرية، مهندسة في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات بالولايات المتحدة وتألقت في ذلك المجال، وأصبحت من أشهر الشخصيات النسائية في العالم العربي والعالم كله.

وتمكنت رنا من إنشاء شركة (Affectiva) هدفها تطوير أجهزة حاسوب لها قدرة على قراءة المشاعر الإنسانية، وبعدها أُدرجت ضمن قوائم لأقوى النساء وأفضل المبتكرين على مستوى العالم.

امرأة إماراتية اقتحمت مجال سلاح الطيران الإماراتي، والذي كان غير متاحا للنساء، وحصدت رتبة رائد طيار في سلاح الطيران الإماراتي، بالإيمان بقدراتها، وبدعم من يحيطون بها.

ولدت في ريف موزمبيق وحظيت بالكثير من التشجيع للذهاب إلى المدرسة، والتحقت جراسا بمدارس الإرسالية، ولتفوقها حصلت على منحة دراسية في جامعة لشبونة، وأكملت دراسة اللغة الألمانية وعملت كمدرسة بعد التخرج.

ودخلت جاراسا عالم السياسة، وشغلت منصب وزيرة التعليم والثقافة في موزمبيق لمدة 14 عامًا.

ومن إنجازاتها في التعليم والثقافة، عملت على زيادة الالتحاق بالمدارس وخفض معدلات الأمية.

كما نشطت العمل الإنساني والتحريض على تعليم الفتيات.

وأنشأت ماشيل مؤسسة تعمل على تعزيز تعليم النساء والأطفال في العالم كله.

التعليم وخلق فرص جديدة للمرأة

تعليم المرأة يعمل على الارتقاء بتفكيرها وزيادة الوعي وتفتيح مداركها، ويغير من أسلوب تفكيرها للأفضل، ويعرفها ما يدور حولها، كما يساعدها على فهم المجتمع حولها ومتغيراته.

كما يعمل التعليم على تنوير عقل المرأة ويحفزها على الانطلاق والظهور وسط المجتمع، ويساعدها على التطور والإبداع في مختلف المجالات.

والتعليم أيضا يمكن المرأة من مساندة زوجها والنهوض بالمجتمع، ويعطي التعليم للمرأة دورا تكامليا في المجتمع بأعمال الأسرة والحياة المهنية.

كما يعزز التعليم من طريقة تنشئة المرأة لأطفالها وأداء رسالتها بشكل صحيح، وذلك كله يساعد المرأة في الحصول على الوظيفة المناسبة ذات الدخل المادي المناسب الذي يساعدها أن تكون مستقلة.

وبعد تحقيقها كل طموحاتها في الحياة الأسرية والمهنية، يزيد ذلك من ثقتها في نفسها ويساعدها على حل المشكلات بطريقة أفضل.

تعزيز الثقة بالنفس

يتمحور دور التعليم في حياة المرأة على تعزيز الثقة بالنفس لديها، فبعد أن تحصل على الوظيفة المناسبة والتي تحقق من خلال طموحاتها في إثبات نفسها من خلال الإبداع والتميز، يعمل ذلك على زيادة الإنتاجية في المجتمع.

وإن تحققت ثقة المرأة بنفسها، فستكون قادرة على تحمل مسؤولية القيادة في المجتمع.

والثقة بالنفس التابعة من التعليم في حياة المرأة، يجعلها تحسن من علاقاتها الاجتماعية والعاطفية، فيتفاعلوا مع المجتمع بفاعلية ويقدمون مساهمات مثمرة.

مسؤولية مشتركة لدعم تعليم المرأة

برنامج “المرأة تقود في المحافظات المصرية” هو أحد المنح الممولة التي تقدمها الأكاديمية الوطنية للتدريب بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، كجزء من استراتيجيات تعزيز قدرات ومعارف ومهارات المرأة.

ويضمن البرنامج للمرأة مكان وفرصة في سوق العمل، لتأمين حاجاتها ورفاهيتها الاقتصادية، وتجعلها قادرة على التوظيف في الأسواق ذات الطبيعة المتغيرة.

مبادرات تمكين والاستثمار في الفتيات

وهي تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، لتعزيز الاستثمار في الفتيات، من خلال برامج تعمل على خلق حوار مع الفتيات لتمكينهن من التعبير عن نفسهن وتدريبهن على موضوعات في مجالات التعليم والصحة والعنف الأسري وتعزيز مهارة القيادة.

تعد من المشروعات التي تعزز تمكين الفتيات من فرص التعليم، والتي تم تنفيذها بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي فى محافظة الأقصر، والتي تستهدف تقديم حزمة شاملة من الأنشطة التعليمية والتوعوية للفتيات.

وتستهدف رفع قدرات أمهات الأطفال، وبلغ عدد السيدات اللاتي، وبلغ عدد السيدات المستفيدين من البرنامج أكثر من 2309 سيدة، وحصلت 569 سيدة منهن على قروض صغيرة لبدء مشاريعهم.

تم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، تدعيم جهود الحكومة في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال دعم المرأة وتوفير فرص للتعليم، ودعم الصحة، وتقديم السياسات السليمة لتنشئة الأطفال.

بالشراكة مع الحكومة المصرية والوكالة الأمريكية للتنمية المستدامة، وبجهود مستمرة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في العديد من القطاعات والأنشطة.

تمكنت الوكالة الأمريكية لتعليم الفتيات من رفع نسب التحاق الفتيات بالمدارس الإبتدائية.

كما تم إنشاء مدارس غير تقليدية، وتقديم منحا دراسية لمئات الفتيات، حتى زادت معدلات استكمال الفتيات للمرحلة الثانوية مقارنة بالذكور.

وقدمت الوكالة الدعم للمدارس الفنية المصرية، من خلال توفير الدعم للمدرسين والطلاب، وتقديم الدعم الفني والتدريب المهني.

كما ساعدت الوكالة، على إيجاد فرص عمل للفتيات بعد التخرج من المدارس الفنية.

بالإضافة إلى تقديم الوكالة الكثير من المنح الجامعية للفتيات، في مجال دراسة العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة.

دور الأسرة في دعم وتشجيع الفتيات على التعليم

للأسرة دورا كبيرا في دعم الفتيات على الالتحاق بالتعليم، وتختلف توجهات كل أسرة إزاء ذلك.

فمنهم من يؤيد فكرة تعليم الفتاة وإكمال دراستها حتى التخرج من الجامعة، ومنهم من يؤيد فكرة الزواج المبكر للفتيات.

وفي أحسن الظروف، تصل الفتاة لفترة التعليم الأساسي والثانوي، على عكس الأسرة التي تعي بدور التعليم في تكوين شخصية الفتاة وأثره على مستقبلها.

وأخيرا، وبإدراك أهمية المرأة والتعليم كعنصران مترابطان، يجب تحفيز المرأة على التعليم وثقل مهاراتها من جميع من حولها، المجتمع والأسرة والأصدقاء.لما للتعليم من تأثير على حياة المرأة التي هي نصف المجتمع.

مقترح لك ...