بيئة العمل والزملاء أهم عناصر نجاح العمل.. تعرف على كيفية بناء العلاقات المهنية
كتبت: ندى علاء
يعتبر بناء شبكة علاقات مهنية قوية مع فريق العمل والزملاء والموظفين من مفاتيح النجاح المهني.
تساعدك العلاقات المهنية الجيدة على فتح فرص جديدة وزيادة نسبة الترقية وتكسبك سمعة طيبة وإيجابية بين زملائك، مما يوسع شبكتك الوظيفية.
فأهم مقومات العمل الصحي.. بناء شبكة علاقات مهنية قوية
وفي هذا المقال سنتناول أهمية بناء شبكة علاقات مهنية قوية في العمل وتأثيرها على حياتك المهنية، ونقدم لك بعض النصائح لتبني علاقات قوية مع زملائك في العمل.
أهمية بناء شبكة علاقات مهنية
تعمل بناء شبكة علاقات مهنية في العمل على تعزيز الثقة والتعاون بين الموظفين وتشجيع العمل الجماعي وتحقيق أهداف المنظمة في جو من التعاون والأخوة، مما يؤدي إلى إنشاء بيئة عمل صحية وإيجابية يسودها الدعم والتشجيع المستمر.
فبناء شبكة علاقات مهنية في العمل يساعدك في الحصول على الدعم والمساندة من زملائك إن واجهت التحديات والمشكلات، فتكون محاط بمن يثقون فيك ويريدون مساعدتك.
كما تعمل العلاقات المهنية القوية على إتاحة الفرص الجديدة أمامك والعمل على المشروعات الجديدة، فالعلاقات الجيدة تغرس الثقة في مديرك تجاهك، وتجعله يفوض إليك العديد من المهام، وتزيد لديك فرصة الترقية في العمل.
عناصر بناء شبكة علاقات مهنية قوية
لتبني شبكة علاقات قوية في مجال عملك وحياتك المهنية، لابد من توافر بعض العناصر الأساسية لتكون علاقات ناجحة وصحية في عملك، ومن هذه العناصر:
التواصل الفعال
التواصل الفعال هو حجر الزاوية في العلاقات الناجحة وخصوصا العلاقات المهنية، ويشمل التواصل الفعال الاستماع النشط والتكيف والتعاطف مع الزملاء، مما يعزز من علاقاتك وبناء الثقة مع زملائك، ويمكنك اتباع بعض النصائح لتطبيق مهارات التواصل الفعال بشكل جيد ومنها:
- اهتم بإشاراتك غير اللفظية مثل لغة الجسد ونبرة صوتك.
- انخرط في الاستماع النشط لزملائك وركز معه وقدم له ردود فعل مرضية.
- تجنب مصطلحات الغموض وكن واضحا في تعبيراتك.
- اطلب تعليقات من زملائك حول رأيهم في طريقة تصرفك أو ردود أفعالك.
بناء الثقة
الثقة هي الوحيدة التي تُبنى على أساسها العلاقات كلها وبالتحديد هنا المهنية، فيتم بناء الثقة والمصداقية بمرور الوقت بين الزملاء من خلال اتباع الصدق والنزاهة، فتعمل الثقة على تعزيز روح التعاون بين الفريق وتقديم الدعم لبعضهم، ولبناء الثقة بين زملائك في العمل اتبع بعض النصائح من كوكب المعرفة منها:
- حافظ على التزاماتك وكن شخص يثق به الجميع.
- تحدث بصراحة وصدق مهما كانت الظروف واحكم بالعدل.
- إظهر اهتمامك الصادق بالآخرين والعمل على راحتهم.
- احترم السرية والخصوصية مع زميلك، وحافظ على حدودك المهنية.
الاحترام المتبادل
إظهار الاحترام للآخرين من أسس بناء العلاقات وخصوصا المهنية، فعندما يشعر الآخرين باحترامك لهم في العموم، تنشأ علاقة احترام متبادل بين الطرفين وتبدأ العلاقات في التطور والتعمق وينظرون إليك بشكل جيد وتبنى الثقة وتصبح العلاقة مترابطة في مجال العمل.
أهمية مهارات التواصل الفعال في العمل
كما ذكرنا أعلاه، أن مهارات التواصل من العناصر الأساسية لبناء شبكة علاقات مهنية في العمل، ولأهميتها الكبرى دعنا نستفيض في مهارات التواصل الفعال أكثر فأكثر.
- الاستماع الفعال، لابد أن تستمع جيدا لزملائك وتهتم بما يقولون ولا تقاطع حديثهم، واعطهم انتباهك كله بذهن مفتوح واسأل الأسئلة واعطي إجابات وردود فعل تتناسب مع الموقف.
- التواصل الغير لفظي، استخدم لغة الجسد المناسبة عند التواصل مع زملائك، ابتسم واستخدم تعبيرات وجه مناسبة وحافظ على تواصل بصري جيد.
- استخدام لغة الجسد المناسبة، تواصل مباشرة مع الآخرين واستخدم لغة جسد مناسبة مثل المصافحة والابتسامة الخفيفة للتعبير عن الاحترام والصداقة.
- كن إيجابي مع زملائك، شجع زملائك واشكرهم على مجهوداتهم وتعاونهم معك وابتعد عن الانتقادات السلبية.
- استخدم أسلوب التفاوض، تفاوض مع زملائك في أوقات الأزمات ولا تفرض رأيك وتقبل آراء الأخرين، وتفاوضوا للوصول إلى حلول مرضية.
مهارة الإقناع والتأثير وبناء العلاقات
مهارة الإقناع واحدة من أهم المهارات المهمة في بناء شبكة علاقات مهنية في العمل، فهي تمكن صاحبها من تغيير سلوكيات أو قناعات أو تصرفات الأشخاص من خلال إيصال الرسائل والمعلومات للطرف الأخر.
وللاستفادة من مهارة الإقناع في بناء العلاقات المهنية يمكنك أن:
تعثر على نقاط مشتركة مع الطرف الأخر
لكسب صديق أو زميل معين يمكنك أن تعثر على عناصر مشتركة بينكما، كحب أكل معين أو الانزعاج من شئ معين، فتلك الأمور المشتركة تجعل الطرف الأخر مرتبط بك بشكل ما مما يزيد الثقة بينكم فتتمكن من الإقناع والتأثير بشكل جيد.
بيّن للطرف الآخر كيف يمكنك أن تخدمه
قبل أن تدخل في مرحلة الإقناع لكسب الصداقات والعلاقات في العمل، عليك أولا أن تخدم الطرف الأخر بطريقة ما، مثلا اسأله عن مشكله وتفاوض معه واطرح وجهة نظرك عليه وقدم له حلول تخدمه، وذلك الأمر يساعد في زيادة نسبة الإقناع وبناء العلاقات بكل سهولة.
خاطب الآخرين بأسمائهم
العقل الباطن يستجيب لا إراديًا حين سماع اسمنا، ويصبح أكثر تجاوبًا في الحوار، فاحرص على مخاطبة الطرف الآخر باسمه، لتمنحه شعورًا كافيًا بالرضا ليقتنع بما تقول وتنشأ علاقة الصداقة بينكم.
كيفية بناء شبكة علاقات مهنية قوية
يمكننا تطوير شبكة علاقات مهنية في العمل بطرق عديدة ومختلفة لتحقيق الأهداف المهنية، ويقدم لكم كوكب المعرفة بعض من النصائح لتطوير شبكة علاقتكم المهنية، ومن هذه النصائح:
- حضور الاجتماعات والمناسبات، يمكنك استغلال المناسبات الاجتماعية والاجتماعات للتعرف على زملائك في العمل في مختلف الأقسام، لتبني علاقات مهنية تؤثر بشكل إيجابي على مستقبلك.
- المشاركة في فعاليات ومنظمات مهنية، اشترك في فعاليات ومنظمات مهنية تكون ذات صلة بمجالك، مما يفتح لك فرصا واسعة للتعرف على الأخرين وتوسيع الشبكة المهنية خاصتك.
- تواصل بانتظام مع زملاء العمل، واحرص على إبقاء العلاقات مع الزملاء السابقين، فتشكل تلك العلاقات قيمة كبيرة في مستقبلك فيمكن أن تحصل على مساعدة أو توجيه مهني.
- ابني علاقات بشكل مستمر، يمكنك فعل ذلك من خلال المشاركة في فرق العمل والمشاريع داخل الشركة ويمكنك أن تقوي علاقاتك مع زملائك بالتعاون معهم وتحقيق الأهداف المشتركة.
- تعرف على احتياجات واهتمامات الآخرين، لتبني علاقة قوية في العمل ويمكنك أن تفعل ذلك بالاستماع لهم وتقديرهم وإعطاء الاهتمام لحديثهم، واهتم بمعرفة خلفيات شخصياتهم وتحدياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، وساعد زملائك في الأعمال والمشروعات وقدم لهم المشورة والدعم، وأخيرا تعامل بلطف وتفهم مع زملائك وتجنب النقد والحكم على أفعالهم.
الاستفادة من العلاقات المهنية
وعند بناء شبكة علاقات مهنية في مجال العمل، فإنك بالتأكيد ستحصل على مميزات وفوائد مهنية تساعدك بشكل كبير، ومن هذه الفوائد:
- الدعم والمساندة في التطور المهني، إقامتك للعلاقات المهنية الصحية يوفر لك الدعم والمساعدة في حال احتياجك للتطور المهني، فيشجعك زملائك ومديريك على تعلم مهارات جديدة والمشاركة في دورات تدريبية وقد تحصل على فرص ترقية.
- الحصول على فرص عمل جديدة، تعتبر العلاقات المهنية أكبر فرصة لتلقي معلومات عن وظائف شاغرة في الشركات الأخرى، إن كنت تبحث عن وظيفة جديدة، فيقدم لك زملائك نصائح حول فرص عمل جديدة، أو يفيدوك بدائرتهم المعرفية للحصول على وظيفة.
- تعزيز الثقة في القدرات الذاتية، يساعد بناء علاقات مهنية قوية مع الزملاء والرؤساء في تعزيز الثقة في قدراتك الذاتية، عندما يشجعك أحدهم ويدعمك في مشوارك المهني، مما يكشبك الثقة لتحقيق أهدافك المهنية.
- الاستفادة من المعرفة والخبرات الأخرى، توفر لك العلاقات المهنية فرصة للاستفادة من المعرفة والخبرات الأخرى، فعندما تكون على صلة بأشخاص في مجالك المهني يمكنك تلقي المشورة والنصائح المفيدة التي تساعدك في تطوير مهاراتك وزيادة معرفتك.
الذكاء العاطفي والتعامل مع الآخرين
لا يمكننا أن نغفل أهمية مهارة الذكاء العاطفي في بناء العلاقات القوية في مجال العمل، فالذكاء العاطفي هو القدرة على فهم عواطف الآخرين وإدارتها بطريقة تخفف التوتر، وهو القدرة على التعاطف مع الآخرين والتواصل الفعال معهم والتغلي على تحدياتهم وصراعاتهم، مما يساعد في بناء العلاقات القوية والنجاح في العمل وتحقيق الأهداف المهنية.
تعتبر أولى الخطوات في لتطوير الذكاء العاطفي هي الوعي بالذات والتحكم في المشاعر وتحفيز الذات، والتي تليها التفاعل الجيد مع الأخرين، فإن استطعت فهم ذاتك ومشاعرك وعواطفك وسيطرت عليها فأنت جاهز بالتأكيد للتفاعل مع الآخرين وبناء العلاقات معهم. فتكون قادر على فهم عواطف الآخرين ومشاعرهم وكيفية التعامل معهم فضلا عن المهارات الاجتماعية التي تتلخص في التواصل الفعال والتواصل اللفظي وغير اللفظي والاستماع الفعال.
فافهم مشاعرك أولا وتحكم بها وعبر عنها، وإن أتممت ذاك بنجاح فستكون أكثر فهما لمشاعر الأخرين وتصبح قادرا على التواصل معهم بفعالية وبناء شبكة علاقات قوية في العمل.
تحديات تقف أمام بناء العلاقات في العمل
يمكن أن تقابل العديد من التحديات التي تحول بينك وبين بناء صداقات وعلاقات مهنية في مكان عملك، ومن هذه التحديات:
تحديات شخصية
- اختلاف الشخصيات، فتختلف الشخصيات الموجودة في مكان العمل، فكل منهم له شخصيته الفريدة، مما يؤدي لصعوبة التواصل والتوافق الفكري.
- التحيزات الشخصية، من الممكن أن يتم بناء التحيزات غير الواعية تجاه الزملاء بناء على الخبرات السابقة أو الخلفيات الثقافية، مما يعيق التواصل وبناء الثقة بين الطرفين.
- صعوبة التواصل، يواجه البعض منا صعوبة في التعبير عن مشاعره وأفكاره بشكل واضح، مما يمكن أن يخلق سوء فهم وصعوبة في التواصل.
- الخوف من الرفض، بعض منا يتردد في بناء العلاقات الجديدة خوفا من الرفض أو عدم القبول.
تحديات بيئية
- ضغوط العمل، يمكن أن تخلق ضغوطات العمل والرغبة في الوصول للمواعيد النهائية توترات بين الزملاء في العمل مما يعيق بناء العلاقات بينهم.
- التنافس، يخلق التنافس على الموارد أو الترقيات جو من التوتر وعدم الثقة بين الزملاء.
- التغيير التنظيمي، من الممكن أن تؤثر التغيرات المستمرة في بيئة العمل مثل إعادة الهيكلة أو التكنولوجيا الجديدة سلبا على إقامة العلاقات الجديدة أو العلاقات القائمة بالفعل.
- الاختلافات الثقافية، تظهر الاختلافات الثقافية في بيئة العمل لأنها تجمع ما بين أفراد كثيرة من مختلف الثقافات، مما يؤثر على التواصل والتفاعل بينهم.
تحديات مهنية
- أهداف متضاربة، فيكون للزملاء أهداف مهنية مختلفة مما يخلق بينهم صراعات حول الأولويات، مما يؤثر على علاقاتهم.
- عدم الوضوح في الأدوار، قد يؤدي عدم وضوح الأدوار والمسؤوليات إلى سوء الفهم وحدوث الاحتكاكات والمشكلات والمشادات.
- الافتقار إلى الثقة، يؤدي عدم وجود الثقة في قدرات الآخرين أو في نواياهم إلى إعاقة بناء العلاقات فيما بينهم.
ويمكنك التغلب على هذه التحديات ببعض من الخطوات والطرق لتحصل على علاقات قوية في العمل، ومن هذه الخطوات:
- التواصل المفتوح والصريح، احرص على تحسين مهارات التواصل والاستماع الفعال لديك، لتبني علاقات مهنية جيدة.
- ركز على نقاط القوة، يمكنك التركيز على نقاط القوة المشتركة بين زملائك والعمل على تعزيزها، لتقوية العلاقات.
- احترام الاختلافات، لابد وأن تتقبل التنوع والاختلافات بين الزملاء في العمل وتتعامل معهم باحترام.
- بناء الثقة تدريجياً، احرص على كسب الثقة من خلال الاتساق والموثوقية في العمل.
- حل المشكلات بشكل بناء، ركز على التعامل مع الخلافات والمشاكل بطريقة بناءة ومهنية، تكسبك ثقة زملائك وحبهم.
- التعاون والعمل الجماعي، لابد أن تشجع روح التعاون والعمل الجماعي بين فريق العمل، لأن هذا ما يبني العلاقات بينكم.
وفي النهاية، ذكرنا معكم كل ما يتعلق ببناء شبكة علاقات مهنية في العمل، من عند أهميتها وفوائدها وكيفية بنائها تطويرها.
وصولا إلى التحديات التي يمكن أن تواجهك في هذه العملية واقترحنا عليك بعض من الخطوات للتغلب على تلك التحديات، وذلك اعتيادا من كوكب المعرفة على إفادتكم دائما في جميع جوانب حياتكم.
أخبرنا بتجربتك في تكوين العلاقات في العمل وما واجهك من تحديات وكيف تغلبت عليها لنتبادل المعرفة والخبرات معا.