كيف يؤثر العمل في حياة المرأة وعلى تربية أطفالها؟
كتبت: سعاد طه
الأم هي مصدر العاطفة والأمان في المنزل خاصة مع أطفالها، فهل يؤثر العمل في حياة المرأة بالسلب على تربية أطفالها؟.
غياب الأم عن أطفالها يترك فراغا كبيرا لدى أطفالها، انطلاقا من ذلك يعتبر مكانها الأساسي والطبيعي هو بيتها إلى جانب رعاية أطفالها، أما المرأة العاملة فدائما تشعر بالإحساس بالذنب لابتعادها عن أطفالها، ولكن في المقابل على المرأة التي تحرص على حياتها المهنية فعليها بأن تقوم على تأمين حضور كامل إلى جانب أطفالها لا بجسدها فحسب ولكن على المستوى النفسي أيضا.
تعريف العمل عند المرأة
المرأة العاملة هي التي تخرج من منزلها في وقت الصباح للذهاب لمكان العمل، والذي من خلاله تأخذ الأجر المادي مقابل هذا العمل، حيث تقوم المرأة بدورين أساسيين وهما دور ربة المنزل والموظفة في المجال الخاص بعملها.
وهناك علماء تحدثوا في تعريف المرأة العاملة بأنه المقصود ليست المرأة التي تبقى في البيت التي لتدير أعمال بيتها، وكل ما يتعلق بتربية أولادها، وإنما يعني المرأة التي تعمل خارج المنزل.
والعمل بالنسبة المرأة في الإسلام أعمق وأشمل مما ينادي به دعاة التحرير، والإسلام حدد أن العمل عند المرأة قد يتجلى بمفهوم واسع، واعتبر الأمومة هي من أفضل الأعمال، وقضاء لوازم واحتياجات المنزل هو أيضا عمل، والدور الأكبر الواجب على المرأة هو العمل على الاستقرار النفسي لأسرتها.
العمل عند المرأة وتأثيره على تربية أطفالها
هناك العديد من الباحثين ومن أفراد المجتمع يعتقدون أن المرأة التي تعمل خارج بيتها يؤثر بشكل سلبي على أطفالها وعلى تربيتهم خاصة لو كانوا في السنوات الأولى من أعمارهم، وأكدت مدرسة التحليل النفسي أن السنوات الأولى من عمر الأطفال مهمة للغاية من ناحية النمو العاطفي والانفعالي لهم،
لذلك فإن عمل الأم وغيابها عنهم المتكرر أثناء فترة النهار يؤثر على أطفالها بشعورهم بالحرمان والشقاء، وفي هذا السن لا يحل لأحد بأن يقوم بدور الأم، ومن أجل هذا تشعر الأطفال بعدم الأمان ويفقد الطمأنينة.
حيث اكتشفت الأبحاث الحديثة بأنه لا يوجد أي فرق بين علاقة الأم التي تعمل خارج بيتها مع أطفالها والأم الغير عاملة، فقد أوضحت بعض الدراسات بأن المقارنة بين أبناء الأمهات اللواتي يعملن وأبناء الأمهات اللواتي لا يعملن بالآتي:
- أبناء السيدات العاملات هم أكثر طموحا من غيرهم، ولا تظهر أية فروقات في هذه الدراسة من ناحية تكيف الأبناء بين الأطفال الذين تتم رعايتهم من قبل أقاربهم والأطفال الذين تتم رعايتهم من قبل الفئات الغريبة أو مديرات المنازل.
- أيضا كلما كان تعليم وثقافة الأم عاليا فهذا يساعد الأبناء على تكيف أفضل، وهذا الأمر مقارنة بأبناء السيدات الغير عاملات.
- يقل تكيف أطفال النساء العاملات خارج البيت كلما زادت مدة غياب الأم لست ساعات في اليوم، ويكون عمل الأم مرتبطا بارتفاع المستوى الاقتصادي، إضافة إلى مستوى الأسرة الاجتماعي، وهذا الارتفاع يزيد من تكيف الأطفال بشكل أقوى.
إقرأ أيضا: أزمة كبت المشاعر والتحرر من المشاعر السلبية
التعويضات التي تقدمها المرأة العاملة لأطفالها
بعض التعويضات التي من الواجب على السيدات العاملات أن تقدمها للأبناء بعد الانتهاء من أعمالهن خارج المنزل وهي:
- لو كانت الأطفال في سن صغيرة من الممكن أن تقرأ لهم بعض القصص وأن تلون معهم وتشاركهم اللهو واللعب وأيضا ترافقهم إلى أن يناموا.
- وإذا كان الأطفال أكبر سنا فمن الممكن أن تتابع دروسهم وتقوم بالتحدث معهم عن يومهم الذي قضوه في المدرسة.
- يعد التواصل مع الطفل شيء أساسيا وضروريا في هذه الحالة، فلا يجب أن تكون الأم موجودة جسديا ولا تتواصل مع أطفالها.
- على المرأة العاملة بعد وصولها للبيت عليها أن تركز في متعة التواجد مع أطفالها بدلا من أن يتحول هذا الأمر إلى واجب، فالشيء السيء هو أن يتحول الطفل على عبء على أمه.
- عليك سيدتي بأن تركزي مع طفلك على رغباته في الوقت الذي تتواجدي فيه داخل المنزل.
- الشيء اللطيف هو أن تعوض الأم العاملة غيابها ببعض الهدايا لأطفالها، وبهذا تكون قد استطاعت إلى حد ما التوفيق بين عملها ومراعاة أطفالها في الوقت المتواجدة فيه معهم.
هل العمل في حياة المرأة يؤثر بالسلب على أطفالها؟
تريد المرأة أن تثبت فاعليتها وكفاءتها من خلال خروجها للعمل بدلا من دورها الهامشي في المنزل، فالعمل يمنحها الإرادة القوية وثقتها بنفسها والطمأنينة على مستقبلها ومستقبل أولادها، خاصة إذا ما غاب عنها زوجها، لذلك فيجب أن نعرف لو أن عمل المرأة يؤثر بالسلب على أطفالها أم لا وفيما يلي نريد أن نعرف:
- في بعض الأحيان قد تشعر المرأة العاملة بالتقصير تجاه أطفالها نظرا لغيابها عنهم أغلب اليوم من جهة احتياجاتهم الضرورية أو الرعاية والحنان الذي فقدوه أثناء فترة غيابها.
- تشعر الأم دائما بالخوف والقلق على أطفالها وهي تؤدي دورها الوظيفي خارج بيتها، وهذا ما يشعرها بالتوتر والانفعال في العمل نتيجة تحملها ما يفوق عن طاقتها.
- قد يحدث للمرأة العاملة الضغوط النفسية والعصبية التي تقابلها في عملها فلا يمكن أن تتخلص من هذه الضغوط حتى ولو بداخل منزلها فهذا يعوق فرحة الأطفال برجوعها.
أطفال المرأة العاملة أكثر نجاحا وذكاء
ليس كل امرأة عاملة يستطيع أطفالها بالتمتع بميزة الذكاء والنجاح، أيضا ولا كل السيدات الغير العاملات لن يحظين بأطفال ناجحين وأذكياء، إلا إن هناك دراسات حديثة قد أثبتت الآتي:
- أثبت بعض الدراسات بأن عمل المرأة يدفع أطفالها خاصة الذكور بأنهم أكثر حرصا واهتماما بالآخرين، كما أن الأطفال الإناث للسيدة العاملة هن أكثر حظا في الحصول على الوظائف الجيدة والتي تحصل فيها على رواتب شهرية عالية.
- حيث تم استنتاج أن المرأة العاملة سواء داخل منزلها أو خارجه يميل أطفالها لإحراز أعلى النتائج في مدرستهم.
- ولأن أطفال المرأة العاملة أكثر نجاحا وذكاء نظرا لاعتمادهم على أنفسهم قدر الامكان في ظل ظروف غياب الأم وهذا ما يدفعهم لتحمل المسؤولية قدر استطاعتهم.
تنظيم وقت المرأة العاملة سر نجاحها
تحتاج المرأة أو الأم العاملة للكثير من الترتيب والتنظيم خصوصا فيما يتعلق بتنظيم الوقت حتى تضمن توزيع المهام بفاعلية ونجاح دون أي تعب وإجهاد، وفيما يلي بعض الأفكار التي تساعد المرأة العاملة في تنظيم الوقت الوظيفي والوقت المنزلي:
- يجب على المرأة العاملة أن تستعين بمفكرة تعمل من خلالها على تدوين المهام وتوزيعها على أيام الأسبوع، وهذا ما يساعدها على انجازها بفاعلية دون أي مجهود.
- الاستعانة بمفكرة تعمل على تسجيل الأهداف والأفكار والمواعيد وهذه الأجندة تساعد على التذكر بما هو مطلوب، والتخطيط لكل يوم ولكل أسبوع حتى يستغل الوقت بأفضل شكل.
- عدم اضاعة الوقت، لذا يجب الحرص على عدم اضاعة الوقت في الأشياء التي لا قيمة لها والغير هادفة التي من خلالها تبتلع الوقت مثل التركيز في الهاتف النقال وتصفح شبكات الانترنت.
- لو هناك قدرة على تواجد امرأة عاملة في البيت يكون شيء أفضل حتى تساعدك في مهام أمور البيت ومراقبة الأطفال ومراعاتهم في غياب أمهم.
وفي ختام هذا الموضوع أرجو أن أكون قد وفقت في سرد كل ما هو مفيد وهام من حيث تربية ورعاية الأطفال عند غياب الأم العاملة عن أطفالها أثناء فترة العمل خارج البيت، وأن أكون قد وضحت كل السلبيات والإيجابيات للمرأة العاملة خارج منزلها.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث