-
أنا حلمت بيكى امبارح
قالها أحمد بابتسامة مشرقة تعبر عن مدى اللهفة التى تفيض من عينيه .. مترقبا رد فعلها تجاه هذا الخبر .
ولم يطل انتظاره كثيرا .. فلقد ردت بتعجب لم يخفى فرحتها .. قائلة
— بجد ! .. ثم تابعت لتسأل : حلمت بإيه ؟
– مش مهم بإيه المهم انى شوفتك .. أنا أحسن حاجة بتحصل فى حياتى انى أشوفك .
— لأ بجد حلمت بإيه ؟
– حلمت انى باديلك وردة
— امم وبعدين ؟
– وانى أخدتك وطيرنا
— يا واد يا جامد .. طيرنا روحنا فين بقا ؟!
– زيارة سريعة للقمر .. وطلعنا من هناك عالمريخ .. وبعدين خدتك لبعيد أوى .. بره المجره خالص .
— كده هانتوه ومش هانعرف نرجع .
– مانتى قلتيلى كده .. بس أنا طمنتك
— طمنتنى ازاى ؟
– قلتلك إنى مش عايز أرجع تانى .. عايز افضل معاكى انتى وبس .
— ايه يا عم الرومانسية دى كلها ؟!
– أعمل ايه .. انتى أخدتينى من الدنيا كلها .. مابقتش باعرف أفكر فى حاجة غيرك .. حتى وأنا نايم باشوفك فى أحلامى .
— امم دانت مدمن بقا
– ومش عايز أتعالج .. عايز أفضل مدمن على طول .
لحظة من صمت فرضت حضورها على كل شئ فى الوجود .. إلا عينيهما .. فقد استمر تحاورهما لبرهة من الوقت … ولكن فجأة .. وبدون إنذار .. صرخ سائق الميكروباص قائلا :
+ مش نازل الكوبري يا باشا ؟
رد عليه أحمد متيقظا من غفلته
-
آ آآه آه .. نازل الكوبري .. معلش.
تحرك أحمد فى اتجاه الباب ليخرج من السيارة متجها إلى كوبري صغير فوق ترعة واسعة تمتد على جانب الطريق .. مشى فوق الكوبري ببطء .. متحسسا لوعة وألم فى صدره .
فهو لا يدري متى ولا كيف سيحكى لها عن أحلامه .
مدرس رياضيات حاصل على ماجستير إدارة الأعمال وكاتب ومحاضر في علوم التنمية البشرية والإدارية