Menu Close

استراتيجيات إدارة مخاطر الاستثمار … استثمر بأمان

تعلم إدارة مخاطر الاستثمار … استثمر بأمان


إدارة مخاطر الاستثمار، في عالم المال والأعمال يسود الغموض والتغير المستمر لذلك تبرز إدارة مخاطر الاستثمار كمهارة وفن لا غنى عنه لكل مستثمر يسعى لحماية رأس ماله وتنميته.

ادارة المخاطر ليست مجرد أداة للحد من الخسائر بل هي بوصلة ترشد السفن الاستثمارية عبر بحار الأسواق المالية الهائجة. 

تساعد إدارة المخاطر المستثمرين كيفية التعامل مع العواصف المحتملة واستغلال الرياح المواتية، وتعد استراتيجيات التنويع والتحوط والتحليل الدقيق للسوق من أهم الاستراتيجيات التي تمكن المستثمرين من الإبحار بأمان نحو جزر النجاح المالي.

 في هذا المقال نغوص في أعماق إدارة مخاطر الاستثمار، بالاعتماد على بوصلة الخبرة ومقاييس تقييم المخاطر والتحليل الفني والأساسي نكشف لك عن كنوز مدفونة قد تغير مساراتك الاستثمارية إلى الأبد.


ما هو تعريف مخاطر الإستثمار؟

قد يحمل مفهوم المخاطر أشكال عديدة ولكن يتم تصنيفها على نطاق واسع في مجال الأعمال والأموال على أنها فرصة اختلاف النتيجة أو الربح الفعلي للاستثمار عن النتيجة أو العائد المتوقع.

مخاطر الاستثمار ليس مجرد مصطلح قد تتضمن المخاطرة إمكانية خسارة بعض أو كل الاستثمار.

هناك عدة أنواع من المخاطر وعدة طرق لقياس المخاطر من أجل التقييمات التحليلية كما يمكن تقليل المخاطر باستخدام استراتيجيات إدارة مخاطر الاستثمار مثل التنويع والتأمين ضد المخاطر وأخذ الحذر.

لذلك؛ إن كانت لديك خطة استثمار في أي مجال وبأي مقدار مادي من رأس مال أو أصول أو سندات فمن الحكمة تعلم إدارة مخاطر الاستثمار من خلال حسن التخطيط الذي يجب أن يشمل فهم أساسيات المخاطر وكيفية تقييمها وطرق تجاوزها بأقل الخسائر.

 إن العلم بالمخاطر التي يمكن أن تحدث في سيناريوهات مختلفة ودراسة طرق إدارتها بشكل شامل سيساعد جميع المستثمرين ورجال الأعمال على تجنب الخسائر غير الضرورية والمكلفة في حال التعرض لأي من المخاطر.

أهمية إدارة المخاطر 

يعتبر إدارة مخاطر الاستثمار من خلال طرق تقييم المخاطر من أهم الاستراتيجيات الاستثمارية الأساسية في كل المجالات فهو يحمل العديد من الفوائد الهامة منها:

1. فهم قدرة تحمل المخاطر:

 يساعد تقييم المخاطر المستثمرين على فهم مدى استعدادهم لتحمل التقلبات في السوق والخسائر المحتملة. 

2. اتخاذ قرارات مستنيرة: 

يمكن للمستثمرين من خلال ادارة المخاطر تحديد الاستثمارات التي تتناسب مع أهدافهم المالية ومستوى راحتهم مع المخاطر.

3. تحسين التنويع:

 يساعد تقييم المخاطر في توزيع الاستثمارات بشكل يقلل من التعرض للمخاطر الكلية ويحسن العائد المتوقع

4. تحديد العوائد المحتملة:

 يسمح تقييم المخاطر للمستثمرين بتقدير العوائد المحتملة بناء على مستويات المخاطر المختلفة

5. مواءمة الاستثمارات مع الأهداف: 

يضمن تقييم المخاطر وإدارتها أن تكون الاستثمارات متوافقة مع الأهداف المالية طويلة الأجل للمستثمر

6. الحد من الخسائر المحتملة: 

يساعد تقييم المخاطر في وضع استراتيجيات للتخفيف من الخسائر المحتملة وإدارة المخاطر بشكل فعال

7. الاستعداد لتقلبات السوق:

 يمكن لتقييم المخاطر أن يساعد المستثمرين في الاستعداد للتغيرات المفاجئة في السوق وتقلبات الأسعار

8. تحسين الأداء العام للمحفظة: 

من خلال ادارة المخاطر يمكن للمستثمرين تحسين توزيع الأصول والاختيارات الاستثمارية لتحقيق أداء أفضل

هذه النقاط تجعل تقييم المخاطر وإدارتها جزء أساسي من عملية الاستثمار وتساهم في تحقيق نتائج مالية أفضل وأكثر استدامة.

ما هي مقاييس تقييم مخاطر الاستثمار 

في عالم الاستثمار تعد المقاييس أدوات حيوية لتقييم المخاطر ومن خلال دراسة السوق والإلمام بالتغيرات الاقتصادية لتحديد الاستراتيجيات الأفضل للتعامل مع المخاطر المحتملة وتجنبها بأقل الخسائر ومن ثم تحقيق الأهداف المالية.

من أبرز الطرق والمقاييس لتقييم مخاطر الاستثمار 

 الانحراف المعياري 

في مجال التمويل يعد الانحراف المعياري أكثر المقاييس الشائعة المرتبطة بالمخاطر، حيث يعطي الانحراف المعياري نسبة تقلب أسعار الأصول مقارنة بالمتوسط التاريخي لها في فترة زمنية محددة.

ويعتبر الانحراف المعياري من أفضل طرق تقييم المخاطر وإعطاء نتائج واقعية للبحث عن أفضل الحلول.

 مقياس بيتا

 يستخدم مقياس بيتا لتقييم حساسية الأصل وثباته بالنسبة لتحركات السوق، مما يمكن المستثمرين من فهم مدى تأثر استثماراتهم بالتغيرات الاقتصادية الكبرى.

 نسبة شارب Sharb ratio 

تدرس بعد آخر حيث تقارن العائد المعدل بالمخاطر بمعدل خال من المخاطر، مما يساعد في تقييم كفاءة الاستثمار. 

بالإضافة إلى تلك المقاييس الشائعة لا يمكن إغفال القيمة المعرضة للخطر (VaR) والقيمة المشروطة المعرضة للخطر (CVaR).

فهما من طرق التقييم الاحترافية لدراسة وتقديم تقديرات للخسائر المحتملة، مما يعزز الإدراك للمخاطر القصوى.

استخدام هذه المقاييس يساعد المستثمرين في بناء محافظ متوازنة وتقلل من المخاطر وتزيد من العوائد وهي جزء لا يتجزأ من عملية صنع القرار الاستثماري الناجحة

أنواع المخاطر المالية

كل إجراء ادخاري واستثماري قد يتعرض إلى مخاطر ينتج عنها مكاسب غير متوقعة أو خسارة مكلفة أو عواقب وخيمة.

حسب النظرية المالية يتم تصنيف مخاطر الاستثمار التي تؤثر على قيم رأس المال والأصول إلى فئتين: 

المخاطر المنهجية أو النظامية 

وتعرف أيضا بمخاطر السوق، وهي المخاطر التي يمكن أن تؤثر على السوق الاقتصادية بأكملها بشكل عام أو على نسبة كبيرة من إجمالي السوق. 

تتمثل مخاطر السوق في خسارة الاستثمارات بسبب عوامل رئيسية مثل المخاطر السياسية ومخاطر الاقتصاد الكلي التي تؤثر على أداء السوق بشكل عام. 

ولسوء الحظ لا يمكن التخفيف من مخاطر السوق بسهولة من خلال استراتيجيات إدارة مخاطر الاستثمار المعروفة. 

المخاطر غير نظامية

 والمعروفة بالمخاطر المحددة أو المخاطر الخاصة وهي فئة من المخاطر تؤثر فقط على صناعة أو شركة معينة.

 المخاطر غير المنتظمة ينتج عنها خسارة الاستثمار بسبب مخاطر خاصة بالشركة أو الصناعة أو المنتج .

 تشمل أمثلة المخاطر غير المنتظمة التغيير في الإدارة وسحب المنتج  والتغيير التنظيمي الذي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مبيعات الشركة والمنافسة الخارجية في نفس السوق.

يمكن إدارة مخاطر الاستثمار غير المنتظمة من خلال التنويع.

بجانب المخاطر المنهجية وغير النظامية الواسعة هناك عدة أنواع محددة من المخاطر من أهمها:

مخاطر العمل

تشير مخاطر الأعمال إلى الجدوى الأساسية للأعمال التجارية مثل قدرة الشركة على تحقيق مبيعات كافية وإدخال إيرادات تغطي النفقات التشغيلية وتحقيق ربح صافي.

تشمل هذه النفقات رواتب الموظفين وتكاليف الإنتاج وإيجار المنشأة والمكاتب والمصروفات الإدارية

بالإضافة إلى جميع النفقات والتكاليف التي يجب أن تغطيها الشركة لتظل عاملة ومحققة أرباح صافية تضاف إلى المحفظة.

قد يتأثر مستوى مخاطر أعمال الشركة بعوامل أخرى مثل تكلفة البضائع وهوامش الربح والمنافسة والمستوى العام للطلب على المنتجات أو الخدمات التي تبيعها.

مخاطر التشغيل 

تندرج المخاطر التشغيلية تحت مخاطر الأعمال وهي التي قد تتعرض لها الشركة بسبب خلل في الإدارة وعمليات التشغيل.

  تشمل خلل في خط التشغيل والأخطاء البشرية أو التعرض للاحتيال أو العوامل التي قد تؤثر على الأداء المالي للشركة بشكل سلبي.

يمكن إدارة المخاطر التشغيلية من خلال وضع الضوابط والمراقبة المستمرة والأنظمة الداخلية الفعالة.

كما يمكن أن تتعرض الشركات والاستثمارات لمخاطر قانونية نتيجة التغييرات في القوانين أو اللوائح أو النزاعات القانونية.

 يمكن إدارة المخاطر القانونية من خلال برامج الامتثال ومراقبة التغييرات في اللوائح وطلب المشورة القانونية حسب الحاجة.

مخاطر السيولة 

هي تلك المخاطر المرتبطة بمدى سرعة وسهولة تحويل الأصول إلى نقد دون التأثير على قيمتها السوقية. 

وهي تعكس مدى قدرة المستثمر على بيع أصل بسعر عادل وفي وقت مناسب. 

فعندما يكون الأصل تم تجميده فقد يجد المستثمر صعوبة في البيع بسرعة أو قد يضطر إلى قبول خسارة كبيرة في القيمة.

هذا يمكن أن يؤدي إلى تحديات خاصة في حالات الضغط المالي أو عندما تكون هناك حاجة ملحة للسيولة.

 لذلك يعد فهم مخاطر السيولة وإدارتها جزء حيوي من استراتيجيات الاستثمار الشاملة، حيث يسعى المستثمرون لتحقيق التوازن بين العائد المرغوب والقدرة على الوصول إلى أموالهم عند الحاجة.

مخاطر الائتمان 

مخاطر الائتمان هي المخاطر المالية المتمثلة في عدم قدرة المقترض على سداد فوائد العقود وعدم كفاية الإيرادات والأرباح لتغطية التزامات الديون

 مما ينتج عنه مخاطر التخلف عن السداد وتراكم الديون والتعرض لضائقة مالية.

 ويثير هذا النوع من المخاطر قلق كبير بالنسبة للمستثمرين الذين يملكون سندات في محافظهم الاستثمارية.

مخاطر العملات الأجنبية 

إذا كان لديك خطة الاستثمار في البلدان الأجنبية فمن المهم مراعاة حقيقة أن أسعار صرف العملات الأجنبية يمكن أن تغير سعر الأصل أيضا مما يؤثر بشكل كبير على قيمة الاستثمار.

  تنطبق  مخاطر سعر الصرف على جميع المعاملات المالية التي تكون بعملة غير عملتك المحلية.

المخاطر السياسية

المخاطر السياسية هي المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها عوائد الاستثمار بسبب عدم الاستقرار السياسي أو التغيرات في بلد ما. 

يمكن أن تنشأ المخاطر السياسية نتيجة تغيير في الحكومة أو الهيئات التشريعية أو صناع السياسة الخارجية الآخرين أو السيطرة العسكرية.

تعرف المخاطر السياسية أيضا باسم المخاطر الجيوسياسية، وتصبح عامل أكثر أهمية عندما يطول الأفق الزمني للاستثمار.

استراتيجيات إدارة مخاطر الاستثمار 

إدارة مخاطر الاستثمار تعتبر ركيزة أساسية للنجاح في عالم المال والأعمال وتحقيق الأهداف المالية والتنافسية.

حيث توفر للمستثمرين دراسات وتحليلات شاملة لتقييم المخاطر المحتملة والتحكم في العوامل التي قد تؤثر بالسلب على الاستثمارات.

من خلال استراتيجيات إدارة المخاطر المحكمة يمكن للمستثمرين تجنب الخسائر الفادحة والحفاظ على رأس المال والأصول.

 تنويع الاستثمارات 

يعد التنويع بمثابة أهم استراتيجية لتوزيع الاستثمارات عبر مجموعة متنوعة من الأصول والقطاعات والتوزيع الجغرافي مما يقلل من اعتماد العائد الكلي للمحفظة على أداء استثمار واحد أو قطاع معين.

 هذا يعني أنه إذا تعرضت بعض الاستثمارات للخسارة بسبب ظروف سوقية معينة، فإن الأصول الأخرى قد تؤدي بشكل جيد.

ببساطة التنويع في عالم الاستثمار يعني عدم وضع كل أموالك في مجال استثمار واحد.

 تخيل أن لديك سلة وتريد ملؤها بالبيض التنويع يعني أنك لا تضع كل البيض في هذه السلة الواحدة بل توزعها على عدة سلال. 

في مجال الاستثمار هذا يعني أنه من الأفضل أن توزع أموالك على أنواع مختلفة من الاستثمارات مثل الأسهم والسندات والعقارات وغيرها. 

الهدف من ذلك هو تقليل المخاطر؛ لأنه في حالة الخسارة في استثمار واحد قد تكسب في استثمار آخر، وبالتالي تحمي نفسك من الخسائر الكبيرة.

أهمية التنويع في إدارة مخاطر الاستثمار
  • التنويع أفضل طريقة توفر حماية للمحفظة الاستثمارية من التقلبات الحادة والخسائر المفاجئة.
  • التنويع هو أحد أهم استراتيجيات إدارة مخاطر الاستثمار حيث يساهم في توزيع التعرض للمخاطر عبر مجموعة متنوعة من الأصول
  •  يقلل التنويع من تأثير التغيرات الاقتصادية على محفظة الاستثمار
  •  يساعد على تعويض الخسائر والحفاظ على استقرار المحفظة بشكل عام.
  •  يساهم التنويع في تحقيق الأهداف المالية من خلال توازن بين البحث عن الأرباح العالية والحد من المخاطر، وهو ما يعتبر جزء أساسي من الإدارة الحكيمة للاستثمارات.

بجانب تنويع الاستثمارات لا يمكن إغفال بعض الاستراتيجيات المهمة لإدارة مخاطر الاستثمار على سبيل المثال

تحديد نسبة المخاطرة

تحديد مقدار رأس المال الذي يريد المستثمر المخاطرة به في كل صفقة 

التحوط:

 ويكون التحوط من خلال استخدام الأدوات المالية مثل الخيارات والعقود الآجلة للحماية من التقلبات الاقتصادية 

إيقاف الخسائر:

تشمل استراتيجيات إيقاف الخسارة عدة خطوات تم إعدادها من قبل ومدروسة بشكل جيد للحد من الخسائر وهي أشبه بخطة الطوارئ مثل تنفيذ عمليات بيع تلقائية.

إعادة التوازن:

 من خلال مراجعة وتعديل التوزيع الاستثماري بانتظام للحفاظ على مستوى المخاطر المرغوب دون خسائر مؤثرة.

الاستثمار بحسب القيمة

اختيار الأسهم أو الأصول التي يتم تقييمها بأقل من قيمتها الحقيقية

الاستثمار المسؤول اجتماعيا:

ويكون ذلك باختيار الاستثمارات التي تحقق عوائد مالية ولها تأثير إيجابي على المجتمع

بالأخذ بهذه الاستراتيجيات يمكن للمستثمرين في تحقيق التوازن بين الرغبة في تحقيق العوائد والحاجة إلى الحد من المخاطر، وهي جزء لا يتجزأ من عملية صنع القرار الاستثماري الناجح.

ففي نهاية المطاف ليس الهدف هو تجنب المخاطر بشكل كامل، وإنما إدارتها بطريقة تحقق التوازن المثالي بين العائد والمصروفات والأمان والاستقرار المالي.

قدمنا لحضراتكم أهم مخاطر الاستثمار المحتملة في سوق المال والأعمال والاستراتيجيات الفعالة في إدارة مخاطر الاستثمار للخروج بأقل الخسائر وتحقيق النجاح والاستمرارية والتنافسية.

المصدر:

مقترح لك ...