مفاتيح النجاح في الحفاظ على الروابط الأسرية في العصر الرقمي
كتبت: شيماء الضوي
العلاقات الأسرية في العصر الرقمي، من أخطر الموضوعات التي تهدد الجيل الصاعد وتهدم العديد من الأسر وذلك بسبب تأثيرها القوي على عقول الشباب.
كذلك يتسم العصر الحالي بسرعة التطوير والتغير في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي أصبحت في متناول الجميع كبارا وصغارا وضرورة من ضروريات الحياة مما جعل الأبناء أكثر شغفا بالأجهزة الإلكترونية والعوامل الأفتراضية.
وعلى هذا الأساس يعيش أغلب المجتمعات في عصر الفضاء الإلكتروني حيث أصبحت تقنياته هي العمود الفقري لمعظم التفاعلات اليومية ومع سهولة التوفر زاد عدد مستخدمي الإنترنت وأصبحت تتدخل وتتوغل داخل الأسرة بل وأصبحت تهدد العلاقات الأسرية تعمل على تفكيكها.
فإذا أردت يا صديقي معرفة تفاصيل عن هذا الموضوع وعن أسباب أبقي معي إلى النهاية.
تحديات العصر الرقمي على المجتمع والأسرة؟
يوجد العديد من المشكلات والتحديات التي سببها التحول الرقمي وكذلك تغير وضع العلاقات الأسرية في العصر الرقمي وأصبح هناك فجوة كبيرة بين الأبناء والآباء.
ومن أهم المخاطر التي سببها التحول الرقمي هي كالاتي:-
1- قضاء وقت أقل مع العائلة
وهذا من أهم المخاطر التي سببها التحول الرقمي حيث أصبحت هناك فجوة كبيرة بين الأبناء والآباء وأصبح هناك تباعد ثقافي بين الجانبين.
ويجب على أرباب الأسر التعايش مع هذا التحول الرقمي بفاعلية وتفاعل وعليهم أن يتبنوا استراتيجيات معينة في كل منزل وفي كل تعامل يتعامل به أبنائهم في سائر جوانب حياتهم العلمية والمهنية وفي أساليب معيشتهم.
فلو ترك الأمر من غير توجيه وإرشاد ووضع قوانين لربما فقد الأبناء اهتمامهم بالعالم الواقعي تماما وهناك العديد من النماذج لأفراد يعيشون في منزل واحد وقد لا يلتفتون إلى بعضهم البعض.
2- حدوث العديد من المشكلات
التحول الرقمي ساهم في حدوث العديد من المشكلات سواء بين الأفراد أو داخل العلاقات الأسرية وكذلك الزوجية بشكل خاص في بعض الأحيان نتيجة لما يحدث من مقارنات بين الحياة الأسرية لأحد أفراد الأسرة وما يراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأمر الذي يؤدي بدوره إلى ظهور مشاعر الاستياء والإحباط.
3- تشتت الانتباه والتواصل المتقطع
إدمان التواصل الاجتماعي يؤدي إلى انشغال أفراد الأسرة كل بهاتفه مما يتسبب في عدم تواصل أفراد الأسرة بالطريقة الصحيحة الأمر الذي يحد من امتلاكهم لمهارات التواصل وتكوين العلاقات الشخصية وينعكس سلبا على تلاحم أفراد الأسرة وتفاعلهم مع بعظهم البعض.
وكذلك كثرة استخدام الهواتف والتكنولوجيا يؤدي إلى تشتت الانتباه وعدم التركيز وهذا يؤثر بالطبع في حياة الفرد بل وعلى المجتمع بأسره.
وكذلك يعمل على شعور الأطفال بقلة دعم آبائهم لهم وذلك نتيجة قيام الآباء باستخدام تلك المواقع بشكل كبير يؤثر على التواصل بين أطفالهم وفي هذه الحالة يلجأ الأطفال إلى استخدام محتوى لا يتناسب معهم.
4- اضطرابات النوم
الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية وخاصة قبل النوم قد يؤدي إلى اضطرابات النوم نتيجة لتأثير الضوء الأزرق الذي يمكن أن يثير الدماغ يعيق عملية النوم الطبيعية وهذا الأمر يجعل الفرد مرهق دائما وكذلك يعيق عملية التواصل الاجتماعي.
5- القلق والاكتئاب
قد يكون التفاعلات السلبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمحتوى الرقمي السلبي مصدرا لزيادة مستويات القلق والاكتئاب ويمكن أن يدخل الفرد في دائرة المقارنات والضغوطات الاجتماعية.
6- انعدام الوعي بالوقت
قد يؤدي الانغماس الشديد في التكنولوجيا إلى فقدان الوعي بالوقت وتجاهل الالتزامات الاجتماعية والشخصية.
7- تسبب الأمراض
الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الذي أصبح واضح في هذا الوقت وأصبح واضحا من خلال العلاقات الأسرية في العصر الرقمي.
حيث يمكنك الجلوس طوال اليوم على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة أو غيرها من الأجهزة وأنت لا تتحرك كثيرا وتدريجيا يتم تخزين الدهون في الجسم وكذلك بسبب الألم الظهر والرقبة
8- محتوي غير لائق
عند استخدام الإنترنت قد ترى عن طريق الخطأ شيئا غير مناسب كما أنة يمكنك النقر فوق شيء ويتم ارسال محتوى صريح الى اصدقائك وكذلك يمكن للأطفال استخدام التكنولوجيا استخدام سيء ويكون ذلك من خلال مشاهدة اشياء سيئة وهذا الأمر بالطبع يؤثر على سلوكهم في المستقبل.
9- قلة الخصوصية
وسائل التواصل الاجتماعي وشريط الانترنت نافذة على خصوصية المرء ولا يمكن الحفاظ على المعلومات الخاصة بك آمنة من أعين المتطفلين كما أن استخدام القراصنة والتصيد يعطي أولئك الذين لديهم نوايا شريرة المعلومات التي يريدونها عنك.
استراتيجيات لتعزيز العلاقات الأسرية في العصر الرقمي؟
في ظل العمل السريع والتطور الرقمي يصبح الحفاظ على الارتباط الأسري تحديا يواجه العديد من الأسر .
هنا سوف نسرد بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تعزيز العلاقات الأسرية والحفاظ على الارتباط بين أفراد الأسرة وهي كالاتي:-
- تحديد وقت مخصص لاستخدام التكنولوجيا وهذا الوقت يكون معلوم ومعروف للآباء والأبناء وهذا الوضع يعمل على تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- تخصيص أوقات للعائلة يجب تحديد أوقات مخصصة للعائلة خلال الأسبوع دون أي تدخلات خارجية سواء استخدام الهواتف الذكية أو استخدام التلفاز
ويمكن أن تساعد في تعزيز العلاقات الأسرية والحفاظ على الارتباط بين أفراد الأسرة. - تناول الوجبات معا يجب محاولة تناول الطعام معا حتى لو كانت وجبة واحدة على الأقل في اليوم حيث أن هذا الوقت يعزز الحوار بين أفراد الأسرة ويقوي الروابط العائلية
فقد بينت العديد من الدراسات على كيفية تأثير تناول الأسرة ولو حتى وجبة واحدة في اليوم على نفسية الطفل.
- القيام بالأعمال المنزلية كعائلة حيث أن تقاسم المسؤوليات والأعمال المنزلية خاصة مع الأطفال يعلم الطفل قيمة أهمية العمل الجماعي ويساعد في توطيد العلاقات الأسرية من خلال العمل معا نحو هدف مشترك
وهناك دراسة بينت كيف يمكن لتقاسم المسؤوليات والأعمال المنزلية بين أفراد الأسرة أن يعزز من القيم الأسرية وكذلك يساهم في توطيد العلاقات
وكذلك ركزت الدراسة على الأدوار التي يلعبها كل من الأبناء والآباء في الأعمال المنزلية ووضحت الدراسة كيف يؤثر ذلك في تماسك الأسرة
وكذلك في تنمية مهارات العمل الجماعي لدى الجميع وخاصة الأبناء. - تعزيز التواصل الفعال في العلاقات الأسرية ويكون ذلك من خلال عقد اجتماعات دورية وكذلك ممارسة قيمة تساهم في تعزيز الروابط بين أفراد الأسرة وتحسين التواصل بينهم
وخاصة عندما يكون معظم أفراد الأسرة ملتزمون بواجبات مهنية في الخارج
وهذه الاجتماعات توفر منصة للجميع للتعبير عن مشاعرهم ومشاركة الأفكار والمخاوف ومناقشة المشكلات العائلية بطريقة بناءة والتخطيط للمستقبل معا. - وضع قواعد محددة للعائلة حيث أن إنشاء قواعد وأهداف محددة للعائلة يعد خطوة مهمة نحو بناء بيئة أسرية متماسكة وداعمة خاصة في ظل التحول والتطور الرقمي السريع
وهذه العملية تساعد فى تعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية المشتركة بين أفراد الأسرة
وهذا القيم قد تشمل الصدق والتعاون والاحترام والكرم والمثابرة
ومن المهم أن يشارك الجميع في هذا النقاش وأن تكون هناك محاولة الوصول إلى توافق في الآراء حول القيم الأساسية الأسرة. - تشجيع الدعم المتبادل في الأسرة يعتبر من الأسس الهامة لبناء بيئة أسرية متماسكة وصحية خاصة في ظل الضغوط التي يمكن أن تفرضها الحياة العملية المتسارعة والتحديات التي قد تواجه الأسرة في مختلف الأوقات
مقترح لك : وحدة وعزلة الاطفال في عصر التكنولوجيا: المشكلة والحل
والدعم المتبادل يعني تقديم العون والمساعدات والمساندة بين جميع أفراد الأسرة وذلك يشمل الدعم العاطفي والمادي والنفسي والمعنوي
وهذا النوع من الدعم يوفر شبكة أمان لأفراد الأسرة في مواجهة الصعوبات.
إن التحديات التي تواجه الأسر في عصرنا هذا تتطلب منا أن نكون أكثر وعيا ويجب أن نستغل التكنولوجيا لصالحنا دون أن نسمح لها أن تزيد الفجوة بيننا وبين اطفالنا ومن خلال التواصل الفعال والتعاطف والدعم المتبادل نستطيع أن نتجاوز هذا المشكلات.
- إظهار الحب والتقدير من أفراد الأسرة إلى الأبناء ومحاولة اغمار الأبناء بالدفء الأسري والحب والحنان وكذلك استخدام العناق والاحتضان لأبناء الأسرة.
كيف تحمي الأسرة والمجتمع من سلبيات العصر الرقمي؟
يجب توعية الوالدين بأهمية الرقابة الأبوية لحماية أبنائهم في ظل مستجدات العصر الرقمي والتطور التكنولوجي الرهيب.
وكذلك ضرورة توعية الوالدين بأهمية الحوار مع الأبناء والنقاش المستمر حول ما يشاهدونه على الانترنت وكذلك ضرورة توجيه الوالدين على كيفية مساعدة الأبناء في اتخاذ القرارات المسؤولة على شبكة الإنترنت ويجب متابعة أنشطة الأبناء على الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت.
نصائح لأولياء الأمور للحفاظ على سلامة أبنائهم من خطر التطور الرقمي السريع
هناك العديد من النصائح لتجنب مخاطر التطور الرقمي في عصرنا هذا وهي كالاتي:-
إعداد تقنية لحماية اطفالك عبر الانترنت
يجب تفعيل زر البحث الآمن عند استخدام الانترنت حيث تحتوي معظم محركات بحث الويب على وظيفة البحث الآمن والتي تسمح للوالدين بتحديد المحتوى الذي يمكن لأطفالهم الوصول إليه أثناء اتصالهم بالانترنت.
اتخاذ سلوكيات سليمة وآمنة على الانترنت
يمكنك أن تشارك طفلك في وضع قواعد خاصة حول الاستخدام السليم والآمن للجهاز مثل تحديد الوقت والمكان والمدة المسموح بها.
وحاول أن تساعد طفلك على تعلم كيفية الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية خاصة من الغرباء فبعض الأشخاص ليس كما يدعون.
حاول أن تقضي وقتا مع ابنك عند استخدام الانترنت
حاول أن تستكشف مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي والألعاب والتطبيقات مع طفلك فمثلا يمكنك أن تجعل أطفالك يعرضون لك مواقعهم الإلكترونية وتطبيقاتها المفضلة ونشاطهم عليها.
حافظ على سلامة طفلك من خلال التواصل المفتوح
تحدث مع أطفالك باستخدام التواصل المفتوح والحوار الإيجابي الداعم وتجنب إصدار أي أحكام عند إثارة الطفل أي تساؤلات.
أمنية لعلامات الضيق عند طفلك مثل الانسحاب أو الانزعاج أو الهوس الشديد للأنشطة عبر الانترنت.
وفي النهاية وبعد استعراض العديد من المعلومات حول موضوع العلاقات الأسرية في العصر الرقمي وذكر استراتيجيات تعزيز السلوك الأسري في العصر الرقمي.
وكذلك تقديم العديد من النصائح للوالدين حول تجنب مخاطر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا فيمكنك من خلال هذا المقال معرفة الأخطار التي تنتجها التكنولوجيا وخطرها على الاطفال.
فهذا هي الأخطار من وجهة نظري وهذه هي الحلول فعليك ياصديقي أن تكتب تعليقا عن حلول أخري من وجهة نظرك لتجنب مخاطر التحول الرقمي الرهيب.