Menu Close

سر نجاح التعليم في الدول الاسكندنافية: كشف الستار عن الأسرار

من السويد إلى النرويج: جولة في أفضل أنظمة تعليمية في العالم


يتساءل الجميع حول المعايير التي تتبعها الدول في نظامها الدراسي،

ربما يعتقد البعض أن تلك المعايير تتمثل في المناهج الدراسية الصارمة وساعات الدراسة الطويلة والتكنولوجيا المتطورة والتمويل الكبير،

في الواقع، لا تعتبر تلك المعايير الأساسية في بعض الدول، حيث يعتمد النظام التعليمي في الدول الإسكندنافية بشكل كبير على طبيعة العلاقات داخل المدرسة بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، ويستند أساسًا إلى نظام التعلم مدى الحياة Bildung.

تشتهر الدول الاسكندنافية بأنجح نظام تعليمي حول العالم، والدول الاسكندنافية هي مجموعة من الدول التي تشكل شبه الجزيرة الاسكندنافية، والتي تقع في شمال أوروبا،

ويشير مصطلح “الدول الاسكندنافية” إلى كلمة “سكانيا” والتي تشير إلى منطقة دنماركية والتي فيما بعد أصبحت سويدية، وتتميز تلك الدول بروابط مشتركة مثل الثقافة والتاريخ والعرق، فضلا عن اللغة.

واحتلت السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا الأربع مراتب الأولى في أفضل 12 دولة من حيث جودة التعليم في السنوات الأخيرة، وذلك بالرغم من أن تلك الدول تشكل 0.3٪ فقط من سكان العالم، لكنها تساهم بقدر كبير في المجالات الإبداعية والابتكارية والتكنولوجية.


لماذا الدول الاسكندنافية؟

تعتبر الدول الاسكندنافية (السويد، النرويج، الدنمارك، فنلندا، وأيسلندا) من الرواد في مجال التعليم على مستوى العالم. تتميز أنظمتها التعليمية بالعديد من المميزات التي تجعلها نموذجًا يحتذى به، مثل:

  • التركيز على الطالب: يتم تخصيص اهتمام كبير لكل طالب على حدة، وتوفير بيئة تعليمية محفزة للإبداع والابتكار.
  • التعليم المجاني: التعليم مجاني في جميع المراحل الدراسية، بما في ذلك الجامعات.
  • التعاون بين المدرسة والمنزل: يتم تشجيع التعاون بين المدرسة والمنزل لضمان نجاح الطالب.
  • التكنولوجيا في التعليم: يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل واسع في العملية التعليمية.
  • التعليم مدى الحياة: يتم تشجيع التعلم المستمر طوال الحياة.

حقائق مثيرة للاهتمام عن بداية العام الدراسي في الدول الاسكندنافية:

  • الاستعداد المبكر: تبدأ الاستعدادات لبداية العام الدراسي مبكرًا، حيث يتم توزيع الكتب والمستلزمات المدرسية قبل عدة أسابيع من بدء الدراسة.
  • أجواء احتفالية: يتم الاحتفال ببداية العام الدراسي بشكل كبير، خاصة في صفوف الروضة والابتدائي، حيث يتم تنظيم حفلات ترحيبية وفعاليات خاصة.
  • التركيز على التكيف: يتم التركيز على مساعدة الطلاب الجدد على التكيف مع بيئة المدرسة الجديدة، خاصة في الصفوف الأولى.
  • الأنشطة اللاصفية: يتم تنظيم العديد من الأنشطة اللاصفية مثل الرحلات المدرسية والفعاليات الرياضية والفنية.
  • التعاون بين الطلاب: يتم تشجيع التعاون بين الطلاب من خلال العمل الجماعي وحل المشكلات سوياً.

الملامح الرئيسية لنظام التعليم في الدول الاسكندنافية

يهدف نظام التعليم في الدول الاسكندنافية إلى جعل التعلّم مدى الحياة ليكون جزءًا مِن النسيج الطبيعي للمجتمع،

فاستخدم استخدم التعليم الإسكندنافي الكلمة الألمانية “Bildung” التي توصف نهجهم التعليمي، والتي تشير إلى التحول الأخلاقي والعاطفي والفكري والمدني للشخص، فتم تصميم “Bildung” لتغيير الطريقة التي يرى بها الطلاب العالم،

تم اعتماد هذا النظام لمساعدة الطلاب على فهم الأنظمة المعقدة ورؤية العلاقات بين الأشياء، بين الذات والمجتمع، وبين مجتمع العلاقات في الأسرة والمدينة.

فبطريقة بيلدونج يتحمل الفرد مسؤوليته الشخصية ومسؤوليته تجاه عائلته وأصدقائه والمجتمع، مع التمتع بحريات شخصية وأخلاقية ووجودية أكبر من أي وقت مضى.

ففي الدول الاسكندنافية يتاح للموظفين البالغين بأخذ إجازة طويلة للحصول على درجة علمية، كما يساعدهم العمل على الوصول إلى التدريب لصقل مهاراتهم،

وفي النرويج يمكن للموظفين ترك وظائفهم لمدة تصل إلى 3 سنوات لحضور دورات إضافية، وبالطبع ينتظرهم العمل مرة أخرى بعد الانتهاء من مدة دراستهم،

وفي الدنمارك يُتاح للعاطلين عن العمل إمكانية الوصول إلى دورات مجانية للعودة إلى سوق العمل.

عمر الالتحاق بالمدرسة 

يبدأ التعليم الرسمي في الدول الاسكندنافية للأطفال في سن السادسة أو السابعة، وتقدم بعض الدول البرامج التعليمية للأطفال ما قبل المدرسة للأصغر سنا،

وتتاح المرونة في الدول الاسكندنافية عند الالتحاق بالمدرسة، فيمكن للآباء تأخير التحاق أطفالهم بسنة إضافية إذا رأوا أن ذلك في مصلحة الطفل.

في الدول الاسكندنافية تستمر مرحلة التعليم الأساسي لمدة تسع سنوات، تركز فيها المناهج على القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى العلوم والاجتماعيات والفنون، وتتميز تلك المرحلة بالتعلم التفاعلي والأنشطة العملية.

ومرحلة التعليم الثانوي تستمر لمدة ثلاث سنوات، وفيها يتخصص الطلاب في مواد معينة استعداداً للجامعة ولسوق العمل، ثم الانتقال إلى التعليم العالي الذي يكون مجاني بشكل كامل للمواطنين والمقيمين بشكل قانوني.

ويتميز نظام التعليم الاسكندنافي بعدة مزايا تجعل له سحر خاص ومميز ، تكمن في:

لا يتضمن النظام الدراسي في الدول الإسكندنافية أي تقييمات أو امتحانات رسمية  حتى سن 16 عام، فلا يوجد أي تقييم للأطفال في السنوات الستة الأولى من التعليم، وذلك ما يدعم الاستقلالية والثقة عند الطلاب. 

في حين يقضي المعلم في فنلندا 4 ساعات فقط يوميًا في الفصل الدراسي بينما يتم تخصيص الساعات الأخرى لصقل وتعزيز مهاراته،

وبالتأكيد مع وجود نظام تعليمي محدد في الدول الاسكندنافية إلا أنه يعتبر كأداة استرشادية غير رئيسية في العملية التعليمية، مما يساعد على نمو الطلاب بدلا من قياس قدراتهم التعليمية باختبارات،

كما لا يتم تقييم المعلمين بناءً على إنجازهم في المناهج الدراسية، وتحرص القيادات المدرسية على توفير الظروف المناسبة لازدهار المعلمين ومهاراتهم.

في المدارس الاسكندنافية يكون الطلاب أحراراً في مخاطبة معلميهم بأسمائهم الأولى، ويُنظر إليهم على أنهم متساوون في العملية التعليمية،

فتعد تلك طريقة لتطوير جو تعليمي ودي يكون التعلّم فيه تجربة مشتركة، فيقضي المعلمون الدنماركيون الأسبوع الأول بأكمله من الدراسة في بناء علاقات مع الطلاب من خلال الألعاب والأنشطة.

وتستمر عملية بناء العلاقات بين الطلاب ومعلميهم في الفصل الدراسي، ليتمتع الطلاب بحرية تصميم وتزيين الفصل وفقًا لتفضيلاتهم،

كما تجتمع المدرسة بأكملها كل يوم معًا في الكافتيريا مما يتيح للطلاب وفريق عمل المدرسة للالتقاء جميعًا على وجبة غداء مجانية دافئة وصحية، لبناء علاقات مع مجتمع المدرسة.

تطبق المدارس الاسكندنافية مبدأ التوازن، فلكل 45 دقيقة من المحاضرات الدراسية، يأخذ الطلاب استراحة إجبارية لمدة 15 دقيقة، ولا يتوقف الأمر عند الطلاب وحسب، بل كل فريق المدرسة يأخذ الاستراحة بغض النظر عن الدور الذي يقومون به. فتطبق المدارس الاسكندنافية مبدأ التوازن بين دقائق التدريس الأكاديمي والدقائق التي يمر بها الطاب للحصول على النمو الكامل.

تعتمد الدول الاسكندنافية في نظامها التعليمي على غرس الوعي الداخلي عند الطلاب بفكرة الانتماء والتي تبدأ من العائلة لتمر إلى الانتماء للمدينة ثم الدولة،

فيقدم التعليم الاسكندنافي المساعدة للطلاب لاستيعاب معايير المجتمع والتوافق معها، وكيفية بناء معاييره الخاصة به بناء على تلك المعايير ليتعلم الطالب بذلك التبادلية والتفكير الشامل.

مبادئ النظام الدراسي في الدول الاسكندفانية

تتسم النظم التربوية للدول الاسكندنافية بالتركيز على الدور المهني فيما بعد المدرسة وعلى دور المعلم في إحداث التغيير المطلوب، ومنذ أوائل العصور الوسطى استثمرت الدول الاسكندنافية بكثافة في برنامج تعليمي يدعم نجاح ورفاهية كل طالب ومعلم.

  •  التعليم مجاني للجميع

يتيح النموذج الاقتصادي للدول الاسكندفانية إمكانية حصول الجميع على التعليم مجانًا، بغض النظر عن خلفيتهم، فتتوفر جميع دورات التعليم الابتدائي والثانوي فضلا عن التعليم العالي بدون رسوم دراسية. ولا تفرض غالبية الكليات والجامعات في تلك الدول الاسكندنافية رسومًا دراسية، إلا أن التمويل الحكومي والقروض وخيارات التمويل متاحة في التعليم الجامعي، فتتيح الحكومة الدنماركية للطلاب الحصول على دعم الدخل من للمساعدة في دفع نفقات معيشتهم أثناء وجودهم في الكلية.

  • مدارس متخصصة لكل مجتمع

يعتبر التعليم الخاص في الدول الاسكندنافية غير منتشر بشكل كبير، لكن تم تصميم بعض المدارس لأصحاب عقيدة معينة أو دين معين، فتقدم تلك المدارس نهج مستقل بها في التعلم، لكنها تتبع في النهاية لهيئات تنظيمية، كما تم تصميم مدارس خصيصا لمن يعانون من صعوبات التعلم وذوي الاحتياجات الخاصة وتعد “الوكالة الوطنية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة” هي من ترعى حقوقهم التعليمية في السويد.

  • المدارس الثقافية والشعبية

في المجتمعات الريفية في الدول الاسكندنافية، توجد مدترس متخصصة لتلك الثقافات، ففي السويد، يمتلك “شعب سامي” مدارس خاصة بهم، لكنها تتبع أيضا نظام المدارس العامة السويدية. وتشيع المدارس الشعبية التي تدعىfolkehøjskoler أو højskoler، في الدنمارك والنرويج، وذلك نتيجة لتفكير المبتكر الدنماركي نيلز فروندفيج، الذي كان يعتقد أن جلب مصادر التعليم العالي لسكان الريف لا يقل أهمية عن تعليم طلاب المناطق الحضرية.

  •  نظام التعليم الثانوي متنوع

تقدم المدارس الاسكندنافية نهج مميز في التعليم الثانوي، فهي تهتم بتطلعات واحتياجات الطلاب، فبعدما كانت المدرسة إلزامية حتى سن ال 15، فبعدها يخير الطالب ما إذا كان سيستعد للكلية أو إنه سيلتحق بمهنة مع التعليم الثانوي العالي، وتركز بعض المدارس على إعداد الطلاب للتعليم العالي، من خلال كلاسيكيات موحدة في موضوعات مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم، والبعض الآخر يقدم التدريب على موضوعات مهنية، مثل الهندسة أو الميكانيكا. 

  • الإبداع والمهارات الاجتماعية أمر بالغ الأهمية

تستخدم الدول الاسكندنافية الاختبارات الرسمية والاستراتيجيات لتقييم مهارات الطلاب وكفاءتهم في موضوعات مختلفة،

لكن مع الطلاب الأصغر سنا فتكون عملية التعلم أقل رسمية مما هي عليه في الدول الأخرى حول العالم، فالمنهج الدراسي ليس هو المرجع فقط في العملية التعليمية،

وتركز المدارس الاسكندنافية على صقل مهارات الطلاب، فعندما يطلب أحدهم المساعدة في كتابة المقالات، فتوفر المدارس لهم أمثلة من المقالات المجانية التي تحوي موارد قيمة لهم، فهي بذلك توفر لهم التوجيه الهيكلي الذي هو أساس نظامهم التعليمي المبتكر.

في المدارس الاسكندنافية، يتم تشجيع الطلاب في سن مبكر على التعلم والاستكشاف، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والتواصل مع الأخرين، كما تشجعهم على التفكير النقدي والتعبير عن آرائهم.

  •  الأولوية للمساواة

تلتزم مدارس الدول الاسكندنافية في نظامها التعليمي بضمان المساواة والقضاء على التمييز، فتحظر السويد أي نوع من أنواع التمييز في التعليم،

فيمنلك الطلاب السويديين اتفاقية مخصصة لحقوقهم، اعتبارًا من عام 2020، وكذلك في النرويج والدنمارك، يتم تشجيع القبول العالمي بين جميع الطلاب والمعلمين على حد سواء،

فيتعرف الطلاب على مفاهيم المساواة بين الجنسين منذ سن مبكرة، فضلا عن وفير فرص متساوية للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم. 

  •  التعلم في الهواء الطلق

تعزز الطبيعة الخلابة للدول الاسكندنافية من العملية التعليمية فيها، فمع المعالم الرائعة التي ينبغي اكتشافها، تدمج المدارس التعليم في الهواء الطلق، من خلال الجولات الحرة في الطببعة، مثل الغابات والدراسات البيئية والرحلات الميدانية،

وذلك ما يعزز من ارتباط الطلاب مع محيطهم الطبيعي، وتحقيق أقصى استفادة من أرض الوطن بالتعرف على معالمه.

  • اللغة الإنجليزية أساسية

بالرغم من أن اللغة الرسمية في الدول الاسكندنافية ليست الإنجليزية، لكنها تدرك أهميتها على مستوى العالم، فتضمن المدارس الاسكندنافية مناهج اللغة الإنجليزية في نظام تعليمها،

فضلا عن تدريس بعض المواد باللغة الإنجليزية في بعض من الجامعات والتعليم العالي، وبجانب هذا الاهتمام باللغة الإنجليزية،

فلا تخلو المناهج الدراسية للمدارس الثانوية والابتدائية من الرياضيات والعلوم.

  •  لكل دولة وزارات متعددة للتعليم 

تخضع المدارس الاسكندنافية لتوجيهات الهيئات الإدارية، بالرغم من أن المدارس تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية في تخصيص المناهج والخبرات التعليمية،

في الدنمارك، تعد وزارة الطفل والتعليم، ووزارة التعليم العالي والعلوم المجموعتين الرئيسيتين المسؤولتين عن دفع النتائج التعليمية. 

وفي السويد، توجد 6 هيئات ملتزمة جميعها بإدارة الخبرات التعليمية، مثل وزارة التعليم والبحث، والوكالة الوطنية للتعليم، ومفتشية المدارس السويدية، والوكالة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة والتعليم، والمجلس المدرسي لمجتمع الصامين.

كيف يبدأ العام الدراسي في الدول الإسكندنافية

تتميز الدول الإسكندنافية بتقاليدها المميزة مع بداية العام الدراسي، فتكون مناسبة خاصة يحتفل بها الجميع الطلاب والمعلمين وحتى أولياء الأمور، فمن عادات وتقاليد الدول الاسكندنافية في بداية العام الدراسي:

  • الاحتفالات في المدارس، ركن أساسي من أركان بداية العام الدراسي هي الاحتفالات في المدارس، والتي تتضمن عروضاً فنية، وأنشطة ترفيهية، وخطابات ترحيبية للطلاب الجدد.
  • زيارة المكتبة، مع بداية العام الدراسي في الدول الاسكندنافية يتم تشجيع الطلاب على زيارة المكتبة للاطلاع على الكتب الجديدة، وتحديد اهتماماتهم القرائية.
  • الأسابيع التمهيدية، تعتمد الدول الاسكندنافية على تطبيق أسابيع تمهيدية للطلاب الجدد لمساعدتهم على التكيف مع بيئة المدرسة الجديدة، والتعرف على زملائهم ومعلميهم، بدون الدخول في تفاصيل المناهج.
  •  يتم تحديد الأهداف التعليمية للعام الدراسي الجديد في بداية العام، وتوضيحها للطلاب والمعلمين.

تشتهر السويد مثلا بالتركيز على التعليم البيئي، فتتضمن الاحتفالات في المدارس السويدية أنشطة تتعلق بالطبيعة والبيئة،

وتهتم النرويج بتعزيز روح الفريق والتعاون بين الطلاب، فيتم تنظيم العديد من الأنشطة الجماعية في الاحتفالات، تركز الدنمارك على الجو العائلي في المدارس،

لذلك يتم الاحتفال ببداية العام الدراسي بطريقة أكثر استرخاء، مع التركيز على الترحيب بالطلاب الجدد.

اليوم الدراسي الأول في الدول الاسكندنافية

في الساعة 8:30 صباحًا في أول يوم دراسي في الدول الإسكندنافية، تحتفي الأجراس المشيرة إلى بداية اليوم، ولا يسرع المعلمون بتوجيه الطلاب إلى فصولهم الدراسية، فهم يرتدون الملابس الرياضية المريحة ويستمتعون بالأجواء الاحتفالية لأول يوم دراسي.

تستقبل المدارس الاسكندنافية الطلاب في اليوم الأول بطريقة مختلفة عن باقي الدول، من خلال الأنشطة والاحتفالات وغيرها، وتختلف الأنشطة بين مرحلة رياض الأطفال والابتدائية والإعدادية والثانوية، كما تتبع كل مدرسة طريقتها الخاصة في الاحتفال ببداية العام الدراسي، فتختلف التقاليد من منطقة لأخرى، ومن مظاهر الاحتفال باليوم الدراسي الأول في الدول الاسكندنافية:

  • الترحيب بالطلاب الجدد، من خلال الأسابيع التمهيدية ليتعرف الطلاب على المدرسة وزملائهم الجدد والمدرسة، بالإضافة إلى الأنشطة الجماعية بين الطلاب والمعلمين لتعزيز الروابط بينهم وبناء العلاقات الودية، ويلقي مديري المدرسة والمعلمين خطابات ترحيبية تعليمية للطلاب الجدد لمساعدتهم على التكيف مع مدرستهم الجديدة.
  • الأنشطة التعليمية، فيتم تطبيق الأنشطة التفاعلية بين الطلاب ليكون التعليم ممتعا ومحفزا للطالب، مثل الألعاب التعليمية والمشاريع العملية، ويتم تشجيع الطلاب على زيارة المكتبة لتحديد تفضيلاتهم.
  • الاحتفالات، يتم تقديم العروض الفنية مثل الموسيقى والرقص والمسرح من الطلاب، وتقام الأنشطة الترفيهية والخفيفة مثل المسابقات والألعاب الرياضية، فضلا عن تقديم الوجبات الخفيفة للطلاب احتفالا بدخول الدراسة.

دور الآباء في مساعدة الأطفال على الاستعداد للعام الدراسي

قبل بدء الدراسة، يتجلى دور المنزل في تهيئة الأطفال للجو الدراسي الجديد، فعلى الآباء أن يعودوا أطفالهم على بعض الأمور قبل بدء الدراسة، ومنها:

  • تهيئة الجو النفسي، كالتحدث مع الطفل عن المدرسة بطريقة إيجابية، وتذكيره باللحظات الممتعة التي يقضيها هناك، وطمأنته بشأن مخاوفه التي يشعر بها، مثل الخوف من معلم جديد أو مادة دراسية جديدة، فضلا عن ضرورة مشاركته في اختيار المستلزمات المدرسية ليشعر بالحماس.
  • تنظيم الوقت، لابد من تعويد الأطفال تدريجيا على العودة إلى روتين النوم والاستيقاظ المنتظم قبل بداية العام الدراسي، وتحديد وقت ثابت للمذاكرة والواجبات المنزلية، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية التي يحبها.
  • تهيئة المكان المناسب للدراسة، فمن الضروري أن يوفر الآباء مكان هادئ ذو إضاءة جيدة للدراسة، بعيداً عن مصادر الإلهاء، وتجهيز المكان بكل ما يحتاجه الطفل من أدوات مكتبية.
  • التواصل مع المدرسة، لابد أن يتواصل الآباء مع المدرسة والمعلمين للتعرف على متطلبات العام الدراسي الجديد، والحرص على حضور اجتماعات أولياء الأمور للتعرف على الخطط الدراسية وأنشطة المدرسة.

ولا يمكن إغفال أهمية دور أولياء الأمور خلال العام الدراسي مع أطفالهم، فلابد أن يتابع ولي الأمر التحصيل الدراسي لطفله، من خلال متابعة دفاتر الطفل وواجباته المنزلية بانتظام، ومساعدته في حل المشكلات الدراسية التي يواجهها، وتشجيعه على طرح الأسئلة والاستفسار.

وعلى الآباء أن تحاول في جعل التعلم ممتعاً، من خلال تحويل عملية التعلم إلى لعبة أو نشاط ممتع من خلال استخدام الألعاب التعليمية، وتوفير بيئة منزلية داعمة للتعلم بتشجيعه على القراءة في المنزل، وتوفير الكتب والمجلات والإنترنت،

كما يجب الاهتمام بالتغذية الصحية، وتوفير وجبات غذائية صحية ومتوازنة للطفل لزيادة طاقته وتركيزه، ولا يمكن أن ننسى الاهتمام بالصحة النفسية للطفل، بحصوله على قسط كاف من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام.

تسمح التكنولوجيا بتقديم محتوى تعليمي مخصص لكل طالب وفقًا لقدراته واهتماماته، مما يزيد من فعالية التعلم، كما تحول التكنولوجيا عملية التعلم من سلبية إلى تجربة تفاعلية ومشوقة، حيث يمكن للطلاب التفاعل مع المحتوى التعليمي بطرق متنوعة، فضلا عن توفير فرص للتعلم في أي وقت وأي مكان مما يزيد من مرونة العملية التعليمية.

وتسهل التكنولوجيا التعاون بين الطلاب والمعلمين، وتشجع على العمل الجماعي وحل المشكلات، وتساعد على تطوير المهارات الرقمية لدى الطلاب والتي تعد من أهم المهارات في العصر الحالي، وتتيح التكنولوجيا الوصول إلى كم هائل من المعلومات والمعرفة.

  • أجهزة الكمبيوتر واللوحات التفاعلية، والتي تستخدم لعرض المحتوى التعليمي، وإجراء الأنشطة التفاعلية، والتعاون بين الطلاب.
  • البرامج التعليمية المتخصصة في مختلف المواد الدراسية، والتي تقدم شرحًا مفصلاً للمفاهيم وتوفر تمارين تفاعلية.
  • منصات التعلم الإلكتروني، والتي تسهل من عملية التواصل بين الطلاب والمعلمين، والتفاعل خارج نطاق الفصل الدراسي، وتوفر مصادر تعليمية متنوعة.
  • التطبيقات التعليمية على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، والتي تساعد الطلاب على التعلم بطريقة ممتعة ومشوقة.
  • الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والتي من شأنها فتح آفاق جديدة في التعليم، حيث يمكن للطلاب استكشاف بيئات افتراضية وتجربة مفاهيم علمية بشكل عملي.

الأنشطة اللاصفية هي مجموعة من النشاطات التي يدخل فيها الطلاب، خارج إطار الحصص الدراسية التقليدية، ولا تقتصر على الجانب الأكاديمي بل تمتد لتشمل جوانب اجتماعية ومهنية وبدنية ونفسية، وتساهم بشكل كبير في تنمية جوانب مختلفة من شخصيتهم.

مثل الأنشطة الرياضية، كرة القدم، كرة السلة، كرة الطائرة، السباحة، والأنشطة الثقافية، المسرح، الموسيقى، الفنون التشكيلية، الشعر، القصة القصيرة، والأنشطة العلمية، الأندية العلمية، المشاركات في المعارض العلمية. فضلا عن الأنشطة الاجتماعية، العمل التطوعي، زيارة دور الأيتام والمستشفيات، والأنشطة المهنية، زيارة الشركات والمصانع، المشاركة في ورش العمل التدريبية.

لا تقتصر الأنشطة اللاصفية على التركيز بالجانب الأكاديمي فقط، بل تمتد لتشمل جوانب شخصية واجتماعية ومهنية للطالب، فتساعد الأنشطة اللاصفية على تطوير المهارات الشخصية للطفل، فهي تزيد من الثقة بالنفس عند الطالب وتعزز من التعبير عن نفسه ومواجهة التحديات.

كما تحسن الأنشطة اللاصفية من مهارات الطلاب في التواصل مع الآخرين والتعبير عن أفكاره بوضوح، مما يساهم في تطوير مهاراته الاجتماعية، كما تنمي من روح القيادة لديهم وتولي المسؤوليات القيادية وتنظيم الأنشطة.

تشجع الأنشطة اللاصفية الطلاب على التفكير خارج الصندوق وتطوير أفكار جديدة وحلول مبتكرة للمشكلات، واكتشاف مواهبهم وهواياتهم، مما يساهم في توجيه مستقبلهم المهني، كما أنها توفر بيئة مناسبة لتطوير المهارات الخاصة بكل طالب، سواء كانت رياضية أو فنية أو ثقافية.

وعلى المستوى المجتمعي، تتيح الأنشطة اللاصفية التعرف على أشخاص من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية، مما يعزز روح التسامح والتعايش، كما تشجع على المشاركة في خدمة المجتمع والتطوع، مما يغرس فيهم قيم العطاء والإيثار.

وختاما، وبعد تعرفنا على أسرار وعادات وتقاليد النظام الدراسي في الدول الاسكندنافية، أخبرنا عزيزي القارئ هل تود أن تكون جزءا من تلك التجربة التعليمية الأنجح على مستوى العالم؟ وهل ترى أنها ستنجح إن طبقناها في مصر بسهولة أم نستمر في اتباع نظامنا الحالي.

وأخبرنا بعد قرائة هذا المقال إن كنت بحاجة إلى معرفة الخطة الدراسية لكل دولة من الدول الاسكندنافية تفصيلا، وسنطلعك على التفاصيل كاملة كعادتنا كوكب المعرفة.

مقترح لك ...