Menu Close

الزراعة الذكية: الابتكار الذي يحسن حياة المزارعين والمستهلكين

الزراعة الذكية مناخيا: مفتاح الأمن الغذائي في ظل تغيرات المناخ

كتبت: آية مصطفى

في عصر التكنولوجيا المتقدمة والابتكارات المتواصلة، أصبحت الزراعة الذكية هي الحل الأمثل لمواجهة تحديات الزراعة التقليدية. 

الزراعة الذكية
الزراعة الذكية

حيث أنها تمكن المزارعين من استخدام التقنيات الحديثة لتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف وحماية البيئة. 

سوف نتعرف من خلال هذه المقالة على الزراعة الذكية بشكل تفصيلي، كما نتعرف كيف أنها تغير مستقبل الزراعة وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، فلنتابع سويا.


تعريف الزراعة الذكية وأهميتها في العصر الحديث

الزراعة الذكية أو الزراعة المقاومة للمناخ هي تطبيق التقنيات الحديثة مثل إنترنت الأشياء (IoT)، والذكاء الاصطناعي (AI)، وتحليل البيانات، والطائرات بدون طيار، والروبوتات، في العمليات الزراعية.

الهدف من ذلك هو  تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الهدر وتعزيز الاستدامة، كما أنها تهدف إلى استخدام الموارد بشكل أكثر فعالية ومراقبة الظروف البيئية بشكل دقيق، مما يساهم في زيادة الإنتاجية والجودة مع تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

أهمية الزراعة الذكية في العصر الحديث:-
  1. من خلال استخدام التقنيات الحديثة، يتمكن المزارعين من زيادة كفاءة الإنتاج وزيادة كمية المحاصيل المنتجة دون الحاجة إلى زيادة مساحة الأراضي المزروعة.
  2. تساعد الزراعة الذكية على تقليل التكاليف التشغيلية من خلال الاستخدام الأمثل للموارد مثل المياه والأسمدة والطاقة، كما يمكن للمزارعين تقليل الفاقد وتحقيق أقصى استفادة من مداخلاتهم.
  3. حماية البيئة حيث أنها  تساهم في تقليل التأثيرات البيئية السلبية من خلال تقليل استخدام المواد الكيميائية والمبيدات الزراعية، وتحسين إدارة الموارد المائية وتقليل انبعاثات الكربون.
  4. إدارة المخاطر حيث توفر التقنيات الحديثة للمزارعين معلومات دقيقة وفي الوقت الفعلي عن حالة الطقس، والرطوبة، ونمو المحاصيل، يساعدهم ذلك على اتخاذ قرارات مدروسة وتقليل المخاطر الزراعية مثل الجفاف أو الآفات.
  5. يمكن للتقنيات الذكية تحسين جودة المحاصيل من خلال المراقبة الدقيقة للظروف البيئية وتوفير الظروف المثلى لنمو النباتات، مما يؤدي إلى إنتاج محاصيل ذات جودة أعلى.
  6. أكثر ما يميز الزراعة الذكية أنها تساهم في تحقيق الأمن الغذائي من خلال زيادة كفاءة الإنتاج وتحقيق إنتاجية مستدامة، مما يساعد على تلبية احتياجات السكان المتزايدة من الغذاء.

ماهي فوائد استخدام الزراعة الذكية؟

تقدم الزراعة الذكية العديد من الفوائد الجوهرية التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي وحماية البيئة، كما تشمل هذه الفوائد:-

1. زيادة الإنتاجية بشكل ملحوظ
  • تحسين إدارة الموارد: حيث تساعد تقنيات مثل الري الذكي والزراعة الدقيقة على استخدام المياه والأسمدة والمبيدات الحشرية بكفاءة أكبر، يساهم ذلك زيادة غلة المحاصيل بشكل ملحوظ.
  • تقليل مخاطر الإنتاج: تساعد تقنيات مثل الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي على التنبؤ بالأمراض والآفات والظروف الجوية التي قد تؤثر على المحاصيل، مما يسمح باتخاذ خطوات وقائية لتقليل المخاطر وتحسين الإنتاجية.
2. تعزيز جودة المحاصيل بشكل ملموس
  • مراقبة صحة المحاصيل بدقة: تساعد تقنيات الاستشعار عن بعد وإنترنت الأشياء على مراقبة صحة المحاصيل بدقة وتحديد احتياجاتها من الماء والأسمدة في الوقت المناسب، يؤدي ذلك إلى تحسين جودة المحاصيل بشكل ملموس.
  • تقليل استخدام المبيدات الحشرية: توجه تقنيات الزراعة الدقيقة المبيدات الحشرية الأسمدة إلى المناطق المحتاجة فقط، يقلل ذلك من استخدام المواد الكيميائية ويحسن من جودة المحاصيل.
3. ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية
  • ترشيد استخدام المياه: تساعد تقنيات الري الذكي على تقليل هدر المياه وتحسن من كفاءة الري، كما يعد ذلك أمر بالغ الأهمية في المناطق التي تعاني من شح المياه.
  • تقليل استخدام الطاقة: تساعد تقنيات الزراعة المحمية على تقليل استخدام الطاقة من خلال التحكم في المناخ داخل الدفيئات الزراعية.
4. تحسين ظروف العمل في المزارع
  • أتمتة المهام: تساعد تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام الشاقة، مما يقلل من الاعتماد على العمالة اليدوية ويحسن من ظروف العمل للمزارعين.
5. حماية البيئة وصون مواردها
  • تقليل استخدام المواد الكيميائية: تقلل تقنيات الزراعة الذكية من استخدام المبيدات الحشرية الأسمدة الكيميائية، مما يقلل من التلوث ويحافظ على التنوع البيولوجي.
  • تحسين صحة التربة: تساعد تقنيات الزراعة المستدامة مثل الزراعة المغطاة على تحسين بنية التربة وخصوبتها.
بالإضافة إلى ذلك تعمل الزراعة الذكية على:-
  • خفض التكاليف: بفضل الاستخدام الأمثل للموارد مثل المياه والأسمدة والمبيدات، تساهم الزراعة الذكية في تقليل التكاليف التشغيلية وتحسين كفاءة العمليات الزراعية.
  • توفير الوقت والجهد: حيث أنها تقلل من الوقت والجهد المبذول في إدارة المزارع من خلال استخدام التكنولوجيا لأتمتة المهام وتحليل البيانات بشكل فوري
  • مراقبة الآفات والأمراض: توفر أجهزة الاستشعار وتقنيات الرصد المتقدمة إمكانية الكشف المبكر عن الآفات والأمراض، مما يساعد في اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة للحد من انتشارها.
  • تعزيز الكفاءة التشغيلية: تساعد الزراعة الذكية في تحسين إدارة العمليات الزراعية من خلال أتمتة العديد من المهام وتقليل الحاجة إلى التدخل البشري المباشر.
  • تحسين إدارة الأراضي: تتيح التقنيات الذكية تحليل التربة وتقييم خصوبتها، مما يساعد المزارعين على اختيار المحاصيل المناسبة وتحسين استخدام الأراضي

التقنيات المستخدمة في الزراعة الذكية

تعتمد الزراعة الذكية على مزيج من التقنيات المتقدمة لتحسين كفاءة العمليات الزراعية وتعزيز استدامتها، كما تشمل هذه التقنيات مجالات واسعة، منها:

1. تكنولوجيا إنترنت الأشياء (IoT)

هي من أبرز التقنيات المستخدمة في الزراعة الذكية، كما تعرف بأنها عملية ربط الأجهزة ببعضها باستخدام شبكات الإنترنت.

بداية من الأجهزة المنزلية وصولا إلى المعدات والأجهزة المستخدمة في الزراعة والتصنيع، حيث يمكن التحكم بها بسهولة بسهولة بواسطة الإنترنت.

من أشهر استخدامات إنترنت الأشياء في مجال الزراعة هي الزراعة الدقيقة، وهي عبارة عن نهج يتم استخدامه في إدارة المزارع والتحكم في المحاصيل باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأجهزة الاستشعار وأنظمة التحكم عن بعد، والآلات ذاتية التشغيل.

الهدف من ذلك هو الحصول على بيانات دقيقة واستثمارها في توجيه الزراعة نحو إنتاج أكبر بتكلفة أقل، وتحقيق جودة عالية للمحاصيل.

مثلا، توفر أجهزة الاستشعار عن بعد المستخدمة في المزارع إمكانية الحصول على خرائط تفصيلية خاصة بالموارد والتضاريس في المنطقة الي يتم الزراعة بها.

بالإضافة إلى أنها توفر إمكانية قياس المتغيرات مثل الحموضة ودرجة حرارة التربة والرطوبة، كما يمكنها التنبؤ بأنماط الطقس لأيام وأسابيع قادمة.

ومن ضمن استخدامات إنترنت الأشياء في الزراعة، استخدام الطائرات بدون طيار لتصوير الأراضي ورسم الخرائط ورصد وتقييم المحاصيل الزراعية.

كما تستخدم هذه الطائرات في رش المبيدات بطرق سريعة وآمنة، وقياس مكونات الهواء.

2. أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS)
  • رسم الخرائط وتحليل البيانات: تستخدم لإنشاء خرائط مفصلة للتربة والموارد المائية، وتساعد في تخطيط المحاصيل وإدارة الأراضي.
  • التنبؤ وإدارة الموارد: تساعد في تحديد المناطق المثلى للزراعة وتحسين استخدام الموارد.
3. الذكاء الاصطناعي
  • التنبؤ بحدوث الأمراض والآفات والظروف الجوية التي قد تؤثر على المحاصيل.
  • تقديم توصيات ذكية للمزارعين حول أفضل ممارسات الري والتسميد ومكافحة الآفات.
  • تحليل البيانات: يستخدم لتحليل البيانات المجمعة من أجهزة الاستشعار والتنبؤ بأنماط الطقس والأمراض الزراعية.
  • التعلم الآلي: يساعد في تحسين قرارات الزراعة من خلال التعرف على الأنماط وتحليل الأداء التاريخي
4. الروبوتات والمزارع الروبوتية

حيث افتتحت شركة آيرون أوكس الأمريكية في أواخر العام الماضي أول مزرعة تستخدم فيها الروبوتات للقيام بدور المزارعين بدلا من البشر، حيث تقوم الروبوتات بتنفيذ العديد من المهام الزراعية.

كما طرحت الشركة منتجات زراعية من إنتاج الروبوت المزارع “أنجوس”، الذي يتولى تنفيذ أهم العمليات في هذه المزرعة.

حيث يستخدم هذا الروبوت ذراع ماهرة للتعامل مع أحواض مائية كبيرة مزروعة بأنواع مختلفة من النباتات الصالحة للأكل.

بالإضافة إلى أنه يعمل ببرنامج تعلم الآلة الذي يتيح له التعرف على النباتات التي تظهر عليها علامات الآفات أو الأمراض وإزالتها قبل أن تنتشر في كامل الحوض.

تسعى الشركة إلى إنتاج منتجات زراعية في مواقع قريبة من المتاجر وضمن مساحات أصغر مقارنة بالمزارع التقليدية، مما يمكنها من توفير منتجات صحية طازجة ذات جودة عالية للجميع بأسعار مناسبة في المستقبل.

6. تقنيات أخرى
  • الزراعة العمودية: زراعة المحاصيل في أنظمة مكدسة داخل مباني مغلقة، مما يسمح بزراعة كميات أكبر من الطعام على مساحة أقل.
  • الزراعة المائية: زراعة المحاصيل في محلول مغذي بدلا من التربة، مما يوفر المياه ويقلل من استخدام المبيدات الحشرية.
  • التعديل الوراثي: تطوير محاصيل مقاومة للآفات والأمراض والجفاف، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام المواد الكيميائية.

ما المقصود بـ الزراعة الذكية مناخيا؟

يتزايد عدد سكان العالم فمن المتوقع أن يصل إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050، لذلك من المهم زيادة الإنتاجية الغذائية بنسبة تصل إلى  70% لتلبية احتياجات السكان. 

وهنا يأتي دور الزراعة حيث أنها تلعب دور محوري في مواجهة هذه التحديات، لذلك يجب أن تتكيف مع تغير المناخ وأن تساهم في التخفيف من آثاره السلبية.

الزراعة الذكية مناخيا هي نهج متبع يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة لتحويل وإعادة توجيه النظم الزراعية لدعم التنمية بفعالية وضمان الأمن الغذائي في ظل تغير المناخ.

تهدف الزراعة الذكية مناخياً إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي:-

  • زيادة مستدامة في الإنتاجية الزراعية والدخل
  •  التكيف وبناء القدرة على مواجهة تغير المناخ،
  • خفض أو إزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عندما يكون ذلك ممكنا.

 الزراعة الذكية مناخيا هي وسيلة لتحديد نظم الإنتاج والمؤسسات التمكينية والسياسات الأنسب لمواجهة تحديات تغير المناخ في مواقع محددة، مع العمل على زيادة الإنتاجية أو الدخل.

كما أنها تعتبر أحد المجالات المؤسسية الأساسية لتعبئة الموارد ضمن الأهداف الاستراتيجية لمنظمة الفاو، وتتماشى مع رؤية المنظمة للأغذية والزراعة المستدامة، حيث تدعم هدف المنظمة في جعل الزراعة والغابات ومصايد الأسماك أكثر إنتاجية واستدامة.

تحقيق الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية

يهتم نهج الزراعة الذكية مناخيا بقضيتين هما، الأمن الغذائي وتغير المناخ بشكل متكامل، مع العمل على الحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

تدعم منظمة الأغذية والزراعة هذا النهج المتكامل على المستوى الوطني من خلال مساعدة الحكومات في تنفيذ نهج الزراعة الذكية مناخيا.

بالإضافة إلى توفير الأدلة والأدوات اللازمة لصياغة السياسات، والمساهمة في تصميم خطط التكيف الوطنية مع تغير المناخ وتأمين التمويل اللازم لمواجهة هذه التحديات.

وعلى المستوى الدولي، تقدم المنظمة المشورة بشأن السياسات في العمليات الحكومية الدولية مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، كما أنها تلعب دور فريد في رفع مستوى الوعي بأهمية الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية والضغط السكاني المتزايد.

رسائل السياسات الأساسية:-
  • من الضروري أن تخضع الأنظمة الغذائية والزراعية إلى تغييرات جذرية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وتغير المناخ. يمكن أن يكون نهج الزراعة الذكية مناخياً محركاً لتحقيق هذا الهدف عند صياغة السياسات الزراعية.
  • الزراعة الذكية مناخياً ليست مجرد مجموعة من الممارسات أو الأنظمة المستدامة، بل هي نهج يهدف إلى دمج خصائص التكيف والتخفيف في سياسات وبرامج واستثمارات التنمية الزراعية المستدامة.
  • تتحدد الحلول وفقاً للسياق المكاني والزماني، ومن هنا تأتي ضرورة إجراء تحليلات وتشاور لتحديد الإجراءات المناسبة لكل سياق بما يعزز الأمن الغذائي المستدام.
  • يجب تحسين تنسيق السياسات بين القطاعات الزراعية المختلفة مثل المحاصيل والماشية والغابات ومصايد الأسماك، وكذلك بين القطاعات الأخرى كقطاع الطاقة والمياه والصناعة، للاستفادة من أوجه التعاون المحتملة وتجنب التداخلات السلبية واستغلال الموارد الطبيعية والخدمات البيئية بفعالية.
  • تتطلب الزراعة المستدامة حوكمة فعالة ومسؤولة، بحيث تتيح الحوار الشامل بين جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مع ضمان سماع أصوات الفئات الفقيرة والمهمشة، هذا التوجه ضروري لتعزيز التحالفات النشطة وتحقيق التوازن بين مبادئ الزراعة المستدامة ومؤشراتها

التحديات التي تواجه تطبيق الزراعة الذكية وكيفية التغلب عليها

تواجه الزراعة الذكية العديد من التحديات التي يمكن التغلب عليها بطرق مبتكرة. 

أولا التحديات:-

 1- التحديات التقنية
  • نقص المعرفة والوعي: يفتقر العديد من المزارعين، خاصة صغار المزارعين، إلى المعرفة والمهارات اللازمة لتطبيق تقنيات الزراعة الذكية.
  • نقص البيانات: قلة البيانات المتاحة حول الظروف الزراعية المحلية، مثل نوع التربة والمناخ، تعيق تطوير نماذج دقيقة للزراعة الذكية.
  • ارتفاع تكلفة التكنولوجيا: قد تكون تكلفة بعض تقنيات الزراعة الذكية، مثل أنظمة الري الذكية وأجهزة الاستشعار، باهظة الثمن بالنسبة للمزارعين ذوي الدخل المنخفض.
  • ضعف البنية التحتية: قد لا تتوفر في بعض المناطق الريفية بنية تحتية مناسبة، مثل شبكات الإنترنت، لتشغيل تقنيات الزراعة الذكية.
2- التحديات الاقتصادية
  • نقص الاستثمارات: لا تخصص الحكومات العربية موارد كافية لدعم أبحاث وتطوير تقنيات الزراعة الذكية وتعزيز تبنيها من قبل المزارعين.
  • عدم استقرار الأسواق: تقلبات أسعار المنتجات الزراعية قد تقلل من جاذبية الاستثمار في تقنيات الزراعة الذكية.
 3- التحديات الاجتماعية
  • المقاومة للتغيير: قد يقاوم بعض المزارعين تبني تقنيات جديدة خوفا من المخاطر أو نقص المعرفة بكيفية استخدامها.
  • النقص في القوى العاملة الماهرة: قد يكون من الصعب العثور على عمال مهرة لتشغيل وصيانة تقنيات الزراعة الذكية.
4- التحديات البيئية
  • ندرة المياه: يعد شح المياه من أكبر التحديات التي تواجه الزراعة في المنطقة العربية، وقد تعيق بعض تقنيات الزراعة الذكية، مثل الري بالتنقيط، من استخدامه بكفاءة.
  • تغير المناخ: تهدد ظواهر تغير المناخ، مثل الجفاف والفيضانات، الإنتاجية الزراعية وتُقلل من فعالية بعض تقنيات الزراعة الذكية.
طرق التغلب على هذه التحديات:-
  • نشر الوعي حول فوائد تقنيات الزراعة الذكية بين المزارعين وصانعي السياسات والجمهور من خلال حملات توعية وبرامج تدريبية.
  • زيادة الاستثمارات في أبحاث وتطوير تقنيات الزراعة الذكية لتناسب الظروف المحلية وتكون أكثر فعالية واقتصادية.
  • توفير بنية تحتية مناسبة، مثل شبكات الإنترنت والطاقة، في المناطق الريفية لدعم استخدام تقنيات الزراعة الذكية.
  • توفير التمويل: تقديم قروض ومساعدات مالية للمزارعين لتبني تقنيات الزراعة الذكية.
  • تعزيز الشراكات: تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية لتطوير وتنفيذ حلول ذكية للزراعة.
  • تطوير السياسات: وضع سياسات داعمة للزراعة الذكية تشجع على تبني تقنياتها وتزيل الحواجز أمام تطبيقها.

 أمثلة حقيقية من مزارع تستخدم الزراعة الذكية وتحقيقها لنتائج إيجابية

الزراعة الذكية هي نهج مبتكر يجمع بين تقنيات متقدمة لتحسين كفاءة وفعالية الإنتاج الزراعي، كما يتم استخدام هذه التقنيات في جميع أنحاء العالم من قبل المزارعين من جميع الأحجام، وتحقق نتائج إيجابية ملموسة.

1- مزرعة Ishikawa في اليابان

التكنولوجيا المستخدمة في المزرعة هي نظام إدارة البيانات الزراعية وأجهزة استشعار لرصد الطقس والتربة، ومن أهم نتائجها تحقيق زيادة في إنتاجية الأرز بنسبة 20% وتحسين كفاءة استخدام المياه بنسبة 50%.

2- مزرعة Grieg Seafood في النرويج

تعتمد المزرعة على تقنية الاستزراع المائي الذكي التي تشمل أجهزة استشعار تحت الماء، وأنظمة تغذية آلية تعتمد على البيانات، ومن أهم نتائجها تقليل نسبة الوفاة بين الأسماك بنسبة 50% وزيادة في الإنتاجية بنسبة 30%.

3- مزرعة Olam في نيجيريا

تستخدم المزرعة تطبيقات الهواتف الذكية التي توفر للمزارعين معلومات عن أفضل الممارسات الزراعية، وحالة الطقس، وأسعار السوق، ومن أهم نتائجها  زيادة دخل المزارعين بنسبة 40% وتقليل فقدان المحاصيل بنسبة 20%.

4- مزرعة John Deere في الولايات المتحدة

التكنولوجيا المستخدمة في المزرعة هي جرارات ذاتية القيادة، وتقنيات الزراعة الدقيقة مثل استخدام الطائرات بدون طيار لرصد المحاصيل، ومن أهم نتائجها تحسين كفاءة استهلاك الوقود بنسبة 10% وزيادة إنتاجية المحاصيل بنسبة 15%.

5- مزرعة Bosch في ألمانيا

تعتمد المزرعة على نظام ري ذكي يعتمد على تحليل البيانات وتوفير المياه حسب احتياجات النباتات، ومن أهم النتائج التي حققتها توفير في استهلاك المياه بنسبة 30% وزيادة إنتاجية المحاصيل بنسبة 25%.

6- مزرعة Top Farms في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

تستخدم هذه المزرعة تقنيات IoT لجمع البيانات عن رطوبة التربة ومستويات الإضاءة، كما يتم استخدام هذه البيانات في تحسين كفاءة الري والتسميد، مما أدى إلى خفض استهلاك المياه بنسبة 30% و زيادة الإنتاجية بنسبة 20%.

7- مزرعة Greenyard Farms في هولندا

تستخدم هذه المزرعة روبوتات لجمع البيانات عن صحة النباتات، كما يتم استخدام هذه البيانات في الكشف المبكر عن الأمراض والآفات، مما أدى إلى خفض استخدام المبيدات الحشرية بنسبة 50% وتحسين جودة المحاصيل.

8- مزرعة Agritechnica في كينيا

تعتمد المزرعة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات للمزارعين بشأن ممارساتهم الزراعية، كما أدت هذه التوصيات إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 40% وتحسين دخل المزارعين.

9- مزرعة Ponti في إيطاليا

تستخدم هذه المزرعة تقنية الزراعة العمودية لزراعة الأعشاب الطازجة، حيث تسمح هذه التقنية بزراعة المزيد من المحاصيل في مساحة أقل، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 50% وتقليل تكاليف الإنتاج.

10- مزرعة The Future Acres في أستراليا

تستخدم هذه المزرعة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للأغذية لإنتاج أغذية مخصصة تلبي احتياجات الأفراد، كما تساهم هذه التقنية في تقليل هدر الطعام وتحسين التغذية.

هل تم تطبيق الزراعة الذكية في الدول العربية؟

 تم تطبيق الزراعة الذكية في بعض الدول العربية، كما أنها حققت نتائج حيوية، ومن أمثلة هذه الدول:-

1. الإمارات العربية المتحدة

تم استخدام تقنيات الزراعة المائية (Hydroponics) و الزراعة العمودية (Vertical Farming)، ومن أهم نتائجها تقليل استخدام المياه بنسبة تصل إلى 90% وزيادة إنتاج الخضروات الورقية بشكل كبير في مساحات صغيرة.

2. المملكة العربية السعودية

تم  استخدام أنظمة الري الذكية وأجهزة الاستشعار لرصد رطوبة التربة والطقس، ومن أهم نتائجها تحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل مثل القمح والطماطم.

3. مصر

تم استخدام تقنيات نظم إدارة المزارع الذكية التي تشمل تحليل البيانات واستخدام الطائرات بدون طيار لرصد صحة المحاصيل، حققت هذه التقنيات نتائج هائلة مثل تحسين إدارة الموارد وزيادة إنتاجية المحاصيل بنسبة ملحوظة.

4. الأردن

من ضمن التكنولوجيا المستخدمة تقنيات الري بالتنقيط وتحليل بيانات الطقس والتربة، ومن أهم النتائج التي تم الحصول عليها تحسين استخدام المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل في المناطق الجافة.

5. المغرب

يتم استخدام تقنيات نظم الري بالتنقيط والتحكم الذكي في الري والسماد، ومن نتائجها تحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل مثل الزيتون والحمضيات.

أمثلة :-
  • مزرعة بيئة في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة: تستخدم الزراعة العمودية وتقنيات الإضاءة الذكية لزراعة الخضروات في بيئة محكمة.
  • مزرعة الواحة الزراعية في الرياض، السعودية: تعتمد على أجهزة الاستشعار ونظام الري الذكي لزيادة إنتاجية الطماطم مع تقليل استهلاك المياه.

.كيفية تأثير الزراعة الذكية على البيئة واستدامة الموارد

تؤثر الزراعة الذكية بشكل كبير على البيئة واستدامة الموارد من خلال تحسين الكفاءة وتقليل الفاقد ومن تأثيراتها:-

1. تحسين كفاءة استخدام الموارد
  • المياه: تقنيات الري الذكية مثل الري بالتنقيط وأنظمة الري القائمة على الاستشعار تساعد في تقليل استهلاك المياه عن طريق توجيه المياه فقط للأماكن التي تحتاجها النباتات.
  • الأسمدة: استخدام أنظمة تحليل التربة يساعد في تحديد الكمية المثلى من الأسمدة التي تحتاجها المحاصيل، مما يقلل من التلوث الناتج عن الإفراط في استخدام الأسمدة.
2. تقليل الانبعاثات الكربونية

استخدام الجرارات والمعدات الزراعية الذكية التي تعمل بالطاقة الكهربائية أو الكفاءة العالية يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة.

كما أن تقنيات الزراعة الدقيقة مثل الطائرات بدون طيار ونظم تحديد المواقع تساعد في تقليل الاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة، مما يقلل من انبعاثات الكربون.

3. حماية التنوع البيولوجي
  • الرصد الدقيق: استخدام أجهزة الاستشعار لمراقبة صحة المحاصيل يسمح باتخاذ إجراءات مبكرة لحماية المحاصيل من الأمراض والآفات دون الحاجة إلى استخدام مكثف للمبيدات.
  • التخطيط الأفضل: التحليل الدقيق للبيانات الزراعية يمكن المزارعين من تخطيط زراعتهم بشكل يحافظ على التوازن البيئي ويحمي الموائل الطبيعية.
4. تقليل الفاقد الزراعي

تضمن  تقنيات التخزين الذكية تخزين المحاصيل في الظروف المثلى، مما يقلل من الفاقد الناتج عن التلف، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا للتنبؤ بالطقس وإدارة المحاصيل يساعد في تقليل الفاقد الناتج عن الظروف الجوية غير المتوقعة.

5. دعم الزراعة العضوية
  • التكنولوجيا المستدامة: الزراعة الذكية تدعم تقنيات الزراعة العضوية من خلال توفير أدوات لرصد صحة التربة والنباتات دون الحاجة إلى المواد الكيميائية.
  • إدارة الآفات الطبيعية: استخدام التكنولوجيا لرصد وتحليل وجود الآفات يسمح باستخدام الأساليب الطبيعية للتحكم في الآفات بدلاً من المبيدات الكيميائية.
6. إعادة التدوير والاستفادة من المخلفات

تساعد تقنيات الزراعة الذكية في إدارة المخلفات الزراعية بفعالية، حيث يمكن تحويل المخلفات إلى سماد عضوي أو استخدامها في إنتاج الطاقة الحيوية.

بالإضافة إلى استخدام الطاقة الشمسية والرياح في تشغيل المعدات الزراعية يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.

7. الحد من التآكل والتصحر

استخدام تقنيات مثل الزراعة الحافظة التي تتضمن عدم الحرث أو الحرث الصفري يساعد في الحفاظ على بنية التربة والحد من التآكل.

كما أن تقنيات إدارة الأراضي الذكية تساعد في اختيار المحاصيل المناسبة والتخطيط الجيد للزراعة، مما يقلل من مخاطر التصحر.

نصائح عملية للمزارعين حول كيفية بدء استخدام تقنيات الزراعة الذكية في مزارعهم

 إذا كنت ترغب في تطبيق الزراعة الذكية في مزرعتك عليك اتباع النصائح التالية:-

1. التقييم الأولي والبحث
  • تقييم المزرعة: ابدأ بتقييم احتياجات مزرعتك ومشاكلها الرئيسية، هل تحتاج إلى تحسين الري؟ أو رصد صحة المحاصيل؟
  • البحث: ابحث عن تقنيات الزراعة الذكية المناسبة لمزرعتك، اقرأ عن تجارب مزارعين آخرين في منطقتك.
2. اختيار التكنولوجيا المناسبة
  • أجهزة الاستشعار: ابدأ باستخدام أجهزة استشعار لرصد رطوبة التربة، درجة الحرارة، والرطوبة الجوية، هذه الأجهزة تساعد على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.
  • نظم الري الذكية: استثمر في نظم الري بالتنقيط التي تعتمد على بيانات التربة والطقس لتوفير المياه بشكل فعال.
3. تدريب العاملين
  • التدريب العملي: نظم ورش عمل ودورات تدريبية للعاملين في المزرعة لتعريفهم بكيفية استخدام التقنيات الجديدة وصيانتها.
  • التعلم المستمر: شجع العاملين على متابعة المستجدات في مجال الزراعة الذكية عبر الإنترنت والمجلات الزراعية.
4. البدء بالتجارب الصغيرة
  • التطبيق التدريجي: ابدأ بتطبيق التكنولوجيا على جزء صغير من المزرعة لتقييم الفوائد والتحديات قبل توسيع نطاقها.
  • المراقبة والتحليل: راقب النتائج وحلل البيانات لمعرفة مدى فعالية التقنية الجديدة ومدى تحقيقها للأهداف المرجوة.
5. التعاون والشراكات
  • التعاون مع مزارعين آخرين: شارك تجربتك مع مزارعين آخرين في منطقتك وتعلم من تجاربهم. يمكنكم مشاركة تكاليف شراء المعدات والتدريب.
  • الشراكات مع الشركات: ابحث عن شركات تقدم حلولا زراعية ذكية وتعاون معهم للحصول على دعم فني وتدريب.
6. البحث عن التمويل والدعم
  • المنح والقروض: ابحث عن المنح والقروض التي تقدمها الحكومات والمنظمات غير الربحية لدعم المزارعين في تبني التكنولوجيا الحديثة.
  • الدعم الحكومي: استفد من البرامج الحكومية التي تقدم دعم مالي وتدريبي لتبني تقنيات الزراعة الذكية.
7. استخدام تطبيقات الهواتف الذكية

استخدم تطبيقات الهواتف الذكية التي توفر معلومات عن الطقس، التربة، وصحة المحاصيل. هذه التطبيقات يمكن أن تكون أداة قوية في إدارة المزرعة.

8. التوثيق والتحليل
  • سجل البيانات: قم بتوثيق كل العمليات الزراعية والبيانات التي تحصل عليها من أجهزة الاستشعار، هذا سيساعدك في تحليل الأداء واتخاذ قرارات مستقبلية أفضل.
  • استخدام التحليلات: استخدم برامج تحليل البيانات لفهم الاتجاهات وتحديد المشكلات مبكرا.

مع استمرار التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، تصبح الزراعة الذكية ضرورة لا غنى عنها لتحقيق إنتاجية أعلى واستدامة أفضل.

 بفضل التكنولوجيا المتقدمة، يمكننا الآن استخدام الموارد بكفاءة أكبر وتحقيق إنتاج زراعي يواكب احتياجات العالم المتزايدة.

 إن اعتماد الزراعة الذكية هو خطوة نحو مستقبل مشرق حيث تتوازن الابتكارات مع الاستدامة، مما يضمن غذاء صحي وكافي للأجيال القادمة.

قدمنا لكم من خلال هذه المقالة أهم التفاصيل حول الزراعة الذكية، شاركنا برأيك إذا نال المقال اعجابك تعليقك معنا يسعدنا.

مقترح لك ...