Menu Close

التنوع البيولوجي: رئة الأرض وأمل المستقبل

الأنواع المهددة بالانقراض: تحد يواجه كوكبنا

كتبت:- آية مصطفى

التنوع البيولوجي هو شبكة معقدة من الحياة، حيث يتفاعل كل كائن حي مع محيطه بشكل متناغم كي يشكل نظام بيئي مستدام. 

التنوع البيولوجي
التنوع البيولوجي

سنتعرف في هذه المقالة على أهمية التنوع البيولوجي، وكيف يؤثر بشكل مباشر على حياتنا وصحة الكوكب، والأسباب التي تجعل حمايته ضرورة حتمية، فلنتابع سويا.


ما المقصود بالتنوع البيولوجي وما أهميته بالنسبة لكوكب الأرض؟

المقصود بالتنوع البيولوجي أو التنوع الأحيائي هو وجود تنوع كبير في أنواع الكائنات الحية على كوكب الأرض، سواء كانت نباتات أو حيوانات أو كائنات دقيقة. 

يشمل هذا التنوع اختلافات داخل الأنواع (مثل الاختلافات الجينية) وبين الأنواع المختلفة وكذلك النظم البيئية التي تعيش فيها هذه الكائنات.

يشكل التنوع البيولوجي شبكة الحياة التي نعتمد عليها في أمور كثيرة مثل الغذاء، الماء، الطب، المناخ المستقر، والنمو الاقتصادي، وغيرها من الأمور.

أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي يعتمد على الطبيعة، ويعتمد أكثر من مليار شخص على الغابات لكسب رزقهم، كما أن اليابسة والمحيطات تمتصان أكثر من نصف انبعاثات الكربون.

لكن الطبيعة تواجه أزمة حادة، حيث أن ما يصل إلى مليون نوع مهدد بالانقراض، والعديد منها قد يختفي في غضون عقود.

النظم البيئية الحيوية، مثل أجزاء من غابات الأمازون المطيرة، تتحول من مصارف للكربون إلى مصادر للكربون بسبب إزالة الغابات.

كما أن 85% من الأراضي الرطبة، مثل المستنقعات المالحة ومستنقعات المانجروف التي تمتص كميات كبيرة من الكربون قد اختفت.

يشمل التنوع الأحيائي الآتي:-

  • تنوع الأنواع: حيث يوجد على كوكبنا ما يقارب من 8 ملايين نوع من النباتات والحيوانات والفطريات، ولكل نوع خصائصه ووظائفه الفريدة.
  • التنوع الجيني: وهو التنوع الموجود داخل كل نوع، حيث تختلف الأفراد من نفس النوع في جيناتها، مما يؤدي إلى تنوع في الصفات والمظهر.
  • تنوع النظم البيئية: وهي مجموعات الكائنات الحية التي تتفاعل مع بعضها البعض ومع بيئتها المحيطة، مثل الغابات، والمحيطات، والصحاري.

يشكل التنوع البيولوجي شبكة معقدة ومترابطة، يلعب كل عضو دور  هام فيها ، ويساهم بطرق قد لا تكون مرئية للعين، فعلى سبيل المثال، يعتمد النحل على الأزهار للحصول على الرحيق، كما تعتمد الأزهار على النحل لنقل حبوب اللقاح وتلقيحها.

تكمن أهمية التنوع البيولوجي بالنسبة للناس والكوكب في النقاط التالية:-
  • استقرار النظم البيئية: حيث أنه يساهم في استقرار النظم البيئية وجعلها أكثر قدرة على مقاومة التغيرات البيئية والكوارث الطبيعية.
  • مصادر الغذاء: يوفر التنوع البيولوجي مجموعة واسعة من الأغذية المختلفة، مما يساعد في تأمين احتياجات الإنسان الغذائية.
  • الدواء والعلاج: العديد من الأدوية مشتقة من كائنات حية، مثل النباتات والأعشاب الطبية. فقدان التنوع البيولوجي قد يعني فقدان إمكانيات اكتشاف علاجات جديدة.
  • التوازن البيئي: كل نوع من الكائنات الحية يلعب دور معين في النظام البيئي، وفقدان نوع واحد يمكن أن يؤثر على الآخرين و يخل بالتوازن البيئي.
  • الخدمات البيئية: تشمل تنقية الهواء والماء، تلقيح النباتات، وتحليل النفايات. كل هذه العمليات تدعم حياة الإنسان بشكل مباشر وغير مباشر.
  • الثقافة والتراث: العديد من الثقافات تعتمد على الطبيعة في جوانب حياتها المختلفة، سواء كانت في الممارسات الدينية أو التقليدية أو حتى في الفنون.

دور التنوع البيولوجي في تحقيق التوازن البيئي ودعم حياة الإنسان والحيوان

يلعب التنوع البيولوجي دور حيوي في تحقيق التوازن البيئي ودعم حياة الإنسان والحيوان بطرق متعددة منها:-

السلاسل الغذائية

يشكل كل نوع من الكائنات الحية جزء من السلاسل الغذائية والشبكات الغذائية، فعندما يحدث فقدان أو انخفاض في عدد أي نوع يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الأنواع الأخرى في السلسلة، مما يخل بالتوازن البيئي.

في نظام بيئي متوازن، يوجد توازن طبيعي بين الحيوانات المفترسة وفرائسها، على سبيل المثال، في الغابات، تساعد الذئاب في التحكم في أعداد الأيائل. إذا انقرضت الذئاب، قد يزداد عدد الأيائل بشكل مفرط، مما يؤدي إلى استهلاك كبير للنباتات والأشجار و يخل بتوازن النظام البيئي.

دورة المواد الغذائية

يساهم التنوع البيولوجي في دورات المواد الغذائية مثل دورة الكربون والنيتروجين، وهي عمليات حيوية لتحليل وإعادة تدوير المواد العضوية في البيئة.

حيث تقوم النباتات بامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو وإنتاج الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي. 

تنوع النباتات في الغابات المطيرة مثلا يساهم بشكل كبير في تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو ومكافحة الاحتباس الحراري.

التلقيح

العديد من النباتات تعتمد على الحشرات والحيوانات الأخرى للتلقيح،  بدون التنوع البيولوجي، قد تتعرض هذه النباتات للانقراض، مما يؤثر على إنتاج الغذاء.

مثل النحل والفراشات يعتمد على كل منهما في تلقيح النباتات، على سبيل المثال، يعتمد إنتاج الفواكه مثل التفاح والكرز على التلقيح بواسطة النحل، بدون هذه الحشرات، يمكن أن يتعرض إنتاج الفواكه لانخفاض كبير.

تنقية المياه والهواء

النظم البيئية الغنية بالتنوع الحيوي تعمل على تنقية المياه والهواء من خلال عمليات طبيعية، مثل النباتات تمتص ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين، بينما تعمل الأحياء المائية على تنقية المياه من الملوثات.

حيث تعمل الأراضي الرطبة مثل المستنقعات كمصفاة طبيعية لتنقية المياه من الملوثات، كما تمتص النباتات الموجودة في هذه المناطق المعادن الثقيلة والملوثات الأخرى، مما يحسن من جودة المياه.

تحليل النفايات

تلعب الكائنات الدقيقة والحشرات مثل البكتيريا والفطريات دورا هاما في تحليل النفايات والمواد العضوية وتحويلها إلى مواد غذائية يمكن استخدامها من قبل النباتات.

على سبيل المثال تعمل الفطريات على تحليل الخشب الميت وتحويله إلى مواد مغذية للتربة.

المقاومة ضد الأمراض والآفات

تكون النظم البيئية المتنوعة أكثر قدرة على مقاومة انتشار الأمراض والآفات، حيث إن التنوع البيولوجي يحد من فرص انتشار العوامل الممرضة بسبب التفاعلات البيئية المتنوعة والمعقدة.

مثلا، من الممكن أن يقلل تنوع المحاصيل الزراعية من انتشار الأمراض النباتية، إذا كانت هناك مزرعة تعتمد على نوع واحد من المحاصيل، فإن انتشار مرض معين يمكن أن يدمر المحصول بالكامل.

 ولكن مع تنوع الأنواع، يمكن أن تكون بعض الأنواع مقاومة للأمراض.

التكيف مع التغيرات المناخية

من ضمن مييزات النظم البيئية المتنوعة أيضا أنها تكون أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، مما يساعد في استدامة الحياة على الأرض.

على سبيل المثال، تحتوي الغابات المطيرة على تنوع بيولوجي هائل يمكنها من التكيف مع التغيرات البيئية والمناخية، كما يوفر هذا التنوع مصادر غذاء وأماكن معيشة متنوعة للكائنات الحية، مما يساعدها على البقاء في مواجهة التغيرات المناخية.

دعم حياة الإنسان والحيوان

توفر النباتات والحيوانات مصادر غذاء أساسية للبشر والحيوانات الأخرى، كما تدعم النظم البيئية الصحية الزراعة والثروة الحيوانية، مما يؤمن الغذاء والمأوى والدواء للإنسان.

العديد من الأدوية مشتقة من نباتات وحيوانات متنوعة، على سبيل المثال، دواء الأسبرين مشتق من لحاء شجرة الصفصاف، كما يوجد نبات الوردية (الذي يستخدم لعلاج السرطان) في بعض الغابات المدارية.

ما هي الأسباب المؤدية لفقدان التنوع البيولوجي؟

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، تنتج هذه الأسباب عن أنشطة الإنسان والضغوط البيئية. 

1- تدمير الموائل الطبيعية

يؤدي قطع الأشجار لإفساح المجال للزراعة أو التوسع العمراني إلى تدمير الموائل الطبيعية للكثير من الكائنات الحية، مثال على ذلك هو إزالة الغابات المطيرة في الأمازون، مما يؤدي إلى فقدان موائل العديد من الأنواع النادرة.

بالإضافة إلى تحويل الأراضي الرطبة إلى مناطق زراعية أو صناعية يضر ذلك بالكائنات الحية التي تعتمد على هذه البيئات.

2- التلوث

يؤدي  إفراز المواد الكيميائية السامة في الأنهار والبحار إلى تدمير الحياة البحرية، مثال على ذلك هو تسرب النفط الذي يؤثر بشكل كبير على الطيور البحرية والثدييات والأسماك.

كما يؤثر البلاستيك الذي يتم التخلص منه بشكل غير صحيح على الحياة البحرية، حيث يمكن للكائنات الحية ابتلاع البلاستيك والتعرض للسموم.

3- تغير المناخ

تعمل التغيرات المناخية على رفع درجات الحرارة مما يؤثر على الأنظمة البيئية، مثال على ذلك هو تبييض الشعاب المرجانية نتيجة لارتفاع درجات حرارة المحيطات.

كما تؤثر التغيرات في أنماط الطقس على التوزيع الجغرافي للكائنات الحية، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي.

4- الأنواع الغازية

حيث يمكن أن يؤدي دخول أنواع جديدة إلى نظام بيئي غير موطنها الأصلي إلى تهديد الأنواع المحلية، مثال على ذلك هو اجتياح نباتات غير محلية للأراضي الزراعية والغابات، مما يؤدي إلى تقليل التنوع النباتي المحلي.

5- الصيد الجائر والاستغلال المفرط

يعمل  الصيد غير المستدام للأسماك والحيوانات على انخفاض أعدادها وربما انقراضها، مثال على ذلك هو صيد الحيتان بشكل غير قانوني، مما يؤدي إلى تناقص أعدادها بشكل كبير.

كما يؤدي التحطيب الجائر  إلى فقدان الأشجار والنباتات التي تشكل موائل للكثير من الكائنات الحية.

6- التغيرات في استخدام الأراضي

يؤدي تحويل الأراضي الطبيعية إلى أراضي زراعية مكثفة إلى فقدان الموائل الطبيعية للكائنات الحية. مثال على ذلك هو تحويل السافانا في أفريقيا إلى حقول زراعية.

كما يؤدي التوسع في بناء المدن والطرق إلى تجزئة الموائل الطبيعية ويحد من حركة الكائنات الحية.

7- التلوث الضوئي والضوضائي

قد يؤثر التلوث الضوئي على السلوك الطبيعي للكائنات الحية مثل الطيور التي تعتمد على النجوم في الهجرة الليلية.

أما التلوث الضوضائي من الممكن أن تؤثر الضوضاء الناتجة عن الأنشطة البشرية على التواصل والتزاوج في الحيوانات مثل الحيتان والدلافين.

8- انتشار الأمراض بين الأنواع البرية

مثل الأمراض الفيروسية والبكتيرية فمن الممكن للأمراض أن تنتشر بسرعة بين الأنواع البرية، مما يؤدي إلى انخفاض أعدادها، مثال على ذلك هو مرض الكريات الحمراء في الضفادع، والذي أدى إلى انقراض بعض الأنواع.

فقدان التنوع البيولوجي له تأثيرات سلبية كبيرة على الأنظمة البيئية والإنسان، لذا من المهم العمل على حماية التنوع البيولوجي من خلال جهود الحفظ المستدامة والتوعية البيئية

ما هو تأثير ظاهرة تغير المناخ على التنوع البيولوجي؟

ينتج عن ظاهرة تغير المناخ تأثيرات كبيرة ومتعددة على التنوع البيولوجي، وهذه التأثيرات يمكن أن تكون مباشرة أو غير مباشرة، إليك بعض الطرق التي يؤثر بها تغير المناخ على التنوع البيولوجي:

ارتفاع درجات الحرارة

يؤثر ارتفاع درجة الحرارة على النظم البيئية والأنواع وذلك لأنها تعمل على:-

  • ذوبان الجليد الذي يؤثر بدوره على الكائنات الحية في المناطق القطبية، مثل الدببة القطبية التي تعتمد على الجليد البحري للصيد والتنقل.
  • تبيض الشعاب المرجانية: حيث يؤدي ارتفاع درجات حرارة المياه إلى تبيض الشعاب المرجانية، مما يؤثر على الكائنات التي تعتمد على هذه الشعاب.
التغير في أنماط الطقس

مثل:-

  • زيادة الجفاف الذي يعمل بدوره على تصحر الأراضي وفقدان الموائل الطبيعية للكائنات الحية، مما يؤثر على النباتات والحيوانات التي تعتمد على هذه المناطق.
  • الفيضانات: قد تؤدي  التغيرات في أنماط هطول الأمطار إلى فيضانات تؤثر على النظم البيئية المحلية وتغمر مواطن الكائنات الحية.
حدوث تغيرات في مناطق توزيع الكائنات الحية

مثل:-

  • النقل نحو القطبين: حيث تنقل بعض الأنواع مناطق عيشها نحو القطبين بحثا عن درجات حرارة أكثر ملاءمة، مما يؤثر على التوازن البيئي في المناطق الجديدة.
  • الانقراض المحلي: بعض الأنواع قد لا تكون قادرة على التحرك أو التكيف مع التغيرات المناخية، مما يؤدي إلى انقراضها في مناطق معينة.
تحمض المحيطات

يؤثر تحمض المحيطات على الحياة البحرية، حيث يؤدي زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى تحمض المحيطات، مما يؤثر على الكائنات التي تبني هياكلها العظمية من الكالسيوم، مثل الأصداف والشعاب المرجانية.

التغيرات في دورات الحياة

من الممكن أن تؤثر  التغيرات في درجات الحرارة على توقيت التزهر والنمو والتكاثر لدى النباتات والحيوانات، مما يؤدي إلى عدم التوافق بين الأنواع المتعايشة.

بالإضافة إلى ذلك قد يتأثر توقيت هجرة الطيور والحيوانات الأخرى، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على دورة الحياة الطبيعية لهذه الكائنات.

زيادة الأحداث المناخية المتطرفة

مثل:-

  •  العواصف والأعاصير القوية  والمتكررة التي من الممكن أن تدمر الموائل الطبيعية وتؤدي إلى فقدان كبير في التنوع البيولوجي.
  • التأثير على الأنواع المهددة: الأنواع التي تكون بالفعل تحت ضغط بسبب التغيرات المناخية تكون أكثر عرضة للخطر بسبب الأحداث المناخية المتطرفة.
التأثير على النظم البيئية الزراعية

حيث تؤثر التغيرات المناخية على إنتاج المحاصيل الزراعية، مما يؤثر على الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي الزراعي.

أمثلة عملية

  • غابات الأمازون: تتعرض أجزاء من غابات الأمازون للجفاف وزيادة حرائق الغابات، مما يؤدي إلى فقدان موائل الأنواع المحلية.
  • شعاب الحاجز المرجاني العظيم: تتعرض هذه الشعاب لتبيض واسع النطاق بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات، مما يؤثر على التنوع البيولوجي البحري.

هل يساهم التنوع البيولوجي في الحد من ظاهرة المناخ؟

يلعب لتنوع البيولوجي دور حيوي في الحد من ظاهرة تغير المناخ بطرق متعددة منها:-

  • تمتص الغابات والأشجار ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزنه في الكتلة الحيوية (الجذوع، الفروع، الأوراق) والتربة، مثل  غابات الأمازون التي تعتبر رئة الكوكب لأنها تمتص كميات كبيرة من الكربون.
  • تعد المستنقعات والسبخات المالحة والمستنقعات مصارف طبيعية للكربون، حيث أنها تخزنه في النباتات والتربة الرطبة بشكل فعال.
  • تكون النظم البيئية المتنوعة مثل الغابات المطيرة، الشعاب المرجانية، والأراضي العشبية الصحية أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات البيئية ومقاومة الكوارث الطبيعية.
  • تساهم الغابات والنظم البيئية المتنوعة في تنظيم درجات الحرارة المحلية و أنماط هطول الأمطار، مما يساهم في استقرار المناخ المحلي.
  • يساهم التنوع البيولوجي الزراعي في الحفاظ على إنتاجية المحاصيل في مواجهة تغير المناخ من خلال توفير مقاومة للأمراض والآفات والجفاف.
من ضمن الطرق أيضا:-
  • يمكن أن تحسن  زراعة الأشجار بين المحاصيل من خصوبة التربة ويزيد من امتصاص الكربون.
  • تحافظ الأراضي الرطبة والغابات على جودة المياه وتساعد في تخزينها، مما يقلل من تأثير الجفاف وتغيرات هطول الأمطار المرتبطة بتغير المناخ.
  • تحمي الشعاب المرجانية الشواطئ من التآكل الناجم عن ارتفاع مستوى سطح البحر والأمواج العاتية.
  • الكائنات الدقيقة لها دور فعال في تحليل المواد العضوية و تدوير المغذيات، مما يحسن من صحة التربة والنباتات.
  • وجود تنوع في النباتات يمكن أن يساعد في تطوير محاصيل مقاومة للجفاف والحرارة، مما يدعم الأمن الغذائي.
  • يعد التنوع البيولوجي مصدر مهم بالنسبة  للبحث العلمي واكتشاف الأدوية والعلاجات الجديدة، مما يعزز من قدرة البشر على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ.

يتم استخدام النباتات والكائنات الحية في تطوير تقنيات جديدة لتقليل انبعاثات الكربون وتحسين كفاءة استخدام الموارد.

أمثلة عملية على دور التنوع البيولوجي في الحد من ظاهرة تغير المناخ:-

.1- إعادة التشجير في الصين (مشروع الحزام الأخضر العظيم)

يهدف المشروع إلى إعادة تشجير مساحات شاسعة من الأراضي المتصحرة في الصين، من خلال زراعة أنواع متنوعة من الأشجار والنباتات، كما أنه يساهم في امتصاص الكربون وتحسين جودة التربة والحد من التصحر.

من تأثيرات المشروع أن إعادة تشجير الأراضي يساعد في تقليل انبعاثات الكربون وتحسين المناخ المحلي، بالإضافة إلى توفير موائل جديدة للكائنات الحية.

2- مشروع استعادة المستنقعات في أوروبا

في دول مثل المملكة المتحدة وألمانيا، يتم تنفيذ مشاريع لاستعادة المستنقعات والأراضي الرطبة التي تم تصريفها أو تدميرها، حيث تعد هذه المناطق مصارف طبيعية للكربون.

يساعد إعادة إنشاء المستنقعات في تخزين الكربون، تحسين جودة المياه، وتعزيز التنوع البيولوجي.

3- محميات الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا

يساعد إنشاء محميات بحرية لحماية الحاجز المرجاني العظيم في الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، بالإضافة إلى  الحماية من الأنشطة البشرية مثل الصيد الجائر والتلوث يعزز صحة الشعاب المرجانية.

تمتص الشعاب المرجانية الصحية الكربون وتوفر موائل للأسماك والكائنات البحرية الأخرى، مما يحسن من قدرة النظام البيئي البحري على التكيف مع تغير المناخ.

4- مشاريع الزراعة المتكاملة في أفريقيا

يتم تنفيذ مشاريع للزراعة المتكاملة في كينيا وتنزانيا، حيث يتم زراعة الأشجار المثمرة بين المحاصيل الزراعية، يعزز ذلك من تنوع المحاصيل ويحسن من خصوبة التربة.

كما تساعد الزراعة المتكاملة في امتصاص الكربون، تحسين إنتاجية المحاصيل، وتوفير مصادر غذائية متنوعة للمجتمعات المحلية.

الأنواع المهددة بالانقراض: تحد يواجه كوكبنا

تواجه العديد من الأنواع الحية حول العالم خطر الانقراض، وهو ما يمثل تهديدا كبيرا للتنوع البيولوجي والنظم البيئية.

أسباب تهديد الأنواع بالانقراض:
  • تدمير الموائل الطبيعية: نتيجة للزراعة، والتوسع العمراني، واستغلال الموارد الطبيعية.
  • التغيرات المناخية: تؤثر ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر وتغير أنماط هطول الأمطار على قدرة الأنواع على التكيف والبقاء.
  • التلوث:يؤثر  تلوث الهواء والماء والتربة سلبا على صحة الكائنات الحية ويؤدي إلى موتها.
  • الصيد الجائر: يؤدي الصيد غير المشروع والرعي الجائر إلى انخفاض أعداد العديد من الأنواع.
  • إدخال أنواع غريبة: قد تتسبب الأنواع الغريبة التي يتم إدخالها في بيئة جديدة في تنافس مع الأنواع المحلية على الموارد أو تسبب لها الأمراض.
أمثلة على الأنواع المهددة بالانقراض:
  • الفقاريات: العديد من أنواع الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات مهددة بالانقراض، مثل النمور، والفيلة، والباندا، والعديد من أنواع الطيور الجارحة.
  • اللافقاريات: تواجه العديد من أنواع الحشرات والفراشات والنحل خطر الانقراض.
  • النباتات: خاصة تلك التي تنمو في المناطق الاستوائية، مهددة بالانقراض بسبب فقدان الموائل وجمعها من البرية.
جهود الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض:
  • إنشاء المحميات الطبيعية لحماية الأنواع المهددة وموائلها.
  • برامج التربية في الأسر: لزيادة أعداد الأنواع المهددة وإعادة إطلاقها في البرية.
  • التشريعات والقوانين: لحماية الأنواع المهددة وتجريم الصيد الجائر والتجارة غير المشروعة في الحياة البرية.
  • التوعية المجتمعية: لزيادة الوعي بأهمية حماية التنوع البيولوجي وتشجيع المشاركة المجتمعية في جهود الحفاظ.
  • التعاون الدولي: للتصدي للتحديات العالمية التي تهدد التنوع البيولوجي

الاستراتيجيات لحفظ التنوع البيولوجي: مبادرات عالمية و جهود محلية

يواجه هذا التنوع تهديدات كبيرة مثل فقدان الموائل، والتلوث، والتغير المناخي، والصيد الجائر، تم تطوير العديد من الاستراتيجيات لحماية هذا الكنز الطبيعي، مثل:-

المبادرات العالمية:-
  • اتفاقية التنوع البيولوجي (CBD): تعد هذه الاتفاقية الدولية الأكثر شمولية في مجال حماية التنوع البيولوجي، حيث تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام وتقاسم المنافع الناتجة عن الموارد الجينية بشكل عادل ومنصف.
  • أهداف التنمية المستدامة (SDGs): تتضمن أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة هدفا محددا لحماية والحفاظ على النظم الإيكولوجية البرية والبحرية والمناطق الداخلية، وتعزيز استخدامها المستدام، وإعادة تأهيلها وعكس حالة التدهور للأراضي والمياه بحلول عام 2030.
  • المبادرة العالمية لاستعادة الأراضي: تهدف هذه المبادرة إلى استعادة مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030، مما يساهم في مكافحة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي.
الجهود المحلية:-
  • إنشاء المناطق المحمية: تعتبر المناطق المحمية مثل المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية أداة أساسية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض والموائل الطبيعية.
  • إعادة تأهيل الموائل المتدهورة: تشمل هذه الجهود إعادة زراعة الغابات، وإدارة الأراضي الرطبة، وتنظيف الملوثات.
  • توعية المجتمع: تلعب التوعية المجتمعية دور حاسم في حماية التنوع البيولوجي، حيث يتم من خلالها تشجيع الأفراد والمجتمعات على اتخاذ إجراءات مستدامة.
  • تشريعات بيئية: تساهم التشريعات البيئية الصارمة في حماية التنوع البيولوجي من خلال فرض قيود على الأنشطة الضارة.
  • المشاركة المجتمعية: تشجيع المشاركة المجتمعية من خلال برامج التطوع والتعاون مع المنظمات غير الحكومية.
استعادة الموائل الطبيعية:- 
  • زراعة الأشجار: تعتبر زراعة الأشجار واحدة من أهم الطرق لاستعادة الموائل الطبيعية، حيث توفر الغابات موطن للعديد من الأنواع وتساهم في امتصاص الكربون.
  • إدارة الأراضي الرطبة: تلعب الأراضي الرطبة دور أساسي في تنقية المياه وتوفير موطن للعديد من الأنواع، لذلك يجب حمايتها وإدارتها بشكل مستدام.
  • إعادة تأهيل الشعاب المرجانية: الشعاب المرجانية مهددة بالابيضاض والتدمير بسبب التغيرات المناخية والتلوث، لذلك يجب بذل جهود لإعادة تأهيلها وحمايتها.

كيف نساهم جميعا في حماية التنوع البيولوجي؟

التنوع البيولوجي هو ثروتنا المشتركة، وهو أساس الحياة على كوكبنا، كل فرد في المجتمع يمكنه أن يكون له دور مهم  في حمايته وتعزيزه من خلال تبني ممارسات مستدامة في حياته اليومية. 

بالنسبة للمنزل:-
  • ترشيد استهلاك المياه: تقليل استهلاك المياه يقلل من الضغط على الموارد المائية ويحافظ على النظم البيئية المائية.
  • فصل النفايات وإعادة التدوير: تقليل كمية النفايات التي تذهب إلى المكبات يساعد في الحفاظ على البيئة ويقلل من التلوث.
  • استخدام منتجات صديقة للبيئة: اختيار المنتجات المصنوعة من مواد قابلة للتحلل بيولوجيا وتجنب المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة.
  • ترشيد استهلاك الطاقة: يساعد استخدام المصابيح الموفرة للطاقة والأجهزة الكهربائية ذات الكفاءة العالية في تقليل انبعاثات الكربون.
  • زراعة النباتات: تساعد زراعة النباتات في المنزل أو في الحديقة على توفير مأوى للحشرات والطيور ويحسن جودة الهواء.
في المجتمع:
  • المشاركة في حملات التوعية: نشر الوعي بأهمية حماية التنوع البيولوجي بين أفراد المجتمع.
  • التطوع في الأنشطة البيئية: المشاركة في تنظيف الشواطئ والحدائق والمساهمة في إعادة تأهيل المناطق المتضررة.
  • دعم المنظمات البيئية: التبرع للمنظمات التي تعمل على حماية البيئة والمشاركة في أنشطتها.
  • اختيار الأطعمة المنتجة محليا وموسميا: دعم الزراعة المستدامة وتقليل البصمة الكربونية الناتجة عن نقل الأغذية.
  • تجنب شراء المنتجات التي تهدد الحياة البرية: تجنب شراء المنتجات المصنوعة من أجزاء الحيوانات المهددة بالانقراض.
أما في العمل:
  • تشجيع ممارسات الاستدامة في مكان العمل: اقتراح أفكار لتحسين كفاءة الطاقة واستخدام المياه وإعادة التدوير في مكان العمل.
  • المشاركة في برامج التدوير: تشجيع زملائك على فصل النفايات وإعادة تدويرها.
  • اختيار وسائل النقل المستدامة: استخدام وسائل النقل العام أو الدراجة أو المشي للحد من الانبعاثات.

إن الوقت قد حان لاتخاذ إجراء حاسم لحماية التنوع البيولوجي، لا يمكننا أن نستمر في تجاهل التهديدات التي تواجه كوكبنا، يجب علينا أن نعمل معا لتغيير سلوكنا وأن نتبنى ممارسات مستدامة تحافظ على التنوع البيولوجي، من خلال حماية الطبيعة، نحمي أنفسنا ومستقبل أجيالنا.

مقترح لك ...