الدراسات الأفريقية: تخصص يفتح آفاقا جديدة في الفهم العالمي
كتبت:عفاف الكناني
في قلب الجامعات العريقة، تبرز كلية الدراسات الأفريقية كمركز حيوي لاستكشاف ثقافات وتاريخ القارة السمراء، تلك القارة التي لطالما أثارت فضول الباحثين والمستكشفين على مر العصور.
تتميز هذه الكلية بتقديمها مزيجا فريدا من البرامج الأكاديمية التي تغوص في أعماق التنوع الثقافي، والتاريخ الغني، واللغات المتعددة، والفنون المتنوعة التي تشكل النسيج الأفريقي.
مع تزايد الاهتمام العالمي بأفريقيا كمركز اقتصادي وثقافي، تلعب كلية الدراسات الأفريقية دورا حاسما في تزويد الطلاب بالمعرفة والأدوات اللازمة لفهم وتحليل التحديات والفرص التي تواجهها القارة اليوم.
انضم إليا في كوكب المعرفة لنتعرف سويا على المناهج التعليمية والبرامج الأ كاديمية التي تقدمها الكلية لطلابها، كما نتعرف أيضا على شروط القبول بها ودورها في المجتمع.
نبذة عن كلية الدراسات الأفريقية
تم إنشاء كلية الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة عام 1947 في عهد الملك فاروق الأول تحت مسمى معهد الدراسات السودانيّة.
وكان تابع لكلية الآداب بجامعة القاهرة، كما أنه كان يضم حينها قسم التاريخ والجغرافيا فقط.
كما أصبح المعهد مستقل عام 1950 وتابع للجامعة تحت اسم معهد الدراسات الأفريقية.
وبموجب قرار جمهوري عام 1970 أصبح اسمه معهد البحوث والدراسات الأفريقية، كما أنه ضم العديد من الأقسام.
تم تحويل اسم الكلية بجامعة القاهرة عام 2019 ليكون اسمها كلية الدراسات الإفريقية العليا وذلك بعد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.
أهداف الكلية
تركز كلية الدراسات الأفريقية على تحقيق عدة أهداف، وهي:
- بناء شخصية الطالب وتعزيز الوعي القومي تجاه القارة الأفريقية.
- تدويل الكلية عبر إبرام الاتفاقيات مع الجامعات الأفريقية والدولية.
- تطوير منظومة البحث العلمي والدراسات العليا.
- تحسين قطاع التعليم والتعلم.
- تعزيز خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
- تعزيز القدرة المؤسسية للكلية.
- توسيع دور الكلية كمركز إشعاع ثقافي.
- رفع كفاءة الأداء المؤسسي
رسالتها ورؤيتها
تسعى كلية الدراسات الأفريقية إلى أن تكون من أفضل المؤسسات العلمية والبحثية في المجالات المتعلقة بالشأن الأفريقي، مشهودا لها بالتميز في المعرفة وتطبيقها.
كما تلتزم الكلية بتقديم خدمات تعليمية واستشارات وتدريب ذات جودة عالية، بهدف تخريج كوادر متخصصة في الدراسات الأفريقية وفق معايير الجودة.
بالإضافة إلى ذلك تعمل الكلية على تعزيز التواصل مع القارة الأفريقية باعتبارها عمقاً استراتيجياً لمصر، وتسعى لنشر الثقافة والمعرفة حول القارة وأهمية دراستها.
حيث توصف الكلية بأنها مؤسسة بحثية رائدة تلبي احتياجات المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، وتعتبر بيت خبرة في الشؤون الأفريقية.
الجامعات التي توجد بها الكلية
يوجد فرعان كلية في مصر:
الأول بجامعة القاهرة: تم إنشاؤه عام 1947 في عهد الملك فاروق، وكان يتبع كلية الآداب بجامعة القاهرة مباشرة. وفي عام 1950، أصبح المعهد مستقلا عن كلية الآداب وتابعا للجامعة مباشرة تحت اسم “معهد الدراسات الأفريقية”.
وفي مطلع عام 2019، تم تغيير اسم المعهد ليصبح “كلية الدراسات الأفريقية العليا” بعد تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي.
الفرع الثاني بأسوان: تأسس بقرار رئيس الوزراء رقم ۷٤۱ بتاريخ 20 مارس 2016، وأُضيف إلى كليات ومعاهد جامعة أسوان بناءً على موافقة المجلس الأعلى للجامعات وما عرضه وزير التعليم العالي.
كما يتبنى المعهد لائحة معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة بأقسامه المختلفة.
الاقسام والبرامج الدراسية التي تقدمها الكلية
تهدف البرامج التعليمية التي يقدمها المعهد إلى تخريج كوادر متخصصة في الدراسات الأفريقية في مراحل الدبلوم والماجستير والدكتوراه، مما يساهم بشكل فعال ودائم في تعزيز التواصل بين مصر وأفريقيا، وتدعيم العلاقات المصرية والعربية مع القارة الأفريقية.
أقسام الكلية
تتنوع الأقسام والتخصصات الدراسية بكلية الدراسات الأفريقية، حيث تضم حالياً حوالي ستة أقسام بعد أن كانت قسمين فقط. وهذه الأقسام هي:
قسم التاريخ:
تشترط كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة أن يكون المتقدم لقسم التاريخ خريج أحد الأقسام التالية:
التاريخ والحضارة من إحدى الجامعات المصرية، أو كليات الآثار، أو أقسام الدراسات اليونانية واللاتينية، أو قسم التاريخ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، أو أقسام التاريخ بكليات التربية. كما يمكن لمجلس الكلية قبول تخصصات أخرى بعد أخذ رأي المجالس المختصة.
قسم الجغرافيا:
يجب أن يكون المتقدم لهذا القسم خريج قسم الجغرافيا بكلية الآداب أو التربية، أو خريج كلية التخطيط الإقليمي والعمراني، أو قسم الجغرافيا بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، أو كلية الزراعة قسم الأراضي أو الاقتصاد الزراعي.
كما يجوز قبول خريجي كليات الاقتصاد والعلوم السياسية، ومعاهد السياحة والفنادق، وكليات العلوم والإعلام والآثار، أو الأقسام المعادلة بالجامعات الخاصة.
قسم الموارد الطبيعية:
يقبل هذا القسم خريجي كليات الحاسبات والمعلومات، والكليات العملية مثل الطب وطب الأسنان والطب البيطري والصيدلة و كلية الاقتصاد المنزلي والعلوم والزراعة والتربية والهندسة والتخطيط العمراني والفنون الجميلة.
قسم اللغات الأفريقية:
يقبل هذا القسم جميع خريجي الكليات والمعاهد من أقسام اللغات المختلفة، وكليات الآثار، وخريجي أقسام اللغات بكليات التربية والإعلام والتعليم المفتوح، وكذلك خريجي كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية.
قسم السياسة والاقتصاد:
يتطلب التقديم لهذا القسم اجتياز امتحان تحريري حول موضوعات أفريقية، وتكون الأولوية للحاصلين على درجات أعلى في مرحلة البكالوريوس.
كما يقبل القسم خريجي كليات الاقتصاد والعلوم السياسية، والحقوق، والتجارة، والإعلام، والزراعة، وكلية الآداب قسم الفلسفة، وكلية الشرطة.
قسم الأنثروبولوجيا:
لا يقبل هذا القسم خريجي المعاهد أو التعليم المفتوح، كما يتم قبول خريجي كلية الآداب أقسام علم النفس، وعلم الاجتماع، والفلسفة، والأنثروبولوجيا، وكليات الآثار، والطب البشري، وطب الأسنان، والصيدلة، والفنون الجميلة والتطبيقية، والحقوق، والتخطيط العمراني.
دبلوم الإعلام الأفريقي
قامت كلية الدراسات الأفريقية العليا بالتعاون مع كلية الإعلام بجامعة القاهرة بإطلاق برنامج مشترك يحمل اسم “برنامج الإعلام الإفريقي”.
يعد هذا البرنامج الأول من نوعه في مصر والعالم العربي وإفريقيا، ويختص بالإعلام الإفريقي، ويمنح درجات الدبلوم التخصصي، والماجستير، والدكتوراه.
كما أنه يهدف إلى تعزيز الانفتاح على القارة الإفريقية في كافة المجالات، وإعداد كوادر إعلامية متخصصة في الشأن الإفريقي.
يسعى أيضا إلى تخريج دفعات من المتخصصين في الشؤون الأفريقية، وتعزيز علاقات الباحثين المصريين في مختلف التخصصات مع قضايا القارة الأفريقية، التي تشهد ازدهارا كبيرا بالتزامن مع المبادرات المصرية للتعاون وتحقيق التنمية المستدامة.
البرامج الدراسية
تتضمن البرامج الدراسية في الكلية الدبلوم التخصصي والمهني، والماجستير، والدكتوراه.
مدة دراسة البرامج:
- الماجستير: لا تقل مدة الدراسة عن عام ولا تزيد عن ثلاثة أعوام.
- الدكتوراه: لا تقل مدة الدراسة عن عامين ولا تزيد عن خمسة أعوام
أنشطة الكلية
تقوم الكلية بعدة أنشطة عملية متنوعة، منها:
- المؤتمرات: في عام 2019، نظمت الكلية مؤتمرا بعنوان “الرؤية المصرية لتفعيل الاتحاد الإفريقي: نحو أجندة التنمية في أفريقيا 2063”.
- ورش العمل: عقدت الكلية أكثر من عشرة ورش عمل خلال عام 2019، تناولت قضايا أفريقية متنوعة.
- فعاليات الموسم الثقافي: نظمت الكلية حوالي 16 فعالية تناولت موضوعات مختلفة متعلقة بالقضايا المصرية والأفريقية.
- الندوات المشتركة: شاركت الكلية مع جامعة القاهرة وجامعة طنطا في إقامة ندوات متنوعة.
- النشر: قامت الكلية بطباعة التقرير الاستراتيجي عن أفريقيا لعام 2019.
كيفية الالتحاق بالكلية
يجب على المتقدم لكلية الدراسات الأفريقية أن يستوفي شروط القبول الخاصة بكل قسم، بالإضافة إلى اجتياز المقابلة الشخصية التي يتم تحديدها من قبل الكلية بعد تقديم الأوراق المطلوبة.
يتم تقديم المستندات التالية:
- تقديم شهادة البكالوريوس وتكون معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات.
- تقديم شهادة الميلاد .
- موقف الذكور من التجنيد .
- تقديم أربعة من الصور الشخصية الحديثة.
- موافقة جهة العمل بالنسبة للطلاب العاملين.
مميزات الدراسة في كلية الدراسات الأفريقية
الدراسة في الكلية لها عدة مميزات منها:
- ذيادة وعي الدارسين بالشؤون الأفريقية.
- التعرف على الثقافات الأفريقية وعلاقتها بالشأن المصري.
- القيام بالبحوث والدراسات الخاصة بالقارة الأفريقية وتوثيقها ونشرها.
- إيجاد فرص عمل مرتبطة بأقسام الدراسة.
- إمكانية السفر وتبادل الثقافات.
- تكوين باحثين ومتخصصين علميا في الشؤون الأفريقية.
- توثيق وتوطيد العلاقات المصرية والعربية مع أفريقيا.
مجالات العمل لخريجي الكلية
خريجو كلية الدراسات الأفريقية يمتلكون فرص عمل متعددة نظرا لتنوع المجالات الدراسية في الكلية، ومن هذه المجالات:
- العمل في مجال الإعلام.
- العمل في مجال اللغات الأفريقية والترجمة.
- العمل في مجالات البحث والبيئة المتعلقة بالشأن الأفريقي.
- مجال السياسة والاقتصاد.
- مجال الموارد الطبيعية.
- العمل كمرشد سياحي في الشأن الأفريقي.
- العمل في مجالات التاريخ والأبحاث التاريخية.
- العمل لدى منظمات حقوق الإنسان المتعلقة بالشأن الأفريقي.
- العمل في مجالات الجغرافيا والأنثروبولوجيا
أهمية دراسة الثقافة الأفريقية
دراسة الثقافة الأفريقية تتمتع بعدة مميزات، منها:
- تعزيز العلاقات المصرية الأفريقية وتعميق التفاهم والتواصل بين الشعوب.
- إمكانية السفر والتعرف على ثقافة الشعوب الأفريقية، مما يسهم في إثراء الخبرات الشخصية والثقافية.
- وجود صلة وثيقة بين الثقافة المصرية والأفريقية، مما يعزز التلاقح الثقافي بينهما.
- المشاركة في المبادرات والمؤتمرات الخاصة بالشأن الأفريقي، مما يسهم في تعزيز الحوار وتبادل الأفكار.
- المشاركة في العديد من البرامج والفعاليات مع جمعيات حقوق الإنسان المتعلقة بالشأن الأفريقي، لدعم قضايا العدالة وحقوق الإنسان في القارة الأفريقية.
- تعزيز وتطوير الدراسات التاريخية المصرية والأفريقية المشتركة، لفهم أعمق للتاريخ والتراث الإنساني في المنطقة.
- البحث والمشاركة في القضايا والشؤون المصرية والأفريقية المشتركة، للمساهمة في تطوير السياسات وصياغة الحلول للتحديات التي تواجه القارة الأفريقية
في الختام، يجب أن نشير إلى التنوع الثقافي الهائل في القارة الأفريقية. من خلال الدراسة في كلية الدراسات الأفريقية العليا، يمكن اكتساب معرفة شاملة حول الشأن الأفريقي والمشاركة في الأبحاث الميدانية والتعاونات والتبادلات الدولية المتخصصة في الشؤون الأفريقية.
يمكن أيضا المشاركة في التجارب الواقعية والمساهمة في فهم التحديات التي تواجه القارة الأفريقية. لذلك، فإن التقديم للدراسة في هذه الكلية يعزز التوعية ويسهم في دعم وتطبيق الدراسات في الواقع الأفريقي.