ما هو مفهوم تغير المناخ وأسبابه وآثاره
كتبت شيماء عبدالباقي
في العصر الحالي الذي نعيشه فإنه من المتوقع أن تحدث آثار غير مسبوقة على الأراضي الزراعية ، أو التي يستقر بها الناس بسبب تغير المناخ، وفي الكثير من الأماكن يمكن أن يؤدي تغير درجات الحراة وارتفاع مستوى سطح البحر إلى وضع النظم الإيكولوجية تحت الضغط والتأثير على الإنسان.
تغير المناخ قادر على التهديد المباشر على قدرة الطفل على البقاء والنماء والازدهار، ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث بالتفصيل عن ظاهرة تغير المناخ، والآثار المترتبة عليها، وأهم الأسباب التي تؤدي إلى وجود تغير في المناخ، فلنتابع سويا.
تغير المناخ
هو عبارة عن مجموعة من التغيرات في نظام مناخ الأرض والتي تؤدي إلى ظهور أنماط مناخية جديدة، تظل قائمة لفترة من الزمن قد تكون قصيرة حيث تستمر لعدة عقود، أو ربما تكون طويلة حيث أنها تصل إلى عدة ملايين السنين.
ومن الجدير بالذكر أنه منذ تطور الثور الصناعية وظهورها فإنه يحدث تغير المناخ بشكر كبير ومتزايد، وذلك بسبب مجموعة من الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري.
أسباب تغير المناخ
يوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تغير المناخ، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
-
توليد الطاقة
حيث يتسبب توليد الطاقة الكهربائية من خلال حرق الوقود الأحفوري في جزء كبير من الانبعاثات العالمية، حيث أنه ما زال حتى الآن يتم توليد معظم كميات الكهرباء من خلال حرق الفحم أو الزيت، والتي ينتج عنها غاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى غاز أكسيد النيتروز، وهي غازات دفيئة قوية تغطي الأرض وتحبس حرارة الشمس.
وعلى الصعيد العالمي يأتي أكثر من ربع الكهرباء من خلال تقليل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكثير من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى التي يمكن أن ينبعث منها القليل من الغازات الدفيئة والملوثات في الهواء، وهو على عكس الوقود الأحفوري.
-
تصنيع البضائع
حيث أنه ينتج عن الصناعات التحويلية والصناعة الكثير من الانبعاثات، والتي يأتي معظمها من خلال حرق الوقود الأحفوري من أجل انتاج الطاقة وذلك لصنع أشياء مثل الأسمنت والحديد الصلب، والإلكترونيات والبلاستيك، والملابس وغيرها من السلع.
كما أنه يطلق على عملية التعدين والصناعات الأخرى الغازات ، وهي مثل ما يحدث في صناعة البناء، هذا بالإضافة إلى أنه في معظم الحالات تعمل الآلات التي تستخدم في التصنيع على الفحم أو الزيت أو الغاز، أو بعض المواد الأخرى، وهي عبارة عن مواد كيميائية أصلها الوقود الأحفوري، ذلك فإن الصناعات التحويلية تعد واحدة من أكبر المساهمين في انبعاثات الكثير من الغازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم.
-
قطع الغابات
حيث أن قطع الغابات من أجل انشاء المزارع والمراعي أو لأي أسباب أخرى يعد واحد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تغير المناخ، وذلك لأن الأشجار عندما يتم قطعها تطلق غاز ثاني أكسيد الكربون الذي كانت تحبسه، وهو واحد من الغازات الضارة على البيئة والإنسان، ومن الجدير بالذكر أنه كل عام يتم تدمير ما يقارب من 12 مليون هكتار من الغابات كل عام.
-
استخدام وسائل النقل
حيث تعمل معظم السيارات والشاحنات والسفن والطائرات بالوقود الأحفوري، وهو ما يتسبب في أن يجعل الغازات التي تنبعث من وسائل النقل يعد سبب أساسي للاحتباس الحراري، ومن الجدير بالذكر أن مواصلات النقل العامة لها دور كبير في احتراق المنتجات القائمة على البترول مثل البنزين، حيث أن الانبعاثات من السفن والطائرات تكون مستمرة في الازدياد.
-
انتاج الغذاء
حيث يتسبب انتاج الغاز في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان، والعديد من الغازات الدفيئة بمختلف الطرق، ومن أهم الأسباب في حدوث ذلك إزالة الغابات، وإخلاء الأراضي من أجل أغراض الزراعة ورعي الأغنام وكذلك من أجل انتاج واستخدام الأسمدة والسماد الطبيعي للمحاصيل الزراعية، كل هذه العوامل تجعل إنتاج الغذاء له دور كبير ورئيسي في تغير المناخ.
-
تزويد المباني بالطاقة
حيث أنه على الصعيد العالمي تستهلك الكثير من المباني السكنية والتجارية أكثر من نصف الكهرباء، هذا بالإضافة إلى أن الاستمرار في الاعتماد على الفحم والنفط والغاز الطبيعي من أجل التدفئة والتبريد تنبعث منه العديد من الغازات الدفيئة، وهو ما جعل هناك تزايد في الطلب على الطاقة للتدفئة والتبريد، وحيازة أجهزة التكييف وزيادة كل هذه الانبعاثات أدت إلى زيادة في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.
-
استهلاك الكثير
حيث أن استخدامك للطاقة في منزلك، وكيفية تنقلك من مكان لآخر، وطريقة التخلص من الطعام، كلها عوامل تساهم بشكل كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة، وكذلك الحال بالنسبة لاستهلاك البضائع والالكترونيات والبلاستيك، والذي يرتبط جزء كبير منها بانبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بالمنازل الخاصة.
إقرأ أيضا: ما لا تعرفه عن المحيطات
الآثار المترتبة على تغير المناخ
يوجد الكثير من الآثار المترتبة على تغير المناخ، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
-
ارتفاع درجات الحرارة
حيث أنه مع ارتفاع تركيزات الغازات الدفيئة ترتفع درجة حرارة سطح الأرض، وقد كان العقد من 2011 إلى 2020 هو الأكثر دفئا على الإطلاق على مستوى الثمانيات، حيث تشهد جميع المناطق اليابسة تقريبا المزيد من الأيام الحارة، والكثير من الموجات الحارة، هذا بالإضافة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة بسبب تغير المناخ له دور كبير في انتشار الكثير من الأمراض التي ترتبط بدرجة الحرارة المرتفعة.
-
عواصف أشد
من أكثر النتائج المترتبة على تغير المناخ هو حدوث العواصف بكثرة في العديد من المناطق وأصبحت أكثر شدة وتدمير من ذي قبل، حيث أنه مع ارتفاع درجات الحرارة تزداد كمية الماء المتبخرة وهو ما يتسبب في سقوط الكثير من الأمطار والفيضانات، ومن ثم حدوث العواصف المدمرة، حيث يتأثر تواتر ونطاق العواصف الاستوائية بارتفاع درجات الحرارة.
-
زيادة الجفاف
حيث أن تغير المناخ يؤدي إلى تغير توفير المياه كما أنه أكثر ندرة في الكثير من المناطق، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، كما أنه يؤدي إلى زيادة مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة ومن ثم فإنه يؤثر على المحاصيل، ويزيد الجفاف البيئي من خلال ضعف النظم البيئية، كما أنه يمكن أن يثير الجفاف بعض العواصف الرملية والترابية المدمرة، والتي يمكن أن تنقل مليارات الأطنان من الرمال عبر القارات.
-
ارتفاع درجة حرارة المحيطات
حيث أنه من أهم تأثيرات تغير المناخ أن المحيطات تمتص درجة حرارة الاحتباس الحراري، وقد زاد ارتفاع معدل درجات حرارة المحيطات بشدة خلال العقدين الماضيين، وذلك بسبب زيادة ارتفاع أعماق المحيطات، ومع ارتفاع درجات حرارة المحيطات يزداد حجمها مع تمدد المياه بسبب ارتفاع درجة حرارتها، كما أنه يتسبب في ذوبان الصفائح الجليدية بالإضافة إلى ارتفاع سطح البحار، وهو الأمر الذي يهدد المجتمعات الساحلية والجزرية.
-
نقص الغذاء
حيث يعد التغير في المناخ وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الارتفاع العالمي في معدلات الجوع وسوء التغذية، كما أنه قد يتم تدمير مصايد الأسماك والمحاصيل والماشية أو تصبح أقل انتاجية، إذ أنه قد يتم تدمير مصايد الأسماك والمحاصيل والماشية، أو أنها تصبح أقل انتاجية، وبسبب ازدياد حمضية المحيطات أصبحت المأكولات البحرية في تناقص وخطر، وهو ما يترتب عليه فقد الكثير من مصادر الغذاء ومن ثم نقص الغذاء.
-
المزيد من المخاطر الصحية
حيث أن تغير المناخ هو أكبر تهديد صحي يمكن أن يواجه البشرية، حيث أن تغيرات المناخ تؤدي إلى التأثير بشكل سلبي على الصحة العامة، من خلال تلوث الهواء، والأمراض، والظواهر الجوية الشديدة، والضغوط على الصحة العقلية، والتهجير القسري، بالإضافة إلى الجوع، وسوء التغذية في الأماكن التي لا يستطيع الناس الزراعة فيها أو العثور على الغذاء الكافي.
كيف يمكن التخفيف من تأثيرات تغير المناخ
يوجد أكثر من طريقة يمكنك اتباعها لكي يمكننا الحد من تغير المناخ والآثار المترتبة عليه، وفيما يلي سنذكرها:-
-
مراقبة الاستهلاك الشخصي للكربون
وذلك من خلال استخدام حاسبة البصمة الكربونية، والتي قام باقتراحها الصندوق العالمي للطبيعة، وذلك من خلال ادخال كافة البيانات والتفاصيل من أجل معرفة حجم استخدام الفرد من الانبعاثات الكربونية ، بمعنى معرفة حجم الغازات الدفيئة الناجمة عن الانبعاثات التي يمكن أن تحتاجها في حياتك اليومية.
ويوجد بعض الطرق التي يمكن للشخص اتباعها من أجل تخفيف حدة الانبعاثات الكربونية مثل السفر بالقطار بدلا من السفر بالسيارة، وقضاء الإجازة في مكان قريب، والاستمرار في العمل عن بعد بدلا من التنقل بشكل مستمر إلى المكاتب.
-
إصلاح الأجهزة الكهربائية
حيث يعتبر إطالة العمر الافتراضي للأجهزة الكهربائية من خلال الصيانة الدورية لها واحدة من أكثر الوسائل الفعالة الناجمة عن تصنيعها، وفي حالة أنك عجزت عن عمل الصيانة الدورية للجهاز بنفسك، فاذهب إلى المحلات المتخصصة في إصلاح الجهاز المعطل بدلا من شراء جهاز جديد.
-
التحكم في جهاز التدفئة
حيث تتمثل انبعاثات أجهزة التدفئة المنزلية ما يعادل 10% من الانبعاثات الكربونية للفرد، ويساهم خفض منظم الحرارة بمقدار درجة واحدة على توفير ما يعادل 300 كيلو غرام من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
-
الحد من استخدام البلاستيك
حيث أن البلاستيك يصنع من النفط، ويتم إطلاق الوقود الحفري عند حرقه، ثم يتم إعادة التدوير في أقل من9% من البلاستيك الذي يتم استهلاكه على مستوى العالم، وأفضل طريقة للحد من استخدام البلاستيك هو تقليل استخدامه، وإعطاء الأولوية للعبوات الغير بلاستيكية، والتي من أبرزها تلك المصنوعة من الكرتون أو الزجاج.
-
استخدام العبوات القابلة لإعادة التعبئة
من أهم الطرق التي يمكن اتباعها للتحكم في تغير المناخ هي استخدام العبوات القابلة لإعادة التعبئة مثل الأكواب والزجاجات المياه القابلة لإعادة التعبئة.
-
تغيير شبكة الكهرباء
حيث أنه في الآونة الأخيرة بدأ العالم ينتقل بشكل سريع نحو الاعتماد على الطاقات المتجددة من أجل تزويد الطاقة الكهربائية، والتي يمكن أن تدعم هذه الجهود من خلال الانتقال إلى شبكة صديقة للبيئة، والمساهمة بشكل كبير في خفض الانبعاثات الكربونية.
-
استخدام ورق حمام صديق للبيئة
حيث أنه أثبتت الكثير من الدراسات أن العلامات التجارية الكبيرة المصنعة لورق الحمام تسير في الاتجاه الخاطئ بتركيزها على استخدام مواد أولية من الغابات المهددة بالاندثار والاعتماد بشكل نسبي على لب الخشب المعاد تدويره، لذلك من أجل المساعدة في حماية الغابات، احرص على استخدام ورق الحمام المصنوع من المواد الصديقة للبيئة.
-
استخدام السيارة الكهربائية
حيث صرح خبير البصمة الكربونية مايك بيرنزر لي أنه مقابل كل ألف جنية استرليني تنفقها على شراء سيارة جديدة تكون سبب في انبعاث 636 كيلو غرام من ثاني أكسيد الكربون، لذلك فإن الكثير من الخبراء ينصحوا بالتحول نحو السيارات الكهربائية قدر الإمكان، وذلك عن طريق شرائها أو تأجيرها، وذلك من أجل الحد من الأضرار البيئية.
إقرأ أيضا: كل ما يجب أن تعرفه عن السيارات الكهربائية
أهم مجهودات الأفراد للحد من ظاهرة تغير المناخ
مما لا شك فيه أنه يوجد دور كبير لكل فرد يجب القيام به من أجل الحد من ظاهرة التغير المناخي، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
-
نشر الوعي
وذلك من خلال قيام كل فرد بتوعية كل من حوله من أفراد أسرته وعائلته وزملائه من أجل الحد من العمل على تقليل التلوث الكربوني، والتي تهدف إلى الهام مليار شخص من أجل اتخاذ خطوات عملية، وتحدي مدرائهم في العمل بشأن اتخاذ قرارات من أجل الحد من ظاهرة تغير المناخ.
-
الاستمرار في الضغط السياسي
حيث أن الضغط على السياسيين والشركات المحلية من أجل دعم الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات وتقليل الانبعاث الكربوني ربما يكون مخبف للبعض لكنه في الحقيقة هذا صوتكم الذي يستحق أن يسمع، ومن ثم فإن الإنسانسة سوف تنجح في معالجة حالة الطوارئ المناخية، حيث يجب أن يكونوا القادة السياسيين جزءا من الحل.
-
قوموا بتحويل وسائل نقلكم
حيث أن قطاع النقل مسئول عن ما يعادل ربع إجمالي انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري، وتقوم الكثير من الحكومات في مختلف أنحاء العالم بتنفيذ بعض السياسات من أجل إزالة الكربون من وسائل النقل، ويمكن لأي شخص أن يقلل من حجم هذه الانبعاث من خلال استخدام دراجته الهوائية أو المشي على الأقدام قدر المستطاع، وفي حالة أن المسافة كانت بعيدة يفضل استخدام وسائل النقل التي تعمل بالكهرباء.
إقرأ أيضا: أهم 10 ممارسات شخصية للحفاظ على البيئة في الحياة اليومية
دور الحكومة المصرية في الحد من ظاهرة تغير المناخ
قامت الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة بتنفيذ العديد من المشروعات من أجل الحد من ظاهرة تغير المناخ ومن ثم تحقيق التعافي الأخضر، وجاءت هذه القرارات ضمن الخطة الاستثمارية للدولة في مجالات النقل والتنقل النظيف، وفيما يلي سنذكر أهم هذه المجهودات:-
- قامت بتنفيذ الكثير من مشروعات النقل من اجل التوسع في خطوط مترو الأنفاق.
- قامت بتنفيذ مشروع القطار الكهربائي في مجموعة من المناطق المختلفة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والعين السخنة والعلمين، وخطى المورونيل العاصمة الإدارية، بالإضافة إلى مدينة 6 أكتوبر، كما أنها تسعى إلى تنفيذ المشروع في العديد من المناطق المختلفة الأخرى.
- القيام بتنفيذ كافة المشروعات الجديدة للطاقة، والطاقة المتجددة،وكفاءة الطاقة، ومن ثم إقامة محطات كهرباء بطاقة الرياح، بخليج السويس، هذا بالإضافة إلى محطات توليد الكهرباء التي توجد في الخلايا الفوتوفولطية مثل مشروعات بنبان والزعفرانة، والغردقة.
- تنفيذ الكثير من المشروعات التي تكون قادرة على مواجهة السيول والأمطار.
- تنفيذ الكثير من مشروعات حماية السواحل الشمالية.
- مشروع تأهيل وزراعة 5 مليون فدان من أجل تحقيق الأمن الغذائي وتعويض تدهور الأراضي في منطقة الدلتا نتيجة التغيرات التي تحدث في المناخ، والتي يترتب عليها نقص الغذاء.
عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول تغير المناخ، وأهم المشكلات التي تهددنا بسببه، وأهم أسبابه، وكيف يمكن التغلب عليها، ودور الحكومة والأفراد في التصدي للتغيرات التي تحدث في المناخ.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث