Menu Close

الدافع للتعلم 2024: مفتاح نجاحك المستمر

كيف تستعيد شغف التعلم؟ 


هل تشعر أحيانا بالملل والرتابة من رحلتك التعليمية، الحقيقة أشاركك نفس الشعور، دائما نبحث عن حافز لنكمل المسيرة سواء نشاط جديد أو تغيير روتين يومك،  هل تعرف ماذا يسمى هذا الشعور؟ يطلق عليه الدافع للتعلم.

الدافع للتعلم
الدافع للتعلم

 فما هو إذا الدافع للتعلم؟ هو العنصر الأساسي الذي يقودنا إلى اكتساب المعرفة وتطوير المهارات الجديدة، ويشكل القوة الدافعة التي تحفزنا على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافنا. 

حيث لاقى موضوع الدافعية عموما والدافع للتعلم على وجه الخصوص اهتماما من قبل الباحثين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية نظرا لأهمية الدافعية في عملية تنشيط وإثارة السلوك وتوجيهه واستمراره لتحقيق الأهداف، ولدورها في عملية التعلم والتعليم أو إعاقتها إن لم تستثمر.

كما أن القدرة على التحفيز الذاتي والتعلم المستمر تتطلب إدراكا عميقا لأهمية التعليم كوسيلة للتطور الشخصي والتفوق المهني.

 لذا، من الضروري أن نعزز دافعنا للتعلم، ونضع استراتيجيات لتحفيز أنفسنا على اكتساب المعرفة وتطوير مهارات جديدة بانتظام. 


الدافع للتعلم: مفتاح نجاحك في المستقبل

ما هو الدافع للتعلم؟

الدافع أو الحافز: هو بالفعل تلك القوة الداخلية أو  توتر داخلي يثير السلوك الذي يدفعنا للقيام بالأشياء وتحقيق أهدافنا. 

على سبيل المثال عندما تريد الحصول على درجة ممتازة في الامتحان، فإن رغبتك في النجاح هي الحافز للدراسة الذي يجعلك تذاكر بجد.

وطبقا لنظرية التحليل النفسي، حيث ترى هذه النظرية أن الدافعية حالة استثارة داخلية لاستغلال أقصى طاقات الفرد وذلك من أجل إشباع دوافعه إلى المعرفة وتحقيق ذاته وتعود هذه النظرية إلى الباحث “فرويد ” الذي نادى بمفاهيم جديدة تختلف عن مفاهيم المدرسة السلوكية والمعرفية مثل الكبت واللاشعور والغريزة عند تفسير السلوك السوي والسلوك غير السوي

فسلوك الفرد محكوم بغريزة الجنس وغريزة العدوان وتؤكد على أن الطفولة المبكرة هي التي تتحكم في سلوك الفرد المستقبلي كما تشير إلى أن مفهوم الدافعية اللاشعورية لتفسير ما يقوم به الإنسان من سلوك دون أن يكون قادرا على تحديد أو معرفة الدوافع الكامنة وراء هذا السلوك وهو مايسميه فرويد  مفهوم الكتب.

الدافع للتعلم: وهي حالة استثارة داخلية تحرك المتعلم لبذل أقصى جهد لديه في أي موقف تعليمي يشترك فيه ويهدف إلى إشباع شغفه للمعرفة ومواصلة تحقيق نموه الذاتي وأهدافه التعليمية.

وأيضا قام بتعريفها كلا من بيلر وسنرمان الدافع للتعلم يقدم لنا صورة واضحة عن هذه القوة الدافعة الداخلية والخارجية التي تحرك سلوك المتعلم. 

فهو لا يقتصر على مجرد البدء في التعلم، بل يشمل الاستمرار فيه والتوجه نحو تحقيق هدف محدد. 

أهمية الدافع للتعلم في تحقيق الأهداف التعليمية

يعد الدافع للتعلم وسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية،كما تعتبر من بين العوامل التي لها علاقة بتحصيل المعرفة والفهم واكتساب المهارات وتنمية القدرات مثلها في ذلك مثل الذكاء والذاكرة والانتباه

وقد أثبتت الكثير من الدراسات أن التلاميذ الذين يتمتعون بدافعية عالية يكون تحصيلهم الدراسي أكبر مقارنة بالطلبة الذين ليس لديهم دافعية عالية،ولذلك لابد أن تكون المواضيع المراد تعليمها مقترنة باهتمامات التلاميذ ومرتبطة بجوانب ونواحي حياتهم بهدف إثارة دافعيتهم نحو التعلم.

ما أهمية الدافع للتعلم؟

  1. عندما يكون لدينا دافع للتعلم قوي ، نكون أكثر اهتماما بما نتعلمه، حيث أن هذا الاهتمام يجعل عملية التعلم أكثر فعالية لأننا نكون أكثر انتباها ومشاركة في الدراسة.
  2. علاوة على ذلك الدافع للتعلم يجعلنا نستثمر الوقت والجهد في التعلم، لذلك الأشخاص المتحفزين للتعلم يميلون إلى التزامهم بالدروس والممارسات حتى عندما يكون الأمر صعبا.
  3. كما أن الدافع يساهم في تعميق الفهم. عندما نكون متحمسين لتعلم شيء ما، نبحث عن طرق لتطبيق ما تعلمناه في الحياة العملية، مما يعزز من قدرتنا على استيعاب المعلومات بشكل أفضل.
  4. بجانب ذلك وجود حافز قوي يساعدنا على التغلب على التحديات والصعوبات، حيث أن الأشخاص الذين لديهم دافع حقيقي يرون العقبات كفرص للتحسين ويعملون على حل المشكلات بدلا من الاستسلام.
  5. بالإضافة إلى ذلك عندما نكون متحمسين لتعلم شيء جديد، نميل إلى التفكير بطرق جديدة وتجربة أفكار مبتكرة. هذا يساهم في تقديم حلول غير تقليدية وتحقيق تقدم في المجالات التي نعمل عليها.
  6. الدافع القوي هو مفتاح النجاح في أي مجال، بما في ذلك الدراسة والعمل.

أنواع الدافعية للتعلم

يوجد نوعين من الدوافع التي يهتم بها المختصين في التربية عند الطلبة ، وهي:

أولا الدوافع الخارجية:

تعرف مثل هذه الدوافع باسم الدوافع المكتسبة أو الدوافع الثانوية ومثل هذه الدوافع يتم تعلمها واكتسابها من خلال عمليات التفاعل الاجتماعي والتنشئة االجتماعية وفقا لمبدأ الملاحظة والنمذجة بحيث تقوى بعوامل التعزيز والدعم الاجتماعي وتشمل دوافع الحب والتقدير والاحترام والتملك والسيطرة والانتماء والصداقة والتفوق والتحصيل وغيرها من الحاجات الأخرى، كما تشمل جملة الأهداف التي يصنعها الإنسان لنفسه ويسعى الى تحقيقها.

ثانيا الدوافع الداخلية:

وتنشأ هذه الدوافع من داخل الفرد، وتسمى بالدوافع الفطرية أو الدوافع الاولية وتمثل مجموعة الحاجات والغرائز البيولوجية التي تولد مع الإنسان ولا تحتاج الى تعلم وتقع في مجموعتين هما:

1.دوافع البقاء: دوافع البقاء هي رغبتنا الطبيعية والفسيولوجية في الحفاظ على أنفسنا،مثل التغذية والتنفس والنوم.

2. دوافع الحفاظ على النوع: هي تلك التي تساهم في استمرار الجنس البشري، مثل الرغبة في الإنجاب ورعاية النسل والأمن.

3. دوافع داخلية اخرى: وهي الدوافع المعرفية حيث تدفعنا إلى البحث عن المعرفة والفهم، مثل الرغبة في الاستكشاف والابتكار.

العوامل المؤثرة في الدافع للتعلم

  • عندما تحب ما تتعلمه، يكون التعلم أكثر متعة، مثلا إذا كنت مهتما بالعلوم، فستكون أكثر حماسا لحضور حصة العلوم.
  • حدد لك هدفا، وقسم أهدافك الكبيرة إلى أهداف صغيرة حتى تشعر بالإنجاز.
  • من الضروري توفير جو من الاحترام المتبادل في الفصول الدراسية، حيث يتم تشجيع التلاميذ على مشاركة أفكارهم بحرية دون الخوف من السخرية أو العقاب البدني..
  • اتاحة الفرص للنجاح أمام جميع التلاميذ ومراعاة استعداد التلاميذ للتعلم .
  • تعزيز استجابات المتعلم بالحوافز والمكافآت .
  • تشجيع الطلاب على المشاركة في اختيار الأنشطة التي تهمهم.
  • كما يقوم المعلم بتحدٌد الخبرة المراد تعلمها يؤدي إلى فهم التلامٌيذ للموقف الذي يٌعملون فٌيه.
  • مراعاة المعلم عند اختٌاره للهدف والمحفز بأن ٌيكون مناسبا لمستوى استعدادات الطلاب العقلٌية فذلك يؤدي لزٌيادة الدافع عند الطلاب.

استراتيجيات لزيادة الدافع للتعلم

علم النفس التربوي يساعدنا على فهم كيف تؤثر دوافعنا على تعلمنا، وهذا يساعد المعلمين على تقديم المعلومات بطريقة أفضل.

كما أن هناك الكثير من الأبحاث تشير إلى أن البشر يسعون نحو استثارة أنفسهم ويستمتعون بالمثيرات التي تختلف عن تلك التي اعتادوا عليها على أن لا تكون هذه المثيرات شديدة الاختلاف.

ويمكن  للمدرسة من أجل استثارة دافعية الطلبة نحو التعلم تقوم بـ:

توفير بيئة محفزة:

الربط بين المادة الدراسية وحياتهم اليومية من خلال استخدام أمثلة واقعية من حياة الطلاب لتوضيح المفاهيم النظرية.

كما يمكن تصميم مشاريع تتيح للطلاب تطبيق ما تعلموه في مواقف حياتية.

وتنظيم زيارات إلى أماكن مرتبطة بالموضوع الدراسي لتعزيز الفهم.

بجانب ذلك تنويع أساليب التدريس من خلال استخدام أساليب تعليمية تفاعلية مثل المناقشات الجماعية، والعمل الجماعي، والأنشطة العملية.

بالإضافة إلى استغلال التكنولوجيا في تقديم العروض التقديمية، والفيديوهات التعليمية، والمحاكاة.

واستخدم الصور، الرسوم البيانية، والخرائط الذهنية لتبسيط المعلومات.

منح الطالب فرصة للتعبير:

من خلال شعوره بالأمان، فعندما يشعر الطالب أنه في بيئة آمنة ومحترمة، فإنه يشعر بالراحة للتعبير عن آرائه وأفكاره، حتى لو كانت مختلفة.

بجانب ذلك المشاركة الفعالة في الحوار والنقاش تعزز الفهم والاستيعاب للمادة العلمية.

كما أن التفكير النقدي يشجع الطلاب على طرح الأسئلة والتساؤلات يحفزهم على التفكير بشكل نقدي وعميق.

بالإضافة إلى يتعلم الطلاب مهارات التواصل والتعبير عن الأفكار بوضوح وفاعلية من خلال التعبير عن أنفسهم، 

تنويع طرق التعلم:

من خلال التعلم النشط فبدلا من الجلوس والقراءة، حاول تطبيق ما تتعلمه عمليا.

حيث يمكنك عمل تجارب علمية بسيطة في المنزل، أو بناء نماذج، أو حتى إنشاء مدونة لتشارك أفكارك مع الآخرين.

علاوة على ذلك الدراسة مع الأصدقاء يمكن أن تجعل العملية أكثر متعة وتساعدك على فهم المفاهيم بشكل أفضل.

حيث يمكنك تشكيل مجموعات للدراسة وتبادل الأفكار والأسئلة.

قم باستخدام مقاطع الفيديو والرسوم المتحركة والصور لتوضيح المفاهيم الصعبة. 

حيث يوجد الكثير من القنوات التعليمية على الإنترنت تقدم محتوى شيقا ومفيدا.

العدالة في تعزيز الطلبة:

من خلال التعرف على الفروق الفردية ، حيث قدم المواد الدراسية بطرق مختلفة لتناسب مختلف أنماط التعلم (البصري، السمعي، الحركي).

علاوة على ذلك استخدم مجموعة متنوعة من أدوات التقييم لتقييم فهم الطلاب، وليس مجرد الاختبارات الكتابية.

بجانب ذلك اسمح للطلاب بالعمل بوتيرة تناسب قدراتهم واهتماماتهم.

التعزيز الإيجابي المخصص:

خلق بيئة تفاعل إيجابية بدلا من العقاب والسخرية من خلال التعليقات المحددة فبدلا من مجرد القول أحسنت، قدم تعليقات محددة تشير إلى الجهد والإنجاز.

كما يمكن أن يكون التعزيز غير المادي مثل الثناء الصادق والفرص الإضافية للقيادة أكثر فاعلية من المكافآت المادية.

بالإضافة إلى ذلك  قم بتعزيز العمل الجماعي والإنجازات الفردية.

مساهمة الطلبة  بالاعداد وتقديم أجزاء من الدرس:

  • قدم للطلاب إرشادات واضحة حول كيفية إعداد العرض التقديمي أو البحث، بما في ذلك الشكل والمحتوى.
  • بالإضافة إلى ذلك قم بتنظيم عروض تقديمية للطلاب لعرض نتائج أبحاثهم، مع إعطاء الفرصة للمناقشة والتساؤل.
  • كما قم بإنشاء جدارية لعرض المشاريع التي أنجزها الطلاب، مما يعزز الشعور بالإنجاز والاعتزاز بالعمل.
  • بجانب ذلك يمكنك  نشر الأعمال المتميزة للطلاب في مجلة المدرسة أو على موقعها الإلكتروني، مما يشجعهم على بذل المزيد من الجهد.

دور المعلم المحوري في إشعال شرارة حب التعلم:

  • أن يكون المعلم قدوة فعندما يظهر المعلم شغفا حقيقيا بالمادة التي يدرسها، فإنه يشعل شرارة الحماس لدى الطلاب.
  • كما يمكنه ربط المادة بالحياة اليومية، بجعل المادة ممتعة ومرتبطة بتجارب الطلاب اليومية، يصبح التعلم أكثر جاذبية.
  • بجانب ذلك استخدام أساليب تدريس مبتكرة، فالتنوع في طرق التدريس، كالألعاب التعليمية، والمشاريع، والنقاشات، يحافظ على اهتمام الطلاب ويشجعهم على المشاركة.
  • كما يمكنه طرح أسئلة محفزة وتشجيع الطلاب على التفكير بشكل مستقل يعزز قدراتهم ويثير فضولهم.

الوسائل التعليمية:

تلعب الوسائل التعليمية دورا هاما في تعزيز الدافع لدى الطلاب على سبيل المثال:

  • الألعاب التعليمية: هناك العديد من الألعاب الممتعة التي تساعدك على تعلم المفاهيم المختلفة بطريقة تفاعلية.
  • الفيديوهات التعليمية: يمكن أن تشرح لك المفاهيم الصعبة بطريقة مبسطة ومرئية.
  • البرامج التعليمية التفاعلية: تتيح لك استكشاف المواضيع المختلفة والتفاعل معها بشكل مباشر.
  • الرسوم البيانية والصور: تساعدك على تصور المعلومات وتذكرها بسهولة.
  • الخرائط الذهنية: تساعدك على تنظيم الأفكار وربطها ببعضها البعض.
  • الأنشطة العملية: تتيح لك تطبيق ما تعلمته بشكل عملي.
  • التجارب العلمية: تساعدك على فهم المفاهيم العلمية بشكل عملي وممتع.

 التحديات التي تواجه الدافع للتعلم

يوجد العديد من التحديات التي قد تواجه وتؤثر على الدافع للتعلم.

 إليك بعضا من أهم هذه التحديات:

  • المواد الصعبة تجعل الدراسة مملة ومحبطة، لذلك قد تشعر بالإحباط ويقل حماسك.
  • بجانب ذلك الواجبات والامتحانات تسبب ضغطا كبيرا وتجعلنا نشعر بالتعب، كما يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق والإحباط، مما يقلل من الحافز للدراسة.
  • كما أن مقارنة نفسك بغيرك قد تؤدي إلى الشعور بالنقص وتقليل الثقة بالنفس.
  • بالإضافة إلى ذلك من الصعب أن تهتم بشيء لا تحبه، وهذا يجعل الدراسة مملة، لذلك تفقد حماسك للتعلم.
  • كما أن بعض الطلاب يعانون من صعوبات في التعلم مثل صعوبة القراءة أو صعوبة التركيز، مما يجعل التعلم أكثر صعوبة.
  • فعندما لا يشجعك من حولك قد يؤثر سلبا على الدافع للتعلم.
  • كما أن قلة التحدي قد يشعر الطالب بالملل ويقل دافعه إذا كانت المادة الدراسية سهلة جدا.
  • بجانب  ذلك الهواتف الذكية والألعاب والتواصل الاجتماعي يمكن أن تشكل الهاءات كبيرة وتقلل من التركيز على الدراسة.

ختاما الدافع للتعلم هو بوصلتك التي ترشدك إلى آفاق جديدة. 

تذكر دائما أنك قادر على تحقيق أي شيء تريده إذا كنت تمتلك الإرادة والعزيمة. 

فاستغل كل فرصة للتعلم واكتساب المعرفة، لأن المعرفة هي القوة التي تمكنك من تغيير العالم من حولك.

مصادر اضافية:

مقترح لك ...