ما هي إستراتيجيات تعزيز الذكاء العاطفي في التعليم
كتبت: شيماء عبدالباقي
نحن نعيش اليوم في عالم متغير بشكل مستمر، ولذلك أصبح تعزيز الذكاء العاطفي في التعليم له أهمية كبيرة، حيث أن الأشخاص الذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء يكونوا أكثر قدرة على تحقيق النجاح.
ويعرف الذكاء العاطفي على أنه القدرة على فهم إدارة العواطف، الخاصة بك، وعواطف الآخرين، ويتضمن ذلك القدرة على الوعي الذاتي والاجتماعي، وإدارة العلاقات، والإدارة الذاتية.
ومن خلال الأسطر التالية سنلقي الضوء على كيف يمكن تعزيز الذكاء العاطفي في التعليم، فتعالوا نتابع سويا.
ما أهمية تعزيز الذكاء العاطفي في التعليم؟
يعرف الذكاء العاطفي على أنه القدرة على فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، والتعبير عنها بكل إيجابية، ويعتبر هذا الذكاء عنصر أساسي لأي أحد من أجل التمكن من النجاح في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك التعليم.
وفيما يلي سنذكر أهميته في هذا المجال:-
-
يساعد الذكاء العاطفي الطلاب على فهم أنفسهم
يساعد الذكاء العاطفي على فهم نقاط قوتهم وضعفهم، وفهم كيفية تأثير مشاعرهم على طريقة تفكيرهم، وسلوكهم.
-
إدارة عواطفهم
من أبرز النقط التي تبرز أهمية الذكاء العاطفي في التعليم مساعدة الطلاب على التحكم في مشاعرهم وعواطفهم، وذلك حتى لا تؤثر بشكل سلبي على تحصيلهم الدراسي.
-
فهم مشاعر الآخرين
يساعد هذا الذكاء الطلاب على فهم مشاعر الآخرين، وكيف يمكن التواصل معهم بطريقة فعالة.
-
بناء علاقات إيجابية
يساهم الذكاء العاطفي على بناء علاقات قوية مع المعلمين والطلاب الآخرين وهو ما يساعد في دعم التحصيل الدراسي.
-
التعامل مع التحديات
يساعد الذكاء العاطفي الطلاب على القدرة على التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة بشكل قوي ، وهو ما يعزز الثقة بالنفس والنجاح في الدراسة.
وقد أثبتت الكثير من الدراسات أن الطلاب الأذكياء عاطفيا يحصلون على نتائح أفضل في مدارسهم، ويتمتعون بصحة نفسية أفضل، هذا بالإضافة إلى أنهم يكونوا أكثر قدرة على التكيف مع التغيير.
ومن أهم الأمثلة التي توضح كيفية استخدام الذكاء العاطفي في التعليم أنه يمكن للطلاب أن يطلبوا المساعدة من المعلمين دون أن يشعروا بالخوف أو الحرج من ذلك.
هذا بالإضافة إلى أن الطلاب الأذكياء عاطفيا يمكنهم التواصل مع زملائهم بطريقة إيجابية وبناءة.
إقرأ أيضا:- كيف يمكنك تعزيز الثقة بالنفس والتفكير بطريقة إيجابية
ما هي المهارات الأساسية للذكاء العاطفي؟
تعرف المهارات الأساسية للذكاء العاطفي على أنها مجموعة من القدرات التي يمكن أن تساعدنا على فهم مشاعرنا ومشاعر الآخرين، واستخدام هذه المعلومات في تفاعلاتنا معهم وعلاقتنا.
ويمكن تقسيم هذه المهارات إلى خمس مهارات أساسية، هي:-
-
الوعي الذاتي
وهي القدرة على فهم مشاعرنا بشكل صحيح وتأثيرها علينا وعلى الآخرين، فعلى سبيل المثال يمكنك الوعي الذاتي من فهم مشاعرك، وسبب شعورك بهذه المشاعر.
-
التنظيم الذاتي
القدرة على إدارة عواطفنا وضبطها بشكل جيد ومناسب.
-
التحفيز الذاني
وهي القدرة على تحديد أهدافنا وتحفيز أنفسنا من أجل تحقيقها.
-
التعاطف
وتتمثل في القدرة على فهم مشاعر الآخرين ووجهة نظرهم.
-
المهارات الاجتماعية
وهي القدرة على بناء وإدارة العلاقات مع الآخرين، ويمكن أن تساعدنا هذه المهارات في تحقيق النجاح في الكثير من جوانب الحياة المختلفة، سواء كانت في العلاقات الشخصية، أو الدراسة، أو العمل.
هذا بالإضافة إلى أنه يمكن أن تساعدنا في مواجهة التحديات والكثير من المواقف الصعبة التي يمكن أن نتعرض لها في حياتنا اليومية.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تطوير مهارات الذاكاء العاطفي من خلال التدريب والتمارين، ويوجد العديد من الموارد المتاحة التي يمكن أن تساعد الناس على تطوير ذكائهم العاطفي، مثل الدورات التدريبية، والمقالات، والكتب.
ويمكنك تعلم تطوير هذه المهارات من خلال هذا الفيديو
كيف يمكن للمعلمين تعزيز الذكاء العاطفي لدى الطلاب؟
كما ذكرنا الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعامل معها بأفضل الطرق الإيجابية، ويعد مهارة مهمة للنجاح سواء كانت في المدرسة أو في العمل.
كما يمكن للمعلمين تعزيز الذكاء العاطفي لدى الطلاب من خلال مجموعة متنوعة من الممارسات، وفيما يلي سنذكرها:-
-
خلق بيئة آمنة وإيجابية
تعتبر هذه الطريقة واحدة من أهم وأفضل الطرق التي تعمل على تعزيز الذكاء العاطفي في التعليم لدى الطلاب، والتي يمكن للمعلمين ممارستها مع طلابهم، فبناء المعلمين علاقة وثيقة مع طلابهم، بالإضافة إلى خلق بيئة آمنة وإيجابية في الفصل الدراسي.
يعتبر أمر أساسي من أجل تعزيز الذكاء العاطفي وهو ما يشعر الطلاب بالراحة والثقة في المعلم، ويكونوا أكثر عرضة لمشاركة مشاعرهم والتعبير عنها.
-
تقديم نماذج يحتذى بها
يكون ذلك من خلال التعبير عن مشاعرهم بطرق صحيحة ويمكن للمعلمين أن يكونوا قدوى يحتذى بها بالنسبة لطلابهم.
فعلى سبيل المثال يمكن للمعلمين التحدث عن مشاعرهم في الفصل الدراسي، أو التعبير عن الامتنان والاعجاب بالطلاب.
-
التركيز على المهارات الاجتماعية
تعتبر هذه الطريقة واحدة من الطرق المهمة التي يمكن للمعلمين استخدامها من أجل تعزيز الذكاء العاطفي لدى طلابهم، فالمهارات الاجتماعية تتضمن القدرة على التواصل بشكل فعال، وحل النزاعات والخلافات والعمل مع الآخرين.
ويمكن للمعلمين تشجيع طلابهم على تعزيز الذكاء العاطفي من خلال هذه الطريقة عن طريق تشجيعهم على التعاون في الأنشطة الصيفية، وحل المشاكل بشكل جماعي، وتدريبهم على التواصل اللفظي وغير اللفظي.
-
تضمين أنشطة الذكاء العاطفي في المناهج الدراسية
يوجد العديد من الموارد المتاحة بالنسبة للمعلمين والذين يرغبون في تضمين أنشطة الذكاء العاطفي في المناهج الدراسية، فيمكن أن تتضمن هذه الأنشطة ألعابا والكثير من الأنشطة التفاعلية.
والتي يمكن استخدامها من أجل مساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم مثل الوعي الذاتي والتعاطف، وإدارة الغضب.
ويوجد العديد من الأمثلة التي يمكن من خلالها توضيح كيفية تطبيق هذه الممارسات، وفيما يلي سنذكرها:-
- يمكن للمعلمين في أول يوم دراسي أن يسألوا الطلاب عن حالتهم المزاجية، ومساعدة الطلاب على التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها.
- يمكن للمعلمين تخصيص وقت من أجل المناقشة في الفصل حول المشاعر المختلفة، ويمكن أن تساعد هذه المناقشات في فهم مشاعر الآخرين، وكيفية التفاعل معها.
- يمكن للمعلم تدريب الطلاب على مهارات حل المشكلات، وذلك لأن هذه المهارات تساعد على حل الخلافات بطريقة صحيحة.
كيف يمكن للطلاب تعزيز الذكاء العاطفي عند أنفسهم؟
يوجد الكثير من الطرق التي يمكن للطلاب تعزيز الذكاء العاطفي لديهم من خلال اتباعها، وفيما يلي سنذكر أبرز هذه الطرق:-
1- فهم مشاعرهم
تعتبر هذه الطريقة أول خطوة من أجل تعزيز الطلاب لذكائهم العاطفي، هو فهم مشاعرهم، وهو أن يكون الطالب على دراية بالمشاعر التي يشعر بها، وقادر على تحديدها وتصنيفها، ويوجد العديد من الطرق لتعلم كيفية فهم هذه المشاعر.
ومن أهم الأمثلة على ذلك ما يلي:
- الانتباه إلى حدسك
عندما تشعر بمشاعر معينة لاحظ كيف يشعر جسمك، فربما تشعر بتوتر في جسمك أو معدتك، أو ربما يحمر وجهك.
- الانتباه إلى أفكارك
في بعض الأوقات قد تفكر بأفكار معينة عندما تنتابك مشاعر معينة، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تفكر بشئ ما يشعرك بالضيق عندما تنتابك مشاعر الغضب.
- الانتباه إلى سلوكك
فقد تتصرف بشكل معين، عندما تشعر بمشاعر معينة، فعلى سبيل المثال يمكن أن تتحدث بصوت أعلى عندما تشعر بالغضب.
2- إدارة مشاعرهم
بعد أن تكون قادر على فهم مشاعرك بطريقة جيدة، يمكنك بعد ذلك تعلم كيفية إدارتها بطريقة إيجابية ، حيث يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها إدارة هذه المشاعر مثل:-
- التنفس العميق
وهو عبارة عن طريقة رائعة من أجل تهدئة نفسك عندما تشعر بالغضب أو القلق.
- ممارسة الاسترخاء
حيث يوجد العديد من تقنيات الاسترخاء المختلفة، والتي يمكن أن تساعدك في إدارة التوتر والقلق، مثل التأمل أو اليوجا.
- التحدث إلى شخص ما
إذا كنت تشعر بمشاعر قوية فتحدث إلى شخص يمكنك الوثوق به، يمكنه أن يساعدك على فهم مشاعرك بطريقة جيدة وبشكل أفضل، هذا بالإضافة إلى أنه يكون قادر على تقديم الدعم الذي يمكن أن تحتاجه في ذلك الوقت.
3- فهم مشاعر الآخرين
من أهم الطرق التي تساعد الطلاب على تعزيز الذاكاء العاطفي هو أن يكون قادر على فهم مشاعر الآخرين بعد أن يكون قد تفهم حقيقة مشاعره بطريقة جيدة، والمقصود بذلك هو أن تكون على دراية بمشاعر الآخرين مثل:-
- الانتباه إلى لغة جسدهم
وتعتبر هي وسيلة مهمة من أجل التواصل الغير لفظي، لاحظ كيف يقف الآخرون، وكيف يتحركون، وكيف يمكنهم التعبير عن أنفسهم جسديا.
- الانتباه إلى تعبيراتهم الوجهية
وهي عبارة عن مجموعة من تعبيرات الوجه، وهي طريقة أخرى ومهمة من أجل التواصل الغير لفظي، لذلك لاحظ ما يمكن أن تقوله تعبيرات وجه الآخرين.
4- الاستماع بنشاط
من أهم الطرق التي يمكن أن تساعد الطلاب على تعزيز الذكاء العاطفي لديهم هو الاستماع بنشاط، وهو مهارة رائعة من أجل فهم مشاعر الآخرين، فعندما تسمع باهتمام فأنت تركز على ما يمكن للآخرين قوله، ويظهر لهم أنك مهتم بما يقولونه.
5- استخدام ذكائهم العاطفي
عندما تفهم مشاعرك ومشاعر الآخرين يمكنك استخدام هذه المعلومات من أجل التواصل والتفاعل بشكل فعال.
فعلى سبيل المثال إذا كنت تشعر بالغضب يمكنك استخدام ذكائك العاطفي من أجل إدارة غضبك بالشكل الصحيح، وفهم مشاعر الآخرين، وبناء علاقات قوية معهم.
ما هي التحديات التي تواجهها المدراس في تعزيز الذكاء العاطفي في التعليم؟
يوجد الكثير من التحديات التي يمكن أن تواجه المدارس في تعزيز الذكاء العاطفي في التعليم، وفيما يلي سنذكرها:-
-
ضغوطات المناهج الدراسية
تركز المناهج الدراسية التقليدية على المهارات الأكاديمية، وهو ما يتسبب في ترك القليل من الوقت والموارد لتنمية الذكاء العاطفي عند الطلاب.
-
النقص في التدريب للمعلمين
لا يتلقى الكثير من المعلمون في أغلب الأوقات التدريب بشكل كافي على كيفية تدريس الذكاء العاطفي.
-
عدم وجود إطار عمل محدد
لا يوجد إطار عمل متفق عليه، ويكون ذلك من أجل كيفية تدريس الذكاء العاطفي في المدارس.
-
التحيز الثقافي
في بعض الأوقات قد لا تكون المناهح والبرامح التي يتم تصميمها لتنمية الذكاء العاطفي في المدارس ملائمة لجميع الثقافات.
-
الافتقار إلى الدعم المجتمعي
في بعض الثقافات نجد أن الذكاء العاطفي في التعليم لا يحظى بأهمية كبيرة، وهو ما يجعل الكثير من المدارس غير قادر على تطوير مناهجه.
-
الافنقار إلى الموارد المالية
يوجد بعض المدارس التي لا تمتلك الموارد المالية اللازمة من أجل توفير وتطوير برامج الذكاء العاطفي في التعليم.
إقرأ أيضا:- تغلب على الضغط الدراسي وتعامل بطريقة أكثر ذكاءا
ما هي أفضل الممارسات لتعزيز الذكاء العاطفي في التعليم؟
يمكن تعزيز الذكاء العاطفي في المدارس من خلال بعض الممارسات، والتي سنذكر أبرزها فيما يلي:-
-
تهيئة بيئة تعليمية آمنة ومحفزة
يشعر الطلاب براحة أكبر والتعبير عن مشاعرهم بكل حرية عندما يشعروا أنهم في بيئة تعليمية واضحة وآمنة ومحفزة.
ويمكن للمعلمين انشاء هذه البيئة من خلال بناء الثقة مع طلابهم، وتوفير مساحة آمنة للطلاب من أجل المشاركة في الحوار والمناقشة.
-
تعزيز الوعي الذاتي
يساعد الطلاب على فهم مشاعرهم وكيف يمكن أن تؤثر على سلوكهم، ويمكن للمعلمين تعزيز الوعي الذاتي لدى طلابهم من خلال تعليمهم القدرة على تحديد مشاعرهم والتعبير عنها بالطريقة الصحيحة.
-
تطوير تنظيم الذات
يساعد الطلاب على إدارة عواطفهم وسلوكهم بالطريقة الفعالة، ويمكن للمعلمين تطوير وتنظيم الذات من خلال مساعدة الطلاب والتعرف على مشاعر الآخرين ووضع أنفسهم مكانهم.
-
تطوير المهارات الاجتماعية
حيث أن تطوير هذه المهارات يساعد الطلاب على التواصل بشكل فعال وبناء مع الآخرين، ويمكن للمعلمين تطوير هذه المهارات عند طلابهم من خلال مساعدة الطلاب على تطوير مهارات التواصل والقيادة على حل المنازعات .
عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول كيف يمكن تعزيز الذكاء العاطفي في التعليم، وذلك من خلال ذكر الطرق التي يجب أن يقوموا بها المعلمين، والطلاب من أجل تحقيق ذلك، وأهم التحديات التي تواجه المدارس لتحقيق ذلك.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث