قصيدة لا تيأس : القصيدة التحفيزية الأولى فى الشعر التنموي | كلمات سامح عبد الهادي

قصيدة لا تيأس – كلمات سامح عبد الهادي

قصيدة تحفيزية من أشهر قصائد الشعر التنموي

---

لا تيأس…!

مهما زاد الجرح عمقا وألم

مهما زادت القيود وجف القلم

مهما انهارت الأحلام وأمست عدم

فالليل مهما طال سيزول العتم

لا تيأس…!

فليس الكون ما تراه عيناك

إنظر إلى بعيد .. إلى الطير هناك

تعلـَّم الحرية وافتح للدنيا يداك

وابحث فى تلك الحياة عن دنياك

لا تيأس…!

إن جفـّـت الأوراق الخضراء

وماتت الأزهار الملساء

لا تحزن .. سيعود الربيع

ويعيد الشمس والهواء

لا تيأس…!

ليس الفشل نهاية المصير

فالنجاح يعلمك شيئا

والفشل يعلمك الكثير

وإن ضاقت بك الأرض.. تعلم أن تطير

لا تيأس…!

ولا تجعل نفسك على هامش الحياة

لا ترضى من الجبل دون أعلاه

إنما العمر أيام قليلة

لا وقت لسرد الهم وشكواه

لا تيأس…!

فمهما علا الموج سيعود للماء

ومهما علت النار آخرها هباء

الدنيا لا تدوم على حال

فكما جاء البرد سينتهى فصل الشتاء

لا تيأس…!

كل هذا الظلام قد تبدده شمعة

وكل هذه الدنيا لا تستحق دمعة

وانظر .. قد أعطاك الله ألف نعمة

فافتح قلبك للدنيا واعطيها بسمة

لا تيأس…!

ولا تبحث فيما هدمته الأيام

فالأنقاض لا تبنى إلا أوهام

اترك الماضى واذهب إلى النور

ولا تبكى على ما ضاع منك فى الظلام

لا تيأس…!……….

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف سامح عبد الهادى

---

---

تحليل ونقد قصيدة “لا تيأس” لسامح عبد الهادي:

الموضوع العام:

تدور القصيدة حول موضوع الأمل والتفاؤل وعدم الاستسلام لظروف الحياة الصعبة. تُقدم القصيدة رسالة قوية تدعو إلى التشبث بالأمل والنظر إلى الجوانب المضيئة في الحياة، مهما اشتدت الصعاب وتراكمت الهموم.

البناء الفني والأسلوبي:

• التكرار: يُعد تكرار عبارة “لا تيأس” هو العنصر الأبرز في القصيدة. يعمل هذا التكرار على ترسيخ الفكرة الأساسية في ذهن القارئ، ويُضفي على القصيدة إيقاعًا موسيقيًا مميزًا. يُمكن اعتبار “لا تيأس” بمثابة لازمة موسيقية تُردد في كل مقطع، ما يُساهم في خلق جو من الإصرار والثبات.
• التشبيهات والاستعارات: تستخدم القصيدة عددًا من التشبيهات والاستعارات البسيطة والواضحة لتقريب المعنى وتوضيحه، مثل تشبيه الليل بالعتمة، وجفاف الأوراق بموت الأزهار، وارتفاع الموج بعلو النار. تُساهم هذه الصور الشعرية في إثراء النص وجعله أكثر تأثيرًا.
• اللغة: تستخدم القصيدة لغة بسيطة وسهلة الفهم، تخاطب الوجدان مباشرة. تتجنب القصيدة التعقيد اللغوي أو استخدام المفردات الغامضة، ما يجعلها قريبة من عامة الناس.
• التنوع في الصور الشعرية: تُنوع القصيدة في استخدام الصور الشعرية، فتنتقل بين صور طبيعية (كالليل والطيور والأزهار والربيع) وصور حسية (كالجرح والألم والقيود) وصور معنوية (كالأحلام والفشل والنجاح). يُساهم هذا التنوع في خلق تجربة قرائية متكاملة.
• القافية الموحدة: تعتمد القصيدة على قافية موحدة في أغلب الأبيات، ما يُضفي عليها إيقاعًا موسيقيًا منتظمًا.

تحليل الأفكار:

تتنوع الأفكار التي تُطرح في القصيدة، وتُمكن تلخيصها فيما يلي:

• مواجهة الصعاب: تؤكد القصيدة على حقيقة أن الحياة مليئة بالصعاب والتحديات، وأن الألم والفشل جزء منها.
• قوة الأمل: تُشدد القصيدة على أهمية التمسك بالأمل وعدم الاستسلام لليأس، مهما بدت الظروف قاتمة.
• النظر إلى المستقبل: تدعو القصيدة إلى النظر إلى الأمام وعدم الانغماس في الماضي وأحزانه.
• استلهام العبر من الطبيعة: تستخدم القصيدة صورًا من الطبيعة كأمثلة على التجدد والتغير المستمر، كعودة الربيع بعد الشتاء وانحسار الموج بعد ارتفاعه.
• قيمة الفشل: تُبرز القصيدة أهمية الفشل كجزء من عملية التعلم والنمو، وأن الفشل يُمكن أن يُعلّم الإنسان أكثر من النجاح.
• اغتنام الحياة: تُحث القصيدة على اغتنام أيام العمر القصيرة وعدم إضاعتها في الهموم والشكوى.
• الامتنان للنعم: تدعو القصيدة إلى النظر إلى النعم التي أنعم الله بها على الإنسان وشكره عليها.

نقاط القوة:

• بساطة اللغة وسهولة الفهم: تُمكن هذه البساطة القصيدة من الوصول إلى شريحة واسعة من القراء.
• قوة الرسالة الإيجابية: تُقدم القصيدة رسالة أمل وتفاؤل قوية تُلامس الوجدان.
• التكرار المؤثر لعبارة “لا تيأس”: يُساهم هذا التكرار في ترسيخ الفكرة الأساسية في ذهن القارئ.

نقاط الضعف:

• بساطة الصور الشعرية: على الرغم من أن بساطة الصور الشعرية تُساهم في سهولة الفهم، إلا أنها قد تُعتبر أيضًا نقطة ضعف، حيث أن القصيدة لا تُقدم صورًا شعرية عميقة أو معقدة تُثير الخيال بشكل كبير.
• السطحية في معالجة بعض الأفكار: تُعالج القصيدة بعض الأفكار بشكل سطحي، دون الخوض في تفاصيلها أو تقديم تحليل عميق لها.

الخلاصة:

تُعتبر قصيدة “لا تيأس” قصيدة تحفيزية تُقدم رسالة أمل وتفاؤل قوية بأسلوب بسيط وواضح. تُناسب القصيدة جمهورًا واسعًا من القراء، خاصةً أولئك الذين يمرون بظروف صعبة أو يشعرون باليأس. على الرغم من بعض النقاط التي يُمكن اعتبارها نقاط ضعف، إلا أن القصيدة تُحقق هدفها في بث روح الأمل والتفاؤل في نفوس القراء.