طرق الحوار مع الطفل
كتبت : د. رشا نور الدين
الحوار هو مدلول وجسر العلاقات الإنسانية
وللحوار عدة طرق واساليب ولعل اهمها فيما يخص تعاملنا مع ابنائنا
1- التحاور للتعلم:
هذه الطريقة هي الأكثر شيوعا بين الآباء والمربين لأن معظمهم يرى أن مهمتهم الأولى في حياة الطفل هي تعليمه وإرشاده .ولكن التربية تعليم وتوجيه وإرشاد …
ولكي يكون الحوار للتعليم حوارا هادفا فعلينا
مثلا : عندما أريد تعليم ابني شيئا ، لا أقول له : دعني أشرح لك ، انتظر أشرح ،هذا غباء منك …
بل أقول : اعطني فرصة ، أوضح لك …وأثني عليه
مثلا : هذا اختيار رائع ، جيد جدا ، هذذا أفضل من سابق ….
هذا هو الأمر المطلوب . مع ملاحظة نبرة الصوت ، ملامح الوجه ، طريقة الإلقاء …
متى نستخدم التوجيه ؟
في ثلاث مواطن :
عند التنبيه :
مثلا : في طريق الطفل إلى المدرسة قد يمر ببعض المخاطر ممكن أنبهه تنبيها معينا [ انتبه لطريق السيارات وأنت تقطع الطريق
عند التصحيح :
عندما الطفل يخطئ في أي عملية أو مهارة يؤديها أحتاج للتوجيه أصحح له هذا الخطأ سواء كان لفظيا أو حركيا
عند النصح :
سواء كان مباشرا أو غير مباشر، وخصوصا الأطفال من سن 5 إلى 9 سنوات لا نستخدم التوجيه بل نستخدم التلميح
. متى نستخدم الأوامر ؟
إذا كان هناك شيء مهم جدا .
مثلا : موعد النوم بعد العاشرة مساء ، ما في تلفاز ولا جلوس… إلى الفراش ، هذا الأمر لا يحتاج مني أطلب من ابني أو أشجعه أو ……..
هذه قاعدة لا تكسر، أمر مثل موضوع الصلاة ، العبادات ،
هناك أمور لا ينفع فيها الحديث أو المناقشة بل تحتاج إلى أمر مباشر وحزم بدون تردد
2- التحاور للتعاطف :
التعاطف نوعين
– مشاعر بدون وعي
مثلا :عندما يأتي الطفل شاكيا باكيا من المدرسة أن معلمه ضربه ، الأم ماذا تفعل في هذا الأمر ؟ تحتضن الطفل وتقول : لماذا تضربك المعلمة، مين فاكرة نفسها ………. بدون ما تسمع او تفهم لماذا ضرب ، تأخذ موقف وتبدأ تتوعد وربما تذهب للمدرسة .. . هذا التعاطف اسمه تعاطف سلبي غير مرغوب فيه بالمرة
– وعي بدون مشاعر
عندما يكون التعاطف حقيقة بلا مشاعر بمعنى أنك تسمعين مثلا لشكوى ابنك لكن لا تشاركيه مشاعره . وأيضا هذا الحوار من التعاطف سيء جدا
هذا الأمر لا بالإيجاب ولا بالسلب ، لا نريد مشاعر بدون وعي ولا نريد وعي بدون مشاعر ، علينا بالتوسط
متى يكون التعاطف إيجابيا مع الأطفال ؟
عندما يخفف هذا التعاطف الضغط النفسي على الطفل تحتاجين كمربي الى استيعاب الموقف ، الاستماع إلى ملابسات الأحداث ، طرح حلول من شأنها أن تخفف الضغط النفسي على الطفل ، في نفس الوقت شاركيه مشاعره : أنا أشعر أنك مستاء من كذا وكذا ، ما رأيك نفعل كذا وكذا ….
فبالتالي علينا أن نستمع لأبنائنا بشكل فعال ، علقي على ما يقول ، اسألي طفلك حتى تفهمين الأمر فهما سليما ، استمعي لابنك جيدا .
لا حظي كل تعبيرات وجهه، طريقته ، حدة صوته ، درجة انفعاله .
هذا أمر مهم جدا لأن الكلمة تنقل فقط 20% من المعنى المراد ، ولكن 80% من التعبيرات لأعضاء الجسم ، الوجه خصوصا ، . هذا يسمى اصغاء بالحواس والمشاعر .
كرري كلمة : لماذا ؟ ..
حتى تتأكدي أنك فهمت بشكل صحيح .
اسألي الطفل عن ملابسات الحدث أو الموقف ، ثم شاركيه إحساسه بأن تضعي نفسك في هذا الموقف وتذكرين له موقفا مشابها حدث معك في نفس عمره
ثم بعد ذلك ساعديه على كيفية التعافى من هذا الموقف
3- حوار للتشجيع أوالثناء :
هذا الحوار مهم جدا ، وهو من أهم الطرق لإبقاء السلوكيات سليمة لدى الطفل، مهم جدا أننا نثني على فعل الطفل لأن هذا الثناء يجعل من هذا السلوك عادة ، فلا نضيع هذه الفائدة ،
فمثلا عندما يفعل الطفل شيئا معينا ، وأنت تجاهدين حتى يصل إلى مستوى معين ، وحين يصل إليه الطفل تأتي الأم بردة فعل فتقول : أخيرا فعلتها ولكن بعد نفاذ صبري ….
هذا سيء جدا
لكن امدحي : ما شاء الله تبارك الله ، كنت متأكدة من قدراتك على فعل ذلك ، من ذكائك ….
قيمي جهده ولا تفرطي في الثناء ، اعطي الجهد جقه في الثناء ….
4- التحاور للتفاوض
متى نتفاوض مع الأبناء ؟
التفاوض عادة يستخدم مع الأبناء عندما يكون هناك رغبة في الحصول على المزيد من الحرية من قبل الأبناء :
أجيانا يرغب في قضاء وقت مع أصدقائه ، يسهر أمام التلفاز مع الأسرة ..
عندما يريد الطفل الحصول على الحرية أو على شيء هذا وقتك الذهبي حتى تتفاوضي معه على ما تريدين إن كان يعاند في القيام به.
عليك تعليمه ان كل حرية يقابلها مسؤولية هذه قاعدة في التفاوض بفاعلية
كوني مستعدة للتكيف مع رغبات طفلك الممكنة و كيف تتعاملين معها وفي نفس الوقت لا تتواني عن محاسبة المسؤول أن أخطأ .
بعد التفاوض إن أخطأ أحد يجب معقابته ،و محاسبة
ليس هناك تساهل فنحاسب المخطئ ونكافئ المحسن ، وما في سن محددة الكل يتفاوض .
5- الأوامر والنواهي :
نستخدم الأوامر والنواهي غالبا في وقت الخطر أو عدم الاستعداد لإبداء الأسباب أو التفاوض أو قبول البدائل .
من الأفضل عندما تتكلمي معه في التحاور / الأمر والنهي / لا تقولين : ماذا قلنا ؟
بل تقولين : أعرف أنك لا تحبذ هذا الأمر ولكن القاعدة تقول كذا وكذا
هذه الطرق الخمسة تمثل جسرا للوصول إلى الأبناء كلما استخدمنا عددا أكبر منها زادت الجسور وزادت احتمالات الوصول إليهم
أنه من أجل أن نحاور الأبناء في جميع الأمور علينا أن نسألهم ، فأحيانا تكون لديهم مشاكل لا يفصحون عنها
مثلا : لماذا لم تأكل طعام الإفطار ؟
لماذا أنت حاد المزاج ؟
لماذا أنت غاضب ؟
نحاول أن نتودد إليهم بالسؤال التفقدي لأن من الخطأ إهمال الطفل أثناء محاورته للمربي
مثلا عندما يأتي الطفل للتحاور معي أقول له أنا منشغلة الآن ، أترك هذا الكلام ، إذهب واحضر كذا … ====
يجب أن أصغي باهتمام دون مقاطعته .
فالحوار يعلم الطفل :
*طلاقة الكلام وحسن النطق
* تقوية الذاكرة
* يساعده على ترتيب الأفكار
* يمرنه على الإصغاء والفهم وتنمية شخصيته
* الاستماع للحديث
* كيفية طرح السؤال وتقديم الإجابة
علينا أن نفهم حديث الطفل لأنه فن قائم على قواعد ورموز خاصة ، فالأطفال نادرا ما يطرحون أسئلتهم بسذاجة لأنهم يقصدون ما وراء معاني الكلمات ،
يعني لو طفلك طرح سؤال لا تظنين أن هذا الطفل صغير وأن هذا سؤال تلقائي ، لا أبدا ، لأن الطفل يقصد ما وراء المعاني ، وهذا الأمر يتطلب مهارة عالية من الآباء والمربين لفهم هذا السؤال وفهم المغزى منه خصوصا الأطفال الصغار الذين لا نلقي لهم بالا، مثل سن الأسئلة الحرجة ـ من 3 إلى 6 سنوات ـ الأطفال عندهم فضول وحب الاستطلاع ، رأى شيئا معينا ويبحث عنه ، هذا الأمر يتطلب منا مهارة كي نفهمه ختى نصل إلى إدراك الحاجة عندهم ونشبعها وبالتالي تفتح نفوسهم ويكون نوع من التواصل كبير جد
لا تنس إضافة مشاركتك الخاصة .. رأي أو إضافة أو سؤال .. تعليقك فى كل الأحوال سيكون دعما للمحتوى.
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
مستشارة ارشاد اسري وعلاقات انسانية ، مدربة معتمدة دوليا ومحاضرة في العديد من مراكز العمل الاجتماعي وعضو هيئة تدريس في العديد من الجامعات والمعاهد أون لاين