التعلم الذاتي يحتاج للكثير من التحفيز وتحدي العوائق
كتبت: ياسمين ياسر
كيف تتغلب على عوائق التعلم، هذا الحاجز الذي يقف بينك وبين الوصول إلى ما تريد، فالعوائق تحيط بنا من كل مكان، وتختلف بإختلاف الأشخاص ولكن يبقى السؤال المشترك بيننا هو كيفية التعامل معها، والتغلب عليها بشكل يدفعنا للأمام قبل أن نتعرض إلى تأثيراتها السلبية علينا.
- معيقات التعلم
لذلك سنتعرف سويا على أهم العوائق التي تواجهنا في التعلم الذاتي والتعلم الأكاديمي والتعلم الإلكتروني، ومحاولة حلها بطريقة تتناسب مع ظروفنا المحيطة بدون التعرض إلى أضرارها.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
كيف تتغلب على عوائق التعلم الذاتي؟
التعلم الذاتي هو محاولة الإنسان للتطوير من مهاراته، والتعرف على أشياء جديدة، ولأن التعلم الذاتي لا يحتاج إلى إشراف من شخص أو مؤسسه، فقد تتعرض إلى بعض العوائق في الطريق التي تؤثر عليك بالسلب وتمنعك من الإستمرار، ولذلك سنتحدث عن كل عائق يمكن أن يواجهك في رحلتك وكيفية التغلب عليه.
-
الوقت
قد تجد صعوبة في الإستمرار في تعلم شئ لفترة زمنية محددة؛ بسبب إمتلاء الوقت بأنشطة ومسؤوليات أخرى عليك إتمامها، ولكي تتخلص من هذه المشكلة، عليك:
- تخصيص وقت ثابت كل أسبوع؛ لتعلم شئ واحد، فتخصيص ساعتين في الأسبوع سيساعدك في المواظبة على المهارة الجديدة التي تريد تعلمها دون التأثير على الأنشطة الأخرى التي أعتدت عليها، وليس بالضرورة أن تزيد من الوقت الذي وضعته للتعلم إذا كنت غير قادر على الإلتزام به.
-
التخطيط
فإذا لم تضع خطة من البداية أو قمت بوضع خطة بالفعل، ولكن حدث خلل بها ستمثل عائقًا لعملية التعلم الخاصة بك، وللتعامل مع هذه المشكلة،عليك:
- أن تكون واعيا بما تمتلك من إمكانيات وقدرات، وما هو المطلوب منك في الفترة القادمة من مسؤوليات، ثم تدوين الأشياء التي تريد تعلمها في ورقة صغيرة مع توزيعها على الوقت الذي تمتلكة والأهداف التي تريد الوصول إليها، قد تحتاج إلى تعديل هذه الخطة إذا وجدت بها أخطاء، لذلك من المهم أن تراجعها بإستمرار.
-
التدريب الفردي
يتعلق التدريب الذي تقوم به بمفردك بإرادتك الداخلية وقدرتك على الإشراف على تقدمك دون وجود مشرف عليك لاسيما إذا كانت الظروف غير مهيأة للتعلم، لذلك يجب عليك:
- التأكد من وجود الشغف إتجاه الشئ الذي تنوي تعلمه؛ لأن الشغف هو المحرك الداخلي الذي سيضمن لك الإستمرار في التعلم لفترات طويلة دون ملل، وإذا كان بإمكانك التعلم مع مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون هذا الشغف سيكون أفضل؛ لأنه سيكون حافز كبير إليك.
- عليك وضع مكافأة لنفسك عند القيام بإنجاز حتى لو كان بسيطًا؛ لأنه سيجدد نشاطك وسيدفعك إلى مزيد من الإنجازات، وإذا كنت تحتاج إلى مساعدة في تقييم إنجازك يمكنك الإستعانة بشخص تثق فيه، كما يمكنه إعطاءك النصائح حول ما تفعله.
-
المشتتات الخارجية
وهذه من أكبر التحديات التي تواجه كل شخص يحاول تعلم شئ جديد والمواظبة عليه، وهذه المشتتات قد تؤثر عليك بالسلب خاصة إذا لم تتعامل معها بشكل سليم، لذلك عليك أن:
- تفصل وقت الشئ الذي تريد تعلمه عن وقت ممارسة أنشطتك المعتادة، حتى لا ينشغل تفكيرك بشئ آخر، وأن تكون على قدر عالي من الإستعداد البدني والذهني، ولا تنسى إغلاق جميع وسائل التواصل الإجتماعي، مثل فيسبوك لتستطيع التركيز بشكل كامل على ما تتعلمه.
- مثلما تحرص على تخصيص وقت للتعلم عليك أيضًا تخصيص وقت للراحة؛ لتستعيد طاقتك الذهنية من جديد ثم تعود لإستكمال ما بدأته، ومن المهم ألا تتخذ وقت التعلم كبديل لوقت الترفيه؛ لأن ذهنك سيكون مشتت حينها.
-
فقدان الشغف
بعد فترة كبيرة من التعلم المتواصل، يمكنك التعرض إلى فقدان الشغف، والكثير منا عرضة لحدوث هذا الأمر نظرًا للظروف التي نمر بها في مراحل حياتنا المختلفة، وقد يؤثر على عملية التعلم بشكل كبير، وقد ينتهي الأمر إلى التوقف عنها وليس فقط إعاقة تقدمها وإستمرارها، وحينما ينتابك هذا الشعور لا يجب عليك الإستسلام له، بل إتباع التالي:
- التصالح مع هذه الحالة، وتذكير نفسك بالهدف الذي تريد الوصول إليه حتى يتجدد شغفك مع قراءة الكتب التي تناقش هذه الحالة وطرق الخروج منها.
- أخذ قسطًا من الراحة حتى يرتاح ذهنك، مع محاولة كسر الروتين، وتجديد طاقتك، مثل الذهاب في نزهه والقيام بمغامرة جديدة.
- محاوطة نفسك بالكثير من الأشخاص التي تفكر بشكل إيجابي؛ لأنه بإمكانهم تذكيرك بكل ما تملكه من صفات إيجابية التي ستجدد من شغفك.
إقرأ أيضا: عمل جدول مذاكرة ممتاز للمتفوقين وربطه بالموبايل
كيف تتغلب على عوائق التعلم الأكاديمي؟
معوقات التعلم الأكاديمي المتمثلة في صعوبة تلقي المعلومة أو إستيعابها أو وجود مشكلة في التواصل والتعبير أو حتى صعوبة التركيز والإهتمام، كل هذه المعوقات وأكثر تختلف مسبباتها ما بين عوامل وراثية وعوامل بيئية تؤثر على نشأة الفرد، فينتج عنها مشاكل أخرى، مثل قلة الثقة في النفس، وضعف الشخصية، وعدم القدرة على تحقيق النجاح الأكاديمي.
أهم 5 خطوات للتغلب على عوائق التعلم الأكاديمي
بعد التأكد من وجود هذه المشكلة عند الطالب من خلال التشخيص السليم، عليك إتباع هذه الخطوات العملية لتحقيق نتائج فعالة، وهي كالتالي:
- إستخدام طرق فعالة في التدريس
ومن الإستراتيجيات التي يمكنك إتباعها، أن تتعرف على إحتياجات الطالب وتقوم بإستخدام أساليب متنوعة تتناسب معها، فمثلا هناك العديد من الطلبة التي تحب الطرق البصرية، مثل الصور، والرسوم، ويمكنك إضافة المزيد من الحركة والأصوات؛ لتصل الفكرة بشكل ينمي مهاراتهم.
- شرح المعلومات بطريقة بسيطة ومنظمة مع تقديم الملاحظات
ويتم ذلك من خلال تبسيط المفاهيم المعقدة بإستخدام الرموز والشرح المرئي، التي تعزز وصول المعلومة للطالب وفهمها، بالإضافة إلى تقنيات التقييم التي تساهم في تحسين آدائهم.
- الحرص على التعاون وتعزيز العمل الجماعي
يساعد التعاون والعمل الجماعي في خلق حالة من الإيجابية للطلاب، مما يساهم في تطوير مهارات التواصل لديهم، وتعزيز قدرتهم على حل المشكلات عن طريق تبادل الأفكار بينهم.
- تقديم دعم وتوجيه لكل طالب
وهذا الدعم المقدم للطالب عند مواجهته لأى صعوبة يتمثل في عمل جلسات تعليمية مع توفير الموارد اللازمة؛ لتحسين مهاراتهم في المناطق الضعيفة لديهم، بالإضافة إلى النصائح والإستشارات التي تساهم في توجيههم بشكل صحيح.
- توفير الإستشارات الأسرية والمجتمعية للطالب
من المهم أن تتواجد علاقة قوية بين الطالب والمدرسة؛ لمتابعة تقدمه، بالإضافة إلى الموارد التعليمية التي توفر له الدعم الذي يحتاجه ولا تقتصر هذه العلاقة على المدرسة فقط بل يجب ألا تهمل الأسرة دورها في تشجيع الطالب وتقوية ثقته بنفسه مهما كانت التحديات التي يواجهها.
إقرأ أيضا: تعلم مهارة القراءة التصويرية .. التي تفوقت على القراءة السريعة
كيف تتغلب على عوائق التعلم الإلكتروني؟
التعلم الإلكنروني من الأمور الحديثة التي أثرت على العملية التعليمية بشكل إيجابي، ولكن المتعلم قد يواجه بعض المعوقات أثناء التعلم، مثل عدم التدريب الجيد على إستخدام الإنترنت والكمبيوتر في الجانب التعليمي، وضعف إستجابة الطالب في هذا النوع من التعلم، وعدم وجود الحوافز، ولحل هذه المشكلة، علينا:
- توعية الطلاب بفوائد التعلم الإلكتروني وتدريبهم عليه بإستمرار، كما يجب العمل على تقديم محتوى جيد بطرق مبتكرة ومتنوعة.
- الحرص على تقييم إستجابة الطالب للمعلومات المقدمة من خلال الطرق التفاعلية الحديثة التي يمكن للمعلمين تطبيقها.
- التأكد من المحتوى التعليمي المقدم وأنه يسير وفق الخطة الموضوعة، مع إتاحة فرصة للطالب في البحث عن المعلومات.
- العمل على حل المشكلات المتعلقة بالإنترنت والتي يمكن أن تعيق الطالب عن متابعة دروسه.
كيف تتغلب على عوائق التعلم، فعوائق التعلم من الأمور الضرورية التي يجب علينا السعي إلى حلها فور ظهورها، لذلك تحدثنا عن العوائق، التي تواجه الطالب عند محاولة تعلم شئ جديد، وطرق التعامل مع كل منهم بطريقة صحيحة، وعن العوائق التي يواجهها الطالب في حياته الدراسية، وعند التعلم الالكتروني، وأهم الطرق العملية التي تساعده في التعامل معها بشكل صحيح.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
طالبة بكلية الصيدلة وكاتبة محتوى تسعى دائما نحو الثراء المعرفي في كافة المجالات ونشر هذه الثقافة في المجتمع