القراءة التصويرية والقراءة القافزة و اللمحية والمتسارعة
تعلم خطوات تنفيذ القراءة التصويرية
كتبت:- آية مصطفى
القراءة التصويرية، هي إحدى أنواع القراءة التي تجاوزت القراءة السريعة بمراحل، فهي تكتشف القدرات والمهارات الكامنة لدى القارئ وتطورها.
بما أننا نعيش الآن عصر المعرفة والمعلومات، فنحن نحتاج دائما إلى اكتساب خبرات ومهارات جديدة لنواكب العصر ونتمكن من متابعة هذه المعلومات والتعامل معها.
حيث تساهم القراءة التصويرية بشكل كبير في تحقيق ذلك فهي تتعامل مع العقل البشري مباشرة، وهي موضوع هذه المقالة، فلنتابع سويا.
ما المقصود بالقراءة التصويرية؟
هي إحدى أنواع القراءة التي تتميز بالسرعة العالية جدا، حيث يكون بمقدرة القارئ قراءة كتاب كامل يتجاوز 200 صفحة في أقل من ساعة مع التركيز والدقة العالية في القراءة.
فهي مهارة مهمة جدا يمكنك تعلمها وإتقانها بسهولة مع الوقت، حيث توجد دورات لتعليمها، ويتمكن المشارك بها بعد الانتهاء من المحاضرة وتطبيق التمارين أن ينهي كتاب أو مقرر دراسي في يوم، حيث يتولد لديه حب القراءة من خلال متابعة هذه الدورات.
وبما أننا نعيش في عصر السرعة، يتطلب ذلك تعلم المهارات المختلفة لمواكبة العصر والقدرة على مواجهة التحديات وتحصيل أكبر كم من المعلومات والاستفادة منها في أقل وقت ممكن وهذا ما تفعله القراءة التصويرية فهي من أهم المفاتيح التي يجب عليك تعلمها.
حيث أنها تساهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الاتصال لديك وفهم العالم من حولك، كما أنها لم تقتصر على تسريع القراءة فقط، لكنها تعتمد على زيادة سرعتها في كل مرة عن المرة التي قبلها.
التعريف العلمي للقراءة التصويرية
تعرف القراءة التصويرية بأنها أسلوب وطريقة جديدة للقراءة، والتي تدمج العديد من الاكتشافات التي تتعلق بدراسات المخ والأعصاب والعلوم النفسية.
حيث تكون قادر على قراءة حوالي 25 ألف كلمة في الدقيقة الواحدة، ويشير ذلك إلى إمكانية تصوير الكتاب أو الرواية ذهنيا في خمس دقائق.
ماهي خطوات تنفيذ القراءة التصويرية؟
توجد عدة خطوات تساعدك في تعلم القراءة التصويرية بسهولة وهي كالآتي:-
أولا التحضير والإعداد
تعد تهيئة النفس للقيام بنشاط معين طريقة جيدة للحصول على أفضل النتائج، لذلك عندما تريد قراءة كتاب ما عليك تهيئة نفسك لذلك و تحديد هدفك من القراءة حيث يزيد ذلك من التركيز والقدرة على الاستيعاب.
مرحلة الإعداد والتحضير هي خطوة بسيطة ولكنها مهمة و فعالة وأساسية في القراءة، حيث تدور جميع خطوات القراءة التصويرية حولها.
كيف يمكنني التحضير للقراءة؟
توجد عدة خطوات تساعدك في مرحلة الإعداد وهي:-
1- تحديد الهدف
عند تحديد الهدف من القراءة، تكون نسبة الاستيعاب للكتاب أعلى، فالهدف هو المحرك والدافع للقراءة التصويرية، فكلما كان هدفك قويا، كلما كان جسمك وعقلك نشيطا وأكثر تركيز واستعداد.
يمكنك تحديد هدفك عن طريق طرح بعض الأسئلة، فعندما تختار كتاب معين لقراءته اسأل نفسك لماذا هذا الكتاب وما وجه الاستفادة منه وأهميته وهل يضيف لك شيئا، هل تريد قراءته بشكل تفصيلي أم تكتفي بالفهم العام للموضوع والمعلومات.
كما يمكنك تحديد الوقت المطلوب لتحقيق هدفك من القراءة، حيث أن تحديد وقت معين يجعلك أكثر اهتمام بالموضوع ويزيد من تركيزك.
2- الدخول في حالة أو وضع الاستفادة والتعلم
عندما تقرأ باهتمام وفاعلية قد يكون جسدك مسترخيا ويكون عقلك يقظا، وإذا استطعت الحفاظ على حالة الاسترخاء تكون قدرتك على الفهم والاستيعاب والحفاظ على المعلومات واسترجاعها بسهولة أكبر.
يمكنك الدخول في وضع التعلم وحالة الاسترخاء بسهولة من خلال تمرين التركيز والمقصود هو وضع الكتاب أمامك وتهيئة نفسك مع الاسترخاء لمدة خمس دقائق أو أكثر قبل البدء بالقراءة.
اقرأ أيضا:- كيف تتعلم القراءة السريعة مع التركيز
ثانيا النظرة الشاملة
المقصود من هذه الخطوة هو تكوين فكرة شاملة عن الكتاب، حيث يستوعب العقل البشري الأنماط التي تكون مألوفة لديه فقط، فكلما زادت معرفتك بالنصوص المكتوبة أكبر كلما كان استيعابك لها أكثر.
تتكون خطوة النظرة الشاملة من ثلاث مراحل هي:-
1- القراء الأولية
عليك أولا قراءة المادة المكتوبة وهي القراءة الأولية للكتاب للتعرف عليه، وعند قراءة المادة المكتوبة تقوم بقراءة الآتي:-
- الصفحة الأمامية للكتاب ويوجد بها اسم المؤلف والعنوان الرئيسي للكتاب وصورة الغلاف ودار النشر.
- الصفحة الخلفية للكتاب.
- المقدمة والخاتمة.
- فهرس أو جدول المحتويات.
- الملخصات والأسئلة إن وجدت.
- العناوين الرئيسية والفرعية.
- النصوص المكتوبة بخطوط عريضة والجداول والرسومات والخرائط إن وجدت.
تساعدك القراءة الأولية في معرفة محتوى الكتاب، كما يمكنك الحصول على المعلومات التي تبحث عنها من خلالها، ولكن لا تهدر الوقت في القراءة الأولية.
فعند قراءة الكتب يكفيك 8 دقائق، وعند قراءة الروايات والمقالات القصيرة يكفي أن تكون مدة القراءة الأولية 30 ثانية.
ومن أهم مميزات القراءة الأولية أنها تعزز الذاكرة طويلة المدى حيث أنها تساعدك في تصنيف واستيعاب النصوص التي تقرأها، كما أنها تساهم في بناء تصور ذهني لها.
2- استخراج الكلمات المفتاحية أو الرئيسية
الكلمات المفتاحية هي الكلمات المكررة في النص والتي تكون واضحة بالنسبة للقارئ، فهي التي تقدم فكرة الموضوع والتي يمكنك فهم النص من خلالها.
حيث أنها تساعد العقل الواعي في صياغة وتحضير الأسئلة للعقل الباطن ليبحث عن الإجابات لها، كما أنها تصبح هدف بالنسبة للدماغ عند تطبيق القراءة التصويرية.
يمكنك ملاحظة الكلمات الرئيسية بسهولة عند ملاحظة تكرارها في فهرس المحتويات وعند قراءة كتاب معين عليك أولا تحديد من 15 إلى 20 كلمة مفتاحية حتى تتمكن من فهمه والوصول إلى المعاني المطلوبة منه.
3- المراجعة
المراجعة هي المرحلة الأخيرة في النظرة الشاملة وهي أهم خطوة، فبعد أن أتممت القراءة الأولية وأخرجت الكلمات المفتاحية عليك بمراجعة ما توصلت إليه.
وأن تسأل نفسك هل تكتفي بالفكرة العامة التي كونتها عن الموضوع أم تكمل القراءة، وهل هذا الكتاب يحقق هدفك ومناسب لك أم تبحث عن كتاب آخر يفيدك بشكل أفضل.
فمن الممكن بعد الانتهاء من خطوة النظرة الشاملة أن تقرر أنك لا تكمل القراءة وأن تبحث عن معلومات جديدة في كتب أخرى لإشباع رغباتك.
ثالثا القراءة التصويرية
تعتمد القراءة التصويرية على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات والبيانات على مستوى العقل الباطن، حيث أنها توفر فرصة حقيقية لاكتشاف القدرات والمهارات الذهنية.
خطوات ومراحل تنفيذ القراءة التصويرية
1– الإعداد
يتم في هذه الخطوة الإعداد للقراءة التصويرية واتخاذ بعض القرارات مثل، تحديد المادة التي تحب قراءتها باستخدام القراءة التصويرية مع توضيح هدفك من قراءتها بهذه الطريقة، ثم وضعها أمامك وتحديد وقت لقراءتها.
2- الدخول في وضع التعلم السريع
في مرحلة الإعداد يتم الدخول في حالة التعلم وهي وضع اليقظة المسترخية، قبل أن تلقي نظرة شاملة على الكتاب، وفي وضع التعلم السريع عليك القيام بالتجربة، وهي الحالة التي يتم فيها الوصول إلى القدرات العقلية الواسعة وزيادة الاستعداد للقراءة والتعلم.
3- الأثر والنتيجة والتأكيدات
تؤثر الأفكار في عملية إتمام القراءة أو إعاقتها، فعندما تكون أفكارك إيجابية تسرع في القراءة وتنهي الكتاب بسهولة، ولكن عندما يحمل الشخص أفكار سلبية قد تعيقه عن إكمال قراءته.
حيث تساعد الأفكار الإيجابية في تطوير المهارات والوصول إلى النتائج المطلوبة، كما أنها تسمى التأكيدات، فهي تساعد في توجية النصوص التي تقرؤها باستخدام القراءة التصويرية إلى العقل الباطن.
4- النظرة التصويرية
تعتمد النظرة التصويرية على استخدام حاسة البصر في إدخال المعلومات إلى العقل الباطن، حيث تتعلم في هذه الخطوة كيفية استخدام النظام المرئي بطريقة مختلفة عن القراءة التقليدية.
حيث تلقي نظرة خاطفة على الصفحة كلها بدلا من التركيز على مجموعات الكلمات، وأساس النظرة التصويرية هو الاعتماد على استخدام العين بطريقة جديدة تسمى النظر بعيون ناعسة.
5- الحفاظ على حالة الإيقاعية الثابتة عند تقليب الصفح
المقصود هنا هو قلب الصفح بانتظام كل ثانيتين مثلا، ولكي يمكنك المحافظة على وضع التعليم السريع عليك اتباع الخطوات الآتية:-
- الجلوس في وضع مريح ومنفتح مع وضع قدميك على الأرض.
- التنفس بعمق وانتظام.
- قلب الصفحات في إيقاع ثابت ومنتظم وليكن كل ثانية أو ثانيتين.
- إلقاء نظرة واسعة على كل صفحتين مفتوحتين.
- الاسترخاء والدندنة مع التكرار عند تقليب الصفحات.
- طرد الأفكار السلبية والابتعاد عن عوامل التشتيت.
رابعا مرحلة التنشيط
هي خطوة مهمة جدا يتم فيها تنشيط العقل، حيث تقوم فيها ببناء مستويات عالية من الفهم الواعي، فهي توفر لك الإدراك الكافي الذي تحتاجه لتحقيق هدفك و الإحساس بالألفة عند القراءة وتحقيق المعرفة.
أنواع التنشيط
يوجد نوعان للتنشيط هما:-
- التنشيط التلقائي أو اللاإرادي:- وهو نتوصل إليه دون جهد منا، عندما نصل لحل مشكلة ما فجأة أو تتذكر اسم كتاب أو شخص لم تراه منذ زمن، وهو مرتبط بالخبرات السابقة والنماذج العصبية التي توجد بالفعل في الدماغ.
- التنشيط الإرادي:- وهو التنشيط الذي يحتاج إلى بذل جهد، فهو يحتاج إلى معلومة او نص مكتوب لاستثارة العقل واسترجاع المعلومات.
اقرأ أيضا:- مهارات القراءة الرقمية وكيفية الاستفادة منها
خامسا القراءة المتسارعة
هي خطوة غير أساسية ويمكن الاكتفاء بالخطوات الأربعة الاولى عند تطبيق القراءة التصويرية، تشبه القراءة المتسارعة هنا القراءة السريعة التقليدية ولكنها تأتي بعد إكمال الأربع خطوات الأولى للقراءة التصويرية، كما تكون السرعة فيها مرنة وتتغير وفقا للمادة المقروءة.
ما الفرق بين القراءة المتسارعة والقراءة اللمحية؟
قد تتشابه خطوات كل منهما ولكن تعرف القراءة المتسارعة بأنها المواصلة في القراءة حتى الانتهاء من الكتاب أو الوصول إلى فصل مهم.
بينما تعرف القراءة اللمحية بأنها خطوة تنشيطية يتم البحث من خلالها عن بعض النصوص التي لفتت انتباهك في البداية.
وهناك فرق آخر بينهما وهو أن القراءة اللمحية تتطلب المحافظة على السرعة العالية ولم تحتاج إلى التنقل بين الصفحات بنظام وترتيب، بينما يمكنك من خلال القراءة متسارعة تقليل السرعة حتى تصل إلى القراءة التقليدية.
ما المقصود بالقراءة القافزة؟
هي أسلوب للقراءة يعتمد على التنقل الخاطف والسريع، كما أنها تحقق دقة مدهشة وسرعة شديدة في فهم الكتب والمواد الطويلة مثل المواد الإخبارية والمواد التعليمية.
وهي تكون بديلة للقراء اللمحية والقراءة المركزة، يعتمد عليها القارئ التصويري للتنقل بخفة عند قراءة كتاب ما، فهي تمنح العقل التحليلي الشعور بالإطمئنان، كما تسمح له بالتنقل بشكل أسرع عبر النصوص، فهي تستخدام خطوات التنقل السريع أو البطيء.
كتب في القراءة التصويرية
تجد بعض الكتب التي تساعدك على فهم القراءة التصويرية بشكل أفضل، كما يمكنك الحصول عليها مجانا من خلال مكتبة كوكب المعرفة:-
قدمنا لكم من خلال هذه المقالة أهم خطوات تنفيذ القراءة التصويرية، يمكنك المشاركة برأيك من خلال ترك تعليقك.