Menu Close

قانون باركنسون – القانون الأهم لإدارة الوقت

قانون باركنسون
قانون باركنسون

قانون باركنسون parkinson’s law

كتب: فاطمة فتحي

انضم لكوكب المعرفة 

نورثكوت باركنسون : هو أحد الباحثين الإيطاليين وقد ُعرف مصطلح “قانون باركنسون” نسبة إليه، ففي سنة ١٩٥٥ نشر باركنسون مقالا على رأسه جملة تقول :

العمل يتوسع لكي يملأ كل الوقت المتاح لإنجازه، وهذا يدعو إلى عدم تخصيص وقت أطول لتنفيذ عمل ما.

وبعد هذا المقال انتشرت مقولته لتكون هي خالصة قانون باركنسون،

فما هو ذلك القانون؟ وما المقصود به؟ وكيف يمكن التخلص منه لإلنجاز أعمالنا اليومية؟

سنتعرف على كل ما يخص ذلك القانون وأهميته وكيفية استغلاله، تابع الموضوع للنهاية.

ببساطة إن قانون باركنسون يعبر عن الأشخاص الذين يستهلكون كل الوقت المحدد لإنجاز مهمة ما حتى إذا لم تكن المهمة تحتاج لكل هذا الوقت،
فمثلا ؛ إذا كنت قد حددت عدد أيام لإنجاز عمل ما بينما العمل لا يحتاج إلا لبضع ساعات فإنك ستلجأ إلى إهدار كل الوقت المتاح حتى الموعد المحدد، أو أن تبدأ في العمل لكن مع التركيز على تفاصيل غير مهمة.

وعلى الجانب الآخر فإنك إذا حددت وقتا أضيق لنفس المهمة فسوف تنجز العمل في وقت مناسب مع التركيز على الأمور الهامة فقط.
وقد أعطي برانكسون في مقاله مثاًلا لمرأة عجوز بأنها عندما تقوم بكتابة خطابا إلى ابن أختها تستغرق يوما كاملا بسبب أنها ليس لديها ما تفعله بقية اليوم، والمقصود هنا ليس سخرية من المرأة العجوز بل هو مجرد مثاًل لتوضيح فلسفة المماطلة التي يتبعها الشخص في إنجاز العمل.

هذا القانون حاز على إعجاب عدد كبير من القراء وقامت على أساسه مناظرات وكتابات عالمية ثم انتشر القانون ليُعرف باسم

قانون باركنسون parkinson’s law

أهمية قانون باركنسون

لقانون باركنسون أهمية كبيرة فلقد سلط الضوء على أحد أهم أسباب التسويف حيث أنه من أسباب تأجيل الأعمال أن الشخص يكون قد حدد وقتا أكبر من الوقت المطلوب لإنجاز المهمة مما يدفعه للمطالة والإعتماد على ما تبقى من الوقت خاصة أن المهمة قد تتم في فترة زمنية قصيرة.

والأصح أن يحدد الشخص الوقت المناسب لإنجاز المهمة بحيث يبدأ في العمل على الفور فيكون مقيدا بوقت المهمة فقط دون وجود فائض زمني بالإضافة إلى ذلك فإن تحديد المدة المناسبة سيحسن من إنتاجية الفرد ويجعله يركز على النقاط الهامة فقط.

فمثلا إذا كان لديك عدد كبير من الرسائل الإلكترونية فسيكون عليك أن تقرأ الرسائل المهمة فقط وتجاهل البقية، أيضا سيكون لديك الوقت لإنجاز المزيد من الأعمال بدلا من عمل واحد.

كيفية الإستفادة من قانون باركنسون في الحياة العملية

يمكن أن تستفيد من قانون باركنسون في حياتك العملية، فبعد أن تعرفت على المقصود بهذا القانون فإنك بالطبع قد حددت إذا ما كانت مشكلة باركنسون تواجهك أم لا ، فإذا كانت تواجهك في إنجاز عملك يمكنك إصالحها من خلال النقاط التالية:

  • قم بكتابة الأعمال التي تود إنجازها على ورقة ثم حدد الوقت الذي تتوقع أن تنتهي فيه.
  • يجب أن يكون الوقت المحدد مناسبا للمهمة، فإذا كان العمل يمكن إنجازه في ساعة واحدة فلا تحدد ساعتين أو أكثر حتى لا تتبع أسلوب التأجيل.
  • عند الشروع في العمل حاول أن تنجز المهمة في نصف الوقت الذي حددته، مع إقناع نفسك أن نصف المدة ستكون كافية لإنجاز العمل.
  • يجب أن تحدد موعد للإنتهاء من العمل وحاول قدر الإمكان ألا تتخطاه.
  • إذا كنت قد خصصت موعد محدد للبدء في العمل فعليك أن تبدأ فور مجيء الموعد حتى لا تبدأ في دوامة التسويف.
  • إذا وجدت أن موعد الإنتهاء قد اقترب فيمكنك تجاهل الأعمال غير الضرورية أو التفاصيل التي لا فائدة منها ، لكن لا تهمل الأعمال الضرورية.
  • لا تعطي فرصة للآخرين لتشتيتك، واصل عملك حتى النهاية.
  • في حياتك وأعمالك اليومية يمكنك أن تبحث عن الأعمال الصغيرة التي لا تحتاج إلى وقت كبير، كأن تتفحص رسائلك أو تمر على شبكات التواصل الإجتماعي، فإذا كنت تستغرق مثال ٢٠ دقيقة كل صباح فعليك أن تقلل المدة إلى ٥ دقائق فقط حتى لا تنشغل عن باقي المهام.
  • ستجد أن تقليل مدة هذه الأعمال سيوفر لديك وقت أكبر لإنجاز الأعمال الهامة مثل رسائل العمل وغيرها.

لماذا يتبع بعض الناس أسلوب “قانون باركنسون” ؟

يرى البعض أن من أسباب التأجيل في العمل طول المدة المحددة
لذلك يقوم بالتركيز على التفاصيل غير الضرورية مما يستغرق وقتا أطول، أو يكون خائفا من تحمل المزيد من الأعمال أو التقليل من أرباح عمله لمجرد أنه أنهاه في
وقت قليل، أو أن يكون ممن يميلون للتكاسل والتقاعس عن الأعمال فيؤجله لمجرد أن هناك وقتا إضافيا فقط.

كيف تتغلب على قاعدة باركنسون
بالطبع إن فكرة قاعدة باركنسون تؤدي إلى إهدار الوقت دون فائدة، لذلك عليك أن تتخلص منها لتستطيع إنجاز مهامك، إليك بعض الخطوات التي تساعدك في التغلب على قاعدة باركنسون:

أولا : إذا كان العمل الذي ستقوم به كبيرا والوقت المحدد له طويل فسيكون من الصعب بل من المستحيل أن تبدأ في الوقت المناسب، لذلك فإن أول خطوات إنجاز العمل هو أن تقوم بتجزئته إلى مهام أصغر،
ستساعدك تلك الخطوة على البدء في العمل مبكرا كما تعتبر حافزا للإنجاز لأنك ستجد
تقدما واضحا كلما أنجزت جزء من المهمة.

ثانيا: يجب أن تجهز كل الأدوات التي تحتاجها حتى لا تشعر بالتشتت أثناء
العمل ثم ابدأ في أقرب وقت ممكن.
ثالثا: حدد الوقت الذي ينتهي فيه العمل وحاول ألا تتجاوزه لكن لا تجعل تركيزك الكلي ينصب في سرعة الإنجاز فيجب أن تضع في اعتبارك أيضا أن تنهي العمل بالجودة المطلوبة.


رابعا: من الأفضل أن تجعل وقت انتهاء العمل موعدا نهائيا وألا تضع وقت للعمل الإضافي حتى لا تدخل في دوامة التأجيل، كما أن الدماغ سيعمل بشكل أفضل عندما يكون لديه خطة منظمة لإنهاء العمل بدلا من العمل بعشوائية.
خامسا: حدد مهامك التالية، ففي كثير من الأحيان عندما لا يكون للشخص هدف آخر أو مهمة أخرى يود إنجازها بعد مهمته الحالية فإن ذلك يكون دافعا لتأجيل العمل الحالي واستغراق المزيد من الوقت؛ ينطبق ذلك على المثال الذي وضعه باركنسون للمرأة العجوز التي لا يكون لديها عمل آخر لإنجازه في بقية اليوم مما يجعلها تستغرق يوما كامالا في كتابة الخطاب.
لذلك عليك أن تحدد المهام التالية وأن تبدأ فيها فور الانتهاء من عملك الحالي.

في النهاية يمكن القول بأن باركنسون كان له الفضل في كشف أهم أسباب التأجيل وهو الوقت الزائد، وكونك قد حددت سبب المشكلة فيمكنك الوصول إلى الحل المناسب



[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]

مقترح لك ...