استراتيجيات العلاقات العامة الناجحة: كيف تترك انطباعاً دائماً؟
كتبت:-شيماء الضوي
العلاقات العامة تعد جزء أساسي في نجاح أي مؤسسة، خاصة في العصر الحالي الذي يشهد تقدما كبيرا.
فهي تمثل صورة المؤسسة، ويمكن تبسيط مفهومها على أنها عملية إدارة المعلومات بين الفرد أو المؤسسة والجمهور.
يعمل متخصصو العلاقات العامة بالنيابة عن الشركات والمنظمات والوكالات الحكومية والعلامات التجارية بهدف تشكيل الصورة الذهنية للمنظمة وإصدار بياناتها الرسمية.
كما تعرف العلاقات العامة أيضا بأنها الإدارة المسؤولة عن خلق هالة إيجابية حول صورة المؤسسة وخدماتها.
تكمن أهمية العلاقات العامة في قدرتها على إنقاذ المؤسسات من خطر الإفلاس، وبناء جسور التعاون بينها وبين المؤسسات الأخرى، وإدارة الأزمات التي تواجهها.
إنها بمثابة خط الدفاع الأول للمؤسسة.
في هذا المقال، سنستعرض كل ما يتعلق بموضوع العلاقات العامة، عزيزي القارئ.
ماهو دور العلاقات العامة في بناء صورة إيجابية للمؤسسة؟
تلعب العلاقات العامة دورا فعّال في بناء صورة إيجابية للمؤسسة من خلال عدة جوانب:
التواصل الفعال مع وسائل الإعلام
يتمكن العاملون في العلاقات العامة من التواصل مع الإعلام عبر توجيه رسائل قوية وصحيحة عن الشركة ومنتجاتها وأخبارها التجارية.
بناء جسور العلاقة بين الشركة والجمهور
يقوم متخصصو العلاقات العامة بتطوير علاقات جيدة مع الجمهور من خلال الاتصال المستمر والفعّال، والإجابة على الشكاوى والاستفسارات، وإيجاد حلول لتغيير السلوكيات السلبية.
البرامج الاجتماعية
ينظم ممثلو العلاقات العامة ويدعمون العديد من البرامج التي تساهم في تحسين الصورة العامة للشركة.
إدارة الأزمات
تلعب العلاقات العامة دورًا واضحًا في إدارة أزمات الشركات من خلال تقديم معلومات صحيحة ودقيقة.
زيادة المتابعين عبر الإعلام والتسويق الإعلامي
تساعد العلاقات العامة الشركة على اكتساب مزيد من المتابعين وتعزيز وجودها الإعلامي
ماهي فوائد بناء صورة إيجابية للمؤسسة؟
في البداية يجب تعريف الصورة الإيجابية للمؤسسة، حيث يشير هذا المفهوم إلى التصور الذي يمتلكه الأفراد عن المؤسسة.
كما تتشكل هذه الصورة من خلال عدة عوامل، مثل ثقافة المؤسسة، ومنتجاتها، وسمعتها، وكذلك الخدمات التي تقدمها والتفاعل مع العملاء وأصحاب المصلحة.
من فوائد الصورة الإيجابية لأي مؤسسة ما يلي:
- التأثير في تصورات الناس وسلوكهم تجاه المؤسسة.
- زيادة ولاء العملاء وتحسين العلاقات مع أصحاب المصلحة.
- تحسين سمعة المنتج.
بالمقابل، يمكن أن تؤدي الصورة السلبية إلى انخفاض الإيرادات، وتضرر السمعة، وصعوبة جذب عملاء جدد.
الصورة الإيجابية للمؤسسة هي عامل حاسم يؤثر بشكل كبير في نجاح أي شركة.
على سبيل المثال، إذا كان أمام أحد العملاء خيار بين شركتين، إحداهما تتمتع بصورة إيجابية وعلامة تجارية مشهورة وسمعة طيبة في تقديم الخدمات، والأخرى لا تتمتع بنفس القدر من السمعة الجيدة، فمن الطبيعي أن يختار العميل المؤسسة الأولى.
عناصر الصورة الإيجابية للمؤسسة
تتعدد عناصر الصورة الإيجابية للمؤسسة، وتشمل ما يلي:
- السمعة: تشير إلى التصور العام لدى الأفراد عن المنظمة بناءً على أدائها وسلوكها في الماضي. يمكن أن تؤدي السمعة الإيجابية إلى زيادة الثقة والولاء بين أصحاب المصلحة، بينما قد تؤدي السمعة السلبية إلى انخفاض الثقة وردود الفعل السلبية.
- المصداقية: تعني التصور الذي يتمتع به الأفراد عن خبرة المنظمة وسلطتها في صناعتها، ويتم بناء المصداقية من خلال سجل أداء قوي.
- الثقة: تشير إلى مستوى الثقة لدى الأفراد في قدرة المؤسسة على الوفاء بوعودها والتزامها.
- شخصية العلامة التجارية: هي عبارة عن مجموعة من الخصائص والصفات البشرية التي يربطهاالأشخاص بالمؤسسة، حيث أنها تساعد على على تمييز المؤسسة عن غيرها.
- الأنشطة الأساسية والأداء المالي: تشمل الأنشطة الأساسية التي تقوم بها الشركة ومستوى أدائها المالي.
من ضمن العناصر أيضا:-
- الإبداع والابتكار: يعكس وجود الإبداع والابتكار في الشركة.
- التواصل الداخلي والخارجي: يتعلق بكيفية التواصل الداخلي بين الموظفين، والتواصل الخارجي مع العملاء والجمهور، والاتجاهات التي تسلكها الشركة في الأسواق.
- التعامل مع الموظفين: يشمل كيفية تعامل الشركة مع موظفيها والطريقة التي تتبعها في ذلك.
- التفاعل مع الجمهور: يتعلق بكيفية تفاعل الشركة مع الجمهور.
- العلاقات مع العملاء والمساهمين وأفراد المجتمع: تشمل العلاقات الجيدة مع العملاء والمساهمين وأفراد المجتمع.
- سمعة الشركة وعلامتها التجارية: تؤثر سمعة الشركة وعلامتها التجارية على تصورات الأفراد والمؤسسات الأخرى
استراتيجيات بناء صورة إيجابية للمؤسسة
توجد العديد من استراتيجيات العلاقات العامة التي تعمل على بناء سمعة الشركة وجعلها تتفوق على منافسيها. من هذه الاستراتيجيات:
امتلاك ميزة تنافسية
يجب أن تمتلك كل شركة ميزة تنافسية تميزها عن نظيراتها في السوق وتمنح العميل قيمة إضافية تجعله أكثر ارتباطاً بالشركة.
مثال على ذلك هو جوجل، الذي يستخدم هذه الاستراتيجية لبناء سمعته وتفوقه بين المنافسين، حيث يمتلك محرك بحث يجري من خلاله حوالي 70% من عمليات البحث.
منح قيمة إضافية للعملاء
في التسويق، يستخدم مصطلح القيمة الإضافية في العديد من السياقات، ويمكن أن يشير إلى أي منفعة يحصل عليها العميل من المؤسسة، مثل الخصومات أو التنزيلات.
المسؤولية الاجتماعية للشركة
تعتمد سمعة أي شركة على مدى حضورها في المجتمع الذي تنشط فيه. لذلك، يمكن للأنشطة الاجتماعية التي تساهم فيها الشركة أن تكون عامل مهم لترسيخ صورة إيجابية عن الشركة في أذهان الجمهور والعملاء والمجتمع ككل.
كتابة محتوى عالي الجودة
تتضمن استراتيجيات التسويق جانب خاص بالمحتوى الذي تقدمه الشركة للجمهور.
قد يكون الهدف من هذا المحتوى زيادة المبيعات أو الزيارات، خاصة في حال المواقع والمتاجر الإلكترونية وتطبيقات الويب.
ماهي أدوات العلاقات العامة لبناء صورة إيجابية؟
تتعدد أدوات العلاقات العامة في بناء صورة إيجابية للشركات، ومن أبرزها ما يلي:
- التواصل الاجتماعي: استخدام منصات التواصل الاجتماعي للتفاعل المباشر مع الجمهور وبناء علاقات قوية.
- الحملات الإعلامية: توظيف وسائل الإعلام المختلفة لنشر رسائل الشركة، تعزيز الوعي بها، ونشر الصورة العامة لها.
- التحليل والقياس: الاستفادة من الأدوات التحليلية لقياس فعالية حملات العلاقات العامة وتحليل تأثيرها على الصورة الإيجابية للشركة.
- الفعاليات والمؤتمرات: تنظيم الفعاليات والمؤتمرات لتعزيز التواصل مع العملاء والمهتمين.
تعتبر أدوات العلاقات العامة أساسية في استراتيجيات التسويق وتعزيز العلامة التجارية، ولا يمكن الاستغناء عنها، حيث يتم توظيف الأدوات والاستراتيجيات الصحيحة لتحقيق ذلك.
نصائح لبناء صورة إيجابية للمؤسسة
توجد العديد من النصائح لتكوين صورة إيجابية للمؤسسة، وهي كما يلي:
التوازن في الوعود
إذا كنت رئيسًا لمؤسسة جديدة، تجنب المبالغة في الوعود سواء أمام الموظفين أو الجمهور. كن واقعيًا في طرح الأفكار والمشروعات، واعترف بالأخطاء عند وقوعها.
التركيز على المبادئ الأساسية
عند توليك مهام مؤسسة جديدة، لا تركز فقط على تعزيز جهاز الإعلام واستقطاب المشاهير. بدلاً من ذلك، اعتمد على أربعة مبادئ أساسية هي:-
الشفافية مع الناس، العدالة والنزاهة في تقديم الخدمات والفرص، الجودة والمصداقية في المخرجات والمنتجات، والكفاءة عند استقطاب الموظفين.
الحفاظ على السمعة
احرص على أن تكون سمعة المؤسسة من الأولويات الأساسية. اعمل على تعزيزها وتفعيل المبادرات التي تخدم هذا الهدف.
تحليل الفوائد قبل اتخاذ القرارات
قبل توقيع أي قرار أو إعلان مبادرة، قم بحساب مدى استفادة الجمهور والمصلحة العامة مقارنة بالمصالح الشخصية والوظيفية.
حدد ما يجب القيام به قبل إصدار أي قرار يخص الموظفين أو المؤسسة.
الالتزام بالحياد
عند إصدار الأحكام، التزم بالحياد وتجنب تكرار العبارات الحادة المرتبطة بمزاجك الشخصي، حيث يمكن أن تؤثر على توجيه العاملين معك.
تحديد الأولويات
حدد أولوياتك وفقا للإمكانيات المتاحة، والتزم بتنفيذ الوعود وألزم الآخرين بذلك أيضا.
تجنب المحاباة
تجنب تحويل المؤسسة إلى مجلس جماعة أو تعيين الأقارب والأصدقاء، رغم إمكانية وجود كفاءات بينهم، إلا أن ذلك قد يضر بصورتك أمام المجتمع.
توجد العديد من الشركات التي استخدمت العلاقات العامة لتعزيز صورتها الإيجابية، مثل شركة جوجل التي اعتمدت على بناء صورة إيجابية لها وأصبحت مشهورة عالميًا.
في الختام، بعد استعراض موضوع العلاقات العامة وكيفية استخدام الصورة الإيجابية للمؤسسة، يمكنك النهوض بمؤسستك بشكل صحيح باتباع هذه النصائح والإرشادات.