ما الفرق بين التسويق الاجتماعي والتسويق التجاري؟
ما المقصود بالتسويق الاجتماعي وما هي أهدافه؟
كتبت: شيماء عبدالباقي
قد أدركت العديد من العلامات التجارية مدى أهمية التسويق الاجتماعي لتحمل المسؤولية في المجتمعات التي تعمل فيها، بالإضافة إلى دوره في اكسابها سمعة رائعة تساعدها في تحقيق أهدافها.
انضم لكوكب المعرفة مدرسة البيزنس
ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث بالتفصيل عن التسويق الاجتماعي من حيث المفهوم، وأهميته، وأهدافه، والفرق بينه وبين التسويق التجاري، فلنتابع سويا.
ما المقصود بالتسويق الاجتماعي؟
هو عبارة عن مجموعة من التقنيات والجهود التسويقية التي تقوم بها العلامة التجارية والعديد من الشركات ولكن ليس من أجل الترويج للمنتجات التي تبيعها، أو الخدمات التي تقدمها.
وإنما لنشر أفكار وسلوكيات معينة من طبيعتها أنها تحارب تصرفات خاطئة، والقضاء على بعض المشاكل التي تؤثر بالسلب على المجتمع والسكان بشكل عام.
متى ظهر التسويق الاجتماعي أول مرة؟
ظهر هذا النوع من التسويق أول مرة في السبعينيات، حيث قام بابتكاره فيليب كوتلر، وجيرالد زالتمان، وكان المبدأ الأساسي له هو تطبيق أفكار التسويق التي تستخدم عند بيع البضائع.
من أجل التسويق والترويج للمفاهيم والسلوكيات والمشاعر، أو بمعنى آخر بدلا من أن نقوم باقناع الناس بشراء سلعة معينة نقوم باقناعهم بتغير السلوك الحالي لهم أو من خلال اتباع منهج سلوكي جديد لتحسين حياتهم وإفادة المجتمع العام.
ومن الجدير بالذكر أن التسويق الاجتماعي يستخدم من أجل التأثير على سلوكيات الأفراد من أجل تحسين الصحة وحماية البيئة والوقاية من الأمراض والمساهمة في تطوير المجتمع.
ومن أهم الأمثلة على ذلك حملات التسويق الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين والتوقف عن استخدام الهاتف أثناء القيادة بالإضافة إلى نشر السلوكيات حول طرق ترشيد استهلاك الماء والكهرباء.
إقرأ أيضا: مفاهيم واستراتيجيات التسويق القريب .. قوة التأثير المباشر والفوري
أهداف التسويق الاجتماعي
يوجد الكثير من الأهداف لهذا النوع من التسويق، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
-
زيادة الوعي بالعلامة التجارية
يوجد العديد من الاستيراتيجيات والتقنيات التي يمكن أن يستخدمها الأشخاص الذين يتضطلعون إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية في عالم التسويق الاجتماعي.
ومن أهم الطرق الفعالة هي نشر المحتوى للجمهور المستهدف، والذي لا يتوقف دوره عند جذب الجمهور فقط بل أيضا يمتد إلى أن يبقيهم مهتمين.
-
بناء العلاقات مع العملاء
يعتبر بناء العلاقات مع العملاء بمختلف أنواعهم أمر ضروري لأي عمل تجاري، ويرجع السبب في ذلك في أنه يسمح للشركات بالتفاعل بطريقة مباشرة مع العملاء.
كذلك معرفة فهم الاحتياجات، ووضع الخطط، من أجل تلبية تلك الاحتياجات.
-
توليد العملاء المحتملين
من الجدير بالذكر أن توليد عملاء محتملين يعتبر واحد من أهم أهداف هذا النوع من التسويق، ويكون ذلك من خلال الاستيراتيجيات والتقنيات الصحيحة.
ويمكن للعديد من الشركات جذب انتباه العملاء المحتملين، وبناء العديد من العلاقات معهم، ومن ثم القدرة على تحويلهم إلى عملاء متوقعين.
ومن الجدير بالذكر أنه لكي تتمكن الشركة من توليد العديد من العملاء المتوقعين من خلال التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج الكثير من الشركات إلى انشاء محتوى جذاب يتردد صداها مع جمهورها المستهدف.
-
تحسين العلاقات مع العملاء
يعتبر تحسين العلاقات مع العملاء واحد من أهم أهداف التسويق الاجتماعي، والذي يجب أن يسعى لتحقيقه كل من يروج لهذا النوع من التسويق.
حيث توفر العديد من منصات التواصل الاجتماعي للشركات العديد من الطرق لبناء العلاقات مع العديد من العملاء، وخلق حوار مستمر معهم.
غالبا ما تجد الشركات التي تنجح في بناء علاقات قوية مع عملائها تحصل على مستويات أعلى من ولاء العملاء لها من أي شركة أخرى.
-
تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء يدفعون
حيث تعتبر إحدى الطرق القوية لزيادة التحويلات تكون من خلال حملات تسويقية لمحتوى مستهدف، ويكون ذلك من خلال تسليم رسائل ذات صلة في الوقت المناسب.
والتي يتم تخصيصها للجمهور المستهدف، والتي منها يمكنك تشجيع العديد من العملاء على الشراء منك.
-
الحصول على ولاء العملاء
حيث يعتبر الحصول على ولاء العملاء واحد من أهم أهداف هذا النوع من التسويق، حيث يعتبر حجر الأساس لنجاح أي عمل تجاري.
وذلك من خلال التفاعل مع العملاء، من خلال إنشاء الكثير من الطرق للمحادثات الهادفة، حيث يمكن للشركات بناء الكثير من العلاقات مع العملاء والحصول على ولائهم بكل سهولة ويسر.
إقرأ أيضا: أهم 3 استيراتيجيات لتطبيق التسويق الداخلي في عملك
أهمية التسويق الاجتماعي
يعتبر هذا النوع من التسويق واحد من أهم المجالات التي تركز على خدمة القطاعات أو المؤسسات الغير هادفة للربح وذلك من خلال الاعتماد على الكثير من الأساليب والاستيراتيجيات التسويقية المختلفة المعمول بها.
في القطاعات والمؤسسات الهادفة للربح، فعلى سبيل المثال يمكن أن تستفيد منظمات المجتمع المختلفة مثل الجمعيات الخيرية من الحدائق العامة، واللأماكن الترفيهية، ومؤسسات التوعية.
والتي من أمثلتها مؤسسات مكافحة التدخين، ومؤسسات الحفاظ على الصحة، هذا بالإضافة إلى العديد من المؤسسات التي تسعى إلى تحقيق الأهداف والتي من المؤكد ليست الوصول إلى حد معين من الأرباح وأنما تحقيق أهداف إنسانية ومجتمعية.
ما هو الفرق بين التسويق الاجتماعي والتسويق التجاري؟
يوجد مجموعة من الفروق الأساسية بين التسويق التجاري والاجتماعي، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
-
الجمهور
يعد الجمهور واحد من أهم الخلافات الرئيسية بين كلا من التسويق التجاري، والاجتماعي، وهو عبارة عن الجمهور الذي يستهدفه كل نوع منهما.
حيث أن التسويق التجاري يستهدف كلا من الشركات والمنظمات، أما بالنسبة للتسويق الاجتماعي فإنه يستهدف الأفراد أو المجموعات الذي يمكنهم إحداث أي تغير في المجتمع.
-
الأهداف
الهدف الأساسي للتسويق الاجتماعي هو احداث أي تغير اجتماعي يعزز من السلوكيات الإيجابية أو المواقف التي تفيد المجتمع، أما بالنسبة للتسويق التجاري فإن الهدف منه بيع المنتجات أو الخدمات أو الشركات.
-
الطرق
يستخدم التسويق التجاري مزيج من الإعلانات والترويج بين الإعلانات والمبيعات المباشرة بشكل مقنع للشركات أو المؤسسات الأخرى.
أما بالنسبة للتسويق الاجتماعي فإنه عبارة عن مجموعة من الأساليب المتنوعة والتي تتمثل في الإعلان، والعلاقات العامة، وطرق التواصل مع المجتمع من أجل الترويج للأسباب أو السلوكيات الاجتماعية.
ما هي مكونات التسويق الاجتماعي؟
يتكون من مجموعة من العناصر، وفيما يلي سنذكرها:-
-
المنتج
حيث أنه على الأغلب في هذا النوع من التسويق لا يكون المنتج ملموس، مثل التوعية لفكرة معينة، أو تقديم خدمة ما، أو الترويج لسلوك معين، أو نشاط معين، أو التحذير من أي نشاط آخر.
-
السعر
حيث أن القاعدة العامة في هذا النوع من التسويق أنه لايوجد سعر أو تكلفة يقوم بدفعها المستخدم من أجل الحصول على المنتج.
لكن يوجد هناك وقت أو مجهود يمكن أن يتحمله الشخص من أجل التوقف عن سلوك معين واتخاذ السلوك الجديد الذي يمكن الترويج له.
-
المكان
يعتبر التسويق الاجتماعي طريقة من أجل ايصال المنتج إلى الناس، والذي يمكن أن يكون من خلال التوزيع المجاني للمنشورات العامة، أو من خلال النشر عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي.
-
الترويج
حيث يمثل الترويج في هذا النوع من التسويق الدعايا والإعلانات التلفزيونية، أو تلك التي توجد على الطريق وسائر أنواع وسائل الترويج المختلفة.
التحديات التي تواجه التسويق الاجتماعي
يوجد مجموعة من التحديات التي يمكن أن تواجه التسويق الاجتماعي، والتي يجب تجنبها، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- الفشل في تحديد أهداف الحملة التسويقية بشكل صحيح.
- عدم تنويع المحتوى حسب وسيلة الإعلان التي يتم استخدامها.
- التركيز على مقدمي الخدمة أكثر من التركيز على الجمهور.
- عدم تحديد الفئة المستهدفة واهتمامتها بشكل دقيق.
- الفشل في وضع استيراتيجية جيدة في التسويق الاجتماعي.
استيراتيجيات التسويق الاجتماعي
يوجد الكثير من استيراتيجيات الخاصة به، وفيما يلي سنذكر ابرزها:-
-
استراتيجية chatbot
تعتبر واحدة من أكثر استيراتيجيات التواصل الاجتماعي انتشارا بدءا من عام 2019، وهي واحدة من الاستيراتيجيات المهمة التي لا يمكنك استبعادها في خطة التسويق الاجتماعي.
وهو عبارة عن برنامج كمبيوتر يعمل على إنشاء محادثة بين طرفين بشريين، ويوجد له الكثير من الفوائد مثل أنه يوفر الوقت عليك وعلى موظفيك.
-
محتوى جديد ومحسن
من المعروف ان المحتوى هو الذي يربطك بجمهورك، حيث أثبتت الكثير من الدراسات في الآونة الأخيرة أن 70% من المؤسسات والشركات التي تقدم محتوى هادف وجيد تسعى إلى نحقيق وبناء علاقات جيدة وقوية مع عملائها.
لذلك في الوقت الحالي أصبح التميز على وسائل التواصل الاجتماعي أصعب من أي وقت مضى مع جميع الإعلانات المدفوعة والمنشورات المستمرة، لكن بالرغم من ذلك تعتبر فرصة رائعة للشركات التي تتقن إدارتها، وذلك لأنها تتمكن من عرض عملها. من بين جميع المنشورات الأخرى.
-
تفاعل مع جمهورك
قد سهلت الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي تطوير علاقة مع عملائك من أي وقت مضى، حيث تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي ليست طريقا في اتجاه واحد.
حيث يأتي المستخدمون إلى صفحتك من أجل العثور على المعلومات، لكنهم في نفس الوقت يريدون بك الاتصال أيضا، حيث أنهم يجدوا أنفسهم وسط عالم ملئ بالدعايا المدفوعة والإعلانات على شبكة الإنترنت، حيث يفضل المستخدمون الشركات التي تبرز من بين الحشود.
-
شريك مع المؤثرين
يعد التسويق المؤثر واحد من ضمن استيراتيجيات التسويق الاجتماعي التي تم تجربتها في زيادة عدد المتابعين وثبت نجاحها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أصبحوا يثقوا في توصيات أتباعهم.
-
اظهار شخصيتك
حيث انه كلما كان التواصل مع الشركة اكبر من خلال المستهلك كلما زاد اهتمامها بالعمل.
ويكون ذلك من خلال الاستفادة من وظائف وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنشاء القصص، لذلك تعتبر هذه الوسائل وسيلة فعالة للتواصل مع المستهلكين
بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول التسويق الاجتماعي، وأهم الاستيراتيجيات التي يتبعها، ومتى ظهر أول مرة، وأهميته، وأهم أهدافه، وأخيرا الفرق بينه وبين التسويق التجاري.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث