استراتيجيات التعليم الحديث: ما الجديد في 2024؟
كتبت: عفاف الكناني
استراتيجيات التعليم الحديث تختلف كثيرا عن الإستراتيجيات التقليدية المعروفة .. نظرا لتطور مفهوم التعليم والتعلم في العصر الحديث بشكل كبير بسبب التطور الهائل في التكنولوجيا وكافة مجالات الحياة.
ولم يعد التعليم والتعلم الحديث مقتصر على مفهومه التقليدي المعتمد على التلقين والتلقي والاعتماد على المعلم، ولكن استراتيجيات التعليم والتعلم الحديثة تعتمد بشكل على المتعلم نفسه وأن المعلم دوره مرشد ومساعد في العملية التعليمية.
ولابد أثناء عملية التعليم من مواكبة العصر الحديث والتطوير بشكل مستمر والحرص على التجديد في استراتيجيات التعليم.
في هذا المقال سنعرض الجديد في 2024 من استراتيجيات خاصة بالتعليم ومدى أهميتها في تعزيز مهارات المتعلم في العصر الحديث.
أهم استراتيجيات التعليم الحديث في 2024
تنوعت استراتيجيات التعليم الحديثة تبعا للتنوع والتطور في المعلومات والتكنولوجيا الحديثة.
والتعليم لن يحقق هدفه المنشود ولن يستطيع مواكبة التطورات الهائلة دون وضع استراتيجيات تعليم حديثة ،يكون هدفها التفاعل والتعاون في العملية التعليمية وتعزيز المهارات الخاصة بالمتعلم.
ومن أهم استراتيجيات التعليم الحديثة مايلي:
التعليم المدمج:
هو استراتيجية تعليم تجمع بين التعليم التقليدي المعتمد على التفاعل بين المعلم والمتعلمين والتعليم الإلكتروني المعتمد على التكنولوجيا.
من خلال هذه الطريقة تكون التكنولوجي هنا هي تقنية لتحسين وتطوير التعليم داخل المنشآت التعليمية. فهو مزيج بين التعليم عبر الإنترنت والتعليم داخل الفصل الدراسي.
ومن الأمثلة على التعليم المدمج:
- منتديات نقاش
- واجبات عبر الإنترنت.
- وجلسات تدريس حية.
- وتمارين تفاعلية.
- مشاريع جماعية.
- وتقييمات إلكترونية.
- وورش عمل تكنولوجية.
- محاضرات عبر الإنترنت.
ومن مميزات هذه الإستراتيجية في التعليم: توفر المرونة في الوقت والمكان للطلاب، تعزز وتحسن تجربة التعليم والتواصل والتفاعل بين المتعلمين، التكامل بين النظري والعملي، تعزيز التعلم الذاتي، تلبية احتياجات متنوعة للطلاب
التعلم القائم على المشاريع:
هي طريقة تعليم قائمة على انخراط الطلاب في العالم الحقيقي،.
حيث يتعلم الطلاب عن طريق المشاريع الشخصية المهمة التي تكون ذات فائدة.
فيختار الطلاب مشروع ما على مدار فترة زمنية محددة ، ويجيبون على أسئلة مثيرة للاهتمام ومعقدة أو يقوموا بحل مشكلة حقيقية من خلال البحث والاستقصاء والتفكير النقدي.
ومن أمثلة التعلم القائم على المشاريع:
- اشتراك الطلاب في تصميم ملعب جديد للمدرسة.
- زراعة حديقة للمساعدة في إطعام المحتاجين.
- إنشاء مكتبة تشجع على القراءة.
- إعداد تصميم وسائل النقل العام في المدينة.
- تصميم برامج إعادة تطوير في المدرسة.
- تصميم حملة لتجميع التبرعات.
أهم مميزات التعلم القائم على المشاريع:
- زيادة المشاركة بين المتعلمين والتحفيز.
- فهم أعمق للمفاهيم.
- تنمية المهارات خاصة حل المشكلات.
- تحسين مهارات الإتصال.
- خوض التجارب الواقعية.
- تحسين مهارات التعاون.
التعلم الذاتي:
المقصود بالتعلم الذاتي هو ما يتعلمه الفرد في إطار التعليم غير الرسمي وقيامه بتعليم نفسه بشكل مستمر ومستقل معتمدا على مصادر متعددة.
وفي هذه الإستراتيجية يكون المتعلم هو المسؤل عن تحفيز ذاته واستمرارها وتدريبها على الانضباط وبالتالي تتحسن مهاراته وقدراته.
ومجالات التعلم الذاتي الذاتي متنوعة ومختلفة ومصادر متنوعة سواء كانت مسموعة مقروءة أو مرئية كما انه يحسن مهارة البحث لدى المتعلم.
مصادر التعلم الذاتي:
- الكتب والمكتبات.
- المقالات.
- المجلات.
- وسائل الإعلام.
- الدورات التدريبية.
- البودكاست.
- الفيديوهات.
- مواقع التعليم عن بُعد.
- البرامج التعليمية.
التعلم التعاوني:
المقصود به مشاركة الزملاء أو الطلاب بعضهم مع بعض لكي يقوموا بتنفيذ أو إتمام بعض الأنشطة في إطار الدراسة التي يقومون بدراستها.
هذا النوع من التعليم يقوم على التعاون والمشاركة ولا يختص بالعمل الفردي.
والهدف من هذه الإستراتيجية في التعليم مساعدة الزملاء وترسيخ المعاني التي يقومون بتعلمها من خلال التعاون.
ويقوم هذا النوع على تقسيم الطلاب الى مجموعات صغيرة، وكل مجموعة من المجموعات الخاصة بالتعليم التعاوني يكون عددها ما يقرب من طالبين إلى خمس طلاب.
شرط ألا يقل العدد عن طالبين لكي يحقق ميزة التعاون التي تقوم عليها هذه الإستراتيجية، ومن الأفضل ألا يزيد عن خمس طلاب حتى يستطيع الطلاب الاستيعاب بشكل أفضل.
التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي:
في الوقت الحديث أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في شتى مجالات الحياة أمر منتشر للغاية ومن الممكن أيضا أن يساعد الذكاء الإصطناعي في عملية التعليم.
وذلك من خلال بعض الأمور مثل:
- إنشاء خطط دراسية ودورات.
- تصميم مسارات تعلم مخصصة لكافة احتياجات الطلاب.
- تحليل بيانات الطلاب وتحديد الفجوة المعرفية.
- إعداد اختبارات وتقييمات لمساعدة الطلاب في تطوير وتحسين مهاراتهم.
- تقديم ملاحظات للمتعلمين.
- تطوير التعليم الإفتراضي.
- تقليل العبء على المعلمين والمساعدة في الإدارة.
فوائد استخدام استراتيجيات التعليم الحديثة
ان تطبيق الاستراتيجيات الحديثة في التعليم والتعلم بما يواكب متطلبات العصر الحديث أمر لابد منه في المجال التعليمي الحديث، سواء كان داخل المؤسسات أو تعلم الفرد بنفسه خارجها.
و سنتعرف على عدة فوائد لاستخدام استراتيجيات التعليم الحديثة ومنها:
- تطوير المحتوى المعرفي للمتعلمين بما يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي في الوقت الحالي.
- تنمية روح الانتماء والمشاركة والتعاون لدى الطلاب.
- تعزيز روح العمل في إطار فردي وإطار العمل الجماعي.
- الإيمان بأهمية الحوار والنقد البناء.
- تنمية مهارات البحث والاستقصاء لدى المتعلم.
- مراعاة الفروق الفردية لدى المتعلمين وتقديم طرق مناسبة لكل متعلم.
- مراعاة الاختلاف وتعدد الآراء وأهمية التنوع.
- معرفة أهمية التعلم الذاتي والتجديد والتطور الشخصي.
- تنمية التفكير المنطقي.
- تنمية مهارة المناقشة والتحدث أمام الجميع.
- تنمية مهارة التعبير عن النفس وتعزيز ثقة المتعلمين.
- التدريب والتمرن على مزاولة المهن.
تحديات تطبيق استراتيجيات التعلم الحديثة
من الممكن أن تواجه المؤسسات التعليمية أو يواجه المتعلمين بعض الصعوبات أو التحديات في التطوير والتجديد أثناء تطبيق استراتيجيات التعليم الحديثة حيث أن هذا التغيير يتطلب الكثير من الجهد.
ومن أهم المعوقات نذكر التالي:
- نقص الموارد المادية وقلة الميزانية التعليمية.
- قد تواجه المؤسسات أثناء التحول الثقافي مقاومة من بعض الأطراف.
- نقص التجهيزات.
- ضعف الإتصال بالإنترنت.
- لابد من وجود تقييم للأداء بشكل مستمر.
- الحاجة الى تدريب وتطوير كافة المعلمين.
- عدم تقبل بعض الطلاب طرائق التعليم الحديثة.
- زيادة الضغط على المعلمين.
- عدم وجود دعم من الإدارة المدرسية.
نصائح لتطبيق استراتيجيات التعليم الحديثة
ويمكن معالجة بعض المشاكل والمعوقات باتباع عدة نصائح منها:
- العمل على توفير الوسائل والأدوات والأجهزة التعليمية الحديثة.
- تدريب المعلمين بشكل مستمر على طرق التدريس الحديثة.
- العمل على تغيير ثقافة التعليم التقليدية.
- إرشاد الطلاب أهمية تطوير وتحديث طرق التعليم.
- توفير الدعم المالي وزيادة الميزانية التعليمة.
- العمل على إنشاء مؤتمرات وندوات للتوعية بأهمية تطوير التعليم.
- تقديم الدعم من الإدارات التعليمية.
إن استراتيجيات التعليم الحديثة إذا ما تم تطبيقها بشكل صحيح داخل المؤسسات التعليمية فسوف تعمل على الحد من مشكلات التعليم التقليدية وتجعل المتعلم لديه الدوافع لتطوير مهاراته وتطوير مجتمعه وبيئته والعمل على حل مشاكلها.
فلابد على المؤسسات التعليمية الحرص على التجديد في طرق التعليم ومواكبة العصر الحالي ومتطلباته حتى يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.