Menu Close

علي أبواب السعادة قصة قصيرة طويلة

علي أبواب السعادة .. قصة قصيرة طويلة

كتبت: منار ممدوح عقل

قصة قصيرة طويلة .. تحكي فتقول : وقفت أمام كومة من المواعين العنيدة الدهون الكريهة الرائحة في حيرة من أمرها.
تخبرها غسالة الأطباق علي يمينها ان هناك حلول أيسر مما هي قادمة عليه … حتي و لو لم تتم نظافة الأواني بشكل مثالي بعد تراكمها ايام
و تخبرها أفكارها انه يمكن تأجيل تلك المغامرة للغد و الاستعانه بالسيدة الفاضله التي تعينها في تنظيف المنزل

و لكنها في حيرة من أمرها ( ماذا ستفعل اليوم و الان و حالا اذا استقيظ احد افراد اسرتها المساكين الذين يرقدون طريحين الفراش بسبب نوبة برد شديدة
كانت اشبه في أعراضها بأعراض الكورونا لا قدر الله)؟

لابد أن تهم بالتنظيف سريعا مهما كلف الأمر من جهد و من وقت…
حتي اذا ما استيقظوا و طلبوا مشروبات ساخنه او بعض الحساء او القليل من الفاكهه تمكنت من توفيرها لهم ف التو واللحظه.

إنضم لكوكب المعرفة  قناة التنمية البشرية  

فهذه الأكوام المتراكمه من المواعين تعوق حركتها ف المطبخ و تحول دون وصولها لحوض الغسيل و يستحيل معها عمل ابسط الأشياء حتي لو كانت مجرد مشروبا ساخنا

و لا سيما انها هي شخصيا ليست صغيرة ف السن تعاني من السمنه و تعاني من الام المفاصل و العظام

فلابد ان تمهد لنفسها طريقا تستطيع منه أن تقدم يد العون للاخرين و هي تستند هنا و هناك لإنجاز المهمه

توكلت علي الله و القت بنفسها اخيرا وسط كومه من فقاقيع الصابون التي اعتادت صنعها من ليفتها المتواضعه لتعلن بدء الحرب و الالتحام مع العدو (اللي هو المواعين طبعا)

 

حيث كانت فقاقيع الصابون

هي سلاحها الوحيد منذ الطفولة في تلك المعركه للقضاء علي الدهون تارة و للهو و المرح و قضاء وقت ممتع أثناء تأدية العمل تارة أخرى

و لكنها اليوم لم تعد تلك الطفلة التي تلعب بالصابون و ترسم به الأشكال و هي تقوم بإنجاز تلك المهمه الثقيلة الملقاه علي عاتقها علي مضض

بل هي السيدة الكبيرة التي ترغم نفسها بنفسها علي تحمل تلك المسؤلية في هذا الوقت بالتحديد دون الضغط او الالحاح من احد

كانت قد اعتادت علي التفكير في شئون الكون و هي تقوم بهذه المهمه شبه اليوميه ليمر الوقت بسلام

و اليوم لديها الكثير لتفكر به من هموم و مشاكل و الام و أحزان…

و بالأخص حالة الاحباط التي دخلت بها مؤخرا نتيجة لظلم شديد وقع عليها كالعادة من أحدهم

حاولت التلاهي عن هذا الظلم كثيرا الايام الماضية و لكن دون جدوي كل المحاولات باءت بالفشل

و عجز كل مداوي عن حسن مواساتها.. مهما بلغت محبتهم لها

كانو يقفوا عاجزين أمام ذلك السور المتين السميك العميق الاساسات المتعالي الجدران الذي وضعته لنفسها دون أن تشعر كشرط اساسي للعبور لبر السعادة

حيث ربطت و رهنت سعادتها و راحة بالها بإستيقاظ ضمير الظالم و رد اعتبارها و اعتذاره لها..

ثم جعلت ذلك السور حصن منيع العبور عندما استدعت لذاكرتها جميع الظلمه الذين مروا بحياتها و حتي الآن لم و لن يعتذروا بالطبع

فأحاطت روحها بالاحباط الكامل و اليأس من جميع الجهات

ثم فجأه و في لحظة نادرة حدثت المعجزة و بعد حزن عميق احتل قلبها بشكل متواصل ليلا و نهارا دام لأكثر من شهرين حتي ظنت انه لا ملاذ و لا ملجأ

قرأت القرأن الكريم… و لجأت لله في ركعاتها… و دعت كثيرا و اتجهت للعب بعض الرياضه و عمل بعض الحمية

بالأخص و ان شعورها بالقهر و الظلم جعلها فريسة للضغط العالي فجأه و الشكوي من اعراض كثيره كادت تودي بحياتها في لحظات معدودة

و كل هذا لم يوصلها لشيء لقناعتها الشديدة ان السعادة الحقيقة في رد المظالم لأصحابها و ان الله سبحانه و تعالي صرح لها بأن تعيش التعاسه كامله لأنها مظلومة و ان الله مع المنكسرة قلوبهم

و لم تصدق تلك المعجزة ما هذا… فجأه شعرت بالسعادة  تطرق باب قلبها..

فجأه انهارت القلاع و الحصون… انها لا تري الظلمه أمام عينها كما كان يحدث علي مدار شهرين متكاملين

إنها لا تشعر بألم في قلبها!!!

ما هذا و كيف حدث… امعقول ان يحدث هنا؟؟ هنا!

امام المواعيييبن و الان تحديدا و في تلك اللحظه من الزمن التي لا يميزها اي شيء؟؟؟

كانت الاجابه نعم

نعم.. نعم… نعم

تذكرت هذا الشعور الخيالي في فيلم قديم لبيتر بان

حيث أن الأفكار السعيدة فقط هي التي تمكنه من الطيران و التحليق و بدون فكرة سعيدة لا يطير

أدركت ان فكرتها السعيدة في تلك اللحظة كانت شعورها بقيمة ما تقدمه لمن حولها

بعد شهرين امضتهم في إحباط شديد و هي تري الكاذبين و المنافقين و الظالمين أكثير أهمية منها و لهم داعمين و مؤيدين

يعيشون اسعد ايام حياتهم في سكينة و سعادة و احتفالات مع زويهم بعد ما ظلموها

و كلما ذهبت لمكان لتخرج فيه من مشاعرها السلبيه تشعر كأنها مغناطيس للمزيد من الهموم المرتبطه بكل مكان ذهبت اليه

(( تابع علي أبواب السعادة قصة قصيرة طويلة – بقلم : منار عقل – المصدر كوكب المعرفة))

ثم لم تجد مهرب من تقبل فكرة انها تستحق ان تكون مكروهه دائما و بدأت تتقبل اقداراها كمنبوذة.. مهملة… مظلومة لا أحد يكترث لحزنها و لا احد يكترث لرد اعتبارها… غير مهمة عند أحد و لا قيمة لها عند

أحد… لا تملك مالا كي يتملقها الظالمون… لا تمتلك واسطه يخافون منها لذلك يتمادون في الظلم قريرين العين و الضمير

ثم فجأه أدركت في تلك اللحظة أهميتها و أدركت قيمة كل لحظة عطاء قدمتها و تقدمها لكل من حولها

حتي من ظلموها يوما كانت تتفانى في خدمتهم لوجه الله تعالي لا لأنها تري منهم شيئا لا سمح الله

فجأه شعرت بقيمة تلك الذكريات التي لطالما انكرتها بينها و بين نفسها علي سبيل التواضع و خوفا من الرياء

و لكن اليوم هي بحاجة هذا الشعور بقوة ليقاوم شعور الدونية الذي سيطر عليها

عادت تعرف نفسها من جديد عندما تنظر في المرآه و تعرف قيمتها الحقيقية ليس كبرا او غرورا و لكنها قوة

قوة الحق في وجه الباطل

عليها ان تحتفظ بهذه الفكرة السعيدة قدر ما تستطيع لتظل محلقه أطول فترة ممكنه

نعم سأظل متمسكة بفكرتي السعيدة لاظل محلقة أكبر فترة ممكنه

فكرتي السعيدة هي حب العطاء و الاستمتاع بذلك

مفتاح أبواب السعادة في قلوبنا حيث تكمن الأفكار السعيدة

حلقت بفكرتها في السماء ثم عبرت أبواب السعادة

علي أبواب السعادة قصة قصيرة طويلة

بقلم :- منار ممدوح عقل


إقرأ أيضا: الإدراك والاختيار | كيف تتشكل حياتك؟


إنضم لكوكب المعرفة  قناة التنمية البشرية  

مقترح لك ...