اكذوبة الحب
كتب : محمد زكريا
هذا المقال قد يكون صادم لك بعض الشىء لذلك أريد منك قبل الحكم عليه تفهمه جيدا والتفكير فيه وعدم الحكم قبل الأنتهاء من قرأته
ليس ذلك وحسب بل أريد منك أن تتناقش فيه مع أصدقائك
الكثير من الشباب من الجنسين يرتطبن ويقعون فى الحب أو فى فخ الحب والحب هو أسمى ما فى الوجود
وفخ الحب هى أكذوبه كبرى وبعد الحب سواء كان حقيقى أو تعود أو أعجاب يبدأ الشباب فى ترديد جمل من ونوعيه:
-
أحبه أو أحبها أكثر من روحى
-
حياتى بعده أو بعدها مستحيله – ملهاش لازمه
-
مستحيل أتجوز حد غيره أو غيرها ماحدش هيفهمنى
وكل هذه الجمل والعبارات من باب جهل الشخص بنفسه وبتكوينه وتفكيره فهى مجرد برمجه سلبيه لا تغنى ولا تسمن من جوع
ولعلك تندهش حينما أقول لك أحسن حب فى الدنيا هو حب النفس
وأفضل طاعه هى حب النفس
واليك التكمله
خلقنا الله سبحانه وتعالى كلنا فى أحتياج لبعض فلا أحد على ظهر الدنيا يستطيع فعل كل شىء بنفسه والا أستغنى عن الأخرين
لذلك فانا وأنت فى حاجه لسباك وزبال ومحاسب ومهندس وقاضى ورئيس جمهوريه ومكوجى وسائق …. الخ
فنحن خلقنا لنسد حاجات بعضنا البعض ونكمل البعض فنحن فى أحتياج دائم ومستمر لبعضنا البعض ومن يحاول أن يعتمد على نفسها
فى كل شىء ويستغنى عن الناس هو الاقرب للمشاكل النفسيه وبعدها ايضا يحتاج لمن يأخذ بيده
وفى حاله الحب نحن جميعا نبحث فى الطرف الآخر عن ما ينقصنا ونحتاج اليه أو يعجبنا .. فبعض الفتايات تحب الأكبر سنه لحبها لوالدها
أو عدم أخذ الحنان الكافى والبعض يحب الفتاه لشكلها أو طريقه لبسها أو أسلوبها أو جسدها أو تحررها أو سكونها فالكل يحب فى الاخر نفسه لا الأخر نفسه
لذلك فكلمه أحبها أو أحبه أكثر من نفسى كذبه كبيره لا وجود لها فأنت تحب أو تحبى نفسك وتبحثى فى الاخر عن ما يشبعها فتعتقد أو تعتقدين
أنك تحبها أو تحبيه لذلك الدنيا مابتوقفش على واحد ولا واحده فكما أحببت نفسك فى شخص ستجد الأخر الذى تحب فيه نفسك
وكل من يردد أنه يحب شخص أكثر من نفسه هو جاهل … جاهل بتكوينه وتفكيره
وعن حب النفس
فهو أفضل الحب وحب النفس لا يعنى التكبر فالتكبر هو نقص بالنفس يخرج على هيئه تكبر وغرور فالمتكبر هو من لا يفهم نفسه فيظهر بما ينفر الناس منه
أما حب النفس يجعلك تعرف حدودها ومزاياها وعيوبها وتصلح بها وعندما تتصالح مع النفس تتصالح مع الكون
ولكن منذ الصغر ونحن نتلقى جمل من نوعيه أنت بتحب نفسك زى الشيطان وغيرها من الجمل فأن كان الشيطان يحب نفسه لخاف عليها من النار وعذاب
الله ولكان من أوئل من سجد لأدم أنما الشيطان يكره نفسه عندما كرم الله الطين على النار كره ضئاله النار وكره عزه الطين فكانت المعصيه
لذلك كل من يكره نفسه هو الأقرب للمعصيه وليس من يحب نفسه فمن يحب نفسه هو البعيد عن الشيطان … تلقينا برمجه جعلتنا ننظر للرضا بعين الخنوع وللرزق بعين التواكل وللحب بعين الجاهل
لذلك أقول لك حب نفسك اخى الحبيب ولا تخف فعندما تحب نفسك بجد وتتخلى عن غرورها سيحبك الناس وينجذبون لك حب أولادك ودينك وأصدقائك وكل ما ومن حولك ولكن أعلم اننا لا نحب أحد أكثر من أنفسنا
ويعتقد البعض أننا حينما نقول حب نفسك أننا ندعوها للمعصيه .. فكيف تحب نفسك وترمى بها فى أحضان المعصيه وطريق غضب الله طريق النار
فرساله الدعاه والشيوخ التى تبرمجنا عليها سلبيه للغايه
فى القبر ينتظرك الثعبان الأقرع _ ستضرب بمطرقه لا يستطيع أهل الدنيا حملها وتعذب حتى يوم القيامه
فعبدنا الله عباده خوف لا عباده حب , لذلك تخلى عن هذه الأفكار السلبيه التى زرعها فينا الجاهلين من الدعاه والمشايخ وحب الله طمعاً فى رضاه
لا خوفا من ناره فانت أن عبدته طمعاً فى حبه سترجع سريعا له بعد كل معصيه وأن عبدته خوفا ستتجنب التحدث عنه بعد المعصيه
أعرف الكثيرين وقت المعصيه لا يحبون أن يسمعوا عن الله فهو يهرب من الله خوفا كما عبده خوفاً ولكن أن أحببت الله لرتميت بين يديه بعد المعصيه
وأخذت فى حسبانك عدم التكرار
هل نحب الأخرين اكثر من انفسنا
فحبك للأخرين ما هو الا حب لنفسك لأنقاذها من الهلاك والدليل الواضح أننا نعتقد أننا نحب شخص أكثر من أنفسنا وبعد غدره نكره
فكيف تحب شخص أكثر من نفسك وتكرهه بعد ذلك فان كرهت كان بك أن تكره نفسك أكثر ولكن لأننا نحب أنفسنا نبعد عن من يخوننا ويلعب بنا ويعذبنا
الا القليلين من يجدوا متعتهم وحبهم لأنفسهم بأن يكونوا ضحايا فى هذه الدنيا
حب الأولاد
هل تحب أولادك اكثر من نفسك ؟؟؟
أكيد أجابتك ستكون نعم ولكن فى الحقيقه لا أحد يحب أولاده أكثر من نفسه لأننا نحب أولادنا لأنهم يشبعون لدينا غريزه الأبويه ويعطوننا
أحساس كبير بالحب لذلك نعتقد اننا نحبهم أكثر من أنفسنا وأن كان حب الأبن أعز من حب النفس لما هم سيدنا أبراهيم بذبح سيدنا أسماعيل
وما ترك سيدنا نوح أبنه ليغرق , وما وضعت أمراءه اصحاب الأخدود أبنها بالنار بعدما شد على يدها , وماكان كل ذلك ولكننا نحب أنفسنا فى أبنائنا
والقوى من يحب نفسه أكثر من حبه لأبنه فأن أخذ الله أبنه تحلى بالصبر وكان مؤمنا من عوض الله , ومن لا يفهم نفسه ويعتقد انه يحب أبنه أكثر
من نفسه ربما ذهب بروحه وراء أبنه فأن كان أنتحار كان كفر وأن كان حزنا كان هلاك فكان أما كافر أو قانط من رحمه الله فهو جاهل
حبك لنفسك هو من يجعلك قوى ويجعلك ترضى الله فلا تسمع لمن يقلل منك فأنت قوى بحبك لنفسك قبل حبك لغيرك
الايثار وحب النفس
يعتقد البعض ان الايثار هو نوع من حب الأخرين عن النفس ولكن هذا خطأ فلماذا نؤثر الأخرين على انفسنا ؟
والأجابه للثواب أو لوجه الله أو لأننا نحبه , فى النهايه نحن نؤثر لشىء ينفعنا فهذا دليل على حبنا لأنفسنا
اما أن تتنازل عن حقك لغيرك عنوه وبدون ايثار فهو نوع من عدم الحب للنفس ولا للأخرين
ليس معنى كلامى أنك تحب نفسك فقط ولكن أن أحببت نفسك أحببت الأخرين فأحبك العالم ولعلك تعرف جيدا أذا أحب الله عبدا نادى فى الملائكه
أنى أحب فلان فأحبوه فأحبته الملائكه والناس أجمعين
ولا تعتقد أنك أن أحببت نفسك ستبعد عن ربك فهذا من اكبر الأخطأ لأنك أن أحببت نفسك كنت دوما باحث لها عن الخير وكل الخير فى عباده الخالق
حب النبى
عندما أمرنا النبى ( ص ) عليه وسلم أن يكون أغلى عندنا من أبنائنا وأنفسنا فهذا ليس معناه أننا نحب رسول الله على حساب أنفسنا ولكن نحبه ( ص )
حتى ننجوا بأنفسنا فحبنا للنبى المختار ما هو الا حب غامر لأنفسنا وللنجاه
وحب النبى أكثر من أنفسنا هنا هل يعنى النفس المطمئنه أم الأماره بالسوء أم اللوامه
فحبك لرسول الله أكثر من نفسك الأماره بالسوء لأن هذا الحب فى داخله النجاه فهو حب لنفسك عند غفلتها , وحب أوامر النبى والنبى نفسه ( ص ) فى
حاله النفس اللوامه مساعده وأرشاد للثواب ورجوع للخير الذى نبغيه لأنفسنا , وأما فى حاله النفس المطمئنه فلا نفكر وقتها أيهما أحب أكثر نفسى أم
أوامر النبى ( ص ) لأننا وقتها نذوب فى بعضنا البعض فيكون حبى لنفسى هو نفسه تنفيذ أوامره ( ص )
لذلك اخى الغالى حتى حبنا للنبى ( ص ) ما هو الا حب غامر لأنفسنا وللوصول لرضا الله
اما النبى ( ص ) لأنه المختار ولأن الله رزقه حبه لنفسه وتقديرها وعرفه ( عز وجل ) قيمه نفسه ورفعتها فلم تخدعه الدنيا ويفكر هل يحب نفسه ام لا
فكانت حياته عطاء للأخرين لأنه تخطى مره حب النفس
أعلم بعد مرحله حب النفس مرحله العطاء فلا تحرم نفسك من العطاء
أريدك ان تحب نفسك وتمتعها بكل متع الدنيا الحلال فان أحببتها حقا بعدت عن حرامها
هل تعرف الحسن البصرى
كان يعرف الحسن البصرى بذهده البالغ فذهب اليه رجل ورأى البصرى فسأله أين حسن البصرى فلما عرف أنه حسن البصرى قال له
ويقولون أنك زاهد أين الذهد فرد حسن البصرى قائلا
الذهد فى القلب لا فى الملبس
فالذهد وحب الله لا يعنى التقشف وكبت النفس بل يعنى ترقيق القلب فهو أيضا حب للنفس
والان
لا تصدم عندما أقول لك حب نفسك
ولا تقل لأحد بأقتناع تام أحبك أكثر من نفسى
ولا تجعل حياتك تقف عند شخص بعينه
ولا تركز فى جذبك على شخص بعينه بل حب نفسك ينجذب الأفضل لك
حب نفسك بالتقرب لله
حب نفسك بأن تمتعها بكل متع الدنيا ( الحلال )
هكذا تقع فى الحب وتنجوا من فخ الحب فالحب ينقذك وفخ الحب يغمى عينيك
فأكذوبه الحب
هى ان نعتقد اننا نحب غيرنا أكثر مننا
وأن نعتقد ان لا شىء فى الدنيا يعوض فأن أحببنا أنفسنا وثقنا بخالقنا فكان عوضنا عن كل شىء
الحب الكاذب ( الفخ ) هو ما يضيق عليك دنيتك والحب الصادق هو ما يجعلك تلامس النجوم
فان أحسست أن دينك يضيق عليك حياتك ويلزمك بأكثر مما تتحمل فانك لم تذوق حلاوه الايمان
فلتبحث عن الحب فى دينك وأوامره تكن أسعد الناس
وأخيرا
أن أردت أن تحب فالــ تحب , ولكن حب من يضيف لك لا من يأخذ منك فقط
فالحب علاقه أخذ وعطاء فأن كان عطاء فقط أصبح فخا وأصبح أكذوبه.
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”11″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
أول مدرب مصرى لقانون الجذب ، متخصص فى التخاطر والفراسه ومبتكر طرق التفكير الأبداعى البديل.
مدرب العديد من النجوم والمشاهير مؤسس أول صالون شبابى فى مصر صالون الجذب.
دارس لعلوم الطاقه والباراسيكولوجى والعقل الباطن والقراءه السريعه – أداره مشروعات من الجامعه الأمريكيه.
شعاري فى الحياة : من لم يأتى على الدنيا بزيادة فهو عليها زيادة