رسالة لكل فتاة عربية
كتب : سامح عبد الهادى
عزيزتي .. لنتصارح .. !
إننا نعيش فى مجتمع فقير من الإنسانية .. ليس طفلا فحسب بل إنه كثير الصراخ .
مجتمع معاييره خاطئة .. يقيس الإنسان بأمواله .. يعيق المفكر ويقدم عليه صاحب النفوذ ..!
مجتمع ذكورى فى المقام الأول .. يسلب من المرأة حقها فى حرية الحياة وحرية الإختيار .. ثم يلصق الأمر بالدين كذبا وزورا .
مجتمع يعتقد خطئا أنه مجتمع دينى .. بينما الحقيقة أنه لا يطبق تعاليم الدين.
لذلك .. فإن رضا هذا المجتمع عنك .. لن يحقق لك شيئا من السعادة ولن يحقق رضاك عن نفسك .. فلا تقيمى لهذا وزنا .
.
.
عزيزتي ..
سيرضى عنك المجتمع جدا ..
إن رميتى بكل أحلامك على باب بيت الزوجية .. وقبلتى بالحياة داخل دائرة من القيود التى ليس علاقة بدين ولا منطق .. مودعة بكل حياتك فى يد رجل بغض النظر عن مبادئه وطريقة تفكيره ونمط حياته .
فإن كان مدمنا للمخدرات .. فلا يحق لك التدخل
وإن كان سارقا .. فلا ذنب عليك
وإن كان أحمقا .. فيجب أن تطيعيه
فقط .. لأنه زوجك
هذ ما يرى المجتمع أنه حسن خلق .. وأنه شيمة نساء الجنة .
مع أنه سلبية مطلقة .. ولا أعلم بأى حق يضعون بعضهم بعضا فى الجنة ؟
.
.
فالدين طلب منك إقامة الحياة .. لذا سماك خالقك ( حواء ) لينسب إليك الحياة .. وأئتمنك على حفظ بذرة الحياة .. وجعل الحياة تنشأ من داخلك أنت .. وبعد خروج حياة جديدة من أحشائك متمثلة فى إنسان حى خلقه الله ليضيف شيئا رائعا وليكون خليفته فى الأرض .. أمرك برعايته وبنائه جسديا وعقليا وعاطفيا .. أمرك أنت بهذا لأنك اقدر عليه من الرجل ..
فالرجل يا عزيزتى لا يصلح لهذا الأمر .
.
أما الرجل ..
فلقد كلفه الله برعايتك .. وتوفير احتياجاتك النفسية والمادية والحياتية .. فاشترط على من يريد الزواج أن يستطيع توفير الباءة وهى ( المسكن والملبس والمأكل ) ثم أمره بحسن معاملة زوجته .. ووصاه بأن يعاملها كجزء منه .
أمره الله بالقوامة على زوجته ( الرجال قوامون على النساء ) بمعنى التكفل برعايتها ومساندتها والقوامة على حياتها بشكل كامل .. الرجل هنا مأمور بتوفير الحياة الكريمة للمرأة .. ولم يأمره الله بسجنها ولا الإستبداد برأيها ولا إلغاء شخصيتها ولا إهمالها .
هذا ما يعرفه الدين .. ولا يعرفه مجتمعنا العربى المريض .
.
.
ثقى تماما أن الرجل الذى يحبك بصدق .. ستشعرى معه بالحرية الحقيقية .. وبأن حياتك ملك لك وحدك .. وسيكون هو فى موضع شريكا لك .. وليس مالكا لك .
الزوج الذى يحب زوجته يجعلها أكثر حرية رغم قيود الحياة .. وأكثر سعادة رغم هموم الحياة .. وأكثر حيوية رغم روتينية الحياة .
.
الزواج ليس هدفا نحيا من أجله .. فلا تجعلى منتهى طموحاتك رجل .. سيقضى هذا عليك.
إبنى لنفسك حياة ومستقبل .. واجعلى الزواج مرحلة بداية جديدة لحياتك .. مرحلة أكثر استقرار واتزانا .. مرحلة تستطيعى فيها تحقيق المزيد من التقدم والمزيد من النجاح .
وإن كنت لا تشعرين بسعادة ورضا عن حياتك .. فتأكدى أن هناك شيئا ما خطأ .. وأن عليك التوقف وحسم قرارات جديدة لتعيد ترتيب حياتك وتنظيم أولوياتك .
.
اهتمى بحياتك ومستقبلك أولا .. وحينما يأتى وقت التفكير فى الزواج يجب أن يكون قرارا مساندا لحياتك وليس زواج لمجرد الزواج .. أو لأنك بنت ويجب أن تتزوجى .
يقولون لك أن الزواج سترا للمرأة .. هى حقيقة ولكنهم يتجاهلون حقيقة أخرى .. أن ليس كل الرجال يستر .. وليس كل الرجال أمينا على زوجته .
يقولون لك أن نهاية كل بنت فى بيت زوجها .. والدين يطلب أن تكون بداية حياة المرأة فى بيت زوجها .
يقولون لك .. يجب أن يتكفل بك رجل .. فلماذا تقضين كل حياتك فى حاجة لرجل لمجرد أنه ذكر .. هذا فقط هو كل شئ .
.
.
وبعد أعواما من الزواج .. وانجاب الأطفال .. إذا حدث إنفصال تبحثين عن من يعولك وأولادك .. هذا هو الحكم الظالم الذى يرتضيه المجتمع للمرأة .
لا تقبلى بهذا الأمر .. وتولى أنت بنفسك بناء حياتك ومستقبلك .. حققى أحلامك واستمتعى بحياتك .. كونى مثلا للعفة والأخلاق فلا تكونى موضع شبهات .. استعدى للمهمة الكبيرة التى خلقك الله من أجلها وهى بناء حياة .
اجعلى من نفسك حلم لكل رجل .. ولا تجعلى منتهى أحلامك رجل .
.
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
مدرس رياضيات حاصل على ماجستير إدارة الأعمال وكاتب ومحاضر في علوم التنمية البشرية والإدارية