فى كثير من الدورات والندوات التى حضرتها كان هناك الكثير من الشباب من يودون أن يكونوا رواد أعمال وذلك بسبب أن يتخلصوا من مديرهم المتغطرس والمغرور والذى يصيبهم بالإحباط والإكتئاب.
وكأن صاحب العمل سوف يكون حرا ً بشكل كامل فى إتخاذ قراراته وسيقبل عليه العملاء من بداية إنشاء مشروعه و سيكون من الأثرياء و من تظهر صورهم على المجلات و الصحف العالمية مثل ستيف جوبز مؤسس شركة أبل أو بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت أو جيف بيزوز أمازون أو مارك زوكربيرج مؤسس شركة فيسبوك أو جاك ما مؤسس شركة على بابا.
و لكن الحقيقة أن صاحب العمل لديه مدير يفسد عليه حياته و يصيبه بالقولون العصبى و التوتر و الضيق و ربما يصل إلى الإكتئاب ، فمن يا ترى مدير صاحب العمل ؟
مدير صاحب العمل هم طرفين ، الطرف الأول هم المستثمرين أو ممولين المشروع :
فإذا كان مشروعك يحتاج إلى التمويل و إلى مستثمرين فى بداية إنشائك للمشروع ، فإن أصحاب رأس المال فى مشروعك سيكونون هم مديرك المباشر و يمثلون مجلس الإدارة و الذى يجب مناقشتهم قبل إتخاذ أى قرارات مصيريه قد تهدد إستمرارية الشركة أو فشلها مستقبلا ، و إذا كان لديهم الحق فى التدخل فى قراراتك الإدارية فستجد نفسك دائما تحت ضغط إرضائهم أو مناقشتهم لكى تستطيع ان تستمر بالعمل .
اما الطرف الثانى الذى يمثل مدير صاحب العمل و هم العملاء :
اى شركة هى عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين أجتمعوا معا من أجل هدف مشترك و هو جذب العملاء و المحافظة عليهم و جعلهم عملاء دائمين للمشروع او الشركة .
يقول سام والتون : نحن نعمل جميعا تحت إمرة الشخص نفسه . و هو العميل و بإمكانه أن يطردنا فى أى وقت أراده بأن يقرر الشراء من مكان آخر .
فإنك إذا رأيت شركة تفشل ، فتأكد تماما أن أصحابها إما كانوا عاجزين أو غير مستعدين لإرضاء عملائهم بالشكل اللائق الذى يسمح لهم بالإستمرارية ، فغادر عملائهم و هم غير راضين و أخبروا أصدقائهم بتجاربهم السيئة معك و لم يعودوا مطلقا ً.
فإذا كنت تود أن تكون رائد أعمال أو صاحب شركة لمجرد التخلص من مدير و المهام الظالمه ومعاملته السيئة لك ، فإنك ستواجه نفس هذه النوعية إما من مستثمرين مشاركين لك فى مشروعك أو من عملاء يجب عليك ان تحافظ عليهم حتى يستمر مشروعك أطول فترة ممكنه و يكون قادر على المنافسة الشرسه الموجوده بالسوق التجارى المحلى و العالمى.
و الحقيقة أن كل شخص لديه عميل فى العمل التجارى سواء كان صاحب عمل أو موظف ، يقول الخبير الإدارى براين تريسى (فالعميل هو الشخص الذى يحدد مقدار ما تتقاضاه من أجر وسرعة ترقيتك ومدى أهميتك وقيمتك للعمل ) . و وفقا لهذا التعريف فأنت كصاحب عمل لديك ثلاث عملاء يجب عليك إرضائهم وهم المستثمرين والموظفين لديك و سوف تحدد طريقة تعاملك معهم وإرضائهم كيف سوف يرضون عملائك والعملاء الذين يشترون خدمتك او منتجك .
وإذا كنت موظفا يعتبر مديرك هو عميلك الذى يجب عليك إرضائه و هذا سوف يحدد مدى قيمتك للعمل و مدى سرعة تقدمك . فعميلك هو مديرك و كل شخص يعمل فى العمل التجارى الخاص او الحكومى لديه عميل و كل شخص يمارس عمل إرضاء العملاء ، و يتحدد مستوى نجاحك فى التجارة بمدى إرضائك لأهم عملائك .
قم الأن بوضع جميع عملائك فى قائمة سواء كانوا داخل الشركة أو خارجها ، ثم قم بإعداد خطة يومية لزيادة قيمتك و تحديد النتائج التى تود تحقيقها من خلال إرضائهم ، و صمم على أن تفعل شئيا و لو صغيرا بشكل يومى حتى تزيد مستوى رضا عملائك سواء كنت حاليا موظفا او اصبحت صاحب عمل و مؤسسا لمشروع و لشركة خاصه .