لماذا تبدأ مشروعك الخاص ؟
كتب : عبد الرحمن عثمان
السؤال قد يبدو للوهله الأولى غريبا و لكن صدقنى هذا السؤال مهم جدا وهو ربما يكون سببا فى نجاح مشروعك فى المستقبل.
ولكن قبل أن أبدأ فى هذا المقال والتعمق فيه دعنى احكى لك عن قصة فهيا بنا .
فى يوم من الأيام كنت أحضر أحد المؤتمرات التى يجتمع فيها الشباب لعرض أفكارهم الريادية على لجنة التحكيم للحصول على تمويل لمشروعاتهم و افكارهم الريادية ، أو لبناء شبكة علاقات مع شخصيات هامه لربما تكون مفيده فى المستقبل لهم و لمستقبلهم المهنى و العملى و المادى ايضا ، أو لبناء علامة تجارية شخصية و الوصول إلى مستثمر لربما يمول المشروع و يساعد فى نجاحه او لنشر فكرة المشروع بين الناس لزيادة المتابعين أو المشتركين او زيادة العملاء .
المهم فى هذا اليوم تعرفت على أحد الشخصيات اسمه محمد.
ناقشنى هذا الشاب فى انه يود ان يكون رائد أعمال وأن يؤسس لشركته الخاصه ؛
وحينما سألته عن عمره أخبرني ان سنه 23 سنه ، فأعجبت جدا من شدة طموحه وخصوصا من رغبته فى التعلم وسفره من طنطا إلى الإسكندرية لحضور ذلك المؤتمر وسعيه للتعلم والاحتكاك بشخصيات ناجحة وبناء شبكة علاقات مع الناس من حوله .
هنا سألته : لماذا تود أن تبدأ مشروعك الخاص ؟
كان سؤالا غريبا و عجيبا و لكن كان أول رد له لأننى أريد أن أصبح مليونيرا أو مليارديرا و أن احقق الحرية المالية .
فقولت له للأسف و ان كان هذا السبب مشروعا إلا أنه ليس كافى لإستمرارك فى مسارك و بناء مشروعك الخاص ، فأن تكسب مالا وفيرا أو أن تكون غنيا يمكن أن يحدث بأشكال متنوعة غير أن تكون صاحب مشروع ناشىء أو صغير ربما ينجح و ربما لا ، ربما يحصل على تمويل و ربما لا ، فلماذا تود أن تتحمل مخاطر و صعوبات و تحديات بناء مشروعك الخاص ؟.
هنا تذكرت انه فى سنة 2018 حضرت احدى الندوات عن التسويق فى احد المراكز التدريبية و حينما سأل المحاضر عن أهدافنا و ما الذى نود تحقيقه فقال له احد الحاضرين اود ان اكون رائد أعمال و ان انشىء مشروعى الخاص.
وحينما سأله المحاضر لماذا تود ذلك ؟ فكان رد هذا الشاب لأكون مدير نفسى لأننى لم اعد اتحمل مديرى بالعمل و صعوبات العمل الذى انا فيه .
كل هذه المواقف جعلتنى افكر انه إذا ولد الشخص فى أسرة غنية ، غنية جدا وأصبح يعمل فى إحدى الشركات العالمية والتى اعطته مرتب مرتفع جدا وبالدولار ، فهل تعتقد انه سيترك كل هذا وسيخاطر ببناء مشروع نسبة الخساره فيه اكبر من المكسب وتحمل تلك المخاطر ؟
بالتأكيد لا ..!
ولو هناك شخص سيفعل ذلك فسوف تكون النسبه صغيره جدا جدا ، لأن هناك نسب تقول أن 90% من الشركات تفشل فى أول ثلاث سنوات من إنشائها .
فلماذا يرغب بعض الأشخاص بإنشاء مشروعاتهم ؟
وما هو السبب الإيجابى من وجهة نظرك الذى تسعى إليه عند إنشاء مشروعك الخاص ؟
يرغب العديد من الشباب فى الوقت الحالى لإنشاء مشروعاتهم الخاصه لعدة أسباب من وجهة نظرى منها :
-
أن يحقق الثراء المالى و الحرية المالية لأنه يعتقد أن ريادة الأعمال و إنشاء مشروع خاص هو الطريق السريع للوصول لذلك الهدف و تلك الغاية .
-
أن يتخلص من عبودية الراتب الشهرى ، لأنها تزداد الأسعار من حولنا و يبقى الراتب كما هو و حتى إن أرتفع الراتب فسوف يرتفع بنسبة 10% بحد أقصى 12% اى انه اقل من إرتفاع الأسعار المبالغ فيه بسبب الاضطرابات الاقتصادية و السياسية و ربما الطبيعية مثل ظهور فيروس كورونا و غيرها مما جعل العالم يضطرب إقتصاديا و يفقد الكثير من الناس وظائفهم للأسف .
-
أن يتخلص من المدير الديكتاتور الظالم و الذى يضطهده بالعمل و يجعله يتعب نفسيا ، فكما يقولون عن الموظفين الذين يتركون الشركات بتقديم إستقاله (الموظفين يتركون مدرائهم الذين يعملون معهم و لا يتركون شركاتهم التى يعملون بها)
تلك الأسباب التى يقولونها الشباب على الأغلب و التى تدفعهم إلى إنشاء مشروعاتهم الخاصه ، و لكن تلك الأسباب لن تجعلك كل يوم تستيقظ بكل نشاط و حماس و دافع مهما كانت صعوبة الظروف من حولك و مهما كانت ظروفك و مواردك المادية للذهاب إلى مشروعك الخاص و محاولة المحافظه عليه و تكبيره و توسيعه ، لأن للأسف ببساطة الواقع العملى و أرض الواقع سوف تثبت لك أنه ربما كان من الأفضل أن تستمر موظفا أفضل من تحمل كم المخاطر و العقبات و العواقب و التحديات و المشاكل و الأزمات التى ستواجها فى طريقك أثناء سعيك لإنشاء مشروعك الخاص .
السبب الحقيقى و الذى سيدفعك لإنشاء مشروعك الخاص
هو أن يكون لديك قيمة و رسالة تعمل على تحقيقها و نشرها من خلال رؤية و اهداف و الوسيلة هى إنشاء مشروعك ، و لن تستطيع ان تكتشف السبب الحقيقى بدون ان تسأل نفسك لماذا أود أن ابدأ مشروعى الخاص ؟
فى احد الكتب فى مجال القيادة و اسمه ابدأ بلماذا ؟ للكاتب الأنجليزى و الخبير فى السلوك التنظيمى و القيادة سايمون سينك ، يخبرنا أنه هناك ما يسمى بالدائرة الذهبية و هى عباره عن ثلاث دوائر ، الدائرة الداخلية هى (لماذا) و الدائرة الثانية هى (كيف) و الثالثه الكبرى هى (ماذا).
سايمون سينك كان صاحب أحد المشروعات الصغيرة و لكن مع الوقت و كثرت الضغوطات المالية و العملية فقد شغفه بمشروعه و كاد أن يستسلم للأمر الواقع و حاول أصدقائه مساعدته لإخراجه من تلك الحالة التى هو بها و التى يمر بها صديقهم المقرب و لكن لم يتغير شىء ، و مع مرور الوقت اكتشف سايمون سينك الدائرة الذهبيه و سأل نفسه لماذا اقوم بما اقوم به ؟ و انه تغيرت حياته و تغيرت عقليته و بدأ التحول فى حياته و عاد الشغف إليه و قام بتأليف كتاب اصبح من اكثر الكتب مبيعا فى العالم .
حينما تكتشف ( لماذا ) الخاصه بك ستكتشف نفسك الحقيقية و ستكتشف قيمك و رسالتك التى انت ربما تكون موجود بهذه الحياة بسببها .
اما ( كيف ) فهو سؤال كيف سأحقق تلك الرسالة او القيمة او النفع ، و ( ماذا ) هى ماذا سأفعل ؟ ما الذى سأقوم به ؟
تلك الأسئلة السحرية كفيله بإنجاحك وتغيير حياتك وتفكيرك وجعلك تكتشف شغفك ورسالتك الحقيقية وربما تكتشف أن مشروعك الخاص لم تكن الفكره الوحيده الجيدة التى تستطيع من خلالها بتغيير واقعك .
فابحث عن ( لماذا ) الخاصه بك ، وقدم قيمة حقيقية للعالم الذى تعيش فيه وللناس وليس فقط الربح المادى.
فيمكنك ان تحقق ربح مادى بطرق مشروعه او غير مشروعه ولكن ان تكون ذات قيمة نافعه للأخرين وتكون مفيدة ومؤثرة بشكل إيجابى فى مجتمعك هذا هو الأثر وهذا هو الإختلاف وهذا ما سيعود عليك بمال وفير وسيضمن لك الإستمرارية إن شاء الله والنجاح .
فى المقاله القادمه سوف اتكلم عن نوع أخر من ريادة الأعمال يحقق ما تكلمت عنه فى هذا المقال من نفع للناس وللمجتمع بالإضافة إلى تحقيق الربح المادى الذى يضمن إستمرارية المشروع والفكره ويضمن ربح لمؤسس المشروع ، وذلك النوع من ريادة الأعمال هو ( ريادة الأعمال المجتمعيه ) فأنتظروا المقال القادم إن شاء الله .
و بدأ بالبحث عن ( لماذا ) الخاصه بك
و لا تنسوا أن تكونوا إيجابيين و تكونوا ملهمين .
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]