الإيجابية السلبية
كتبت: نيفين عباس
أظن أن أكثر شئٍ مؤثر تعلمته فى الفترة الأخيرة هو أهمية احتوائك لنفسك ولمشاعرك. ظللت لفترة طويلة أسخر من هؤلاء ناشري السعادة الذين يتصورون أن الحياة وردية ومليئة بالزهور والفراشات طوال الوقت، وأيضًا أشعر بالثقلِ مع وجود الأشخاص ذوى الكلام السلبى والشكوى المستمرة. وظللت لفترة أشعر بصعوبةٍ فى التعبير عن مشاعرى أو بمعنى أصح تفهمها.
فى أوقات كثيرة كنت أشعر بأن الحياة جميلة، وأن اليوم هو أفضل يومٍ فى حياتى ولا شئ يستطيع أن يقف فى طريق تحقيقى لأى شئ. لكن فى أوقاتٍ أخرى أشعر وكأن العالم الواسع ينطبق علىَّ ليصبح ضيقًا لا يتسع حتى لأخذ أنفاسى.
فى الأوقات الأخرى كنت أود ألا أفكر فى مشاعرى السلبية وأن أتجاهلها أو أحاول تشتيت نفسى عنها .. لكن فى وقت ما أجد أننى أحاول إقناع نفسى بأننى بخير فى الوقت الذى يجب أن أحتويها وأعطيها مساحتها فى الحزن أو فهم المشاعر السلبية وأجد أمثل طريقة فى التعامل مع أى نوبة حزن تصادفنى.
فى أوقات كثيرة نقع فى فخ “الإيجابية السلبية”, نحاول إقناع أنفسنا أننا بخير ونتجاهل شعور الحزن على الرغم من أنه شعور صحى للغاية فى التنفيس عن أنفسنا طالما لا نؤذى أحدًا لفظيًا أو فعليًا .. أن أعطى نفسى والآخرين مساحة للتعبير عن أنفسهم أصبح أكثر شئٍ أقدره وأهتم به. ألا أدفع شخصًا لتجاهل مشاعر حزنه أو أن يخطو عليها متصورًا أن هذا سيجعلها تمر بسلام فإذا بها تمر مخلفة ندبة صغيرة فى قلبه ثم يتعرض لتراكمات فى المواقف تؤدى إلى شعورٍ تدريجيٍ بالخدر. لا عليك، لا يجب أن تجبر نفسك على أن تكون بخيرٍ وأنت لست كذلك. من المقبول تمامًا أن تشعر بالضعف وأن ترغب بأخذ هدنة والاعتناء بنفسك وأن تطلب العون. هذا لا ينقص من هالتك القوية أو روحك الصلبة شيئًا. إن تنوع مشاعرنا هو ما يجعلنا بشرًا فى النهاية.
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]