هل التسويق الهرمي مربح؟..وهل جائز شرعا وقانونا؟
ما هي استيراتيجيات التسويق الهرمي؟
كتبت:- خديجة حداد
التسويق الهرمي هو نوع من أنواع التحايل والغش باسم التسويق، كما يعتمد على إقناع أكبر عدد من العملاء الجدد مقابل دفع مبالغ مالية للانضمام إلى النظام الهرمى.
حيث يكون أكبر المستفيدين هم العملاء في قمة الهرم يزداد دخلهم بزيادة عدد العملاء في قاعدة الهرم الذين لا يتقاضون أجور تذكر.
وهو مما جعل التسويق الهرمي محرم شرعا ومحظور قانونيا لما فيه من التحايل والغش والوعود الكاذبة.
في مقالتنا هذه نبين لكم مواصفات التسويق الهرمي والفرق بينه وبين التسويق الشبكي والحكم الشرعي والقانوني لكل منهما.
ما هو التسويق الهرمي؟
التسويق الهرمي أو مشروع الاحتيال الهرمي هو نموذج عمل غير مستقر هدفه جمع المال من أكبر عدد من المشتركين بينما يكون المستفيد الأكبر هو المتربع على رأس الهرم.
يبدأ هذا النموذج بشخص أو شركة في أعلى الهرم يتلخص عملها في إقناع الشخص بالاشتراك أو المساهمة بمبلغ مالي مع الوعد بإعطائه خدمات.
أو ربح رمزي إن استطاع إقناع آخرين بالاشتراك بعده وكلما زادت طبقات المشتركين حصل الأول على عمولات أكثر.
وكل مشترك يقنع من بعده بالاشتراك مقابل العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها إذا نجح في ضم مشتركين جدد يلونه في قائمة الأعضاء.
استراتيجية التسويق الهرمى طريقة تستخدمها بعض الشركات أو الأفراد لجمع المال من المستثمرين الجدد دون تقديم قيمة مضافة لهم.
وتعتمد هذه الاستراتيجية على تشكيل شبكة هرمية من الموزعين أو المسوقين، كما يتم تحفيزهم على تجنيد أشخاص آخرين للانضمام إلى الشبكة مقابل الحصول على عمولات أو مكافآت.
وتستخدم هذه الشبكة أساليب الإغراء والضغط والخداع لإقناع الناس بالاشتراك مع الوعد بالثراء السريع أو الدخل السهل.
وتعتبر هذه الاستراتيجية غير مستدامة وغير قانونية في معظم الدول، لأنها تؤدي إلى خسارة أغلب المشاركين في المستويات الأدنى من الهرم وتستفيد فقط منهم الأشخاص في المستويات العليا.
ما هي مواصفات التسويق الهرمي؟
حتى يتم تصنيف الشركات أنها تتبع سياسة التسويق الهرمى هناك بعض العلامات أو السمات التي تدل على أن العمل أو الشركة تتبع هذه الاستراتيجية الاحتيالية.
والتي تهدف إلى جمع المال من المستثمرين الجدد دون تقديم منتج أو خدمة حقيقية.
بعض هذه المواصفات هي:-
- الحصول على المال مقابل إضافة أشخاص جدد إلى العمل بدلا من بيع المنتجات.
- الوعد بالحصول على مبالغ مالية كبيرة في فترة قصيرة.
- العمل لا يعتمد على بيع منتج أو تقديم خدمات.
- المال السهل أو الدخل السلبي مقابل القيام ببعض الأمور مثل وضع إعلانات على الإنترنت.
- هيكل العمولة لا يعتمد على المنتجات التي يتم بيعها.
- ممارسة الضغط بأساليب وكلمات عاطفية وجذابة للاشتراك.
اقرأ أيضا: مفاهيم واستراتيجيات التسويق القريب .. قوة التأثير المباشر والفوري
ما هي استراتيجيات التسويق الهرمي؟
للتسويق الهرمي صور عديدة وطرق احتيالية و استيراتيجيات متنوعة تهدف إلى جمع الأموال من المشاركين الجدد دون تقديم منتج أو خدمة حقيقية.
هناك أنواع مختلفة من استراتيجيات التسويق الهرمي، مثل:-
1- سلسلة التسويق متعدد المستويات
حيث يشتري المشارك منتج من الشركة ويحصل على عمولة عندما يبيعه لآخرين أو يجند مشاركين جدد للشبكة.
2- سلسلة رسائل البريد الإلكتروني
حيث يطلب المرسل من المستلم التبرع بمبلغ مالي لأشخاص مدرجة أسماؤهم في الرسالة ثم يضيف اسمه إلى القائمة ويعيد إرسال الرسالة لآخرين.
حتى يحصل اسم الشخص في قمة الهرم على أرباح طائلة على حساب الآخرين.
3- سلسلة بونزي
حيث يقنع المروج المستثمر بالحصول على عوائد مالية من بيع السلع أو الأسهم ولكن في الحقيقة يستخدم أموال المستثمرين الجدد للدفع للمستثمرين القدامى في قمة الهرم.
4- نموذج الكرة الثمانية
تبدأ الشبكة بشخص واحد في قمة الهرم يقنع أشخاص آخرين ويشترط دفع مبلغ مالي للانضمام إلى شبكة تتألف من ثمانية أشخاص كل شخص يقنع شخص أو شخصين للانضمام للنظام الهرمي بحد أقصى 15 عضو.
وعند اكتمال الشبكة يحصل كل مشارك على جزء ضئيل من المبالغ التي يدفعها الأشخاص من تحته في النظام في حين تذهب أغلب الأرباح إلى الشخص في قمة الهرم.
هذه الاستراتيجيات غير قانونية في معظم الدول وغير مشروعة شرعا لأنها تتضمن غش وخداع وظلم للناس، وتؤدي إلى انهيار النظام عاجل أو آجل.
ما حكم الشرع في التسويق الهرمي ؟
التسويق الهرمي هو نوع من الاحتيال يقوم على جمع المال من المستثمرين الجدد دون تقديم قيمة مضافة لهم، وهو محرم شرعا ومحظور قانونيا في معظم الدول.
وظاهر حكم الشرع في التسويق الهرمي هو التحريم وذلك بسبب وجود الكثير من المخاطر والمحاذير الشرعية، مثل، الغرر والخداع والجهالة والقمار والربا والإضاعة والتضليل والاستغلال.
وفقا لفتوى مجمع الفقه الإسلامي البيع الهرمي حرام شرعا ولا يجوز للمسلم المشاركة فيه أو الترويج له أو تسهيله.
ما حكم القانون في التسويق الهرمي؟
يعتبر البيع الهرمي ممنوع بنص القانون في العديد من الدول، إلا أن الشركات الجديدة التي تنشأ تستخدم أساليب تحايل دائما لإخفاء طريقة عملها ويظل الضحية هو الوحيد الذي بإمكانه كشف ذلك.
حكم القانون في التسويق الهرمي هو التجريم وذلك بسبب أنه يشكل خطورة على اقتصاد الدولة وأمن المجتمع، ويؤدي إلى خسارة أغلب المشاركين في هذا النظام.
وفقا للتشريعات المصرية فإن التسويق الهرمي يعد جنحة تستوجب العقاب بالحبس أو الغرامة أو كليهما.
هل التسويق الهرمي مربح؟
التسويق الهرمي ليس مربح بل هو مضر ومخادع فهو يجعل المشاركين يدفعون مبالغ كبيرة للحصول على منتجات غير قيمة أو خدمات وهمية.
كما يوهم المسوقين بأنهم سيحققون أرباح باهظة ويحصلون على عمولات كبيرة إذا تمكنوا من تجنيد أشخاص آخرين للانضمام إلى سلسلة الهرم.
ولكن في الحقيقة أغلب المشاركين يخسرون أموالهم ولا يمكنهم استردادها ولا يستفيد من ذلك إلا الأشخاص في قمة الهرم الذين يستولون على مال الآخرين.
ما هي مخاطر التسويق الهرمي؟
النظام الهرمي أو الشبكي المخالف يؤدي إلى الكثير من المخاطر المالية والقانونية والمحظورات الأخلاقية.
-
المخاطر المالية
التسويق الهرمي يتطلب من المشاركين دفع مبالغ ضخمة للانضمام أو التجديد في الهرم دون أن يحصلوا على أي مقابل عدا الانتماء للشبكة.
وإذا لم يتمكنوا من تجنيد أشخاص جدد، فإنهم لن يحصلوا على أية عمولات أو أرباح بل يتعرضون للضغط النفسي والإغراءات الكاذبة لدفع المزيد من المال.
وعند الوصول إلى مستوى لا يمكنهم تجنيد المزيد فإن النظام ينهار وأغلب المشاركين يفقدون كل شيء.
-
المخاطر القانونية
التسويق الهرمى هو طريقة غير قانونية وغير شرعية للاحتيال وهو محظور في كثير من الدول.
فالمشارك في النظام الهرمي قد يتعرض للعقاب بالحبس أو الغرامة أو كليهما، أو قد يتورط في دعاوى قضائية مع ضحايا هذا النظام.
-
المخاطر الأخلاقية
التسويق الهرمي يستغل الطمع والجهل والأمل لجذب االعملاء ويرتكز على الخداع والتضليل والاستغلال للاستيلاء على الأموال.
فالمشارك في هذا النوع من الأنظمة الهرمية يفقد ثقته بالآخرين وصدقه مع نفسه ويتعلم الجشع ويرى في كل شخص فرصة للاستفادة منه ولا يبالي بأذى الآخرين أو خسارتهم.
ما الفرق بين التسويق الهرمي والشبكي؟
التسويق الشبكي والتسويق الهرمي هما نوعان متشابهان من استراتيجيات البيع المباشر ولكنهما يختلفان في الشكل والمنتج والمدة والاعتماد والقبول والربح والاشتراك.
-
الشكل
التسويق الشبكي يعتمد على وجود شبكة من الموزعين أو المسوقين يتم تحفيزهم على بيع المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركة التي ينتمون إليها والحصول على عمولات من مبيعاتهم الخاصة ومبيعات المسوقين الذين يجندونهم في مستوى أقل.
بينما الهرمي يعتمد على تشكيل هرم من المسوقين يتم تحفيزهم على تجنيد أشخاص آخرين للانضمام إلى الهرم مقابل الحصول على مكافآت أو رسوم اشتراك ولا يوجد في هذا النظام أي بيع حقيقي لأي منتج أو خدمة
-
المنتج
يرتكز التسويق الشبكي على وجود منتج أو خدمة حقيقية تقدم للعملاء وتكون ذات جودة وقيمة مضافة.
بينما البيع الهرمى لا يرتكز على أي منتج أو خدمة أو يستخدم منتجات غير حقيقية أو غير مفيدة كغطاء للاحتيال.
-
المدة
التسويق الشبكي لا يحدد أية مدة زمنية للانضمام أو البقاء في الشبكة، ولا يفرض أية ضغوط أو شروط على المسوق.
بينما النظام الهرمى يحدد فترات زمنية محدودة للانضمام أو التجديد ويرافقه ضغط نفسي وإغراءات كاذبة لإجبار المسوق على دفع المزيد من المال.
-
العمولات
يعتمد التسويق الشبكي على طريقة حسابية واضحة للعمولات والأرباح تستند إلى قيمة المبيعات التي تحققها كل مستوى.
بينما النظام الهرمى يعتمد على طريقة حسابية غامضة للعمولات والأرباح، تستند إلى عدد الأشخاص الذين تقنعهم في كل مستوى.
-
القبول
التسويق الشبكي هو طريقة قانونية وشرعية للبيع المباشر إذا استوفى الشروط والمواصفات وهو معترف به دولياً وموثق في الأمم المتحدة.
بينما التسويق الهرمى هو طريقة غير قانونية وغير شرعية للاحتيال وهو ممنوع في كثير من الدول وغير معترف به.
-
الربح
النظام الشبكي يتيح للمسوق الحصول على ربح عادل يعكس جهده ومبيعاته ولا يتأثر بمستواه في الشبكة.
بينما التحايل الهرمى يجعل المسوق يخسر ماله إذا لم يستطع تجنيد أشخاص جدد، ولا يستفيد إلا الأشخاص في قمة الهرم.
-
الاشتراك
النظام الشبكي يتطلب من المسوق دفع مبلغ بسيط للحصول على المنتجات أو الخدمات التي يسوقها ولا يتكرر هذا الدفع إلا إذا أراد المسوق شراء المزيد من المنتجات.
بينما التسويق الهرمي يتطلب من المسوق دفع مبالغ ضخمة للانضمام أو التجديد في الهرم دون أن يحصل على أي مقابل عدا الانتماء للشبكة.
قد يهمك أيضا: مبادئ التسويق وأساسياته | أول خطوة فى احتراف التسويق
هل التسويق الشبكي حرام؟
حكم التسويق الشبكي في الإسلام يختلف باختلاف طريقة عمله وشروطه ومنتجاته فهناك أنواع مباحة وهناك أنواع محرمة.
وهذه بعض من الضوابط والمعايير التي يجب مراعاتها عند الحكم على التسويق الشبكي:-
-
المنتج
يجب أن يكون المنتج حقيقي ومفيد ومطابق للوصف وإلا يكون محرم شرعا أو مضر بالصحة أو الأخلاق.
ولا يجوز أن يكون المنتج غير موجود أو وهمي أو مبالغ في قيمته، أو أن يكون هدف المشارك في الشبكة هو الانتماء للشبكة نفسها دون الاهتمام بالمنتج.
-
السعر
يجب أن يكون تسعير المنتجات معلوم وثابت وألا يزاد عليه بسبب الانضمام للشبكة أو تجديد العضوية.
ولا يجوز أن يكون السعر غالي جدا على المنتج، وألا يشترط فيه الدفع المسبق دون تسليم المنتج.
-
العمولة
يجب أن تكون العمولة مقابل بيع المنتجات فقط وألا تكون مقابل إحضار أشخاص جدد للشبكة أو دفع مبالغ إضافية للشركة.
ولا يجوز أن تكون العمولة غير محدودة أو تزداد بزيادة المستوى في الشبكة.
-
الشروط
يجب أن تكون شروط الانضمام سهلة ومعقولة وألا تشترط على المشارك دفع مبالغ كبيرة للانضمام أو التجديد في الشبكة
أو الاتزام بحد أدنى من المبيعات أو الانصياع للضغط النفسي من قبل المروجين.
إذا كان التسويق الشبكي يتفق مع هذه الضوابط فهو حلال وإذا خالفها فهو حرام.
الشركات التي تستخدم التسويق الهرمي في مصر
بعض هذه الشركات التي تعمل في التسويق الهرمى أو الشبكي المحظور التي تم ضبطها في مصر هي:-
شركة كيو نت Qnet
أشهر الشركات التي تعتمد التسويق الهرمى تأسست في هونغ كونغ عام 1998 وتدعي أنها تبيع منتجات صحية وجمالية وإلكترونية.
ولكن في الحقيقة تعتمد على جذب المستثمرين بوعود بأرباح خيالية وتطلب منهم دفع مبالغ مالية كبيرة للانضمام إلى الشركة وتحصل على عمولات من تجنيد أشخاص آخرين.
شركة فور إيفر Forever Living Products
هي شركة أمريكية تأسست عام 1978 وتدعي أنها تبيع منتجات طبيعية مستخلصة من نبات الصبار ولكن في الحقيقة تعتمد على نظام بيع هرمي يقوم على تجنيد موزعين جدد للحصول على عمولات وحوافز.
شركة أوريفلام Oriflame
وهي شركة سويدية تأسست عام 1967 وتدعي أنها تبيع مستحضرات تجميل وعطور وحقيقة عملها تعتمد على نظام بيع هرمى يقوم على تجنيد مسوقين جدد للحصول على عمولات وحوافز.
انضم لمكتبة كوكب المعرفة حيث يوجد بها مجموعة من أفضل الكتب الأكاديمية.
قدمنا لكم تقرير عن التسويق الهرمي والشبكي والفرق بينهما ومواصفات كل منهما.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
