سيكولوجية الكورونا
كتبت : إيمان سمير
تسعة أشهر على التقريب أو اكثر قد مروا منذ أن بدأت جائحة فيروس كورونا المستجد فى بلدنا الحبيب مصر،
حيث قد بدأت الموجه الثانية لهذا الفيروس التاجى الآن ولكن الأولى لم تنتهى بعد،
ولكننا لا ننكر أن كثيراً منا من الأفراد والمصالح قد تعامل أو بشكل صريح ولاخجل فى قول ذلك؛
قد انتباهم نوع من الأهمال والأستهتار فى الإجراءات الوقائية والاحتياطات الأحترازية المتخذة ضد فيروس كورونا،
وذلك بعد قرار الفتح تدريجياً التى اتخذته الحكومة المصرية بشكل كامل خلال الفترة الماضية،
وهذا بناءاً واعتمداً واطمئاناً منا خلال فترة هدوء منتصف الموجه الأولى من كورونا،
وهى فترة أنخفاض أعداد المصابين والوفيات فى التقرير اليومى التى تعلنه وزارة الصحة.
وذلك توهماً للأسف وأملاً منا أن الموجه الأولى قد أنتهت تماماً وأن هذا الفيروس قد تلاشى بلا رجعة.
-كورونا الوهم والمرض.
كثيراً ما أسمع عن “مرض الوهم” فى حد ذاته، ولا اقصد مرض الوهم فى ماهيتة النفسية البحتة وأنواعة المحددة فى الطب النفسى المختص ومايقصد به الذهان،
ولكننى فى هذا المقال قد اختص بمناقشة الجانب النفسى فقط للمرض،
وأأخذ المسمى وهو مرض الوهم النفسى المرضى، أو التوهم النفسى بالمرض الدائم بالأصابة بمرض كورونا،
فإنه مع دخول فيروس كورونا بلدنا مصر بفترة ليست بكبيرة،
وأننا أصحبنا جميعاً أصبتنا حالة من الهلع فى بداية الأمر،
حالة من الخوف الشديد والحرص الزائد عن الحد الطبيعى المسموح به من الأصابة بهذا الفيروس،
فإن حالة الذعر الشديد الذى اصبتنا هذه ليست هى الوقاية المثالية الصحيحة فى معنها الحقيقى،
ولكنها كانت مجرد فترة حماسية زائلة مرتبطة
ببداية الموجه الأولى من الفيروس وظهور المرض فقط، وقاية غير أستمرارية للأسف، لذلك فلا فائدة منها غير الأرتباك والتشتت فى الأفراط فى طرق الوقاية،
فقد هذه الحالة جعلتنا نتوهم بهاجس
أننا أصيبنا بهذا الفيروس دائماً،
بل ونتوهم بتفكيرنا إلى اعمق أننا قد اصيبنا بأعراضه أيضاً الجسدية الكاذبة الناتجة عن الوهم المرضى بالشعور النفسى للمرض،
ولكن فى الحقيقة أن الوهم النفسى المرضى لفيروس كورونا أخطر من الأصابه بالمرض الجسدى ذاته،
نعم بالتأكيد،..
لكون هذا الوهم النفسى المرضى يسيطر على التفكير للأشخاص ويعيقهم فى تصرفاتهم ومعاملاتهم وأفعالهم،
حيث أنه يصيب التفكير بالعجز حقاً ذلك الوهم للأشخاص، مما قد يؤدى إلى منعهم عن ممارسة طقوس حياتهم اليومية العامة ككل،
مما يصعب على الفرد الأستمتاع بحياته بشكلها الطبيعى.
وهذا على العكس من الأصابة الفعلية بالمرض
فإنه فى هذه الحالة فقد يعانى المريض بالفيروس من الأصابة الجسدية الملموسة الواقعية التى يتم علاجها فى أغلب الحالات وبختلافها بلا شك،
فإنه عند معرفة الشخص التشخيص لحالته والأصابة بالمرض لا يحمل المريض على عاتقة الشك الوهمى النفسى المرضى الذى يطارده دائماً ويهدم حياته بخطر الأصابة بالفيروس اللعين.
-اهتموا بمرضاكم نفسياً يشفوا جسادياً.
أن المرض بوجه عام على حد علمى نوعاً؛
فالنوع الأول: وهو النوع الجسدى الملموس الفسيولوجى،
اما النوع الثانى: وهو يكون النوع النفسى المعنوى السيكولوجى وكلنا نعلم ذلك،
ولكننى أرى فى نظرى أنه فى الأصل أن فى دارسة الطب النفسى،
أن الحالة النفسية للمريض أياً كان نوع المرض وللمرض النفسى الأولوية،
فإن تحسن الجانب النفسى والتركيز عليه يساعد المريض على تقوية المناعة الذاتية لديه ويحسن منها بصورة أفضل،
مما يساعد المريض على الشفاء سريعاً من الأعراض.
-واختص فى هذا المقال بأهمية الأهتمام والحرص بالصحة النفسية فى التعامل مع مرضى كورونا-
فأننا عندما نعلم أن أى شخص أصابه هذا
الفيروس فالبعض منا يحمل تفكير متحجر ومغلق ويتم معاملاتهم كالمنبوذين بيننا
لماذا هذا التفكير والتصرف الذى أصبنا؟
فعلينا أن لاننسى أهمية التعامل والصحة النفسية للمرضى علينا أن نعلم أن مرض فيروس كورونا أنه مرض مثل أى مرض وبختلاف الحالات فى الأعراض،
ولكنى أقصد أنه كونه مرض يأتى ويأخذ فترته مهما طالت ويذهب،
فقد معاملتنا للمرض والمرضى قد خلقت نوع من
الأستهزاء والسخرية والتنمر للمرضى،
فإن شعور المريض وتأثره من الجانب النفسى يصيبه بعدم الثقة بالنفس،
فإن هذه السطحية فى التفكير من قبل هؤلاء المتنمرين بديهاً يضعف المناعة الذاتية للمرضى وبالتالى تقل فرصة شفائهم سريعاً.
-الأعتدالية السليمة بين خطر الأصابة وخير الوقاية.
من المؤكد صواب مقولة “الوقاية خير من العلاج”،
فلذلك علينا أن نعدل فى تفكيرنا وأفعالنا ونعى جيداً أنه بديهاً أن المحافظة على صحتنا والوقاية من أى مرض شئ أساسى وهام،
ولكن دعونا نحقق تلك المعادلة الصعبة،
الا وهى المعادلة الذى تهدى أنفسنا إلى التعقل والرشد السليم فى الأعتدالية والوسطية بين الوسواس والتوهم فى فرط سيطرة حالة الهلع بين خطر الأصابة الدائم، والتوهم النفسى بالمرض،
وبين أننا نفعل طرق الوقاية الحذرة فى ثوابها الأعتدالى الوسطى المعقول،
بمعنى شديد البساطة فقط، علينا أن لا نخاف ولكن نحذر،
وأن نهتم بالمحافظة على صحتنا فى العموم،
وفعل ما علينا بشكل تعقلى لا يحمل أى نوع من أنواع الهلع أو القلق،
حتى نتجنب مرض الوهم النفسى الكاذب المسيطر على عقولنا بالتوهم بالأصابة بفيروس كورونا.
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”11″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
القراءة هى شغفي والكتابة هوايتي الحرة التى تستهويني .. أحب أن أكتب في الكثير من المجالات وأجد موطنى الخاص فى كوكب المعرفة