أختلاف العالم قبل وبعد أزمة كورونا
كتبت : إبمان سمير
مجنونة ياكمامة
“يالا الكمامة للى عايز الواحدة ب ٢ ونص، قول يارب ياهادى .. حد عايز كمامات”؟
بدأت يومي بهذه الكلمات من شخص تحت المنزل،
حيث ترددت كثيراً على مسامعى
فسارعت من الشرفة كى القى نظره عليه،
فأستغربت ثم أدركت تماماً أنه بائع ..
ولكنه بائع كمامات!
هل أصدق ما أسمعه حقاً؟
وهل هو كما قال يبيع كمامات؟
وبالفعل نظرت عليه لأجده كما قال
يبيع كمامات،
عجباً لقد تغير الحال،..
بعد ما كنا بنسمع “مجنونة ياقوطة” حلت محلها جملة الا وهى “مجنونة ياكمامة”،
لأن من المتعارف عليه قديماً داخل السوق المصرى، هو تغير سعر الطماطم، بشكل جنونى بإستمرار وعدم ثبوتها على سعر معين،
لأن أسعارها قد تختلف كل يوم سواء كانت بالزيادة أو النقصان،
ولو اتكلمنا عن هذا البائع البسيط،
فقد استطاع بتفكيره المحدود المتجدد،
أن يتأقلم مع متغيرات السوق ومع هذا التطور، ويغير نوع السلعة التى كان يروج لها،
واختار أنه يروج لسلعة هى تعد الأكثر طلبناً وانتشاراً بين المستهلكين وما يطلبه السوق،
-دعونا نتكلم بشكل اعم و اكثر واقعية،
نعم فهذا هو السوق فقط يتوقف على قانون العرض والطلب،
فلقد تغير الحال .. نعم لقد تغير وبشدة
فهل لنا أن نتذكر قليلاً مع بداية الأزمة وأنتشار جائحة فيروس كورونا،
وتعد “كلمة جائحة وفقاً لما صنفته منظمة الصحة العالمية كورونا كجائحة عالمية،
تعنى الجائحة وباء عالمياً ينتشر جغرافياً بشكل اوسع،
ويصبح أفراد العالم جميعهم معرضين لتلك العدوى، وتؤثر على عدد كبير من الأشخاص، وتتكون عادة بسبب فيروس جديد”.
-فى الحقيقة ومع مرورونا بأزمة كورونا العنيدة،
الحياة قد اختلفت بل العالم اجمع،
حيث صنف العالم،
“العالم ماقبل كورونا والعالم مابعد كورونا”،
مع الأخذ فى الأعتبار أن
“الوضع لن يبقى كما هو عليه، ولن ترجع الأمور كما كانت عليه سابقاً”،
فلا تخف عزيزى القارئ،
فليس شرطاً أن يكون التغير للأسواء فقط،
ولكن قد حدث تغير بالفعل ولكن للأفضل.
و لما لا؟
علينا أن نحكم على الأموار فى نصبها السليم ولانرفض فكرة التغير مطلقاً ونتحمل عيوبها ومميزاتها.
علينا نفكر بهدوء وتمعن،
هل العالم تغير للأسواء أم للأفضل؟
-حيث أننا سوف نسلط الضوء ونتكلم عن التطور الملحوظ والبديهى الذى حدث فى سوق المستلزمات الطبية،
حيث تعد بيع الكمامات كواحدة من أهم السلع فى سوق المستلزمات الطبية،
فمن منا كان يعلم أو يصدق أن البشر يصبحون أكثر هوسة ومراقبة والأطلاع لكل ماهو جديد بسوق المستلزمات الطبية بأشكلها المتعددة!
فعلى الرغم من حدوث بعض تعثرات فى بداية الأزمة إلا أنه حدث انتعاشه فى هذا السوق،
ولا احد ينكر ذلك،
كما أن هذه الأزمة قد فتحت آفاقاً آخرى فى مجالات العمل.
-ولكن كل تغير يطرق علينا قد يستغله بعض من المستغلين والمنتفعين لأى أزمة نمر بها،
-كل هذه الأحتمالات و الأثباتات والتغيرات سوف نناقشها فى هذه السطور الآتيه ..
-إنشاء عمل جديد أو تغير العمل الحالى-.
مع أستمرار أزمة كورونا وقدوم الموجه الثانية من الوباء فى وقتاً الحالى،
هناك من قام بإنشاء عمل خاص به من أصل لاشيء،
فإنه من طبيعية الإنسان العملية حبه لمجال التجارة والعمل والسعى دوماً لفتح باباً للرزق بإستمرار،
والأطلاع على كل ماهو جديد والأبتكار فى العمل، وجذب كل ماهو قد يجلب له الرزق الحلال له ولأولاده،
فقد يرى الإنسان ما هى متطلبات السوق وما هى أذواق واحتياجات المستهلكين،
وينشأ عمل جديد على أساس ذلك وهو المواطن والسوق.
فمثلاً هناك من قام بإنشاء عمل بسيط وهو شراء بسعر الجملة عدد من الكمامات والكحول ومشتقات ذلك،
من الإكسسوارات الطبية الحديثة المطلوبة وبشدة فى سوق المستلزمات الطبية،
وبيعها فى دائرة زملائه فى العمل وأصدقائه المقربين،
أنه من الضرورى أن يتطلب العمل فى التجارة أن يتوافر كل مقاومات والشروط القانونية لأساس للعمل الناجح،
فهذا يعد أمر هام وكلنا نعلم ذلك،
ولكن من الممكن أن يتم إنشاء عمل صغير والتسويق له فى دائرة محدودة من معارف الشخص القائم بالعمل ذاته.
وهذا هو ما فعله الإنسان أثر أزمة كورونا واستغلالها لصالحه،
وحباً فى ممارسة التجارة و لحصوله على المزيد من الرزق.
وعلى الجانب الآخر هناك إناس قاموا بتغير سلعتهم ونشاطهم فعلياً،
أيضا هذا يعد وفقاً لما تتطلبه مجريات السوق
فى ظل بداية الأزمة ومع أستمرارها حتى الآن.
فكلاً منهم يفعل ذلك بهدف حصوله على زيادة دخله أو إيجاد فرصة عمل جديدة من الأصل.
– تعثر بداية الأزمة وانتعاش سوق المستلزمات الطبية-.
هناك مقولة عربية شهيرة ولقد تم صحتها الآن،
حيث تقول هذه المقولة “مصائب قوم عن قوم فوائد”.
تعد أزمة فيروس كورونا فتحت آفاقاً جديدة محلياً وعالمياً واعادت الروح لسوق المستلزمات الطبية بأشكلها المختلفة،
ففى بداية الأزمة حدث عكس التوقعات،
حيث حدث نوع من التعثر والعجز ونقص فى سوق المستلزمات الطبية،
وذلك نتيجة للأقبال الشديد من قبل المواطنين ومخاوفهم من قدوم فيروس كورونا المميت لهم،
ولكن بعد ذلك وأثناء الأزمة قد شهد سوق المستلزمات الطبية أنتعاشاً كبيراً،
فقد قفزت أسعار الكمامات والقفازات الطبية اكثر من 600%،
حيث زادت مبيعات محال بيع الكمامات فى مصر بعد ركود دام لمدة 11 عاماً،
إثر إنتشار مخاوف وذعر لدى المواطنين من أصابتهم بهذا الفيروس التاجى.
وهذا يرجع لهوس المواطنين واقبالهم الزائد على شراء المستلزمات الطبية مثل الكمامات والقفازات ومستلزمات التطهير،
مما أدى ذلك إلى جشع التجار حيث بدأوا
فى زيادة ورفع الأسعار كافة المستلزمات الطبية بطريقة جنونية اضعاف مضعافة،
ولكن مؤخراً ومع الهدوء الذى حدث تدريجياً فى نهاية الموجه الأولى للفيروس وإنخفاض عدد حالات الأصابة،
حيث بدأ هذا الإنخفاض بالتزامن مع تراجع إقبال المواطنين على شراء الكمامات والمستلزمات الطبية،
ومن جانب آخر أصبح اصحاب مصانع الكمامات والكحول يبحثون عن أسواق للتصدير بعد تراجع الطلب المحلى عليها بنسة تصل إلى ٥٠% ،
حيث قد أنخفض الطلب على المستلزمات الطبية فى السوق المحلى من قبل المواطنين
وقد تسبب هذا التراجع الملحوظ فى المستلزمات الطيبة إلى وجود فائض فى هذه المسلتزمات حيث أدى أيضاً إلى إنخفاض الأسعار.
-الأستغلال من الجائحة والكسب غير المشروع-.
وكما جرت العادة،..
فهناك مستفيدون من كل أزمة تمر بها البلاد، ويستغلونها لصالحهم،
لذلك فقد تسببت أزمة كورونا فى انتعاش سوق الأدوية والمستلزمات الطبية لكن المغشوشة،
حيث إن بعض التجار ورغبة معدومى الضمير ، قد أستغلوا هلع المواطنين والمحتاجين للكمامات الطبية خوفاً من فيروس كورونا أو لفرض ضريبة عليهم والأقبال الشديد على شراء تلك هذه المستلزمات،
مما دفع بعد ذلك أصحاب النفوس الضعيفة إلى بيع أدوات طبية مغشوشة مجهولة المصدر وغير مطابقة للمعايير والمواصفات،
مما أدى ذلك إلى عمل “شركات بير السلم”
بإعادة تدوير المنظفات وبيعها مرة أخرى،
حيث أنهم قد استغلوا عدم توافر تلك المستلزمات فى الصيدليات وقاموا بتصنيعها وبيعها على الرغم من انتهاء صلاحيتها بهدف استغلال هذه الأزمة وتحقيق أعلى عائد من الأرباح.
-وأخيراً لابد أن نكون على علم جيداً أن الموجه الثانية لفيروس كورونا قد بدأت بالفعل فى كثير من دول أوروبا مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا،
والتى قد اعلنت الإغلاق مرة أخرى خوفاً من تفشى الفيروس لديها،
حيث قد أعلنت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد المزيد من الأجراءات بشأن مواجهة الموجه الثانية للفيروس،
لذلك علينا أن نأخذ الأحياطات الكافيه والأجراءات الوقائية اللازمة المتعارف عليها سابقاً،
فتجربة أزمة فيروس كورونا السابقة خلال الموجه الأولى جعلتنا نكتسب الخبرة الجيدة بشكل كبيرة فى أسلوب الحياة والتعامل اليومى أثناء الأزمة.
-ولكن عزيزى المواطن لا تخف ولاينتابك الذعر والقلق مثل ماحدث فى السابق،
فالمحافظة على النفس من خطر الأصابة يعد أمر هام ولكن يجب أستخدام أساليب المواجهة السلمية المعتدلة، التى تضمن لنا سلامة صحتنا والمحافظة عليها،
فالتحضير للمواجهة الموجه الثانية من الأزمة يكن أسهل قليلاً من السابقة وذلك لأكتسبنا المزيد من النضج فى التعامل واخذ كافة الأحتياطات اللازمة للتصدى لأزمة كورونا.
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
القراءة هى شغفي والكتابة هوايتي الحرة التى تستهويني .. أحب أن أكتب في الكثير من المجالات وأجد موطنى الخاص فى كوكب المعرفة