Menu Close

التوحد عند الاطفال

Autism
Autism

التوحد عند الاطفال

كتب: عاطف محمد

انضم لكوكب المعرفة  قناة التربية الإيجابية

التوحد عند الاطفال هو أحد المشكلات التي تصيب الاطفال وانتشرت بشكل كبير في الآونة الاخيرة، ومما لاشك فيه أنه يصيب الوالدين بحالة نفسية سيئة تجاه ما أصاب طفلهم، وذلك لأن الكثير منهم يتكم اكتشاف هذا المرض في مراحل متأخرة، مما يجعل علاجه أمراً صعب.

ولكن بعد نشر حملات التوعية بشأن هذا الموضوع، وفتح العديد من المراكز والتنويه حول أعراض وأسباب هذا المرض أصبح اكتشافه وعلاجه أمرا ليس بالصعب.

ووفقا لم صرحت به الدكتورة منى قابل إخصائية علاج مرض التوحد أن التوحد عند الاطفال ليس مرض، إنما هو اضطراب نمائي في السلوك العصبي عند الطفل، ويتم اكتشافه من خلال التواصل الاجتماعي مع الطفل وكذلك اللفظي.

ومن خلال الأسطر التالية سنلقي الضوء على هذه المشكلة وفقا لم صرح به العديد من الاطباء المختصين ومنهم الدكتور أحمد عبدالخالق، فتابع معنا.

حقيقة التوحد

قد يعتقد البعض أن التوحد صورة من صور الجنون أو نوع من أنواع التخلف الشديد ، ولكن كل ما سبق عار تماما من الصحة
لأن مصابى التوحد يتمتعون بسلامة جسمية وعقلية كبيرة ، وأحيانا نجدهم فى بعض الحالات افضل من الاصحاء بل وقد يتميزون رياضيا أو فنيا ،
ولكن لديهم عدة مشكلات أبرزها عدم تمييز أو فهم العلاقات الإنسانية بصورة طبيعية فهم يطبقون ما تعلموه حرفيا
والبعض الآخر قد يكون انتهى من دراسته الجامعية بنجاح منقطع النظير، والمتوحدون لا يحتاجون منا إلا للتعامل الأمثل
التعامل الواعى فلا نؤذيهم بعبارات أو تصرفات تنال منهم وعلينا أن نحسن معاملتهم .

مفهوم التوحد عند الاطفال

هو عبارة عن اضطراب نفسي في النمو العصبي للطفل، ويؤثر بشكل واضح وصريح على على وظائف العقل في نمو القدرة على التخيل، التواصل واللغة، والمهارات الاجتماعية.

وفي أغلب الأوقات يتم اكتشاف التوحد عند الاطفال في الثلاث سنوات الاولى من عمر الطفل، وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتخصيص يوم على مستوى العالم لمرض التوحد وهو يوم 2 أبريل من كل عام، وذلك لأنها أصبحت مشكلة متنامية وأزمة صحية عالمية، حيث أثبتت بعض الدراسات العالمية أنه يتم إصابة طفل من كل 88 حالة ولادة.

أعراض التوحد عند الاطفال

يوجد العديد من أعراض التوحد عند الاطفال، والتي تختلف من طفل لأخر فيوجد بعض الاطفال الذيمن يكون لديهم فهم للغة، وأطفال أخرون لا يمكنهم التحدث على الإطلاق، ولكن يوجد بعض السلوكيات التي توجد عند معظم الاطفال المصابون بالتوحد، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • مشاكل التواصل الاجتماعي

عند بعض الاكفال المصابون بمرض التوحد يعد التواصل الاجتماعي مشكلة كبيرة تواجههم وتمثل عائق كبير أمامهم، ويكون ذلك نتيجة تاخر نمو بعض المهارات لديهم، وتظهر هذه الاعراض عند الاطفال التوحديين من خلال الآتي ذكره:-

  • لا يستجيب لأي شخص ينادي عليه باسمه عندما يبلغ عمر ال9 شهور.
  • لا يفضل التواصل بالعينين ولا يستمر عليه في حالة حدوثه
  • عند تعرضه لمشاعر الفرح أو الحزن أو غيرها لا يظهر أي تعبير على وجه وذلك عند بلوغه عمر ال9 شهور وما فوق.
  • لا يستطيع اللعب التخيلي، فهو لا يمكنه أن يقوم بالتخيل بإطعام دميه أو التحدث إليها مثل ما يفعل أقرانه عند بلوغ عمر سنتين ونصف.
  • عند بلوغه عمر الـ3 سنوات يجد صعوبة لديه في فهم مشاعر الاخرين، او التعبير عن مشاعره.
  • الطفل المصاف بالتوحد عندما يبدأ في التحدث فإنه يتحدث بنبرة صوت غير عادية، مثل أن يتحدث بصوت مرتفع، أو أنه يكرر الكلام مثل الروبورت.
  • السلوكيات النمطية التكرارية

حيث أن الاطفال المصابون بالتوحد يقوموا بكرار أفعال غير عادية وبشكل شبه منتظم، ومن اهم هذه السلوكيات ما يلي:-

  • أن يقوم بتنظيم ألعابه بطريقة يفضلها هو، وينزعج كثيراً من أن يقوم أي شخص بتغيير هذا النظام.
  • عندما يلعب بلعبه فإنه في كل مرة يلعب بنفس الطريقة ولا يغيرها، هذا بالإضافة إلى أنه يركز على أشياء معينة مثل شعر الدمية، أو عجلات السيارة التي يلعب بها، أو مروحة الطائرة.
  • ينزعج من أي تغير للنظام الذي يتبعه حتى إن كان طفيف.
  • يمكن أن تتحول اهتماماته ببعض الأشياء إلى هوس غير طبيعي فعلى سبيل المثال عند عدم مشاهدته لكارتون او برنامج تلفزيوني ينفعل بشكل غير طبيعي ويبدأ في الصراخ بالرغم من مشاهدته له قبل ذلك عدة مرات.

 

  • أعراض وسلوكيات أخرى

ويوجد بعض الأعراض الأخرى عند المصابين بمرض التوحد عند الاطفال، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • تاخر في نمو المهارات الحركية.
  • تأخر في نمو المهارات اللغوية.
  • تأخر في نمو المهارات المعرفية.
  • تعرضه لنوبات الصرع.

عدم الخوف من الأشياء التي تسبب ذلك، أو قد يكون لديه خوف بشكل مفرط.

أسباب التوحد عند الاطفال

أثبتت العديد من الابحاث والدراسات الطبية انه لا يوجد سبب واحد للإصابة بمرض التوحد عند الاطفال، ولكن يوجد بعض العوامل التي تتسبب في حدوثه، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • وجود أحد أفراد الأسرة والذي يكون لها صلة قرابة من الدرجة الأولى مصاب بمرض التوحد.
  • التعرض بكثرة للمعادن والسموم البيئية.
  • إصابة الأم بالأمراض الفيروسية أكثر من مرة.
  • تعرض الجنين في محلة التكوين لبعض الأدوية من خلال الام تناولها مثل حمض الفالبرويك.
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
  • أن يكون الطفل ابن لأب وأم كبار في السن.

ومن الجدير بالذكر والذي أثبتته بعض الدراسات الطبية أن ادمغة الاطفال المصابون بمرض التوحد تنكو بشكل غير طبيعي وأسرع من المتوقع وذلك خلال الثلاث سنوات الأولى، وحتى هذه اللحظة لم يتم التوصل إلى السبب وراء هذا النمو بهذه الطريقة، ولكن طريقة هذا النمو بهذا الشكل تجعل خلايا الدماغ تتزاصل بشكل غير نمطي مع بعضها.

علاج التوحد عند الاطفال

لا يوجد علاج لمرض التوحد عند الاطفال بالمفهوم الذي يبحث عنه الكثير كتناول الأدوية وغيره، ولكن علاج التوحد يكمن في تقديم الدعم النفسي للطفل المصاب بالتوحد، والذي يساعده على تحسين نمط حياته، ومن أهم الأساليب المتبعة في علاج التوحد عند الاطفال ما يلي:-

  • العلاج البدني.
  • العلاج بالنطق.
  • العلاج السلوكي.
  • العلاج باللعب.

وبالرغم من هذه الأساليب المتبعة في علاج التوحد عند الاطفال لكن قد يستجيب طفل لهذه الطريقة، وقد لا يستجيب الطفل الأخر.

ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد نظام غذائي متبع للأطفال المصابون بمرض التوحد، ولكن تشير بعض الدراسات الطبية إلى أنه يفضل تغيير الأنظمة الغذائية للطفل المتوحد باستمرار وبشكل متكرر، وذلك لانها تساهم في علاج المشاكل السلوكية لديه، ومن أهم الأطعمة التي ينصح بها لطفل التوحد ما يلي:-

  • عدم إضافات المواد الغذائية الصناعية للاطعمة الخاصة بالطفل، سواء كانت ألوان صناعية، او المحليات، أو غيرها.
  • الإكثار كمن تناول الفاكهة والخضروات الطازجة، وكذلك الدواجن الخالية من الدهون، والأسماك.
  • الإكثار من شرب الماء

كيف يتم تشخيص التوحد عند الاطفال؟

يتم تشخيص الطفل في حالة الشك بإصابته بمرض التوحد عند بلوغه من 12 شهر إلى 18 شهر، ويفضل عند بلوغه العامين، ويتم تشخيصه من خلال فريق طبي كامل ومتخصص في عدة تخصصات مختلفة، فالفريق يتكون من إخصائي تخاطب، وإخصائي أطفال، وطبيب نفسي، هذا بالإضافة إلى تخصصات أخرى، ويتم فحص الطفل في عدة مستويات مختلفة، حيث لا يمكن تشخيص التوحد عند الاطفال من اختبار واحد فقط، ولكن يعتمد على الآتي ذكره:-

  • مشاهدة طريقة لعب الطفل عند اللعب، وطريقة تفاعله مع الآخرين.
  • المراقبة لنمو الطفل وكيف يتطور، هذا بالإضافة إلى مراجعة مراحل نموه في الفترات السابقة.
  • معرفة قدرة الطفل المعرفية، وتقييمها.

وقد صرحت الاكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بانه من الافضل أن يخضع جميع الأطفال سواء من تظهر عليهم أعراض التوحد ام لا إلى اختبارات التوحد، وذلك عند بلوغهم عمر من 18 شهر إلى عامين، وذلك من أجل اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، هذا بالإضافة إلى بعض الفحوصات التي يطلبها الطبيب بمجموعة مثل التقييم السلوكي للطفل، فحص الحمض النووي للأمراض الوراثية، كافة الاختبارات المتعلقة بالمرئيات والصوتيات لاستبعاد احتمالية أنه يوجد مشاكل بالسمع أو الرؤية والتي لا علاقة لها بمرض التوحد.

اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد

فى يوم 2 أبريل (نيسان) اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة بكامل هيئتها هذا اليوم ليكون هو اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد وذلك حسب القرار رقم (139/62)
وكان اتخاذ هذا القرار ضرورة ملحة لعدة أسباب أهمها لفت نظر العالم أجمع إلى حاجة أصحاب هذا المرض للمساعدة وتحسين حياتهم بكل أشكالها.
حتى يتمكنوا من أن يعيشوا حياتهم بصورة طبيعية لائقة تجعلهم جزءا فاعلا فى المجتمعات التى يعيشون فيها
ويتمتعون بحياة كاملة لا نقص فيها ولا تقصير وينالوا الرعاية والدعم والتعليم ممن حولهم ويتمتعون بحقوق يعيها الكل ويعمل على تأصيلها.

طابع تذكارى

فى مؤتمر صحفى جرت أحداثه عام 2012 أصدرت هيئة بريد الأمم المتحدة طابعا من نوع خاص أنه الطابع التذكرى بمناسبة اليوم العالمى للتوعية بمرض التوحد.

” World Autism Awareness Day”

يحمل شعار يدعو لدعم كل مرضى التوحد فى كل زمان ومكان فى العالم ، شعار يدعو إلى تسخير كل الجهود سواء الحكومية أو الشعبية من أجل العناية بمرضى التوحد.

سعى حثيث

وكما عودتنا هيئة الأمم المتحدة على السعى الحثيث فى كافة القضايا الإنسانية وذلك على مدار تاريخها تأكيدا للتنوع،
فهى تعمل جاهدة على تعزيز حقوق الأشخاص فى كل زمان ومكان وخصوصا من ذوي الإعاقة، فعملت أسرة الهيئة على رفاهيتهم وسعادتهم وتغيير نظرة العالم لهم ،
وقد اهتمت بشكل مميز بالأطفال الذين يعانون من اختلافات في التعلم والتأخر في النمو بكل صوره لما لهم من حقوق لابد أن ينعموا بها .

بنود الاتفاقية

وفي عام 2008 انتهى وضع بنود اتفاقية حقوق الأشخاص من ذوى الإعاقة ، وفيها تم التأكيد من جديد على مبدأ أساسي وهام من مبادئ حقوق الإنسان العالمية، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  1.  هو تعزيز جميع حقوق الإنسان والحرص على تمتعه بالحريات الأساسية، وقد خصت الاتفاقية الأشخاص ذوى الإعاقة، واكدت على حمايتهم وضمان تمتعهم الكامل بكل حقوقهم، وأن يكونوا على قدم المساواة من الاهتمام والرعاية مثل الآخرين.
  2. تعزيز واحترام كرامتهم وانسانيتهم، مما ينتج مجتمعا يرعى كل أفراده دون تمييز أو تفرقه فالكل فى وعاء واحد ينظر لهم بنفس النظرة الحانية.
  3. تمكين جميع الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد من العيش فى حياة آمنة وكاملة ذات مغزى هادف ، دون تقليل أو تقصير مع دعوة الجميع لدعم هذه النوعية من المصابين والوقوف خلفهم لدفعهم إلى الأمام حتى يكون لهم دورا بارزا فى المجتمع ومن ثمه الاستفادة من قدراتهم لخدمتهم وخدمة المجتع من حولهم.

والجدير بالذكر أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد أكثر من الإناث وذلك بنسبة 4 الى 1 بالإضافة إلى أن الاطفال من آباء سنهم أكثر من الاربعين اكثر عرضه للتوحد ولم يثبت أن سن الانثى له اثر فى المرض .

الصعوبات التي يواجهها الاطفال المتوحدون

يوجد العديد من الصعوبات التي يواجهها المتوحدون، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • العلاقات الاجتماعية المتبادلة مع المحيطين بهم
  • :اللغة المستخدمة للتعامل
  • السلوك

وتختلف تصرفات المتوحد من شخص إلى آخر وذلك لاختلاف اعراض وعلامات المرض وتختلف المهارات بالطبع اختلافا كليا،وينقسم مرضى التوحد لقسمين الاول بطئ فى التعلم واكتساب المهارات ، والقسم الثانى يتمتع بنسبة ذكاء طبيعية وأحيانا تكون نسبة الذكاء أعلى من الأشخاص العاديين ولكن تظل مشكلة الاتصال مع الآخرين حائلا لظهور هذا الذكاء.

رسالة من المتوحد

أيها العالم الانسانى
ادعوك بكل لغات العالم الإنسانية أن تتقبل وضعى كما أنا ، فأنا مجرد طفل كل معاناته التوحد والذى لا يد لى فيه ،
ولكنى امتلك عقلا وجسما سليما كما لى قدرات قد تكون أحيانا مذهلة، احتاج فقط لتطوير أدائى احتاج إلى تعليمى كيفية التعامل مع الواقع المحيط.
ولا أخفيكم سرا الشفقة وحدها لا تكفينى ولا نحتاج لها أنا واخوتى المتوحدين نحن نحتاج للدعم بكل صوره .
انتبهوا لى جيدا فلغتى الصمت والتى أحسن إجادتها كما اعشق لغة التأمل فهى عالمى الخاص .
عليكم فهم طلاسمى وفك شفرات حياتى، يؤسفنى أن مرضى ليس له علاج واضح وفى النهاية أرجوكم أن تنظروا لتوحدى على أنه طاقة وليس إعاقة أنا اتعلم حرفيا واطبق حرفيا أرجو أن تحبونى كما أنا دون قيد أو شرط .

بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا، وذلك من خلال ذكر كل ما يتعلق بالتوحد عند الاطفال، وذلك من خلال ذكر مفهومه، وأسبابه، وأعراضه، وأخيرا طرق العلاج.

وننتظر عزيزي القارئ مشاركتك لنا برأيك حول هذا الموضوع.

مقترح لك ...