كيف يمكن علاج الطفل العدواني بالتربية الإيجابية؟
كتبت: أية رجب
تختلف مظاهر السلوك العدواني من طفل لآخر حسب العمر، حيث يعاني الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3 إلى 5 سنوات من نوبات غضب ويلجأون إلى البكاء أو الركل وجذب الانتباه، بينما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 7 سنوات يظهرون أحيانًا غضبهم في شكل من أشكال التشنج والبكاء، أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7-11 سنة يختلف سلوكهم العدواني حيث يلجأون إلى العناد والملل والخمول واحيانا يظهرون غضبهم بالانسحاب والسلبية، تابعوا معنا قراءة هذا المقال للتعرف على أسباب العدوانية عند الاطفال وعلاجها.
قناة التربية الإيجابية – تليجرام
تعريف العدوانية عند الاطفال
تعرف العدوانية عمومًا بأنها سلوك مسيء تجاه الآخرين، ويرتبط حدوثه ببعض الحالات المرضية مثل اضطرابات الشخصية المضادة للمجتمع أو الاضطرابات الذهنية أو تحت تأثير بعض الأدوية، والعدوانية عند الاطفال هي الطريقة التي يعبر بها الطفل عن رد فعله تجاه موقف معين، ويكون رد الفعل طبيعيًا لأن الطفل يحمي نفسه من الأطفال الآخرين أو البالغين.
أنواع العدوانية عند الأطفال
العدوانية عند الاطفال نوعان وهما:
النوع الأول
يكتسب داخلياً أي من الوالدين والطريقة التي يعاملون بها الطفل داخل المنزل وكيف يمكن أن تتطور العدوانية والمقصر في هذه الحالة يكون الوالدين.
النوع الثاني
العدوان المكتسب من البيئة المحيطة الذي يدفع الطفل إلى اللجوء إلى العدوانية لحماية نفسه من الخطر الذي يحيط به، وإلا فقد يكون الأمر هنا تقليدًا لهذه البيئة وليس لأغراض دفاعية.
أسباب العدوانية عند الاطفال
السلوك العدواني من المشاكل التي قد تواجه بعض الأطفال، وفيما يلي أسباب العدوانية عند الاطفال:
- توتر الجهاز العصبي للطفل.
- الاحساس بالإحباط الدائم نتيجة عدم تلبية رغباته واحتياجاته.
- حرمان الطفل من اهتمام ومحبة وعاطفة من حوله مما يؤدي إلى عدم ثقته بنفسه.
- تقليد الكبار غير القادرين على التحكم في عواطفهم أمام الطفل.
- إهمال الطفل وإعطاء الأفضلية لطفل آخر عليه، خاصة في حالة المولود الجديد.
- استمرار التدخل في حرية الطفل ونشاطه وسلوكه.
- يمكن أن يكون العدوان وسيلة للحصول على الرغبات والاحتياجات على الفور.
- إن تدليل الوالدين للطفل باستمرار يجعل من التدليل صفة رئيسية للطفل، وبالتالي يغضب من الآخرين الذين لا يدللونه.
- وسائل الإعلام والتلفاز والأجهزة الذكية تشجع الأطفال على الانخراط في السلوك العدواني وغالبًا ما تتضمن البرامج العنيفة التي تساعد على تنشيط السلوك العدواني، والبرامج التلفزيونية التي يشاهدها الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعزز أيضًا تشكيل العدوانية عند الأطفال وهذه هي الأسباب الرئيسية للسلوك العدواني عند الأطفال.
- تحدث سلوكيات عدوانية عند الطفل بسبب عدم رعاية الوالدين في المنزل وكذلك التمييز بين الأطفال كما يعتقد الطفل خاصة بعد وصول طفل جديد إلى الأسرة، وتظهر في أفعاله السيئة مثل تمزيق كتبه، وإتلاف ملابسه وغير ذلك.
- يعتبر المرض النفسي أو الشعور بالنقص من أكثر الأسباب تأثيراً على شخصية الإنسان بشكل عام والطفل بشكل خاص، لأنه يلجأ إلى علاج هذا النقص لتجربة اللذة والنشوة، ومن الأسباب أيضاً محاولة الابن الأكبر لفرض سيطرته على الأصغر والاستيلاء على ممتلكاته الأمر الذي يدفع الطفل إلى اللجوء إلى العدوان الدفاعي.
- الثقافات المجتمعية التي تدعو إلى العنف تدعم السلوك العدواني لدى الأطفال، من اهم الاسباب أيضا التي تتسبب في العدوانية عند الاطفال حبسهم لأسباب تتعلق بالحماية والذي يدفعهم إلى استخدام أساليب عدوانية لتخليص أنفسهم مما لديهم من القمع.
- تشجيع الرجال على فرض سيطرتهم على المنزل والسيطرة على الإناث يخلق سلوكًا عدوانيًا لدى الإناث لرفض السيطرة.
علاج العدوانية عند الاطفال
تتطلب الوقاية تجنب جميع العوامل التربوية التي تولد السلوكيات العدوانية والتي استعرضناها في الأسباب، أما بالنسبة للعلاج فيمكن الاستعانة بهذه الأمور وهي:
تعديل السلوك
هذه طريقة فعالة للغاية للتعامل مع السلوك العدواني من خلال العمل على تعديل هذا السلوك وتعزيز السلوكيات الإيجابية مثل الصراع بين الأطفال، من الضروري هنا مراقبة السلوك ومتى يحدث وسبب حدوثه ونتيجته ومحاولة تعديل السلوك ويكون ذلك من خلال فصل الطفلين وإعطاء المعتدي لعبة ترضيه، وأحيانًا ينبغي علينا التدخل وتطبيق العقوبة التي تتضمن حرمان الطفل من نشاط يستمتع به.
السيطرة على الغضب
وهي من العلاجات الفعالة وتتمثل في التدريب على التنفس العميق والاسترخاء وتخيل حالة من الغضب الشديد والدخول فيها ثم إيقافها فجأة والعودة إلى التنفس والاسترخاء وتكرار العملية مرات عديدة لكي يتمرن الطفل على ممارستها ويمكن أن يطبقها بنفسه.
تنمية الذكاء العاطفي
وهي من أهم المهارات اللازمة للسيطرة على الذات وإدارة الذات وفهم وإدراك الحالات العاطفية ومشاعر الذات، وتنمية الدافع للإدارة الذاتية الإيجابية.
تفعيل البرامج الوقائية
وهذا يشير إلى ضرورة تزويد الوالدين الأطفال ببرامج تساعدهم على تجنب السلوكيات وأساليب التنشئة الاجتماعية التي من شأنها تحريض الطفل على السلوك العدواني، مثل التمييز بين الأخوة والجهل والعقاب الجسدي.
عواقب سوء التعامل مع العدوانية عند الاطفال
يولد سلوك الطفل العدواني العديد من المشاكل بما في ذلك امتعاض الوالدين، لذلك يلجأ الآباء بجهل إلى استخدام القوة كوسيلة عقابية لأطفالهم في محاولة لمنع العدوان مما يزيد من تفاقم المشكلة لأنه يخلق نوعًا من العزلة بين الطفل والأسرة، والذي يؤدي إلى تنمية السلوك السيئ لأن الطفل خاصة في السنوات الأولى يتميز بالعناد وعدم الطاعة، فإذا جاوبه بالقوة يدمر الطفل نفسياً ويتحول إلى إنسان غير راض عن أسرته ومجتمعه مما قد يجعله يتعلم المزيد من السلوكيات الضارة والخطيرة بالنسبة له، وغالبًا ما ينتهي الحال بهذا الطفل برفضه الذهاب إلى المدرسة.
بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا بعد أن ذكرنا كل ما يتعلق بالعدوانية عند الاطفال، وذلك من خلال ذكر مفهوم العدوانية، وأسبابها، وطرق علاجها.
لا تنس عزيزي القارئ أن تشاركنا بتجاربك بصدد هذا الموضوع.
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]