التعلم النشط في ظل تحديات العصر الرقمي
كيف يمكنك تطبيق التعلم النشط؟
كتبت:- آية مصطفى
التعلم النشط، الطريقة المتبعة في تقديم المادة التعليمية هي أكبر دليل على مهارة المعلم، حيث أصبحت طرق التعليم التقليدية غير فعالة ولم تحقق جميع الأهداف المرجوة منها.
انضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
لذلك تم تطوير طرق التعليم لتناسب تطور العصر والتكنولوجيا الحديثة، حيث أصبح الآن للمتعلم دور كبير في عمليات تعليمه.
ومن أهم طرق التعليم الفعالة والمكتشفة حديثا هي التعلم النشط، ولكن ما هو؟، هذا هو موضوع هذه المقالة، فلنتابع سويا لنتعرف عليه بشكل تفصيلي.
محتوى المقالة:-
- تعريف التعلم النشط
- مبادئ وفلسفة التعلم النشط
- أسس وأركان
- دور المعلم والمتعلم
- المميزات
- معوقات تطبيقه ونجاحه
- استراتيجيات التعلم النشط
- كيف يمكن تطبيقه
التعلم النشط Active Learning
في ظل التحديات والتقنيات الحديثة تطورت طرق وأساليب التعليم بشكل ملحوظ وواضح، فلم تعد الطريقة التقليدية والتي كانت تعتمد على التلقين لها أهمية وذلك بعد ظهور طرق التعليم الأخرى والتي منها التعلم النشط.
التعليم النشط هو مصطلح يشير إلى أساليب التعليم التي تهتم وتركز بشكل كبير على إلقاء الدور والمسؤولية في عمليات التعليم على الطالب أو المتعلم.
فالهدف منه هو تحويل المتعلم من متلقن للمعلومات يكررها فقط إلى مشارك في عملية تعليمه يناقش ويحاور ويسعى في جمع المعلومات وترتيب الأفكار.
ويتم ذلك من خلال التركيز على مهارات التفكير مثل التقويم والتحليل والتركيز، والاعتماد على الأنشطة والمواقف التعليمية التي تحتاج إلى البحث والتجربة والاعتماد على النفس والتعلم الذاتي والجماعي أيضا إذا لزم الأمر ذلك.
يساعد ذلك في تطوير مهارات المتعلم وتوسيع مداركه، كما يساعده أيضا في اكتساب ومعرفة معلومات جديدة وتكوين آراءه وبناء شخصيته وقيمه وقدرته على مواجهة المشكلات والعمل على حلها بنفسه.
مبادئ وأهداف وفلسفة التعلم النشط
تتلخص مبادئ وأهداف التعلم النشط في جعل المتعلمين هم المحور الأساسي لإتمام عملية التعليم، وفلسفته هي الاهتمام بشكل كلي بالمتعلم وجعله المحور الأساسي لعملية التعلم، وتتلخص أهدافه ومبادئه في النقاط الآتية:-
- التعلم النشط هو طريقة متبعة لتطوير نظام التدريس القديم وهو التعليم التقليدي.
- تشجيع التعلم الذاتي والتعلم الجماعي أيضا.
- يهتم بشكل كبير بتنويع مصادر التعليم.
- يعمل على تنمية طرق التفكير لدى المتعلم واكسابه مهارات مختلفة.
- تشجيع التعاون بين المعلم والمتعلم وكثرة التواصل بينهم.
- انطلاق عمليات التعلم من قدرات ومهارات واستعدادات المتعلم.
- أن يكون التعلم مرتبط بشكل كلي أو جزئي باهتمامات واحتياجات المتعلم، وأن يعتمد على تفاعل المتعلم مع البيئة المحيطة به.
- إتمام عمليات التعليم في أماكن مختلفة وعدم اقتصارها على الفصل الدراسي فقط.
ماهو دور المعلم والمتعلم في إتمام التعلم النشط؟
عند استخدام التعلم النشط في إتمام العملية التعليمية يكون هناك دور لجميع الأطراف المشتركة في عملية التعليم.
1- دور المتعلم
يكون دوره إيجابي، فهو يشارك برأيه ومعلوماته، كما أنه لم يتلقى المعلومة فقط ولكنه يحاور ويسأل معلمه، وتكون لديه مصادر متعددة للمعلومات.
بالإضافة إلى أنه يشارك في مجموعات مختلفة ويمارس بعض الأنشطة التعليمية، ويعتمد على نفسه، كما يشترك في تجهيز وتحضير الدروس.
بالإضافة إلى تقديم الأبحاث في مواضيع مختلفة وفقا لما يطلب منه، وشرح أجزاء معينة، كما أنه يحق له تقييم مستواه التعليمي، ويساعد كل ذلك في بناء شخصيته وتوسيع مداركه.
2- دور المدرس أو المعلم
لم يكن دور المعلم في التعليم النشط مثل دوره في التعليم التقليدي الذي يعتمد على التلقين ويكون المعلم فقط هو مصدر المعلومات بالنسبة للمتعلم.
ولكن تتعدد مصادر المعلومات بالنسبة للطالب، وكل ما على المعلم هو توجيه الطالب وإرشاده وتقديم النصائح له، بالإضافة إلى مشاركته ومناقشته في المعلومات وتصحيح الخطأ له.
لم يكن المعلم أيضا هو المسيطر الوحيد على العمليات التعليمية مثلما كان من قبل، ولكن هو المدير لها، فكل ما عليه هو إدارة العمليات التعليمية بذكاء عن طريق توجيه أسئلة مناسبة للطلاب.
بالإضافة إلى تصميم مواقف تعليمية محفزة، اختيار وسائل التعليم المناسبة له، التنوع في تقديم المعلومات وطرق التدريس مع تشجيع الطالب بشكل دائم.
ماهي أسس وأركان التعليم النشط؟
توجد العديد من الأسس التي يعتمد نجاح التعلم النشط على تطبيقها وهي:-
- مشاركة الطالب في تحديد نظام العمل وقواعده والأهداف التعليمية.
- إتاحة الفرص لكي يتعلم كل طالب وفقا لمهاراته وسرعته الذاتية.
- استخدام استراتيجيات تدريس تناسب الطالب وتركز عليه.
- تهيئة جو مناسب للتعلم وأن يكون ملئ بالمرح والطمأنينة والتشويق والابتعاد عن الأجواء الروتينية والمملة.
- التنوع في وسائل وأدوات التعليم المستخدمة.
- تقديم المساعدات بشكل دائم للطالب إذا لزم الأمر ومساعدته أيضا في اكتشاف مهاراته ونقاط القوة لديه مع توفير الدعم له.
- حث الطالب على الاعتماد على النفس عن طريق التعلم الذاتي و مهاراته في مواجهة المشكلات والتحديات.
اقرأ أيضا:- التعلم عن بعد | دليلك الشامل لأفضل وسيلة لتطوير الذات والمهارات
كيف يمكنني أن أكون متعلم نشط؟
انتشر مفهوم التعلم النشط في الثمانينات، ولكن تم استخدامه كوسيلة للتعليم في التسعينات، فهو مبدأ يعتمد على فكرة المشاركة في عملية التعليم، حيث يساعد ذلك في تذكر المعلومات بشكل أفضل.
يمكنك أن تطبق التعلم النشط بسهولة ولكن عليك أولا إتباع النصائح الآتية:-
1- وضع أهداف وخطة محددة للدراسة
يعد التخطيط خطوة مهمة لنجاح أي شيء ولكن مع العمل به، لذلك عليك تحديد هدفك ووضع مخطط دراسي مناسب لك ويتوافق مع ظروفك لكي تستطيع تطبيقة بسهولة.
يمكنك الدخول في دائرة التعلم النشط من خلال وضع خطة لك ويتم ذلك عن طريق.
- وضع جدول دراسي مع الالتزام به.
- تقسيم المواد إلى أجزاء محددة مع التركيز على جزء كامل في كل مرة.
- عند البدء في أي محاضرة أو درس معين حدد هدفك من ذلك.
- وضع زمن محدد لكل درس.
2- استخدام تقنيات وأساليب التعلم النشط
من المهم الاستفادة من أساليب التعلم النشط وتطبيقها مثل:-
- المناقشة وطرح الأسئلة بخصوص المعلومات التي تدرسها.
- تدوين المعلومات التي لديك مع التركيز على الأفكار والنقاط الرئيسية.
- تلخيص الدروس مع محاولة شرح ما فهمته من الدرس لشخص آخر.
- أكمل كل الأنشطة المتعلقة بالمادة أو الدورة المقررة عليك مع المشاركة مع زملائك.
3- زيادة التركيز
من أهم المشاكل التي تواجه الطالب هي عدم التركيز أثناء تلقي المعلومة، لذلك يجب العمل على زيادة التركيز من خلال تهيئة جو مناسب للمذاكرة والابتعاد عن عوامل التشتت مثل وسائل التواصل وغيرها.
الاهتمام بالوجبات الغذائية وتناول الوجبات التي تجدد النشاط مثل الشوكولاته، وعدم الإفراط في تناول المشروبات المنبهة، والاهتمام بأوقات الراحة فعند الاكتفاء من النوم يمكنك التركيز بشكل أفضل.
4- تحسين الذاكرة بشكل دائم
يساعدك أيضا تحسين الذاكرة على التركيز وتنظيم المواد بشكل أفضل، ويمكنك فعل ذلك عن طريق استخدام الألوان والصور وتمييز بعض الأجزاء الهامة.
بالإضافة إلى ترتيب المعلومات وتنظيمها مع العمل على تكرارها ليكون حفظها سهلا، توجد العديد من الأفكار التي تساعدك على تحسين ذاكرتك كما تساعدك في الإحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل منها:-
- تلخيص الدروس وتبسيط المعلومات وصياغتها بطريقة مناسبة لك
- شرح المعلومة لنفسك مع قراءتها بصوت عالي
- الاستعانة بالكروت التعليمية
ماهي استراتيجيات التعلم النشط؟
المقصود باستراتيجيات التعلم النشط هو وضع خطة عملية لتحقيق الأهداف المرجوة من عملية التعليم، تتعدد استراتيجيات التعلم النشط منها:-
1- التعلم الجماعي والتعاوني
التعلم التعاوني هو المشاركة بين الطلاب أثناء التعلم، حيث يتم تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة، يتم فيها التبادل الفكري وتبادل المعلومات بينهم.
ومن أهميته جعل المتعلم أساس عملية التعلم وتعويد الطلاب على الاعتماد على النفس والإحساس بالمسؤولية واحترام الآخرين مع مراعاة وجود الفروق الفردية بينهم.
يكمن دور المعلم في التعلم التعاوني في تكوين المجموعات وإدارتها وتنظيمها واختيار الموضوعات والأنشطة التعليمية المختلفة، بالإضافة إلى تقديم النصائح والمساعدة لهم وتوفير المصادر المتعددة.
2- العصف الذهني
العصف الذهني هو خطة مستخدمة في التدريس والهدف منها هو استثارة الطلاب وتفاعلهم بداية من الخلفية العلمية لديهم، حيث يكون كل واحدا منهم مدخل للأفكار للآخرين.
ومن أهميته أنه يساعد في تنمية المهارات ويساعد على التفكير والإبداع واكتشاف أفكار جيدة لنفس الموضوع بالإضافة إلى التدريب على مواجهة التحديات وحل المشكلات.
كما أنه يعمل على إثارة أفكار المتعلم في موضوع أو موقف تعليمي معين ويزيد من ثقته بنفسه.
3- الحوار والمناقشة
تعد المشاركة بالرأي وطرح الأسئلة من أهم استراتيجيات التعلم النشط ويمكن تصنيف الحوار والمناقشة إلى:-
- المناقشة الجماعية:- تستخدم في الفصول الدراسية أو عند جمع الآراء حول موضوع أو قضية معينة.
- الندوة:- وهي تقام في قاعات كبيرة ويتم فيها استضافة بعض الأساتذة والشخصيات البارزة لنقل خبراتهم وعلمهم للطلاب.
- مناقشة استقصائية:- يتم فيها طرح الأسئلة من قبل المعلم ويتلقى الإجابات من المتعلمين ويعلق عليها.
- مناقشة مجموعات صغيرة:- تكون عندما يقسم الفصل الدراس إلى مجموعات صغيرة كل مجموعة تتناقش فيما بينها ثم تقدم تقريرا بذلك.
- مناقشة تشبه كرة السلة:- يتم طرح سؤال من قبل المعلم ثم يترك المتعلمين يتشاركون في الحلول و يناقشهم فيها.
4- لعب الأدوار
هي استراتيجية تدريس تعتمد بشكل كلي على محاكاة مواقف واقعية، حيث يتقمص فيها المتعلمين أدوار مختلفة ويتفاعلون مع بعضهم.
ومن أهم مميزاته اكتساب المهارات السلوكية والاجتماعية، سهولة فهم واستيعاب المواد، إتاحة الفرص للمتعلمين للتعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم الحقيقية واحترام وتقبل مشاعر الآخرين.
اقرأ أيضا:- التعليم الإلكتروني.. بوابة الفكر والمعرفة واكتساب المهارات
5- الاستكشاف
المقصود باستراتيجية الاستقصاء والاستكشاف هو اكتشاف المتعلم للمعلومات بنفسه، فهو إحدى أنظمة التدريس التي تعتمد على البحث المستمر والمحاولة الدائمة في اكتشاف المعلومات الجديدة من مصادر متنوعة.
لكي تتحقق هذه الاستراتيجية يجب أن يفهم المتعلم العلاقات بين المعلومات والأفكار المتبادلة وربط أجزاء الموضوع ببعضها للحصول على معلومات جديدة.
6- التعلم الذاتي
تعد هذه الاستراتيجية من أهم وسائل التعلم حيث أنها توفر للطالب إمكانية توظيف المهارات التعليمية بفاعلية، ويساهم ذلك في تطوير مهاراته الوجدانية والمعرفية والسلوكية.
فهو عبارة عن نشاط تعلمي يقوم به الطالب لتلبية رغباته في التعلم والاستكشاف وتطوير ذاته وقدراته من خلال اعتماده على نفسه.
7- حل المشكلات
هي عبارة عن خطة تدريس توفر للمتعلم فرص التفكير العلمي، حيث يواجه الطلاب مشكلات محددة، فيعملون على حلها ومعالجتها بطرق علمية، كما يجمعون المعلومات والبيانات حولها لتحليلها واستخلاص النتائج المناسبة منها.
ومن أهم خطوات حل المشكلة، أن يتم الأول تحديدها ثم جمع البيانات واقتراح الحلول ومناقشتها ثم التوصل إلى الحل المناسب بعد ذلك.
8- تعلم الأقران
استراتيجية تعلم الأقران هي نظام تدريس يتم من خلاله تعليم المتعلمين بعضهم، حيث يساعد بعضهم البعض في جمع البيانات والمعلومات واكتشاف المهارات الجديدة، كما أنه مبني على أساس أن عمليات التعليم تركز على المتعلم واندماجه في التعليم.
توجد عدة أنماط لتعليم الأقران منها مساعدة الطلاب من نفس العمر لبعضهم، وتعليم الأقران على حسب السن وهو أن يكون في تفاوت في الأعمار بين الطلاب، والنمط الثالث هو اشتراك الطلاب من نفس السن في برامج دراسية ولكن غير رسمية.
9- خرائط المعرفة
خرائط المعرفة أو المفاهيم هي عبارة عن مجموعة من الرسومات التخطيطية التي تشير إلى العلاقات الموجودة بين المفاهيم المختلفة.
والتي يمكن أيضا استخدامها كأداة تعليمية ومنهجية، بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدامها أيضا كوسيلة للتقويم.
ماهي مميزات التعلم النشط؟
تتعدد فوائد ومميزات التعلم النشط ومنها:-
- ينمي روح العمل الجماعي بين الطلاب والمشاركة في الآراء.
- الاستمتاع بحرية التعبير عن الرأي وزيادة الثقة بالنفس والاعتماد عليها.
- يزيد من تفاعل واندماج المتعلمين ويجعل عمليات التعلم بالنسبة لهم ممتعة.
- يشجع الطلاب على العمل والتعلم وكثرة الإنتاج مع تنوعه.
- ينمي لدى الطلاب أفكار وقيم واتجاهات إيجابية.
- يعزز الشعور بالمسؤولية لدى الطالب واحترام المبادئ.
- ينمي قدرات الطالب الفكرية والبحثية.
- ينمي رغبة الطلاب في التعلم واكتساب المهارات.
- يعزز روح المنافسة الإيجابية بين الطلاب.
ماهي معوقات نجاح التعلم النشط؟
تتمحور صعوبات تطبيق التعلم النشط في عدة نقاط أساسية منها:-
- الخوف من خوض التجربة والقلق من عدم نجاحها.
- عدم وجود حوافز كافية للتغيير و لتطبيقه.
- عدم توافر الأجهزة والأدوات المناسبة.
- الحصة أو الجلسة تكون مدتها قصيرة.
- خوف المعلم من عدم قدرته على السيطرة على الطلاب.
- أن يكون المعلم ليس لديه مهارة كافية لإدارة المناقشات بين الطلاب.
- عدم الاستفادة وتعلم محتوى دراسي كاف.
- الخوف من التعرض للنقد من قبل الآخرين.
- الخوف من عدم تفاعل الطلاب أو المتعلمين واستخدامهم المهارات العليا للتفكير.
- زيادة عدد الطلاب في الصفوف الدراسية.
قدمنا لكم من خلال هذه المقالة أهم التفاصيل حول التعلم النشط مثل المميزات والمعوقات والاستراتيجيات وغيرها من المعلومات الأخرى، شاركنا برأيك إذا نال المقال إعجابك من خلال ترك تعليقك.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
