Menu Close

هل تعلم قصة حياة سيدنا نوح عليه السلام ودعوته

أهم المواقف المؤثرة في دعوة النبي نوح عليه السلام

دعوته إلى قومه بالتوحيد وعبادة الله، وأهم المعوقات التي واجهته في الدعوة

كتبت: شيماء عبدالباقي

لقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل إلى البشر من أجل عبادة الله الواحد الأحد، وترك الشرك بالله وعبادة الأصنام، ونجد أن في كل قصة لنبي عبرة وموعظة علينا أن نعتبر بها، ولكي يؤمن الناس برسالتهم كان يجعل لكل رسول أكثر من معجزة لكي يؤمن ويصدق به قومه.

النبي نوح
النبي نوح

انضم لكوكب المعرفة

واليوم حديثنا عن النبي نوح عليه السلام، حيث كان مؤمن بالفطرة، وأرسله الله سبحانه وتعالى إلى الناس كافة، وكان يشكر الله دوما ودائما فاختاره الله سبحانه وتعالى إلى حمل الرسالة، فخرج سيدنا نوح على قومه وبدأ دعوته ورسالته إلى دين الله.

دعاء سيدنا نوح إلى قومه بالتوحيد

أرسل الله سبحانه وتعالى الوحي إلى سيدنا نوح عليه السلام لكي يدعو قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد، وترك عبادة الأصنام، والوثنية، والشرك بالله، والتي كانت تنتشر بشكل كبير في ذلك الوقت، ولكن لم يلقى منهم أي ترحيب بذلك، حيث عملوا على تكذيبه، والتقليل من شأنه وصدق نبوته.

واستمر سيدنا نوح عليه السلام في الدعوة لفترة كبيرة، ولكن للأسف لم يستجب منهم إلا عدد قليل جدا، بينما ظل الآخرون على نفس موقفهم وتكذيبهم لدعوة نبي الله ، ولم يكتفوا بهذا بل بدأوا في معاداة سيدنا نوح عليه السلام، والمؤمنين الذين معه.

من الجدير بالذكر أن أغلب الذين اتبعوا نبي الله نوح عليه السلام كانوا من فقراء قومهم، وكان شرط قومه لكي يؤمنوا به أن يبعد عن هؤلاء الفقراء الذين كانوا يرونهم أنهم خدم القوم والذين هم أسيادهم، ولكن رفض سيدنا نوح طلبهم، وأخبرهم بأن الله قد أرسله إلى الناس جميعا، وبدأ قومه في مضايقتهم له واستمر يدعوهم لعبادة الله لمدة 950 عام.


إقرأ أيضا: هل تعلم ما هي المواقف المؤثرة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم


بناء سفينة سيدنا نوح

بعد مرور فترة زمنية كبيرة من دعوة سيدنا نوح إلى قومه أبلغه الله سبحانه وتعالى أن من آمنوا به هم المؤمنين حقا بالله سبحانه وتعالى، وأمره ببناء السفينة، وكان المكان الذي يبني به السفينة في قلب الصحراء، لذلك اتخذه قومه هزوا وسخروا منه.

ولكن سيدنا نوح عليه السلام لم يلقي لهم بالا، واستمر في بناء السفينة إلى أن اكتمل بناؤها، ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى النبي نوح أن يأخذ معه كل المؤمنين في السفينة، بالإضافة إلى أن يحمل من كل زوجين اثنين من الحيوانات، حيث كانت جميع الحيوانات في الدور السفلي للسفينة، والدور الأوسط لسيدنا نوح والمؤمنين، بينما الطابق الثالث كان من نصيب الطيور.

أهم المواقف المؤثرة في حياة سيدنا نوح ودعوته إلى عبادة الله سبحانه وتعالى

يوجد الكثير من المواقف المؤثرة في حياة النبي نوح عليه السلام التي مر بها أثناء دعوته إلى الإيمان بالله الواحد الأحد، وترك عبادة الأصنام، وفيما يلي سنذكر أبرز هذه المواقف:-

  • طوفان نوح

وفي يوم من الأيام بدأت الأرض تتشقق بشكل كبير، وبدأت الأمطار تنهمر من كل مكان، وتسقط من السماء بغزارة، وبدأت السفينة تتحرك، وحينها قال سيدنا نوح باسم الله مجرها ومرساها، وبدأت حينها المياه تغرق بيوت المشركين، وحاولوا الفرار بكل الطرق ولكن لم يستطيعوا وكان الغرق مصيرهم جميعا.

  • ابن نوح الكافر

كان لسيدنا نوح ابن قد رفض دعوته إلى الله سبحانه وتعالى، ورفض أن يصعد معه إلى السفينة، وإما سيكون الغرق مصيره مثل الآخرين، ولكن رفض الابن وقال أنه سيصعد إلى جبل عالي لكي يهرب من الغرق، ثم جاء الطوفان بين كلا من سيدنا نوح وابنه ليفصل بينهم، مما تسبب في غرق ابن سيدنا نوح عليه السلام.

  • مكان استقرار سفينة سيدنا نوح عليه السلام

بعد أن بدأت السفينة في التحرك وسط مياه الطوفان والتي كانت مرتفعة من كل مكان بدأت في السير إلى أن توقفت عند جبل الجودي، وهو الذي يقع في الوقت الحالي في جنوب شرق دولة تركيا، وعندما وصلت السفينة إلى الأرض بدأت في ابتلاع المياه من كل مكان، وبدأت السحب تتوقف عن المطر، وفي هذا الوقت بدأت السحب تتوقف، والأمطار توقفت عن السقوط، وبدأت السفينة ترسو.

  • الحياة الجديدة بعد طوفان سيدنا نوح

بعد أن انتهى الطوفان لم يوجد أي كائنات حية على وجه الأرض أو طيور أو بشر سوى التي توجد على سفينة نوح، وحزن سيدنا نوح على ابنه الذي غرق في الطوفان والذي طلب منه أن يركب معه في السفينة ولكن رفض، وطلب النبي نوح عليه السلام من الله عز وجل أن يغفر له ولكن الله وضح لسيدنا نوح أن ابنه رفض الإيمان، وأنه ليس من أهله، وأنه عمل غير صالح، وبعدها هبط سيدنا نوح هو ومن معه من المؤمنين والطيور والحيوانات من على السفينة إلى الأرض، وذلك ليبدأوا حياة جديدة.


إقرأ أيضا: كتاب مع النبي لأدهم شرقاوي – قصص يرويها النبي


معوقات دعوة النبي نوح عليه السلام

يوجد الكثير من المعوقات التي وقفت في طريق دعوة النبي نوح عليه السلام، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • الكبر

ويعتبر واحد من أكبر المعوقات التي وقفت في طريق الدعوى في حياة النبي نوح عليه السلام، حيث أن الكبر كما قال رسول الله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم (الكِبر بطر الحق وغمط الناس)، حيث أن الكبر هو غمط الناس، وازدراؤهم واحتقارهم.

ويظهر كبر قوم سيدنا نوح وتكبرهم على دعوة النبي نوح عليه السلام في كثير من المواقف والتي من أبرزها كما جاء في القرآن الكريم {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 63].

وحينما جهر في دعوتهم {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء: 111].

وقال {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [هود: 31].

  • العناد

وهو واحد من أكبر صور الكبر والاستكبار والعناد، وهم الذين يتحملون على دعوة الدعاة لله سبحانه وتعالى، وهم الذين يسيئون بهم الظن، ويمنعهونهم بكل شكل من الأشكال في الاستمرار في الدعوة إلى الله.

وقد جاء لفظ العناد في القرآن الكريم أربع مرات قال تعالى {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}.

قال تعالى{وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}.

وقد اشتهر قوم سيدنا نوح عليه السلام بأنهم كانوا كثيرين العناد لدعوته، وكلما دعوهم كانت دعوته تزيده فرار وعناد كما جاء في القرآن الكريم {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} صدق الله العظيم.

ويعرف العناد والكبر والإصرار بأنها أهم الصفات لمن أظلم قلبه وعقله عن النور الإلهي، وذلك لأنه يكون قد اعتاد على العيش في مستنقعات الرذيلة وفي دياجير الظلمة كالخفافيش.

  • التقليد الأعمى

حيث أنه نجد أن كثيرا من الأقوام كان لديهم جمود وتمسك بعادات آبائهم، وكانت اتباع هذه العادات سبب أساسي في رفضهم لدعوات الأنبياء والرسل التي سخرها بهم الله سبحانه وتعالى كل نبي لقومه، بكل كذبوا بنبوته، ومن الجدير بالذكر أن معظم الآيات التي جاءت في القرآن الكريم دلت على الذم، ولكن يوجد بعض المواضع التي تزكي اتباع الأبناء للآباء القائم على البرهان والدليل والتزكية مثل ما جاء في القرآن الكريم على لسان سيدنا يوسف {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}.

وتقليد الآباء بشكل أعمى والتعصب لهم ولم كانوا يقوموا بعبادته بدأوا في مرحلة مبكرة من تاريخ البشرية من خلال قوم سيدنا نوح عليه السلام، والذين أصروا بكل استكبار وعناد على تكذيب دعوة سيدنا نوح عليه السلام، واتباع آبائهم في عبادة الأصنام دون تدبر أو تفكير، فقد قلدوا آبائهم أشد وأسوأ أنواع التقليد فقال سبحانه وتعالى في كتابه {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا}. صدق الله العظيم.

فاتبع قوم سيدنا نوح أغنياؤهم ورؤسائهم فكان مطريهم الغرق، وخسروا سعادة الدارين، حيث أنهم لم يستطيعوا التفرقة بين الحق والباطل، وبين الصدق والكذب، بل اتبعوا في التفرقة بينهم أمر والديهم، شأنهم مثل شأن الذي لا يثق بنفسه.


إقرأ أيضا: تحميل كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب – لمحبي سيرة الصحابة


عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول حياة ودعوة النبي نوح عليه السلام، وأهم القصص والمواعظ التي تعرض لها أثناء الدعوة، والتي يجب علينا أن نتخذها موعظة نتعلم منها.

عزيزي القارئ إذا كان محتوى المقال مفيد بالنسبة لك يسعدنا مشاركتك للمقال مع أصدقائك حتى تعم الفائدة على الجميع.

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

مقترح لك ...