علامات ليلة القدر وكيف يمكن اغتنامها

متى تكون ليلة القدر وما هي علاماتها؟

وكيف يمكن اغتنامها؟

كتبت: شيماء عبدالباقي

علامات ليلة القدر؟ سؤال يتردد على ذهن كل من يرغب في التقرب إلى الله وعبادته في شهر رمضان المبارك.

وذلك لأن ليلة القدر لها مكانة كبيرة، وفضل عظيم، ولأن الله سبحانه وتعالى اختصها بالخير والبركة، وفيها أنزل القرآن الكريم، وهو كلام الله عز وجل، لذلك فإن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر.

ويتسائل كل مسلم يرغب في التقرب إلى الله عن علامات ليلة القدر، وعن أفضل دعاء يمكن قوله في هذه الليلة.

كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في مقالنا هذا، فلنتابع سويا.

إنضم لكوكب المعرفة المكتبة الإسلامية

مفهوم ليلة القدر

تتكون ليلة القدر من كلمتين هما ليلة والقدر، والمقصود باليلة هو الوقت الذي ينتهي فيه النهار ويبدأ غروب الشمس إلى طلوع الفجر، أم القدر ففي اللغة المقصود به الشرف والوقار، وقد عرف أيضا بالتضييق والحكم.

أما بالنسبة للمعنى الإصطلاحي لكلمة القدر فهو لا يختلف عن التعريف بمعنى اللغة، فليلة القدر تأتي مرة كل عام، ولا يعرف التوقيت الحقيقي لها، أو يعرف الوقت بالتحديد، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (التمسوها في الليالي الوترية من العشر الآواخر من رمضان).

متى تكون ليلة القدر

لقد أخبرنا الرسول صل الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى قدر له الوحي ليخبره بليلة القدر، وقد كان بالفعل، وعندما خرج الرسول صل الله عليه وسلم ليخبرنا إياها وجد اثنين من المسلمين يتشاجران سويا، فانشغل بأمرهما ونسي الموعد الذي أخبره إياه الوحي عن ليلة القدر، ولكن قال صل الله عليه وسلم أنها في ليلة وترية من العشر الآواخر من شهر رمضان المبارك.

وقد أخبر سبحانه وتعالى بأنها ستكون في ليلة وترية، وأنها ليلة واحدة في العام كله، فاختلاف الدول العربية عن بعضها في توقيت الصيام والذي يكون بناء على رؤية الهلال في كل دولة ليس معناه أن ليلة القدر ستكون أكثر من مرة، بل هي مرة واحدة على مستوى العالم، في مختلف الدول العربية والأجنبية، لذلك يجب على كل مسلم أن يجتهد بكامل طاقته ليغتنم ليلة القدر، على الأقل في العشر الآواخر ليتأكد أنه قد أدركها بالفعل.

وقد أخبرنا الرسول صل الله عليه وسلم بأن هذه الليلة خير من ألف شهر وأخبرنا أيضا أنه (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).

والمقصود بقيامها أي تلاوة القرآن والصدقة والتنوع في العبادات، ويكون ذلك إيمانا من العبد بأن الله شرع ذلك، واحتسابا للأجر عند الله سبحانه وتعالى، ودون أن يكون هناك نفاق أو رياء في العمل، ولا من أجل غرض من أغراض الدنيا.

علامات ليلة القدر

لقد أخفى الله سبحانه وتعالى عن عبادة حقيقة وقت هذه الليلة بالضبط، ومن المؤكد أن الله سبحانه وتعالى له حكمة في ذلك.

ربما لكي يجتهد عباده في عبادته سبحانه وتعالى لكي يغتنموا هذه الليلة، فيظلوا في الاجتهاد والعبادة طوال العشر الآواخر من شهر رمضان المبارك وليس في ليلة واحدة فقط.

وفيما يلي سنذكر أشهر علامات ليلة القدر التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد السلف:-

أن يكون الجو فيها معتدلا ليس بالبارد ولا الحار، وتكون الرياح فيها ساكنة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء).
تكون ليلة تملأها الطمأنينة والسكينة، حيث يشعر الشخص بالطمأنينة في قلبه، ويجد من انشراح الصدر ولذة للعبادة في هذه الليلة ما لا يجده في أي ليلة أخرى.
قد يراها بعض الصالحين في منامه، كما حدث مع بعض الصحابة رضوان الله عليهم.

ويوجد بعض العلامات التي ذكرها بعض أهل العلم، والتي تدل علي ليلة القدر، ولكن تظهر بعد وقوعها بالفعل، ويكون فيها ربح من ربح وعرف كيف يغتنمها، وخسر من لم يغتنها، وفيما يلي سنذكر أبرز هذه العلامات:-

أن الشمس في صبيحة هذه الليلة تكون صافية، وليس لها شعاع، فعن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها، كأنها طست، حتى ترتفع).
منها ما ورد عن ابن مسعود رضى الله عنه ( أن الشمس تطلع كل يوم بين قرني الشيطان إلا صبيحة ليلة القدر).

كيف يمكن اغتنام ليلة القدر

كان النبي صلى الله عليه وسلم يسعى دائما ويجتهد في العشر الآواخر من شهر رمضان المبارك، وذلك لكي يستطيع اغتنامها.

وليعلم المسلمين فيما بعد كيف كان الرسول صلى الله علية وسلم يغتنمها.

لذلك يجب على كل مسلم أن يذكر نفسه دائما بأنه ربما لا يمكن أن يدرك ليلة القدر مرة ثانية، وذلك لكي تغتنمها بأفضل شكل، وفيما يلي سنذكر كيف يمكن للمسلم اغتنام ليلة القدر:-

التنوع في الطاعة

يجب على كل مسلم في العشر الأواخر من رمضان أن يحرص على التنوع في العبادة، وتكون ما بين صلاة وقيام الليل، وتلاوة القرآن، ومناجاة الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يغفر الله له ذنبه كله، ويرزقه حسن الختام.

التصدق

يجب أن يحرص كل مسلم على أن يتصدق في العشر الأواخر من رمضان كنوع من أنواع العبادات التي يتقرب بها إلى الله ولو بمبلغ صغير، فهي من العبادات المستحبة في شهر رمضان المبارك.

قراءة القرآن

يستحب للمسلم في ليلة القدر أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم، وأن يسعى لختمه، فإن تمكن من ختم القرآن الكريم فقد حاز أجرا كبيرا، ويمكن لمن أراد أن يحيي هذه الليلة بقراءة القرآن الكريم، أن يجتمع مع إخوته وأصدقائه في حلقات سواء كانت هذه الحلقات في المسجد، أو في بيت واحد من أصدقائه، ويقرأوا ما تيسر من القرآن، وذلك حتى يحققوا ما نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في تدارس القرآن، ويحصلون بذلك على الأجر المترتب على الاجتماع لقراءة القرآن وتدارسه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).

الاعتكاف بالمسجد

وهو لزوم المسلم للمسجد وذلك تفرغا للعبادة، فيلزم مسجدا من المساجد ويشتغل في الصلاة والذكر وتلاوة القرآن، وهو يتحرى ليلة القدر، والاعتكاف هو سنة نبوية ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم، وساروا على نهجه الصحابة رضوان الله عليهم، وقال صلى الله عليه وسلم ( إني اعتكفت في العشر الأول ألتمس هذِه اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فقِيلَ لِي: إنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ معهُ).

العمل الصالح

يقدر في هذه الليلة الخير الكثير، حيث أن الخير الذي يوجد في هذه الليلة لا يوجد له مثيل، في الخير، وهو خير من ألف شهر، فقد قال تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، ومن العمل الصالح في هذه الليلة الحرص الشديد على أداء الفرائض، وإفطار صائم.

صديقي العزيز .. بذلك نكون وصلنا إلى نهاية حديثنا حول علامات ليلة القدر، وذكر مفهومها لغة واصطلاحا، ومتى تكون، وكيف يمكن اغتنامها.
أرجو أن تجد فى حديثنا متعة المعرفة وفائدة العلم .. بلغك الله ليلة القدر وبارك ليها فيها وكل عام وأنتم بخير.